بقلم: السيد نبأ الحمامي
في قوله تعالى: (إنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَـبَـإٍ فَـتَـبَـيَّـنُوا)
المحقّق القزويني (رحمه الله) يقول: (تبيَّنوا) أي: عِلمًـا، والطرف الآخر، وهو الوحيد البهبهاني (رحمه الله) في ظاهر كلامه، يقول: أعم من العلم والظن، وكلاهما غير مسلّم، بل نقول: إن المراد هو التبيّن العرفي، لا العلم ولا الظن، فكلما صدق عليه عرفا أنه (تبيّن) فيندرج في آية النبأ، بل نقول إن المراد من التبيّن: التبيّن العقلائي.
وحينئذ نقول:
إنّ مطابقة الشهرة العملية للروايات نوعُ تبيّن؛ ولذلك يمكن التفصيل في المقام، فإن الرواية إذا طابقت الأولوية الظنية ـ مثلاً ـ فلا يعتبره العرف تبيّنًا، وكذا إذا طابقت الروايات الاستقراء الناقص، فلا يعتبرونه تبيناً عرفاً، خلافاً للشهرة العملية؛ إذ يصدق عرفًا على الشهرة أنها تبين.
أما اشتراط إفادة الاطمئنان في الشهرة العملية، ففيه: أن ما نقوله في خبر الثقة نقوله في الشهرة العملية من عدم اشتراط إفادتهما للاطمئنان، فإن التبيّن ـ عرفًا ـ أعم من الاطمئنان.
والعرف يرى التبين في ثلاثة مصاديق: العلم، والاطمئنان، وما يعتمد عليه نوع الناس. نعم الأخير يحتاج إلى إمضاء، ويكفي فيه عدم الردع.
|