• الموقع : مؤسسة التقى الثقافية .
        • القسم : الفوائد والبحوث .
              • الموضوع : 95- فائدة عقائدية: القوى الست والطرق الاربعة لكشف الحقائق .

95- فائدة عقائدية: القوى الست والطرق الاربعة لكشف الحقائق

القوى الست والطرق الاربعة لكشف الحقائق*
 
إن هنالك ست قوى وأربع وسائل وطرق تتكفل بالكشف عن الحقائق أو بعضها، بدرجة أو أخرى وهي طرق الوصول إلى المعرفة بشكل عام[1]، والتي يمكن التعبير عنها أيضاً بـ(القوى الإدراكية) وطرق الإدراك واستكشافها.
وهذه القوى هي:
1- الفطرة[2].
2- العقل[3].
3- الحواس الخمسة الظاهرة.
4- الحواس الباطنة
والحواس – باطنة وظاهرة – مجموعة قوى جمعها عنوان الحواس الباطنة أو الظاهرة.
5-6- القوتان المتوهمة والمتخيلة.
اما الطرق والوسائل الأخرى للمعرفة واستكشاف الحقائق، فهي:
7- الوحي أو الإلهام[4].
8- الكشف والشهود.
9- التجربة والاستقراء التام أو المعلل بل والناقص، وهو كاسمه ناقص، ونظائرها[5] ومطلق التعلم[6]، ولا يخفى ان هذه مجموعة طرق جمعناها في رقم واحد نظرا لان العلوم تعتمد[7] عليها عادة[8].
ويمكن أن نصطلح على ما يحصل بها – أي بالتاسعة – وما يحصل بالثالثة، بـ(العلم)، وإن كان العلم بالمعنى الأعم[9] هو ما يحصل بأية قوة أوطريق من القوى أو الطرق السابقة، وقد يقال: بوجود إطلاقات متعددة للعلم بنحو الاشتراك اللفظي، أو يقال بانه مشترك معنوي. فتأمل.
ولا يخفى أن هناك تداخلاً وتشابكاً بين بعض هذه القوى والطرق، وقد تستند إحداها للأخرى، أو تتطابقان على مورد واحد.
10- إضافة إلى حضور المعلوم لدى العالم بنفسه؛ كالصور الذهنية وكحضور قوى النفس وآلاتها لديها، بل وحضورها لذاتها – على نقاش وكلام؛ إذ اننا لا نرى مجرد حضور المعلوم لدى العالم ملاكاً للعلم بل هو مجرد مقتضٍ له [10].
القوى والطرق في الآيات والروايات
وقد أشارت الآيات والروايات إلى هذه القوى والطرق – اثباتاً أو نفياً، للأصل أو للحدود - في مواطن شتى كما حدد بعضها مجالات ومساحات ومتعلقات تلك القوى والطرق.
وتشير الآية الكريمة (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [11] إلى بعض تلك الآلات والقوى وإلى بعض مساحاتها.
---------------------------------------------------------------
[8] وفق علم المناهج "الميثادولوجياmethodology"، عادة يعبر بالعلم أو المنهج العلمي، عن المنهج التجريبي حصراً أو إصطلاحاً، experimental method، وذلك في المقاربة البحثية من خلال التجربة، وهي الوسيلة "التاسعة" من القوى والوسائل التسعة، فيما يعبر عن طرائق "الحواس"، بالمنهج الإمبريقي،empirical method، والذي يترجم أحيانا بمنهج الحس، أو الخبرة، أو التجريبية، وفي سائر الأدبيات، لا تتغير مفردته بالترجمة، وهي عن أصلها اليوناني لغة، المؤلفة من كلمتي enالتي تعني "في، أو ضمن، أو داخل"،  وperekos وهي الخبرة أو الملاحظة observation، أو المعرفة المحسوسة أو المكتسبة بالحواس الخمسة، ثم أدغمت النون الى الميم، وفق قواعد اليونانية، عند تلاقي النون مسبوقا بحرف صوتي "علة"، مع حرف صحيح بعده، لتشكل مفردة "الإمبيريقية" التي تلفظ emperikos، وهي القوة "الثالثة" من العشرة. وتعني الإمبريقية تحديداً، اكتساب المعرفة من خلال الملاحظة، في التعرف على الأشياء والظواهر وتجريبها بواسطة الحواس، وهذه التقنية قديمة منذ قدم الحضارة، ولا يكتفي هذا المنهج، في التعرف على الأشياء والظواهر وفهمها من خلال الفكر أو التشبث أو الحدس أو السلطة أو التجربة الآنية، بل من الضروري فيه اختبارها بالحواس الخمسة، التي تشكل المقدمة للتوثق بها، والتي يعبر عنها بالمفاهيم أو القيم أو المقادير الإمبريقية، الخاضعة للتجريب والملاحظة والخبرة من خلال الحواس). المصدر: د. هيثم الحلي الحسيني، دراسات في منهجيات البحث العلمي، الحلقة الثالثة عشر، مناهج البحث العامة، "العلمية التجريبية والحسيّة الإمبريقية". (موقع الإمام الشيرازي)

 


  • المصدر : http://www.m-alshirazi.com/subject.php?id=2248
  • تاريخ إضافة الموضوع : 29 ذي الحجة 1437هـ
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28