فائدة رجالية: دعوى الاجماع على صحة أحاديث كتاب من لا يحضره الفقيه من قبل علمين من اعلام الطائفة [1]
اعداد: السيد حسين الموسوي
لقد ادعى علمان من أشهر اعلام الرجال الاجماع على صحة احاديث الفقيه وهما السيد مهدي بحر العلوم في رجاله في ترجمة الشيخ الصدوق، قال: «خصوصا كتاب من لا يحضره الفقيه فانه احد الكتب الاربعة التي في الاشتهار والاعتبار كالشمس في رابعة النهار وأحاديثه معدودة في الصحاح، من غير خلاف ولا توقف من أحد» [2].
وهذا يعني أن السيد بحر العلوم يدعي أن على ذلك الإجماع، أي مثلما أجمعت الطائفة على تصحيح كل ما ورد عن إبن أبي عمير.
والفاضل المحقق الشيخ الحسن بن الشهيد الثاني، والمعروف بتشدده في التوثيق، فإنه كان يعدّ أحاديث كتاب "من لا يحضره الفقيه" من الصحيح عنده وعند الكل [3]. وهذا يعني أننا أمام اجماعين منقولين، وهما على الأقل يعدّان مؤيداً وقد يورثان ـ إذا انضما الى قرائن أخرى ـ الاطمئنان، حتى لو قلنا بان الاجماع المنقول ليس بحجة.
وقد أثير إشكال على السيد بحر العلوم وهو: من الغريب أن يدعي السيد بحر العلوم الإجماع على صحة ما في كتاب الصدوق والحال أننا نرى الخلاف موجوداً بين العلماء في رواياته.
والجواب [4] أولاً: لعل الإجماع المدعى كان متحققا في زمن السيد وما سبقه وقد حصل الاختلاف فيما بعد.
ثم انه على فرض التنزّل نقول:
ثانياً: يمكن أن نستكشف أمرا مهما من خلال كلام العلمين ـ بحر العلوم والشيخ الحسن ـ وهو أنهما رغم استقرائهما لم يجدا من يخالف توثيق روايات الكتاب، فمعنى ذلك أن كمّاً كبيراً من أعلام الطائفة كان يرى صحة الكتاب. وهنا سيختلف طبعا موقف من يرى الشهرة حجة عمن لا يرى ذلك، بين كون هذا دليلاً او مؤيداً لكن ذلك على الاقل بانضمامه لغيره قد يورث الاطمئنان العقلائي كما سبق.
--------------------------------
|