• الموقع : مؤسسة التقى الثقافية .
        • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .
              • الموضوع : 304- 4 ـ المرجعيات : أ ـ محكمات القران ب ـ الرسول (ص) واهل بيته ج ـ المنطق د ـ (لسان قومه ) 5 ـ خلط التغير والنسبي بالجهل والمبهم والظبابي 6 ـ تطور المفاهيم ليس دليلاً على التغيير في مفهوم النص اذ الملاك زمن النص 7 ـ التغيير لو فرض ، ولامرجعية فرضاً ، فإنه حجة في دائرة الضوابط : معذرية او غيرها ... كم نقح في مبحث الجمع بين الحكم الظاهري الواقعي .

304- 4 ـ المرجعيات : أ ـ محكمات القران ب ـ الرسول (ص) واهل بيته ج ـ المنطق د ـ (لسان قومه ) 5 ـ خلط التغير والنسبي بالجهل والمبهم والظبابي 6 ـ تطور المفاهيم ليس دليلاً على التغيير في مفهوم النص اذ الملاك زمن النص 7 ـ التغيير لو فرض ، ولامرجعية فرضاً ، فإنه حجة في دائرة الضوابط : معذرية او غيرها ... كم نقح في مبحث الجمع بين الحكم الظاهري الواقعي

 بسم الله الرحمن الرحيم 

 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
مبادئ الاستنباط: 
 
الجواب عن شبهة تغير القرآن 
 
5- (المرجعيات) مقياس تصحيح الأخطاء المفهومية: 
 
ومن المرجعيات: 
 
محكمات القرآن 
 
أ- محكمات القرآن فانه مرجع لمتشابهاته([1]) قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) 
 
وذلك مثل مرجعية (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) و(لَنْ تَرَانِي) لتحديد المراد من (وَجَاءَ رَبُّكَ) (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) وان المراد المعنى المجازي لا الحقيقي.([2]) 
 
الرسول والأئمة (عليهم السلام) 
 
ب- الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كما قال تعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (مَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً). 
 
ج- الأئمة الأطهار وفاطمة الزهراء (عليها السلام) قال تعالى (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً). 
 
وذلك مثل تفسير (غَسَقِ اللَّيْلِ) المحتمل: 1- أول ظلمة الليل 2- وشدة ظلمته الحاصلة مع منتصف الليل، بما صح عن الإمام الباقر (غسق الليل انتصافه) وغير ذلك. 
 
ومثل تفسير الإمام الباقر عن أبيه عن جده الشهيد لـ(الصمد) بمعاني عديدة كـ(الذي لا جوف له) و(الذي انتهى إليه السؤدد) (الدائم الباقي) وتفسير الصادق (عليه السلام) في رواية أخرى، مما وصل بالروايتين وغيرهما([3]) إلى 12 معنى ومنها: المتعالي عن الكون والفساد، ومنها الذي يصمد إليه في الحوائج أي يقصد([4]) 
 
لسان القوم 
 
د- (لسان قومه) فانه مرجع لتصحيح الفهم قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ) فالفهم العرفي هو المرجع والمقياس، لا الأذهان السقيمة المعوجّة، فهذا مقياس ثبات ميزان تشخيص الصحيح من السقيم من المفاهيم والتفسيرات المختلفة وذلك مثل ما لو فسّر (أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً) بانها تعني أقم السيف أو العاطفة نظراً لأن الصلاة تعني العطف والانحناء والميل([5])! 
 
وليس هذا مجرد فرض فان كثيراً من العرفاء وبعض الفلاسفة فسروا القرآن بما يخالف الفهم العرفي ولسان القوم([6]) 
 
6- الخلط بين (التغيير والنسبية) وبين (الإجمال والتشابه والضبابية) 
 
واين هذا من ذاك؟ فإن بعض المفاهيم، مثل المشترك اللفظي، قد تكون مجملة، لكن الإجمال أو الإبهام([7]) أمر والتغير أمر آخر، والنسبة بينها العموم والخصوص من وجه فإن بعض المجمل ثابت في إجماله وليس متغيراً وبعضه يزول تغيره بالقرائن فهو متغير. 
 
وذلك مثل قوله تعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ...) فإن القرء مشترك بين الطهر والحيض([8]) 
 
7- لا تلازم بين التطور والتغير 
 
7- ان تطور المفاهيم بمرور الزمن، بالوضع التعيني([9]) ليس دليلاً على حدوث تغيير في النص ومفهومه، إذ لا تلازم ثبوتي بينهما كما لا يخفى([10]). 
 
إضافة إلى ان الملاك هو المعنى في زمن النص الوارد، وذلك مما بحث في بعض جوانبه في مبحث (الحقيقة الشرعية) فراجع. 
 
8- (التغيير) لا ينفي (الحجية ضمن الضوابط) 
 
8- سلمنا ان بعض المفاهيم مما تختلف فيها الأنظار أو تتطور([11])، وانه لا مرجعية بالفعل لتحديد المراد في العديد منها([12]) لكن نقول: هل المراد من ذلك استنتاج: ان كل الأفهام صحيحة وحجة؟ أو استنتاج انه لا شيء منها صحيح وحجة بالمرة؟ 
 
فان أريد الأول([13]) ففيه ان الواقع والثبوت واحد متشخص فما طابقه فصحيح وغيره باطل، فلا يعقل كونها صحيحة بأجمعها، وإلا لزم التصويب 
 
وان أريد الثاني، ففيه: ان ما طابق الواقع صحيح وان جهلنا به هذا عن (الصحة) 
 
واما (الحجية)، ففيها تفصيل([14]) فان ما كان من الافهام والاجتهادات داخل دائرة الضوابط العقلائية والشرعية فحجة وإلا فلا. 
 
فمن الضوابط مثلاً: كون الباحث أهل خبرة في ذلك الحقل – اللغة أو التفسير أو الأصول أو غير ذلك – 
 
فان اجتهاد أهل الخبرة، كالطبيب والمهندس والمجتهد الفقيه – حجة دون غيره، وعلى ذلك جرى العقلاء كافة. 
 
والمراد بـ(الحجة) المنجز والمعذر، او لازم الاتباع أو ما يصح الاحتجاج به على الغير، وأما لو أريد (الكاشف)([15]) فتكفي الكاشفية النوعية، والمصحِّح هو غلبة الإصابة نوعاً، وذلك متحقق في مَن اجتمعت فيه الضوابط. 
 
ثم ان المصلحة في اعتبارِ رأيِ مَن جمع الشرائط – من اجتهاد وعدالة وغيرها – حجة، هي غلبة الإصابة في الموافقة كما سبق وان في خلاف ذلك ترجيحاً للمرجوح وتضييعاً للأكثر 
 
إضافة إلى ما قاله الشيخ من المصلحة السلوكية في سلوك مؤديات الحكم الظاهري. 
 
واما على مسلك غيره فلا حكم ظاهري ولا مصلحة سلوكية، بل لو خالف الاجتهاد الواقع فالمعذرية، للمصلحة الآنفة. 
 
وتمام تحقيق ذلك في مبحث كيفية الجمع بين الحكم الواقعي والظاهري. 
 
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين 
 
 
([1]) فُسِّر المتشابه بـ(ما يشبه بعضه بعضاً) و(ما يُشبه المعنى الظاهر منه الحَّق، وليس به) و(ما يشتبه المراد منه على السامع) و(ما لا يعلم كنهه في الدنيا) كحقيقة البرزخ والجنة والملك. وللبحث عن ذلك مجال آخر. 
 
([2]) فيكون المعنى: وجاء أمر ربك، وقوة الله فوق قواهم، إلى رحمة ربها وجنته ناظرة. 
 
([3]) والمرجع – في شاهد البحث – هو ما في الروايات. 
 
([4]) أشرنا إلى هذه المعاني وغيرها في كتاب (بحوث في العقيدة والسلوك) ص 96-114 ثم لا يخفى ان تفسير الصمد بعدد من تلك المعاني ينفع في فهم إحدى الأدلة على الآية اللاحقة (لم يلد ولم يولد). فتدبر 
 
([5]) كما قال الشارع: صلَّت على جسم الحسين سيوفهم فغدا لساجدة الظبا محراباً 
 
و(صلت) أي انحنت وعطفت ومالت، كما يقال للسهم التالي (المُصلِّي) لانه يعطف على الأول ويلحقه. 
 
([6]) كتفسير ابن عربي (العذاب) بالعذب وأن أهل النار يتلذذون في النار (تحف الأخبار ص307) وراجع مثلاً كتاب (تاريخ الفلسفة والتصوف) للمرحوم المحقق الشيخ علي النمازي الشاهرودي ص161 وراجع (عارف وصوفي چه ميگويد) و(العرفان الإسلامي) وغيرها. 
 
([7]) كأسماء الاشارة والموصلات. 
 
([8]) وقيل، القرء عند أهل الحجاز الطهر، وعند أهل العراق الحيض – مجمع البحرين. 
 
([9]) على ان تغيرّ مفاهيم المفردات اللغوية على امتداد حتى مئات السنين، قليل جداً، فان بعض المعاجم احتوى حوالي مليون كلمة، والأقل من القليل منها ممّا تغيّر مفهومُه بتقادم الأزمان، فالظاهر – وليس الأصل فقط – بل الاستقراء شبه التام دلّ على ثبات اللغة وخلافه استثناء. 
 
([10]) فان التطور غير التغير إذ قد يكون بالإضافة والمكمّلات دون التحوير في نفس المفهوم والتعديل فيه وتخطئة بعضه. 
 
([11]) وان مقصود المؤلف – أو الـمُنزِل - من النص هو المعنى المتطور الآتي في امتداد الزمن! 
 
([12]) لعدم وصول كثير من الروايات إلينا. 
 
([13]) كما صرح به البعض، وقال بعض آخر (دين كل أحد هو عين فهمه للشريعة) وقد ناقشناه في الكتابين (نسبية النصوص والمعرفة.. الممكن والممتنع) و(نقد الهرمينوطيقيا ونسبية الحقيقة والمعرفة واللغة) 
 
([14]) فلا الافهام المختلفة كلها حجة، ولا ان كلها ليست بحجة. 
 
([15]) فصلنا هذه المعاني الأربعة للحجة، وغيرها، في كتاب (الحجة معانيها ومصاديقها) فراجع.

  • المصدر : http://www.m-alshirazi.com/subject.php?id=564
  • تاريخ إضافة الموضوع : الاثنين 16 ذي القعدة 1434هـ
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 23