بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم أجمعين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
الحديث حول التقليد في اصول الدين وهل هو جائز ومبرء للذمة وصحيح ام لا؟وكذلك الاجتهاد في اصول الدين حيث ذهب البعض الى حرمته ,وما يتعلق بذلك، ان المسائل المختلفة المتعلقة بهذا البحث كثيرة وكما اشرنا فان بعضها كلامي يوكل الى محله الا بنحو الاشارة وبعضها فقهي سنبحثه ان شاء الله تعالى وبعضها قد يقال انه اصولي على تأمل في ذلك سيأتي
اما عناوين المسائل التي سنبحثها او التي سوف نشير لها فهي:
المسألة الاولى:هل تجب معرفة الله وصفاته ومعرفة الرسل بشكل عام والرسول الخاتم صلى الله عليه واله بصورة خاصة وكذلك معرفة الاوصياء بصورة عامة والائمة عليهم السلام بصورة خاصة وكذلك المعاد,وما الدليل على ذلك ثم هل تجب هذه المعرفة بوجوب استقلالي؟ هذا رأي ذهب اليه الطوسي في العدة ، ام تجب بوجوب آلي اي مقدمي وهذا رأي اخر
المسألة الثانية:ما هي حدود هذه المعرفة الواجبة ؟ فان معرفة وجود الله ووحدانيته واجبة ، لكن هل معرفة ان صفاته عين ذاته وان الله ليس في حيز وانه ليس بجسم ولا جسماني ايضا واجبة كذلك ؟
وهل معرفة ان الله محيط بالجزئيات بالنحو الشخصي لا الكلي كما ذهب البعض من الفلاسفة (اي الى ان لا يعلم بالجزئيات الا بوجه كلي) ،وكذلك معرفة صفات الذات وصفات الفعل والفرق بينهما فهل الارادة مثلا هي من صفات الفعل ام من صفات الذات ؟
ثم هل ان معرفتنا بالاجابة عن هذه الاسئلة هي معرفة عن استدلال ونظر ام لا؟ بل ان الكثير من الناس حتى لا يعرف عناوين هذه المسائل!
وبعبارة اخرى : هل يوجد تصنيف للمعارف العقدية الى صنفين المعارف الاولية والثانوية وما هي المصاديق ؟ وهل تختلف الاحكام او لا تختلف؟
المسألة الثالثة:من لم يعرف هذه المعارف الاولية والثانوية عن نظر واستدلال هل هو كافر مخلد في النار؟
العلامة الحلى يصرح بانه خارج عن ربقة الاسلام مخلد في النار وادعى على ذلك الاجماع ,فهل هذا الكلام تام ام لا؟ فهل المعرفة الاستدلالية شرط (الاسلام) بنحو الحكم الوضعي ام لا؟
المسألة الرابعة:لو لم نقل انها شرط الاسلام فهل هي شرط الايمان ؟
ولو لم نقل انها شرط الايمان ، فهل هي شرط العدالة وان من لم يعرفها فهو فاسق (اما لأنها كبيرة او لأنها صغيرة ولكنه مصر عليها )
المسألة الخامسة:هل الايمان بالرجعة للائمة عليهم السلام والخلص من المؤمنين والثلة المنحدرة من الكافرين شرط الايمان ام لا؟
المسألة السادسة:ان الاعتقاد بوجود الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف شرط الايمان لكن هل الايمان بانه الان حي شرط ام لا؟فمثلا الكثير من العامة يعتقدون بانه سيولد في اخر الزمان
المسألة السابعة:لو قلنا ان المعرفة واجبة (باي حد فرضناه)فهل يجب تحصيل العلم بها عن طريق النظر خاصة ؟ هذا رأي
او ان المعرفة واجبة لكن لا يشترط ان تكون بالنظر والاستدلال بل يكفي التقليد ، فالمحور على هذا الرأي هو العلم ولا يهم بعد ذلك ان يحصل بأي طريق ، هذا رأي ثاني
وهناك رأي اخر يذهب الى الاكتفاء بالظن في اصول الدين والمعارف هؤلاء ينقسمون الى اقوال ثلاثة :
الاول:كما ان الظن في اصول الفقه منه حجة ومنه ليس بحجة فهنا ايضا كذلك فان كان الظن عن نظر واستدلال وكان من خصوص روايات المعصومين عليهم السلام فهو حجة والا فليس بحجة ، اي ان الظن الحاصل من ظواهر الاخبار حجة ومبرء للذمة اما الحاصل من الادلة العقلية فليس بحجة بل يقول البعض ان الظن الحاصل من ظواهر القران ليس بحجة
الثاني:يقول ان مطلق الظن الحاصل عن استدلال حجة ، اي ان المهم ان لا يكون عن التقليد
الثالث:الظن وان كان وليد التقليد فهو حجة
المسألة السابعة : هل يكتفى بالايمان عن المعرفة ؟ مثلا شخص لا يعلم ان الله جسم او لا ؟واحد او لا؟ ولا يعرف شيئا عن التوحيد ولم يقم لديه علمي لكنه يعقد قلبه على ان الله واحد ، فهل يكفيه ذلك ؟
او شخص لا يعلم ان الرجعة حق وهل هي من ضرورات المذهب ام لا ؟ لكنه يعقد قلبه على انها حق فهل يكفي هذا ام لا؟
المسألة الثامنة : هل المعرفة من الواجبات المطلقة ام المشروطة ام نقول بالتفصيل كما هو الحق وذلك , مثل الحج والصلاة فالحج واجب مشروط بالاستطاعة اما الصلاة فواجب مطلق ، فهل المعرفة هي مما لو علمت يجب الاعتقاد ؟ اي اذا علمت بالعقائد الحقة كالميزان والصراط وغيرها فلا يجب الاعتقاد او هي مما يجب مطلقا مما يعني لزوم تحصيل العلم بها ثم الاعتقاد بها او يفصل بين الاصول الاولية والثانوية ؟
المسألة التاسعة :هل يوجد جاهل قاصر في المعرفة العقدية ام لا؟ فان البعض يرى انه لا يوجد في قضايا اصول الدين جاهل قاصر سواء اكان في قرية في الصين ام مغارة في الجبل ام في حاضرة الاسلام فان الجاهل القاصر على رأي البعض غير متصور في العقائد بل الجاهل مقصر بالضرورة وذلك يعني ان مطلق الكافر مخلد في النار دون امتحان جديد اما لو قلنا بوجود الجاهل القاصر فذلك يعني ان الكافر القاصر لو مات وحاله هكذا فان الله يمتحنه من جديد يوم القيامة
المسألة العاشرة : وهي مرتبطة بما سبق بل هي مبناها وهي هل ان باب العلم في العقائد منسد ام منفتح ام نقول بالتفصيل ؟ واذا كان منسدا فهل نرجع الى الظن كما في اصول الفقه ؟البعض يقول لا ولا مجال للظن ويسقط عنك التكليف بناءا على تصور العجز في اصول الدين
المسألة الحادي عشرة : هل الاعتقاد لازم ام يكفي عدم الجحود؟ وذلك نظرا لوجود حالات ثلاث للمكلف:
الاولى: ان يكون معتقدا .الثانية:ان يكون منكرا جاحدا.
الثالثة: لا هذا ولا ذاك بل هو جاهل بسيط ويقول لا ادري و لا انكر ولا اعتقد
فاذا قلنا ان الجحود حرام فيكفي ان لا ينكر وان لم يعقد قلبه؟ وبتعبير اخر هل توجد واسطة بين الاسلام والكفر ام لا؟رأي يقول نعم توجد وهو المعبر عنها بالروايات بالضلال,وما هي احكام من ليس بمؤمن ولا كافر بناءا على وجود الواسطة
المسألة الثانية عشرة :هل يوجد بين الايمان والخلاف واسطة ام لا؟ وهل توجد واسطة بين العادل والفاسق-فيما يتعلق بالمعرفة -؟
المسألة الثالثة عشرة :هل يوجد فرق بين التقليد في فروع الدين والتقليد في اصول الدين ؟
المسألة الرابعة عشرة : هل المجتهد الباذل جهده لتحصيل العقائد يصيب حتما ؟ ام يمكن ان يخطئ فهذا بحث والاراء فيه مختلفة
المسألة الخامسة عشرة : واجب مستقل ام لا؟بمعنى انه هل هو واجب نفسي ام غيري؟الشيخ الطوسي يذهب الى ان النظر والاستدلال واجب نفسي لكن تاركه لو اصاب كبد الحقيقة فانه رغم كونه عاصيا لكنه معفو عنه اي من ترك الاجتهاد والنظر والاستدلال في الاصول وقلد وكان تقليده صحيحا كما لو اختار اعتباطا مذهب الامام الصادق عليه السلام وسار وفقه فعلى رأي الشيخ انه مؤمن نعم هو عاصي لأنه ترك النظر والاستدلال لكنه معفو عنه
وهناك مباحث ومسائل اخرى وسيأتي الكلام عن المسائل المتقدمة اما تفصيلا او اجمالا ان شاء الله تعالى
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين ... |