بقلم: السيد نبأ الحمامي
روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): (إنّ مُعلِّمَ الخيرِ يستغفرُ له دوابُّ الأرضِ وحيتانُ البحرِ وكلُّ ذي روحٍ في الهواءِ وجميعُ أهلِ السماءِ والأرضِ..)[1].
إنّ هذا الأثر والثواب يترتّب على كل تعليم للخير، على حسب سعة مفهوم الخير، فيشمل حتى تعليم الطب والهندسة كلما كانا من الخير.
نعم، أوضح مصاديقه تعليم العقائد الصحيحة، ثم العلوم الشرعية؛ لأنها أسمى رتبةً وأشرف، وفيها ثواب الآخرة، وهي من الأعمال العبادية المتقوّمة بقصد القربة.
وأما ما عداها من التعليم، فإن فيها ثواب الدنيا، ويثاب صاحبها إذا كانت بقصد القربة، فيشمل الثواب المذكور في الرواية كلَّ خير عُمِل للناس، سواء في دنياهم أم دينهم؛ لأن عمران الأرض أيضاً مطلوب، وقد يدعى الانصراف عن غير العلوم الدينية، ولئن تمت الدعوى في بعض الأحاديث للسياق ومناسبة الحكم والموضوع وغيرها، فإنها لا تتم في بعضها الآخر، فتدبر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] بصائر الدرجات: ص3.
|