• الموقع : مؤسسة التقى الثقافية .
        • القسم : الفوائد والبحوث .
              • الموضوع : 460- فائدة عامة: استذكار مآثر المرجع الصافي الكلبيكاني .

460- فائدة عامة: استذكار مآثر المرجع الصافي الكلبيكاني

بقلم: السيد نبأ الحمامي

في رحيل المرجع الديني الكبير الشيخ لطف الله الصافي الكلبيكاني (قدس سره) نستذكر بعض مآثره الكثيرة، ومنها:

1: كتابه القيم (منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر (عليه السلام)) كتبه منذ أكثر من (70) سنة، فقد عمّر رحمه الله تعالى حدود (106) سنوات، والكتاب المذكور حين ألّفه في ذلك الوقت، لم تكن آنذاك أجهزة الحاسوب ولا الأجهزة الإلكترونية الحديثة التي تعين على جمع المعلومات والبحث والاستكشاف، فكان تأليفه للكتاب بهذا الشكل أمراً شاقاً جداً وفريداً في بابه.

والكتاب يقع في ثلاثة مجلدات، وفيه استيعاب جميل لمختلف الروايات مع التحليل وذكر المطالب المتعلقة بها في جوانبها المختلفة.  

وقد لخّص هذا الكتاب وبوّبه وصنّفه أخونا الكريم الفاضل سماحة السيد نبأ الحمّـامي، وبذل فيه جهدًا متميزاً رائعاً، وكان مكتب الشيخ (رحمه الله) فرحين بهذا الجهد النوعي حينما وصل التلخيص إليهم.

2: أنه (رحمه الله تعالى) قد استظلّ في ظلّ حماية مرجعيته ـ ممن يعتقد به ومن لا يعتقد، وممن يقلّده ومن لا يرجع إليه في التقليد، ومن الموالي له وغير الموالي ـ العشرات ، وربما المئات من المؤسسات، والمدارس، والمراكز، والهيئات البحثية والفكرية والتدريسية الدينية، ما دامت تعمل في إطار إحياء آثار وأمر أهل البيت (عليهم السلام)، فكان (رحمه الله تعالى) يوفّر لها الحماية، سيما في وقت الحاجة إلى ذلك، فكان المدافع عن أية جهة تعمل لصالح ومصلحة الدين الحنيف ومذهب أهل البيت (عليهم السلام).

 وواضح أن هذا العمل لا يقوم به أي شخص كان؛ لأنه سيكون في معرض الضغط والتحديات والمضايقات من قبل الجهات الأخرى خاصة بعض الجهات الرسمية.

3: ما نقله لنا أحد أعضاء مكتبه حين زيارته للنجف الأشرف: أنه (رحمه الله تعالى) قد محّض نفسه لخدمة أهل البيت (عليهم السلام)،  إلى درجة أنّ معرضًا دوليًّا للكتاب كان قد عرض كتبه، وعلق صورته ـ ربما للتدليل على وجود كتبه ـ ولما بلغه خبر أن صورته قد عُلّقت في ذلك المعرض، اتّصل شخصيًّا بالمعرض وطلب منهم رفع صورته، ولم ينتظر أن يوكل هذا الأمر إلى أحد من أعضاء مكتبه أو أي شخص آخر، بل بادر مباشرة بنفسه للاتصال والطلب برفع صورته؛ لأنّ عمله أراد به وجه الله تعالى خالصاً.

وهذا درس منه (رحمه الله تعالى) لنا بأن نحاول أن نقمع الأنا من أنفسنا بالكامل، لتتمحض خدمتنا وعملنا في سبيل الله ورضا أهل البيت (عليهم السلام)، فإنّ الله تعالى يرفع المخلص في الدنيا والآخرة؛ لأنّه تعالى إذا علم من الإنسان صدق نيّته وإخلاصه في دينه، سيكون تعالى هو المعين والآخِذ بيد الإنسان في أموره جميعا في الدنيا والآخرة إن شاء الله، يقول تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ)([1]).

---------------------
([1]) سورة النساء: الآية 134.

 


  • المصدر : http://www.m-alshirazi.com/subject.php?id=4287
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2 ذي الحجة 1443هـ
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 22