• الموقع : مؤسسة التقى الثقافية .
        • القسم : دروس في التفسير والتدبر ( النجف الاشرف ) .
              • الموضوع : 158- انذارالصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) لمن يتهاون في صلاته : يمحو الله سيماء الصالحين من وجهه وكل عمل يعمله لايؤجر عليه و... .

158- انذارالصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) لمن يتهاون في صلاته : يمحو الله سيماء الصالحين من وجهه وكل عمل يعمله لايؤجر عليه و...

بسم الله الرحمن الرحيم 
 
الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، باعث الأنبياء والمرسلين، ثم الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين، سيما خليفة الله في الارضين، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم إلى يوم الدين، ولا حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم. 
 
يقول تعالى: ( كَلاَّ وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ * إِنَّهَا لإٍحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيراً لِلْبَشَرِ)[1] 
 
آثار التهاون بالصلاة 
 
إن المصداق الاجلى لمن هو نذير للبشر: هو رسول الله المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وفاطمة الزهــراء (صلوات الله وسلامـه عليهما). 
 
وقد فسرت هذه الآية بفاطمة الزهراء (عليها السلام) كتفسيرٍ بواحد من أجلى المصاديق، أو انها صلوات الله عليها هي التأويل للآية وذكرنا ان من مصاديق إنذارها (صلوات الله وسلامه عليها)، الإنذار للمتهاون بصلاته وذلك كما في الرواية الشريفة التي تنقلها الصديقة الطاهرة (صلوات الله وسلامه عليها ) عن أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في شان المتهاون في صلاته والآثار السلبية الكبرى الناجمة عن هذا التهاون. 
 
والآن نكمل روايتها (صلوات الله وسلامه عليها) عن أبيها عليه صلوات الله وسلامه وتحياته، والتي تستعرض الآثار التي تترتب على المستهين والمتهاون بصلاته وقد قرانا الرواية فيما سبق إلى ان وصلنا إلى قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): 
 
(... وأما اللواتي تصيبه في دار الدنيا: فالأولى: يرفعُ الله البركة من عمره، ويرفعُ الله البركة من رزقه، ويمحو اللهُ عز وجل سيماء الصالحين من وجهه، وكل عمل يعمله لا يؤجر عليه، ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء، والسادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين. ..)[2] 
 
وقد مر الحديث حول (يرفعُ الله البركة من عمره، ويرفعُ الله البركة من رزقه) وهما الأثران الأول والثاني: 
 
الاثر الثالث: يمحو الله سيماء الصالحين من وجهه 
 
تقول الرواية: (ويمحو اللهُ عز وجل سيماء الصالحين من وجهه)، وهذه هي النتيجة الثالثة لمن يتهاون في صلاته، والتهاون له صور وأنحاء عديدة: 
 
منها: ان لايسارع الإنسان إلى الصلاة بمجرد حلول وقتها، بل يتباطأ عنها مرجحا غيرها عليها. 
 
ومنها: ان ينشغل بغير الله تعالى في أثناء الصلاة كأن ينشغل بشؤون المعاش وما اشبه ذلك. 
 
ومنها: عدم مراعاة حدودها، كما سيأتي. 
 
والآن نقول: ان من الآثار التي تترتب على التهاون بالصلاة: ان يمحو الله سبحانه وتعالى سيماء الصالحين من وجهه، ذلك ان للصالحين نوراً يعلو وجههم، وله درجات على حسب درجات صلاحهم. 
 
ان بعض الناس وجهه مظلم! ما السبب في ذلك ؟ قد يكون هو التهاون بالصلاة، وبعضهم تجد وجهه منيرا! وهو مجلى من مجالي سيماء الصالحين ومظهر من المظاهر، فقد يسلب الله تعالى سيماء الصالحين من وجه هذا الإنسان لو تهاون، بعدها، في صلاته. 
 
ولكن السؤال هو: لماذا ذلك؟ 
 
هناك رواية أخرى رائعة، وبضمها إلى هذه الرواية يتضح لنا بعض الوجه في ذلك: 
 
وجه دينكم الصلاة 
 
فعن الإمام الصادق (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "لكل شيء وجه، ووجه دينكم الصلاة فلا يشيننّ احدكم وجه دينه"[3] 
 
والعبارات دقيقة جدا.. فالوجه والوجاهة والجاه، هي بمعنى واحد، في إحدى التفسيرات، أي: المنزلة والقدر والمكانة 
 
والوجه سمي وجها، في إحدى وجوهه، لان وجاهة الإنسان به. 
 
فلو تصورنا إنسانا مشوه الوجه، فانه بنفسه يحس بالحرج وان لم يكن مقصرا في ذلك، كما لو جدع انفه، او قطعت شفتاه، او صلمت أذنه، أو سملت عيناه، أو غير ذلك، فان وجاهة الإنسان بوجهه، فإذا كان مشرقا منيرا حبّبه ذلك إلى الناس، وان كان مظلما او مشوها اختلف الحال. 
 
ووجه الدين هو الصلاة فإذا تهاون الإنسان في شانها، سلبه الله ذلك النور، وتلك السيماء الصالحة من وجهه، فهناك نوع من التجانس والسنخية بين الوجهين. 
 
واما السر في كون الصلاة وجه الدين، فهو لأنها هي الأخرى المظهر والواجهة العامة للدين الإسلامي وهذا بخلاف الأديان السماوية والأرضية الموجودة في العالم، فتجد الصلاة المظهر الأكثر انتشاراً وحضوراً في العالم الإسلامي: في كل الاوقات، صباحا ظهرا عصرا وليلاً، وفي شتى الأماكن: في المسجد، في المنزل، في المعمل، في الشركة، في المشاهد المقدسة، في المساجد وغير ذلك. 
 
فالصلاة وجه ديننا، فاذا تهاون شخص فيها فان الله تعالى يسلب سيماء الصالحين من وجهه 
 
وهذا ما يدركه الأولياء بل يدركه حتى عامة الناس، فانه أمر واضح وشائع بين العامة والخاصة. 
 
الأثر الرابع: كل عمل يعمله، لا يؤجر عليه 
 
ثم تقول (صلوات الله وسلامه عليها) نقلا عن ابيها (صلى الله عليه وآله وسلم): (وكل عمل يعمله لا يؤجر عليه) وهي طامة كبرى، لان الإنسان إنما يقوم بالأعمال العبادية وغيرها لكي يؤجره الله عليها ويرضى عنه ـ وهو الدرجة العليا ـ او يطلب بها الجنة ـ وهي درجة أخرى ـ إلا ان هذا الإنسان المتهاون في صلاته لايؤجر على أعماله ولا يرضى عنه ربه وبارئه. 
 
ومعنى لا يؤجر على أعماله: انه عندما يصوم ـ وهو أمر شاق ـ فانه لا يحصل على جنة ولا حور ولا قصور ولا غير ذلك، أو عندما يصلي أو يتصدق أو يحج أو يخمس أو يكرم أو يعتني بالأرامل والأيتام والمساكين وعندما يبني المساجد والحسينيات والمكتبات أو غير ذلك. وما ذلك إلا لتفريطه في الصلاة وتهاونه بها. 
 
والإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه في رواية اخرى يوضح أبعاد ذلك بشكل أكبر اذ يقول: 
 
مضت خمسون سنة ولم تقبل منه صلاة! 
 
(والله انه ليأتي على الرجل خمسون سنه وما قبل الله منه صلاة واحدة، فأي شيء اشد من هذا؟!..)
 
وهذه مأساة ما بعدها مأساة!! إذ: خمسون سنة ليس بالزمن القليل!! ولكن هذا لمن يدرك عمق هذه المأساة، أما من لا يدرك ذلك فهو في وبال وضياع أعمق... 
 
ان الإنسان مثلا إذا ابتلي بمرض السرطان ـ والعياذ بالله ـ فانه قد يدرك كم هو مرض شديد ومخــيف، الا انه قد لا يدرك بان تهاونه بالصلاة لهو اشد من هذا المرض العصيب، وهكذا إذا قطعت يده أو ذهب بصره أو كان في سجن أو ظلم أو غير ذلك فان كل ذلك أهون وأقل شدة من تهاونه في صلاته، أوليس هذا نص كلام الإمام؟ يقول صلوات الله وسلامه عليه: "فأي شيء اشد من هذا"؟! 
 
إذن فلينشغل كل امرء بإصلاح باطنه وبالتوجه في صلواته إلى ربه سبحانه وتعالى وبشكل اكبر وأفضل يوماً بعد يوم. 
 
ثم يقول الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه: (..والله انكم لتعرفون من جيرانكم وأصحابكم من لو كان يصلي لبعضكم ما قبلها منه، لاستخفافه بها! ان الله لا يقبل إلا الحسن فكيف يقبل ما يستخف به؟)[4] 
 
ان الذين يؤدون صلاتهم وبالهم مشغول في السوق أو في العمل أو في الحديث الذي سبق مع شخص اخر، أو غير ذلك، هم حقاً من المستخفين بصلاتهم، فكيف لو شغل ذهنهم بالتفكير في بعض المعاصي والآثام؟. 
 
ونمثل بمثال للتقريب إلى الذهن: لو أنكم ذهبتم إلى مكان معين كضيف عزيز، فألقى شخص كلمة ترحيبية بكم فان ذلك يستدعي منكم الشكر والامتنان، لكن اذا كانت الكلمة الترحيبية كلمة سيئة من كل الجوانب فان صاحبها يذم على ذلك، وان تعنونت بعنوان الترحاب والاستقبال، كما لو استخدم مصطلحات غير مهذبة او غير ذلك 
 
والصلاة يمكن اعتبارها (ميعاد) العبد الخاص لمخاطبة سيده ومولاه والمنعم عليه، فانه جل اسمه هو الذي طلب منه ذلك في وقت خاص بكيفية خاصة (من التطهّر والاستقبال والنطق السليم والجميل بحضرته سبحانه وتعالى) فإذا كان الإنسان متهاونا في صلاته فإن جزاءه بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "كل عمل يعمله لا يؤجر عليه" 
 
ولكم ان تتصوروا عاملا يعمل ليل نهار ثم في آخر المطاف لا يعطى أجره!! ذلك انه هو الذي أضاع حظه! 
 
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): "ولا تؤخرها عن وقتها؟ فان في تأخيرها من غير علة غضب الله عز وجل"[5] 
 
وهذه الكلمة عجيبة لان تأخير الصلاة ليس بمحرم، ولكن مع ذلك فان الرواية تصرح بان غضب الله يشمل تأخيرها من غير علة! ومن الطبيعي ان الله لو غضب عليه فانه لا يقبل منه مادام غاضباً عليه، عملا. 
 
الاثر الخامس: عدم استجابة الدعاء 
 
تقول الرواية: "ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء" 
 
وكنت قد فكرت سابقا ان هذا الكلمة هي صغرى لكبرى هذه القاعدة: "كما تُهمِل تُهمَل" فان الذي يتحدث مع الله سبحانه وتعالى ثم يهمِله ولا يراعي شؤون هذا المقام الرفيع ولا يهتم بانه مع من يتحدث لحريٌ بان لا يُقبَل منه، ويُهمَل ولا يلتفت إليه أصلا. 
 
والنتيجة الخارجية ان دعاءه لا يرتفع إلى السماء. 
 
وهناك رواية أخرى تكمل بعض الصورة في هذا الجانب فان الإمام الصادق (عليه السلام) يشير إلى ان الله تعالى وكّل ملكا خاصا بالصلاة وله دور محدد خاص ولا توجد له مسؤولية أخرى، وهو انه مكلف بصلاة المكلف فإذا صلى العبد فان الملك يرفعها معه إلى السماء فان قبلت حفظت وإلا ردت إليه فيضرب بها وجهه! 
 
ولكم ان تتصوروا أية اهانه هذه؟ فلو انكم دخلتم مجلسا فاستقبلكم احدهم ورمى بوجهكم شيئا!! فكيف سيكون حالكم؟! 
 
ونص الحديث: "الصلاةُ وكِّل بها ملك ليس له عمل غيرها، فإذا فرغ منها قبضها ثم صعد بها فان كانت مما تقبل قبلت وان كانت مما لا تقبل قيل له ردها على عبدي، فينزل بها حتى يضرب بها وجهه ثم يقول: اف لك"!![6] 
 
وكلمة (اف) في اللغة العربية لها معاني عديدة: 
 
من معانيها الشهيرة: التضجر والاستثقال, أي انها تقال عند الاستثقال، فلو ان شخصا جلس الى جواركم وكان ثقيل الظل فان الإنسان يتأفف منه ويتضجر وكلما كان ظله أثقل، ازداد الإنسان منه تضجراً وتأففاً وانزعاجاً. 
 
والنتيجة على هذا المعنى: ان مثل هذه الصلاة المتهاون بها والمملوءة بالغفلة والسهو تتأفف منها الملائكة وتضجرهم وتسوؤهم[7]، ولعمري أين هذا من رجاء ذلك المصلي لأجرٍ وثواب يتمناه؟!! 
 
ومن معاني (اف): قلامة الظفر أي ما يقلم من الظفر وهو ما ليس له قيمة له بالمرة 
 
وسوف يكون معنى الحديث على فرض إرادة هذا المعنى: ان من يتهاون بصلاته فان جزاءه ونصيبه هو (قلامة ظفر)! وهي نوع من القذارة والوساخة فهي ضد القيمة! فأية قيمة لمثل هذه الصلاة؟ 
 
والمعنى الثالث لـ (اف): هو ما يلتقط من قصب ساقط في الطريق أو أعواد لعلها لا قيمة لها. 
 
والنتيجة: فان هذا الإنسان لا يستحق على صلاته هذا أي أجر على الله تعالى.. 
 
الأثر السادس: ليس له حظ في دعاء الصالحين 
 
تقول الرواية: "... والسادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين. .." 
 
وهذه داهية أخرى في الحقيقة، لان الإنسان تارة يدعو له الصالحون وأخرى لا يدعون له، ومن البيّن ان طليعة الصالحين هو سيد الكائنات الإمام المنتظر (صلوات الله وسلامه عليه وعجل الله فرجه الشريف). 
 
اما المتهاون في صلاته فان الإمام (صلوات الله وسلامه عليه) لا يدعو له ولا الصالحون في الدرجات اللاحقة فليس له حظ في دعاء الصالحين وهذه بمفردها تكفي عقوبة وأية عقوبة! كما تكفي موعظة للإنسان لكي يحاول ان يكون من الذين يهتمون بصلاتهم اكبر اهتمام. 
 
السيدة ام البنين (عليها السلام) في دعاء الصالحين 
 
السيدة أم البنين[8] كم لها حظ في دعاء الصالحين؟ وانكم لتجدون الملايين من الناس وعلى مر العصور وفي أنحاء العالم يتوسلون بها ويدعون لها أو يهدونها سورة الفاتحة أو يهدونها الصلاة على محمد وال محمد ويأخذون حوائجهم فإذا كان للإنسان حظ في دعاء الصالحين فانها منزلة كبرى ذات قيمة كبرى، فكيف لو كان وسيطا لاستجابة دعاء الصالحين كما انها (صلوات الله وسلامه عليها) هي كذلك؟. 
 
وكيف لقلبٍ أن يتحمل سماع آنين الزهراء (عليها السلام)؟ 
 
وفي الرواية: ان السيدة أم البنين (عليها السلام) عندما تزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام)، وذلك فخر وأي فخر (وهناك روايتان احدهما تقول انها أول من تزوجها (عليه السلام) بعد الصديقة الزهراء (عليها السلام)، وأخرى تقول انها الزوجة الثانية بعد اُمامة) وفي يوم الزفاف لما أدخلت هذه العروس على أمير المؤمنين (عليه السلام) وجدت الإمامين الحسنين مريضين طريحي الفراش، وهما حينئذ طفلان صغيران، فانصرفت الى تمريضهما... 
 
وكيف لا يكونان مريضين؟! اوليس قد ماتت أمهما فاطمة؟! أو لم يسمعا أنين الزهراء؟! وهل لقلبٍ ان يتحمل ان يسمع أنين فاطمة الزهراء (عليها السلام)؟!! 
 
ولقد كان الحسن والحسين يسمعان أنين أمهما الزهراء عليها السلام آناء الليل وأطراف النهار.. او لا يحق لهما ان يمرضا؟! 
 
وانني شخصيا ذات مرة زرت احد المؤمنين في داره وكان من أقربائنا وكانت أمه امرأة مسنة ومريضة وكانت في الغرفة المجاورة، وعندما جلست سمعت صوت أناتها جراء مرضها، فتألمت كثيرا لسماع صوت انينها ولم استطع البقاء أكثر من دقائق معدودة وقلت لصاحبي انني لا استطيع ان اجلس هنا وأنا اسمع أنين أمكم المريضة.. وخرجت من المنزل.. ولا تزال أنّاتها عالقةً ببالي. 
 
فإذا كان الإنسان لا يتحمل ان يسمع أنين امرأة عادية، فكيف بالحسنين (عليهما السلام) وهما يسمعان أنين أمهما فاطمة؟!! فكيف بهما وهما يريان أمهما تضرب؟! كيف بهما وهما يريان ما جرى وما جرى على أقدس امرأة على وجه البسيطة!! 
 
"او ليس قد مات امنا فاطمة " 
 
وأم البنين كان لها هذا المقام الرفيع.. ان تخدم الحسنين (عليهما السلام) بل ان تبدأ أول لحظات زفافها بان تنصرف بكلها إلى خدمة الحسنين (عليهما السلام)... ثم تستمر على خدمتهما وابيهما لسنوات وسنوات.. 
 
وكان من آثار ذلك ان الله تعالى جعلها ملاذا للمؤمنين وشفيعة لهم في قضاء حوائجهم إلى الله تعالى. والكل يعلم ان هذه المرأة القديسة الطاهرة لهي كذلك كما ان من المجرب ـ وقد جربت بنفسي ذلك ووصفت للكثيرين وفي أصعب واعتى المشاكل من دين او مرض او غير ذلك - ان ينذر (14) صلاة لام البنين وان يقرأ حديث الكساء يوميا باسم ام البنين ويهدي ثواب هذا الحديث لها (عليها السلام) فان حاجته تقضى، جربوا ذلك وسترون ان أصعب المشاكل تنحل بلطف الله وكرمه. 
 
لتكن الصلاة من أعظم همومنا في الحياة 
 
ولنختم الكلام بهذه الكلمة فنقول: يجب علينا ان نجعل الصلاة الهّم الأول في حياتنا أو لا اقل ان نجعلها إحدى أهم همومنا في الحياة. 
 
ذلك ان كل شخص له هدف معين أو عدة أهداف يسعى لتحقيقها بكل ما أوتي من قوة، فنقول: فليكن حضور القلب في الصلاة، والالتزام بالصلاة في أول وقتها ومراعاة حدودها من أهم أهدافنا، ان لم نقل أهم هدف في الحياة, وعندئذ ستنالنا رحمة من الله وبركات وصلوات. 
 
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين 
 
 
[1] - سورة المدثر: الآيات: 32 إلى 36. 
 
[2] - عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار والأقوال ومستدركاتها ج11/2 مجلد سيدة النساء فاطمة عليها السلام ص911 -912. 
 
[3] - وسائل الشيعة : كتاب الصلاة ج3 ص15 باب 6: باب تحريم الاستخفاف بالصلاة والتهاون بها ح4. 
 
[4] - الوسائل / كتاب الصلاة/ باب 6 ح2. 
 
[5] - الخصال ج2 ص543. 
 
[6] - الوسائل كتاب الصلاة باب 6 ح9. 
 
[7] - واما لو وردت في الله تعالى فالمراد بها نتيجة التأفف والتضجر، نظير (غضب الله). 
 
[8] - وهذا هو يوم شهادتها على المشهور.

  • المصدر : http://www.m-alshirazi.com/subject.php?id=897
  • تاريخ إضافة الموضوع : الأربعاء 13 جمادى الآخر 1434هـ
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28