||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 التصريح باسم الإمام علي عليه السلام في القرآن الكريم

 381- فائدة أصولية: عدم حجية الظن على المشهور

 دوائر الحكم بالعدل، ومساحات حقوق الشعب (4)

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (14)

 164- من ملامح عظمة الإمام الرضا (عليه السلام) ومظلوميته

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 شرعية وقدسية ومحورية النهضة الحسينية

 21- بحث اصولي: عن حجية قول اللغوي ومداها

 355-(مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَات) (4) مؤاخذات على منهج التفسير الباطني

 99- من فقه الآيات: المحتملات في قول النبي إبراهيم عليه وعلى نبينا واله السلام (اني سقيم)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23699872

  • التاريخ : 28/03/2024 - 17:58

 
 
  • القسم : البيع (1442-1443هـ) .

        • الموضوع : 566-تفسيرات سبعة لحديث رفع القلم والاشكال عليها .

566-تفسيرات سبعة لحديث رفع القلم والاشكال عليها
الثلاثاء 14 ذي القعدة 1443هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(566)

الشيخ: رفع قلم المؤاخذة

وقال الشيخ (قدس سره): (و أما حديث رفع القلم ففيه أولاً: أن الظاهر منه قلم المؤاخذة لا قلم جعل الأحكام و لذا بنينا كالمشهور على شرعية عبادات الصبي)([1]).

المحتملات الثمانية في متعلَّق رفع القلم

أقول: سبق ان المحتملات في معنى رفع القلم عن الثلاث: ((أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْقَلَمَ يُرْفَعُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ))([2]) كثيرة وهي: رفع قلم التكليف، رفع قلم الاستحقاق، رفع قلم المؤاخذة.. إلى غير ذلك، لكن المعاني المذكورة كلها بين ما لا يعقل الالتزام به وبين ما لا يمكن الالتزام به لمخالفته للإجماع ونحوه.. وتفصيل ذلك:

(رفع قلم التكليف) مما لا يتعقل

أولاً: ان يكون المراد رفع قلم التكليف (سواء أريد التكليف الإلزامي فقط، أم أريد الأعم منه ومن اللاإقتضائي كالاستحباب والكراهة والإباحة الاقتضائية) لكن هذا المعنى مما لا تعقل إرادته إذ المجنون مثلاً غير قابل لوضع التكليف عليه فلا يكون قابلاً لرفعه عنه لأن الرفع والوضع من الأضداد التي يشترط فيها قابلية المحل (والضدان أمران وجوديان متعاقبان على محل واحد) والحاصل: انه حيث لا يعقل وضع التكليف على المجنون والنائم والصبي غير المميز فلا يعقل رفعه عنه إذ الرفع فرع إمكان الوضع، بعبارة أخرى: المجنون كالحائط والجماد فكما لا يصح القول (رفع قلم التكليف عن الحائط)، حتى مجازاً، لا يصح رفعه عن كل ما لا يقبل التكليف.

والنائم كالمجنون في عدم قابليته لوضع قلم التكليف عليه فلا يقبل رفعه عنه.

ويؤكد عدم قابلية النائم والمجنون للرفع والوضع، مسلّمية ورود الحديث مورد الامتنان، إنما الخلاف في انه علّة أو حِكمة والأخير هو ما اخترناه كما سبق، فكونه امتنانياً كحديث الرفع التساعي مسلّم، ولا يعقل الامتنان في رفع القلم عن المجنون والنائم، إذ لا مناص من عدم جعله عليها فانه خلاف العقل والحكمة، بل لا يصلح للخطاب والتكليف فكيف يمتن عليه بعدم تكليفه؟

وأما الصبي فان غير المميّز هو كذلك، أما المميّز فانه يقبل رفع قلم التكليف عنه كما قبل وضعه، فلو كان الحديث مختصاً بالمميّز لما ورد إشكال على القول بـ(رفع قلم التكليف عنه) لكن الحديث لا شك في أعميته من غير المميز بل هو أولى فيه، فلا يصح على إطلاقه أبداً.

(رفع استحقاق العقاب) غير متعقل

ثانياً: ان يكون المراد رفع استحقاق العقاب، أو أهلية الخطاب، وهذا اسوأ من سابقه، أما الثاني فلبداهة عدم رفع أهليته للخطاب تشريعاً لأنه لا أهلية له للخطاب تكويناً، على ان القلم لا ينسب للخطاب رفعاً ولا وضعاً، وأما الأول فلأن إذ المجنون لا يستحق العقاب أبداً بما هو مجنون وكذا النائم والصبي غير المميز، فكيف يمتن عليه برفع الاستحقاق عنه مع انه مرفوع عنه بذاته أي تكويناً، بل مع قطع النظر عن الامتنان كيف يقال برفع القلم عنه مع انه لا يمكن وضعه عليه؟.

والحاصل: المجنون وأخواه لا يستحقان العقاب تكويناً ولا تشريعاً، والمراد بالأول عدم صلاحيته لصدق عنوان العقاب عليه.

رفع المؤاخذة، لا يتعقل أيضاً

ثالثاً: ان يكون المراد رفع قلم المؤاخذة والعقوبة، وهو ما اختاره الشيخ (قدس سره)، ويرد عليه ما ورد على سابقيه، إذ مادام المجنون والنائم والصبي غير المميز لا يصلح أي منهم بذاته لوضع قلم استحقاق العقاب ولا لوضع قلم التكليف عليه فكيف يمكن ان يوضع عليه قلم المؤاخذة وهي فرع استحقاق العقاب والتكليف، فإذا لم يمكن وضعه عليه لم يمكن رفعه عنه.

والحاصل: ان ما لا يمكن تكليفه، ولا يستحق العقاب بوجهٍ، لا يصح القول انه رفع عنه قلم المؤاخذة لأنه لا يمكن وضع قلم المؤاخذة عليه ليمتنّ عليه برفع قلم المؤاخذة عنه، أو، حتى مع قطع النظر عن الامتنان، لا يمكن القول برفع قلمها عنه بعد عدم صلاحيته لوضع قلمها عليه.

ومنه ظهر انه لا يصح القول بان المؤاخذة يمكن رفعها، تكويناً، بالعفو، فانه كما لا يمكن وضعها بوضع منشأ انتزاعها وهو التكليف لا يمكن رفعها بالعفو إذ ظهر ان المجنون وأخويه([3]) لا يصح تكليفه أبداً فلا يعقل عقابه أصلاً فكيف يتوهم صحة العفو عنه؟ فان العفو عنه فرع ارتكابه الجريمة ومخالفته التكليف وهو مما لا يصلح لأن يكلَّف ولا لأن يجرّم.

رفع قلم الحكم الوضعي متعقل، لكنه خلاف الإجماع

رابعاً: ان يراد رفع قلم الحكم الوضعي عن الثلاثة، وهذا المعنى متعقل، لكنه خلاف الإجماع، أما الأول فلبداهة صحة ان يُعتَبر المجنون والنائم والصبي مميزاً وغيره مالكاً أو زوجاً أو نجساً إذا اصابته نجاسة بل عليه بناء العقلاء فلذا يعقل ان يرفع عنه إذ كما صح الوضع صح الرفع، وكذلك النائم والصبي حتى غير المميز.

وأما الثاني، فلبداهة ان الإجماع على ان النائم، وكذا أخواه، لا يسقط عن ملكيته لممتلكاته ولا عن كونه زوجاً أو كونها زوجة ولا عن كونه طاهراً أو نجساً، بالنوم أو الجنون أو الصبا.

رفع قلم التأديب والتحديد، خلاف المشهور والظاهر

خامساً: ان يراد قلم التأديب والتحديد، على ما اصطلح عليه السيد الوالد (قدس سره)، وكلاهما مما يصح في الثلاثة مطلقاً أو في الجملة، فإن المجنون وإن لم يصلح للتكليف والعقوبة لكنه يصلح للتأديب، نعم إن كان فاقداً لأدنى درجات الشعور بحيث لا يفهم حتى التأديب (وانه يُضرَب لأنه ضَرَبَ غيَره أو ذَهَب إلى حافة البئر) فانه لا يصلح للتأديب أيضاً لكنه يصلح للتحديد، كالنائم فانه لا يصلح للتأديب ولكنه يصلح للتحديد، فإن المجنون إذا كان غير مدرك بالمرة وكان يؤذي ربطت يداه أو سجن مثلاً لا تأديباً بل تحديداً له وكذا النائم والصبي غير المميز، فانه قد يوضع على رجله، إذا كان يرفس في المنام، قيدٌ أو يوضع أمامه حاجز أو غير ذلك حتى لا يرفس جاره، وهو تحديد لا تأديب.

وهذا المعنى مما يتعقل فيه الوضع والرفع، ولكن المشهور لم يصيروا إليه. على انه (أي الاختصاص به) بعيد عن ظاهر (رفع القلم عن الصبي).

رفع أبرز الآثار، يعود لما سبق

سادساً: ان يراد رفع بعض الآثار، أو الأثر الأبرز أو المتوخى من كل شيء وهو بحبسه فقد يكون التكليف أو الاستحقاق أو الوضع أو غيره، ولكنّ مرجع هذا إلى سوابقه وكلها إلا الأخير([4]) باطلة فيرجع إليه.

رفع قلم كتابة السيئات

سابعاً: ان يراد من رفع القلم رفع قلم كتابة السيئات، ولكنه كسوابقه مشكل إذ المجنون لا يصلح لأن يوضع عليه قلم كتابتها فلا يصلح لأن يرفع عنه وكذا النائم والصبي غير المميز.

رُفِع القلم، أي لم يكتب

ثامناً: ان يراد بـ(رفع القلم) عدم الكتابة، مجازاً أو كناية.

ولكن قد يورد عليه: انه لا يصح حتى القول بانه لم يكتب على المجنون وجوب الصلاة أو حرمة الضرب والغيبة أو ان النائم لم يكتب عليه ذلك، وإلا لصحّ القول بمثله في الجدار بان يقال: رفع القلم عن الجدار أي لم يُكتب على الجدار وجوب الصلاة!.. والحاصل انه قبيح، كنايةً كان أو مجازاً أو غير ذلك. فتأمل

وسنتطرق لحل المعضلة بإذن الله تعالى في البحث القادم، ففكروا حتى ذلك الحين وانتظروا والله الهادي.

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

قال الإمام الحسن (عليه السلام): ((النَّاسُ طَالِبَانِ: طَالِبٌ يَطْلُبُ الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهَا هَلَكَ، وَطَالِبٌ يَطْلُبُ الْآخِرَةَ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهَا فَهُوَ نَاجٍ فَائِزٌ‏)) (إرشاد القلوب: ج1 ص24)


-------------
([1]) الشيخ مرتضى الانصاري، المكاسب، دار الذخائر ـ قم: ج1 ص434.

([2]) محمد بن الحسن بن الحر العاملي، وسائل ‏الشيعة، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) ـ قم: ج1 ص45.

([3]) النائم والصبي غير المميز.

([4]) وهو الخامس.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 14 ذي القعدة 1443هـ  ||  القرّاء : 1709



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net