||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 97- (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) مؤسسات المجتمع المدني في منظومة الفكر الإسلامي-10 موقع (الطفل) ومسؤوليته -موقع (القطاع الخاص) في مؤسسات المجتمع المدني

 468- فائدة فقهية: ما ورد من النهي عن البول في الحمّـام

 160- الردود الاستراتيجية على جريمة انتهاك حرمة مرقد (حجر بن عدي الكندي) (رضوان الله تعالى عليه

 26- فائدة ادبية بلاغية: نكات بلاغية في العدول عن صيغة المجرد الى صيغة المبالغة

 355- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (6)

 225- (الدعوة الى الله تعالى) عبر منهجية الشورى وشورى الفقهاء

 ملامح العلاقة بين الدولة والشعب في ضوء بصائر قرآنية (2)

 قسوة القلب

 288- فائدة فقهية: آية واجتنبوا قول الزور

 241- فائدة كلامية ـ دليل وجوب اللطف عليه تعالى



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23707575

  • التاريخ : 29/03/2024 - 07:46

 
 
  • القسم : الظن (1444هـ) .

        • الموضوع : 207- هل يوجد جاهل قاصر في أصول الدين؟ .

207- هل يوجد جاهل قاصر في أصول الدين؟
الأحد 9 شوال 1444هــ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(207)

البحث عن القاصر في المعارف وأصول الدين

قال الشيخ (قدس سره): (المقام الثاني: في غير المتمكن من العلم، والكلام فيه: تارة في تحقق موضوعه في الخارج.

وأخرى: في أنه يجب عليه مع اليأس من العلم تحصيل الظن أم لا؟

وثالثة: في حكمه الوضعي قبل الظن وبعده.

أما الأول، فقد يقال فيه بعدم وجود العاجز، نظراً إلى العمومات الدالة على حصر الناس في المؤمن والكافر، مع ما دل على خلود الكافرين بأجمعهم في النار، بضميمة حكم العقل بقبح عقاب الجاهل القاصر، فيكشف ذلك عن تقصير كل غير مؤمن، وأن من نراه قاصراً عاجزاً عن العلم قد يمكن عليه تحصيل العلم بالحق ولو في زمان ما وإن كان عاجزاً قبل ذلك أو بعده، والعقل لا يقبح عقاب مثل هذا الشخص، ولهذا ادعى غير واحد([1]) - في مسألة التخطئة والتصويب - الإجماع على أن المخطئ في العقائد غير معذور)([2]).

أقول: ذهب المشهور بل هو الذي ادعى عليه الإجماع أكثر من واحد، إلى عدم وجود الجاهل القاصر في اصول الدين، بينما خالف في ذلك عدد من الأعلام كصاحب القوانين والشيخ الأعظم والسيد الوالد وآخرون، فلنبدأ بأدلة المشهور مع مناقشاتها: فقد استدل لهم الشيخ بما مضى.

الأدلة على عدم وجود القاصر

وبيانه بعبارة أخرى مع بسط قولٍ وتحقيق: تدل على عدم وجود القاصر أو العاجز عن تحصيل العلم في أصول الدين الأدلة التالية:

1- برهان مركب من مقدمات ثلاث

أولاً: برهان مركب من ثلاث مقدمات:

أ- الأدلة العامة الدالة على ان الناس إما مؤمن أو كافر، فمنها قوله تعالى في سورة التغابن: {هُوَ الَّذي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصيرٌ} (سورة التغابن: الآية 2).

ب- الأدلة الدالة على خلود الكفار كلهم في النار ومنها قوله تعالى: {إِنَّ الَّذينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكينَ في‏ نارِ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} (سورة البينة: الآية 6).

ج- حكم العقل بقبح الظلم وحكمه بأن من مصاديقه عقاب الجاهل القاصر، فلا يعقل كونه في النار.

وعليه: تكون المقدمة الثالثة بضمها للمقدمتين الأوليين دليلاً على عدم وجود القسم الثالث وهو الجاهل القاصر، بقياس استثنائي معتمِد على منفصلةٍ هكذا:

لو كان الجاهل القاصر موجوداً للزم إما عدم انحصار الناس في المؤمن والكافر([3])، لكنه باطل بالمقدمة الأولى، أو([4]) لزم عدم خلود بعض الكفار في النار، لكنه خلاف المقدمة الثانية، أو تعذيب القاصر، لكنه خلاف المقدمة الثالثة، فلا بد، بنظر المشهور، من حلّ المعضلة بالالتزام بشق رابع وهو نفي تحقق الموضوع رأساً أي القول بانه لا يوجد جاهل قاصر؛ إذ من وجوده تلزم احدى المحاذير الثلاثة السابقة.

لا يقال: اننا نرى بالوجدان وجود بعض القاصرين؟

إذ يقال: نعم لا ريب في وجودهم لكن قصورهم غير مستغرق للأزمنة كلها، أي قد يكون قاصراً في آن أو حالة بل أكثر عمره لكنه مقصّر في احدى آنات عمره.

إذاً: لا يوجد قاصر بقول مطلق في كل الأزمنة، ومثل هذا الشخص المقصّر ولو يوماً واحداً فرضاً طوال عمره لا يقبح عقابه عقلاً لكونه مكلفاً حينه مستحقاً للعقاب به.

2- الإجماع

ثانياً: ويدل على ذلك، عدم وجود القاصر، الإجماع أيضاً إذ ادعى غير واحد أن المخطئ في العقائد غير معذور ولم يستثنوا أحداً، وسيأتي الكلام عن ذلك.

المناقشات:

وقد أجاب الشيخ عن الاستدلالين بأجوبة ستأتي غداً بإذن الله تعالى، فلنذكر بعض الأجوبة الأخرى التي لم يشر (قدس سره) إليها والتي هي مقدمةٌ رتبةً على أجوبته (قدس سره)؛ ويبدو انه (قدس سره) أذعن بظهور الآيات على ما ذكر في المقدمتين فأشكل بوجود القرينة على الخلاف والحاكم على بعض المقدمات الثلاث السابقة.

إنكار المقدمة الأولى: الآية لا تفيد الحصر في الكافر والمؤمن

الجواب الأول: إنكار المقدمة الأولى، والقول بأن الناس إما كافر أو مؤمن أو ضال أو مستضعف([5]) (وهناك قسم آخر هو الفاسق) وما استدلّ به على الحصر غير دالٍّ فان قوله تعالى: {هُوَ الَّذي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} لا يدل على الحصر بل قيل، حسبما نقله الشيخ الطوسي: انّ ههنا محذوفاً مقدراً وتقديره: (فمنكم كافر ومنكم مؤمن ومنكم فاسق)([6]) أقول: والمفيد في المقام أن يقال: ومنكم ضال، إذ الفاسق غير معذور، نعم ليس مخلداً في النار فمع وجوده ينتفي الاستدلال أيضاً.

وقيل: (ليس فيه حذف لأن الغرض ذكر الطرفين لا المنزلة بين المنزلتين)([7]) كما تقول مثلاً (الناس صنفان فمنهم مُفرِط ومنهم مفرّط) فإن محطّ النظر بيان هذين القسمين لا الحصر، كما يدلّ على أنّ الحصر غير حقيقي (قوله {خَلَقَكُمْ} فانه خطاب يتوجه إلى جميع الخلق وإن كان منهم الأطفال والمجانين الذين لا حكم لهم بالإيمان ولا بالكفر) والملحق بأبيه أو وليّه، تنزيلٌ؛ للدليل الخاص.

أقول: لا ظهور للآية في الحصر غاية الأمر مفهوم العدد أو التعداد وليس بحجة، خاصة وان (من) في (منكم) تبعيضية([8])، ولو أضيف إليه شق ثالث كقوله (ومنكم ضال) لما وجدنا تعارضاً حتى بدوياً إلا إشعاراً، على أنه لو كان فمحكوم بالروايات الآتية.

إنكار المقدمة الثانية: ليس كل كافر مخلداً في النار

الجواب الثاني: إنكار المقدمة الثانية فإن قوله تعالى: إِنَّ الَّذينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكينَ في‏ نارِ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} فالظاهر انها إخبار عن أهل مكة الذين رأوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وشاهدوا معجزاته، ولا ريب أن مثلهم معاند يستحق الخلود في النار، ويدل عليه صدر السورة: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً} (سورة البيّنة: الآيتان 1-2) فقد أتتهم بيّنة لا يوجد أقوى منها وهو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمعاجزه الكثيرة الظاهرة، فيمكن القول انه لم يكن يوجد، ثَمّت، قاصر، ولكن لا يمكن تعميم ذلك لكل الأزمنة ولكل الناس الذين لم يروه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في التبيان: (وقوله { رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ} هو بيان تلك البيّنة، بينها بأنه رسول من قبل الله يتلو عليهم صحفاً مطهرة، يعني في السماء لا يمسها إلا الملائكة المطهرون من الانجاس)([9]).

ويشهد له قوله تعالى {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} (سورة البيّنة: الآية 4) إذ (قوله {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} إخبار من الله تعالى أن هؤلاء الكفار لم يختلفوا في نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنهم مجمعين على نبوته بما وجدوه في كتبهم من صفاته، فلما أتاهم بالبيّنة الظاهرة والمعجزة القاهرة، تفرقوا واختلفوا، فآمن بعضهم وكفر بعضهم)([10]) فهو صريح في القضية الخبرية الخارجية والظاهر بعد ذلك ان قوله تعالى {إِنَّ الَّذينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكينَ في‏ نارِ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} يراد بهم نفس من أريد بهم في الآية الأولى والرابعة فتدبر.

وعلى أي فان التدبر في سورة البيّنة بأكملها يكشف لنا عن ان مدار الكلام هو أهل الكتاب والمشركين الذين عاصروا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وشاهدوا معاجزه ( وهم الذين لا يصح القول بوجود القاصر فيهم) وليست الآيات واردة بنحو القضية الحقيقية في جميع أهل الكتاب والمشركين حتى غير المعاند والجاهل القاصر فلاحظ مرة أخرى أول السورة الكريمة {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً} ولاحظ الآية الرابعة، فهو كلام عن معاصريه ومن الواضح انه مع شهادة معجزاته البيّنة لا يبقى مجال لوجود قاصر (إلا من لم يشاهده (صلى الله عليه وآله وسلم) فرضاً ولم يسمع عنه شيئاً أبداً وهو خارج عن الكلام).

*          *              *

تمرين: اذكر شواهد أخرى على ان آيات سورة البيّنة عن الكفار المخلدين وردت كقضية خبرية خارجية، أو أذكر شواهد على العكس وانها وردت على نحو القضية الحقيقية.

وصلى الله على محمد واله الطاهرين


قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((أَفْضَلُ النَّاسِ مَنْ عَشِقَ الْعِبَادَةَ فَعَانَقَهَا، وَأَحَبَّهَا بِقَلْبِهِ، وَبَاشَرَهَا بِجَسَدِهِ، وَتَفَرَّغَ لَهَا، فَهُوَ لَا يُبَالِي عَلَى مَا أَصْبَحَ مِنَ الدُّنْيَا: عَلَى عُسْرٍ أَمْ عَلَى يُسْرٍ)) (الكافي: ج2 ص83).

----------------------------

([1]) كالشيخ الطوسي في العدة 2: 723، وصاحب المعالم في المعالم: 241.

([2]) الشيخ مرتضى الانصاري، فرائد الأصول، مجمع الفكر الإسلامي ـ قم، ج1 ص575- 576.

([3]) لو قلنا بخلود كل الكفار في النار.

([4]) مع القول بالانحصار.

([5]) فيراد بالكافر الجاحد والمعاند.

([6]) الشيخ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، الأميرة للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت، ج10 ص18.

([7]) المصدر.

([8]) وكذا لو قيل بكونها نشوية، أما كونها بيانية فلا وجه له مع تخلل الفاء.

([9]) الشيخ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، الأميرة للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت، ج10 ص322.

([10]) المصدر.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الأحد 9 شوال 1444هــ  ||  القرّاء : 987



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net