تنقسم العلوم باعتبار موضوعها ومحور بحثها إلى الحقيقية والاعتبارية والخارجية:
اما الحقيقية فكعلم الطب حيث أن موضوعه بدن الإنسان بما هو هو، وهو جوهر متاصل غير منوط باعتبار معتبر.
واما الخارجية فكعلم الجغرافيا او التاريخ فان موضوعها الجزئيات والمصاديق الخارجية لا القضايا الحقيقية ، وقد يجعل منها علم الفلك بوجه .
واما الاعتبارية فكعلم الأصول اذ موضوعه الأدلة الأربعة بما هي أو بوصف الدليلية او الحجة المشتركة القريبة في الفقه على المختار، وهو امر اعتباري بيد المعتبر وان كان له نحو تأصل بلحاظ غايته، فان الاعتباريات على قسمين: ما كان اعتبارياً محضاً وما كان اعتبارياً ذا تاصل ومنشأ خارجي، وكلاهما غير الانتزاعي الموجود بوجود منشأ انتزاعه.
إذا تمهد ذلك نقول:
انه قد يقال إن التنقيب والبحث عن المفاهيم المطروحة في كثير من العلوم الحقيقية والاعتبارية - دون الخارجية [1] - لغوٌ ؛ لارتكازية معانيها في الأذهان ومدارية المرتكز للمباحث والمسائل والأحكام.
لكن الظاهر الحاجة بل اشتداد الحاجة وتأكدها في البحث عن بعض المفاهيم المحورية في العلوم، وكذا معرفة موضوعات العلوم وموضوعات مسائلها وذلك، إضافة الى كونه من الإتقان المطلوب شرعاً وعقلاً وعرفاً و يشمله مثل (رحم الله امرئ عمل عملاً فأتقنه [2]) فان البحث عن العلم ومسائله (عملٌ) لشمول العمل للعمل الفكري اطلاقاً [3] او ملاكاً. لجهات ستة.
========================================
|