• الموقع : مؤسسة التقى الثقافية .
        • القسم : النقاش العلمي .
              • الموضوع : في قوله تعالى : ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) ما هو المقصود من العرش هنا ؟ .

في قوله تعالى : ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) ما هو المقصود من العرش هنا ؟

السؤال: في قوله تعالى : ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) [1] ما هو المقصود من العرش هنا ؟ 

الجواب: إن العرش له عدة معان وإطلاقات ، والظاهر المراد به هنا القدرة الإلهية [2] ، وهو 
مركز سلطة الله تعالى [3] أو علمه المتجلي في مثلما اللحو المحفوظ والعرش حامل له أو هو هو بوجهٍ فتأمل، ولعل له نوعاً من التجسد - وإن لم يكن مادياً كما  لو كان من قبيل القالب المثالي -  ولعله يشير له قوله تعالى : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ) والله العالم.  
 
 
 
 
--------------------------------------------------
[2] ولعل هذا المعنى قد أشارت له روايات ، منها : ما رواه  في الكافي : ج1 ص132 :  عن صفوان بن يحيى قال : سألني أبو قرة المحدث أن ادخله على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فاستأذنته فأذن لي ، فدخل فسأله عن الحلال والحرام ،  ثم قال له : أفتقر أن الله محمول؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام) :كل محمول مفعول به مضاف إلى غيره محتاج ، والمحمول اسم نقص في اللفظ والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة،  وكذلك قول القائل : فوق وتحت وأعلى وأسفل ،  وقد قال الله :  ( وله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ولم يقل في كتبه ، إنه المحمول بل قال : إنه الحامل في البر والبحر والممسك السماوات والأرض أن تزولا والمحمول ما سوى الله ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه : يا محمول . قال أبو قرة ، فإنه قال : (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية)   وقال : (الذين يحملون العرش) ؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام) : العرش ليس هو الله  ، والعرش اسم علم وقدرة ، وعرش فيه كل شيء ، ثم أضاف الحمل إلى غيره : خلق من خلقه  ، لأنه استعبد خلقه بحمل عرشه وهم حملة علمه ،  وخلقا يسبحون حول عرشه وهم يعملون بعلمه وملائكة يكتبون أعمال عباده ؟ واستعبد أهل الأرض بالطواف حول بيته ، والله على العرش استوى كما قال ،   والعرش ومن يحمله ومن حول العرش والله الحامل لهم ، الحافظ لهم ، الممسك القائم على كل نفس وفوق كل شئ وعلى كل شئ ولا يقال : محمول ولا أسفل ، قولا مفردا  لا يوصل بشيء فيفسد اللفظ والمعنى . قال أبو قرة : فتكذب بالرواية التي جاءت أن الله إذا غضب إنما يعرف غضبه أن الملائكة الذين يحملون العرش يجدون ثقله على كواهلهم ، فيخرون سجدا ، فإذا ذهب الغضب خف ورجعوا إلى مواقفهم ؟ فقال : أبو الحسن (عليه السلام) : أخبرني عن الله تبارك وتعالى منذ لعن إبليس إلى يومك هذا هو غضبان عليه ، فمتى رضي ؟ وهو في صفتك  لم يزل غضبان عليه وعلى أوليائه وعلى أتباعه كيف تجترئ أن تصف ربك بالتغيير من حال إلى حال وأنه يجري عليه ما يجري على المخلوقين ؟ ! سبحانه وتعالى ، لم يزل مع الزائلين ،  ولم يتغير مع المتغيرين ، ولم يتبدل مع المتبدلين ، ومن دونه يده وتدبيره ، وكلهم إليه محتاج وهو غني عمن سواه .
 

  • المصدر : http://www.m-alshirazi.com/subject.php?id=2304
  • تاريخ إضافة الموضوع : 29 محرم الحرام 1438هـ
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14