• الموقع : مؤسسة التقى الثقافية .
        • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .
              • الموضوع : 262- بحث مفتوح مع الطلاب الكرام في الاجابة على اشكلاتهم حول مبحث الكشف والشهود ، وتضمن : تحديد موضع النزاع : ما الذي ننكره من الكشف، الحجية ام الاصابة في الجملة؟ وكشف المعصومين(عليهم السلام) موقف الاستاذ قديماً من الفلسفة والعرفان، تعدد اطلاقات العرفان والعارف: العارف العقدي والعارف السلوكي ، وتحديد من هو الكافر؟ و... .

262- بحث مفتوح مع الطلاب الكرام في الاجابة على اشكلاتهم حول مبحث الكشف والشهود ، وتضمن : تحديد موضع النزاع : ما الذي ننكره من الكشف، الحجية ام الاصابة في الجملة؟ وكشف المعصومين(عليهم السلام) موقف الاستاذ قديماً من الفلسفة والعرفان، تعدد اطلاقات العرفان والعارف: العارف العقدي والعارف السلوكي ، وتحديد من هو الكافر؟ و...

 بسم الله الرحمن الرحيم 

 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
اشكالات واستفسارات حول بحث الكشف والشهود السابق 
 
مبحث اليوم مخصص لمناقشة الاستفسارات والإشكالات التي طرحها جمع من الاخوة الافاضل على ما طرحناه سابقا في مبحث الكشف والشهود إذ ذكرنا ان الكشف ليس من الطرق النوعية الموصلة للواقع، ولا حجية له عقلا ولا شرعا ولا حتى على مسلك الكشف, وسنقتصر في الإجابة على بعض ما ذكر في اوراق الطلبة الكرام، مما لم نجب عليه من قبل حتى لا يضيع حق الآخرين. 
 
السؤال الأول: هل سماحة السيد يؤمن بأصل فكرة الكشف والشهود كطريق لاكتشاف بعض الحقائق غاية الامر انه لا يصح الاحتجاج به لعدة اسباب لعدم انضباطه، ومنها امكان ادعائه من قبل أي أحد، أو ان السيد ينكر اصل فكرة الكشف والشهود؟ وعلى الثاني فماذا يقول السيد حول بعض الروايات الواردة عن الائمة التي كشف فيها الأئمة (عليهم السلام) الواقع لبعض أصحابهم أو معاصريهم، ومنها )عن ابي بصير عن الامام الصادق عليه السلام قال قلت له: ما فضلنا على من خالفنا فو الله اني لأرى الرجل منهم[1] أرخى بالا وانعم عيشا وأحسن حالا[2] وأطمع في الجنة[3]، قال: اي والله) اي صحيح ذلك! إذ كثير منهم ارخى بالا إذ عندهم أموال طائلة أو عندهم ظاهرا عيشة سعيدة، واطمع في الجنة. والحاصل: ان الإمام صدّق الصغرى وان كثيراً من المخالفين وضعهم الدنيوي افضل منا وهم من حيث الطمع في الجنة اكثر طمعا من بعضنا (قال – أي الراوي – فسكت – أي الإمام - عني حتى كنا بالأبطح من مكة ورأينا الناس يضجون إلى الله، قال الامام: ما اكثر الضجيج والعجيج واقل الحجيج؟ والذي بعث بالنبوة محمدا[4] وعجل بروحه إلى الجنة ما يتقبل الله الا منك وأصحابك خاصة قال:ثم مسح يده على وجهي[5] فنظرت فاذا اكثر الناس خنازير وحمير وقردة الا رجل بعد رجل)[6] والروايات متعددة. 
 
(الكشف) ليس طريقاً نوعياً للواقع ثبوتاً ولا حجة على الغير إثباتاً 
 
نقول في الجواب عن هذا السؤال: 
 
لا يصح الاحتجاج بالكشف والشهود إثباتاً أولاً، كما انه ليس طريقاً نوعياً للواقع ثبوتاً ثانياً، وقد أوضحنا ذلك مفصلاً سابقاً عند ذكر الوجوه التسعة لفساد وبطلان الكشف والشهود، فان تلك الوجوه كفيلة بكلا الأمرين 
 
وببيان آخر أوضح ومكمل لما سبق : 
 
اننا ننكر كون الكشف والشهود طريقاً نوعياً للواقع كما ننكر صحة الاحتجاج به، كما ننكر ان الكهانة طريق نوعي للواقع وننكر صحة الاحتجاج بها، وذلك رغم ان الكاهن قد يصيب لكن الكهانة ليست طريقا شرعيا ممضى شرعا ولا عقلا. 
 
والحاصل: ان الإصابة في بعض الأحيان امر والحجية النوعية امر اخر, فكون طريق مصيباً احيانا ليس ملاك حجيته, وذلك مثل الرمال فقد يصيب احيانا فهل يكون لذلك من الحجج العقلية والشرعية؟، والعراف كذلك فهل العرافة من الطرق الشرعية العقلية؟ الجواب لا, وان اصابت احيانا, وكذا قارئ الكف فانه احيانا يصيب ولذا نجد كثيراً من الناس يعتقدون بهم, وكذلك قارئ الفنجان فقد يصيب أحياناً، وانا شخصيا رأيت مثل ذلك, ولذا وحسب الإحصاء فان في فرنسا يوجد عشرة ملايين انسان يرجعون للعرافين بمن فيهم الرئيس الفرنسي السابق، فهل العِرافة من الطرق الشرعية العقلائية النوعية، لمجرد إصابته أحياناً ولمجرد أن كثيراً من الناس يرجعون إليه؟ 
 
اذن العراف والقائف[7] وقارئ الكف والفنجان كلهم قد يصيب، والكشف قد يصيب أيضاً لكن احتمال الاصابة بل وجود الاصابة احيانا ووقوعها ليس ملاك الحجية عند العقلاء ولا عند الشرع ولا تلازم بين الأمرين، والكاهن قد يقذف الجن له بعض الأخبار الصحيحة[8] لكي يستدرجونك بعد ذلك، والأحلام ايضا قد تصيب وكثيرا ما تصيب لكنها ليست حجة في الأحكام الشرعية كما لو رأى طيفاً: ان المحرِّم هو عشر رضعات وليست خمس عشرة رضعة[9] او يراها عشرين او سبعة؟ لا يوجد متشرع أو عاقل يقبل ذلك, فاذا كنا في فروع الدين لا نقبل الأحلام والكشف والشهود والكهانة ونظائرها فكيف باصول الدين؟,اذن هذا هو مدعانا ؛ان الكشف والشهود ليست حجة نوعية لا انها لا تصيب مطلقا لكي ينقض علينا انها احيانا تصيب, والأدلة والشواهد كثيرة ومنها التنجيم فانه بلا شك كثيرا ما يصيب لكن (كذب المنجمون ولو صدقوا) 
 
السبب في عدم حجية ما يصيب أحيانا 
 
والسر في ذلك: ان العقلاء والشارع يرون ان الشيء وان اصاب احيانا الا انه حيث كان خطأه اكثر لذا يلغونه عن الاعتبار بالمرة, فكل ما ذكرناه قد يصيب لكن العالم المحيط وهو الله سبحانه وتعالى او العقلاء حيث رأوا ان احتمال الخطأ اكثر لذا الغوا حجيتها بالمرة، لأن جعلها حجة يعني ترجيح المرجوح فالأمر يدور بين ان نعتبر ما يصيب بنسبة 30% ويخطئ 70% مثلاً حجة أو لا, فاذا حكمنا بالحجية فقد أضعنا الباقي الأكثر، اي أوقعنا الناس في الخطأ الأكثر، وإذا حكمنا باللا حجية أضعنا الأقل وحفظنا الأكثر وهذه هي الفلسفة العقلائية وهي مقتضى الحكمة. 
 
الفرق بين كشف المعصومين وغيرهم؟ 
 
اذن المشكلة في الكشف والشهود ان الأدلة الشرعية والعقلاء لا يرونه حجة بما هو هو، فكيف بترجيحه على العقل؟ إذ سبق تصريح بعضهم بان الكشف حجة حاكمة على العقل لأن الكشف اعلى واسمى من العقل فهذا علم حضوري[10] وذاك حصولي إلى آخر ما سبق أما الرواية التي نقلها السائل, فنقول: 
 
الكشف للمعصوم ومن المعصوم[11] حجة وقد تقدم منا ذلك، كما ان الالهام المعصومي حجة، وليس ان كل الهام أو وحي حجة فقد يكون شيطانيا Pوَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْO أو Pهَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍO اذن ما يوحى الينا قد يكون شيطانيا، لكن الكلام في كشف المعصوم فانه حجة لأنه ثبت بالدليل انه معصوم، كما في منام المعصوم فهو حجة، لكن كلامنا في غير المعصوم كملا صدرا وابن عربي واي شخص آخر غير معصوم فنقول ان كشفه ليس حجة نوعية وان فرض انه اصاب احيانا, فهذه الرواية وغيرها في كشف المعصوم أو الكشف الذي يحصل بسببه مما نعلم عليته له أو إمضاءه له ولا كلام فيه، اما غيره فلا، ألا ترى لو ان مرتاضاً هندياً مسح على وجهك واراك إلهين! فهل يكون حجة؟ كلا فان المسح على الوجه قد يكون يستتبع تصرفاً في الروح فيجعله يرى إلهين: إله نور واله ظلمة، واما المعصوم فلولا انا نعلم بالاعجاز وغيره انه معصوم حقا لورد مثل هذا الكلام وانه مسح على وجهه فقد يكون تصرَّفَ في روحه فرأى ما رأى لكن لأننا نعلم انه معصوم وقد اثبتنا في علم الكلام ذلك خارجا، ففعله حجة، والا فان مجرد مسح اليد ورؤية شيء ما ليست ملاكا للحجية, هذا هو الجواب الأول اختصارا وستأتي في مطاوي البحوث اجابات اخرى. 
 
السؤال الثاني: هل ان سماحة السيد الشيرازي تلقى المعارف الفلسفية والعرفانية من اساتذته من اجل هدم المباني الفلسفية والعرفانية ام من اجل البحث عن الحقيقة ثم وصل إلى بطلان جملة من المسائل الفلسفية والعرفانية فبذلك انتهى إلى هذه الحقيقة؟ 
 
الموقف السلبي من الفلسفة والعرفان، متأخر عن البحث والفحص، وليس سابقاً 
 
والجواب: ان العبد الفقير درس الفلسفة قبل اكثر من ثلاثين سنة، وكنا وذاك الوقت نعيش في قم واجوائها كانت ولا تزال ايجابية تجاه الفلسفة، والعبد الفقير بدأتُ بروحٍ ايجابيةٍ دراسةَ الفلسفة كما ان تعليقاتي موجودة على المجلد الأول من الاسفار قبل ثلاثين سنة بالضبط[12] وكذا المجلد السادس والسابع وهي التي درستها، والبقية طالعتها بشكل متواصل او متقطع، وقبل الأسفار درست المنظومة قبل حوالي 34 سنة تقريبا ثم قمت بتدريس المنظومة ولم أبلغ العشرين، كما طالعت الكثير من كتب الفلاسفة والعرفاء بمختلف اشكالها والوانها وبدقة، ومنهجي كان ولا يزال كما تعلمونَ التدقيق الشديد والسبر ووزن الكلمات بكل دقة، كما قمت بتدريس شرح التجريد متزامناً مع دراستي للمنظومة، وكنت أطالع عليه (شوارق الإلهام) ومشربه فلسفي كما كنت أطالع القوشجي وهو شرح كلامي، كما طالعت كتباً اخرى عديدة[13] حتى اكون محيطا بالموضوع. 
 
وتعليقاتي الموجودة بخط يدي على الأسفار تدل على ايجابيتي تجاه الفلسفة في البداية ثم بمرور الزمن كانت تستوقفني قضايا استغرب منها فبدأت ابحث واسأل واناقش، وللعلم درست الأسفار عند ثلاثة من الاساتذة حضوريا، ثم بعضهم بالاشرطة، كلما تقدم بي البحث وجدت مثالب ومطاعن ونقاط سلبية إلى ان تبلورت الفكرة بالتدريج، والحديث اكثر ولكن نكتفي بهذا القدر. 
 
السؤال الثالث: يمكن معرفة فساد عقيدة الشخص من خلال التخبط في سيرته والانحراف في سلوكه والذي يعكس خللا في المبادئ واضطرابا في المفاهيم، وعند تتبع حياة العرفاء والاطلاع على سلوكهم وسيرتهم العملية فانا نجدهم اطهر العلماء واشدهم ورعا واغزرهم علما واكثرهم تواضعا فلم يكونوا غلاظاً جفاة ولا متكبرين او مغرورين ولا منحرفين او عاصين. 
 
والاشكال الآخر: كان العرفاء ولا زالوا من اشد علماء الحوزة العلمية اقداما واخلاصا وتفانيا من اجل الدين فلا نشك في اخلاص الشيخ الرئيس والخواجة نصير الدين الطوسي والسيد حيدر الآملي والسيد على القاضي والشهيد المطهري[14] والسيد الطباطبائي والشيخ بهجت والعشرات من امثالهم وما نريد قوله بالضبط انه ليس من الصواب نعت هؤلاء بالكفر وبالانحراف والزندقة كما جاء في طيات بحثكم الشريف بسبب استغلاق مفهوم هنا او هناك مما لم نفهم كنهه مما يتداوله العرفاء ضاربين عرض الجدار كل تاريخهم وجهادهم وعطائهم من اجل الاسلام؟ 
 
للعرفان إطلاقان: العرفان العقدي والسلوكي 
 
والجواب: تقدم ان موضوع كلامنا ما هو، وسنصرح به الآن لمزيد التوضيح: 
 
إذ للعرفان اطلاقات متعددة وليس هناك اطلاق واحد، وبحثنا الأصولي السابق سينفع هنا فكما ذكرنا في (اصول الدين) و(الاسلام) و(العدالة) وغيرها ان هناك احد عشر وجهاً لتصوير هذه الاطلاقات المتعددة، فان الامر في العرفان كذلك واخص بالذكر في هذه العجالة[15] معنيين فقط إذ يطلق العرفان تارة ويراد به العرفان العَقَدِي وهو مورد كلامنا ويطلق أخرى ويراد به العرفان العملي السلوكي، فالعارف اما عارف عقدي واما عارف سلوكي، فالذي يقوم بتهذيب النفس كالمقدس الأردبيلي فهو عارف لكنه عارف بالمعنى الثاني لا المعنى الأول إذ كان ضد التصوف وضد الفلسفة وضد العرفان بكل قوة لكنه كان من أقدس القدّسين، والكل يشهد له بذلك، ويمكن مراجعة كتابه (الحاشية على إلهيات الشرح الجديد للتجريد)[16] لترون كيف يناقش مباني غير المتكلمين من الصوفية والعرفاء والفلاسفة[17]. 
 
اذن العرفان تارة يراد به العرفان العملي السلوكي وهذا ليس مورد كلامنا، وما ذكره السائل من اسماء فان بعضهم من هذا القبيل وليس كلامنا عن العارف عملا المهذِّب نفسه وسلوكه، وانما الكلام في العرفان العقدي هذا اولا, وثانيا ليس كلامنا عن العرفان العقدي بقول مطلق بل يتضح مما تقدم انا لا نطلق لفظ الكافر على كل هؤلاء، فلا يجوز شرعا ولا عقلا ولا عرفا ولا وجدانا ان نكفر كل من اسمه عارف، بل الكلام عن العارف العقدي الذي يقول بوحدة الوجود او الموجود مع ادراكه لما يقول، فان بعض الطلبة قد يتلفظ هذه اللفظة لكنه لا يعرف عمقها ما هو فلا نعتبره كافراً، اما ابن عربي فانه يفهم ما يقول وملا صدرا يفهم كذلك والقيصري أيضاً يفهم، لذا اصطحبنا كتبهم ونقلنا عباراتهم واستشهدنا بالأمثلة القطعية للعرفاء والفلاسفة الذين يدركون أبعاد ما يقولون, وفي تصوري فان اكثر من يقرأ الأسفار لا يدرك عمق معنى هذه العبارات بالضبط، بل إنما هو لفظً حَفِظه كمن يقرأ الكفاية[18] لكنه لا يدرك عمق المطلب، ولو كان هناك وقت لاصطحبت العروة لتجدوا رأي أعاظم الفقهاء في هؤلاء فان صاحب العروة طرح المسألة في كتاب الطهارة واشار إلى وحدة الوجود (واشد منها وحدة الموجود)، وقال اذا التزموا بلوازمها الفاسدة فهو نجس وغالب المحشين – بل ما قرب من الإجماع - لا يعلقون هنا، وسننقل لكم لاحقاً نص العروة وأسماء الأعلام الذين أيدوا كلامه، بإذن الله تعالى اذن اذا التزموا، اذن كلامنا وحديثنا عن العارف العقدي الذي يؤمن بوحدة الوجود او الموجود هذا مورد كلامنا. 
 
دوائر البحث الأخرى 
 
ثم نوسع دائرة[19] البحث فنقول: ان من يرى الكشف والشهود طريقا نوعيا فهذا نناقشه ولا نكفره إذ كنّا نناقش علميا من يقول بالكشف والشهود وانه يرد عليه اولا وثانيا وثالثا، لكن ليس كل من يلتزم بالكشف والشهود نعتبره كافرا.. كلا أبداً كما ان من يلتزم بحجية الاحلام لا نعتقد انه كافر أو من يعتقد بحجية التنجيم، بل نناقشه نقاشا علميا كما تقدم اما التكفير فدائرته خاصة ضيقة جدا كما اشرنا 
 
وبعبارة أشمل: فان هؤلاء الذين ذكر السائل اسمائهم وغيرهم كثير، اولا اكثرهم ليسوا عرفاء بالمعنى العقدي بل ان كانوا عرفاء فهم عرفاء سلوكيون وثانيا اذا سمي بعضهم عارفاً عقدياً فانه لا يلتزم بما يقوله ابن عربي، نعم إذا التزم أحدهم مدركاً لأبعاد ما يقول فيشمله الكلام. 
 
واما الدائرة الاخرى التي نستشكل عليها فهم الذين يفسرون الظواهر، بما يدعي انه الباطن, لكن بما يخالف ضرورات الدين او المذهب فهذا ايضا مورد كلامنا، فلو خالف ضروريات الدين فهو مورد التكفير واذا خالف ضرورات المذهب فلا الا لو علم وعاد[20] فنعم، حسب التفصيل المطروح في محله، اما اذا فسر ظواهر الدين بما لا يعود إلى ما يخالف ضروري الدين فاشكالنا عليه هو انه لا يجوز لك ان تفسر ظواهر الشرع بخلاف ظاهرها بلا قرينة فهنا اشكال علمي عليه, وسيأتي تفصيله ولنختم بتفسير غريب لابن عربي في الاية الشريفة Pمِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراًO فيقول: ( Pمِمَّا خَطِيئَاتِهِمْO فهي التي خطت بهم فغرقوا في بحار العلم بالله وهو الحيرة! ... Pفَأُدْخِلُوا نَاراًO في عين الماء ) تسمية للشيء باسم ضده فيفسر الشيء بالضد تماما ويقول القيصري شارحاً له Pفَأُدْخِلُوا نَاراًO اي (فادخلوا في نار المحبة والشوق حال كونهم في عين الماء)! والله يقول Pمِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراًO[21] وهذا الحديث له تتمة. 
 
 
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين 
 
[1]- المخالفين 
 
[2]- في دنياه 
 
[3]- أي ان طمعه في الجنة أكثر منا لأنه يرى عبادته اكثر وحجه اكثر وركوعه وسجوده اطول مثلاً، أو لأنه يرى انه على الحق ونحن على الباطل. 
 
[4]- صلى الله عليه واله وسلم 
 
[5]- وهنا محل الشاهد 
 
[6]- بحار الانوار العلامة المجلسي ج27 ص30 
 
[7]- الفقهاء يقولون قيافته ليست حجة 
 
[8]- الكاهن اختلف في تفسيره 1- انه الذي يخبر عن الجن 2- انه الذي يخبر عن الشياطين، ولعل الكهانة اعم منهما. 
 
[9]- فهل يعد حلمه حجة أو من مرجحات تلك الطائفة من الروايات؟ 
 
[10] - أو الإلهام الإلهي. 
 
[11] - (للمعصوم) أي ما يحصل له من كشف ورؤية الحقائق و(من المعصوم) أي ما يحدث لغيره بسبب تدخله بان يمسح على وجهه مثلاً كما في الرواية. 
 
[12] - عام 1404هـ. 
 
[13] - كتعليقة الهيدجي وتعليقة الطهراني وغيرهما 
 
[14]- تقدم الاشكال من الشيخ المطهري على ملا صدرا وعلى منهجه 
 
[15] - هذه الإطلاقات بعضها في العرف العام وبعضها في العرف الخاص. فتدبر 
 
[16] - الحاشية على إلهيات الشرح الجديد. بتحقيق أحمد العابدي الناشر والمطبعة: مؤسسة بوستان.
 
[17] - راجع مثلاً بحثه عن قدرة الله تعالى ورده لقول الفلاسفة بقدم العالم ص 39 نفيه الاتحاد عنه تعالى ص69 وبحث المعاد إذ صرح بامكان إعادة المعدوم ص463 وغيرها. 
 
[18] - أو النظرية النسبية. 
 
[19]- لا دائرة التكفير بل الدائرة الثانية 
 
[20] - أي لو علم انه ضروري المذهب وعاد بانكاره إلى إنكار ضروري الدين. 
 
[21] - شرح الفصوص للقيصري ص529-530.

  • المصدر : http://www.m-alshirazi.com/subject.php?id=522
  • تاريخ إضافة الموضوع : الأربعاء 6 جمادى الآخر 1434هـ
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 23