||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 204- مباحث الاصول - (التبادر وصحة السلب والانصراف) (1)

 424- فائدة فقهية: فعلية السلطنة شرط للتصرفات وليس مقتضيا

 15- علم فقه اللغة الأصولي

 48- القرآن الكريم: (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ)3 الرسول الأعظم ص :(من أحيا أرضا ميتة فهي له) الإمام الحسين عليه السلام :(وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي) (الإصلاح الإقتصادي) في سنة ونهج رسول الله صلى الله عليه وآله

 257- مباحث الأصول: بحث الحجج (حجية قول الراوي والمفتي والرجالي واللغوي) (4)

 203- مباحث الاصول - (الوضع) (10)

 من احكام الخطابة واقسامها ومقدماتها

 238- (الامة الواحدة) على مستوى النشأة والذات والغاية والملة والقيادة

 441- فائدة تاريخية: في تحقيق بعض المقامات والمراقد المنسوبة إلى بعض أولاد المعصومين (عليهم السلام)

 3-فائدة لغوية استدلالية



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23711138

  • التاريخ : 29/03/2024 - 13:08

 
 
  • القسم : الظن (1442-1443هـ) .

        • الموضوع : 018-المراد الظن الموضوي في بعض الآيات .

018-المراد الظن الموضوي في بعض الآيات
الثلاثاء 3 ربيع الثاني 1443 هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(18)

الظن الموضوعي والظن الطريقي

وقد يجاب عن الاستدلال بالآيات الكريمة المستدَل بها على ذم العمل بالظن أو النهي عنه، بان الظن في عدد من الآيات الكريمة يراد به، ظاهراً، الظن الموضوعي، لا الطريقي، وفي عدد آخر منها مجمل مردد بين ان يراد به الموضوعي أو الطريقي، فلا يصح الاستدلال بها على الردع عن الظن الطريقي المقصود بالبحث.

توضيحه: ان الظن بأنواعه([1]) تارةً يلاحظ كطريق إلى الواقع وكاشف عنه ومرآة له، وقد وقع الخلاف في ذلك فقالوا ليس طريقاً إلى الواقع ولا كاشفية فيه ولا مرآتية ولا اقتضاء، وقلنا بان له كاشفية ناقصة ولذا صح تتميم كشفه وانه مقتضٍ للحجية إلى آخر ما سبق، فهذا هو المعروف في البحث عن الظن وهو الذي وقع مورد الاستدلال بالآيات الكريمة وانها تدلّ على الذم عنه بطبعه أو / النهي عنه بالفعل مطلقاً أو لا.

وتارةً يلاحظ موضوعياً، أي بما هو هو، أي كبديل عن الواقع، وذلك في العرف كثير، وذلك نظير الكثير من العادات والتقاليد، في العشائر وغيرها وفي مختلف الأمم وعامة الناس الذين قد يبنون عليها لمجرد انها عادة وتقليد وليس لأنها حق أو طريق إليه أو كاشف عنه، وقد يعلمون بانها باطل أو يظنون ببطلانها أو يشكون أو يظنون بصحتها، لا يهمهم ذلك أبداً، فهم يقطعون النظر عن جنبة طريقيتها ويتمسكون بها لموضوعيتها لديهم، وذلك كتمسك الكثيرين منهم بالفصل العشائري وبالنهوة وغيرها، رغم علمهم بانها خلاف الشرع والعقل والعدل، أو ظنهم بذلك أو شكهم أو ظنهم بالوفاق، إذ هم على أقسام، وبذلك تكون العادة بالفصل بهذا النحو أو بكونها من حصة ابن عمها مثلاً بديلاً عن الواقع لديهم لا طريقاً إلى الحق والعدل.

ويمكن التمثيل أيضاً بان كثيراً من الناس يعتمد على قول الساحر أو العراف أو قارئ الكف والفنجان، لا لظنه بالمطابقة، وإن كان بعضهم يعتمد على أولئك لأجل ذلك، بل لأنها تحولت لديه أو لدى قومه إلى المدار والمحور والمرجع بذاته، وإلى عادة راسخة، ويرى في إتباع قولهم تسكيناً لفؤاده أو رضى قومه أو تأميناً لمصالحه أو غير ذلك.

بل ان المشركين الذين كانوا يبنون على معتقدات قومهم كانوا على قسمين فمنهم من كان يعتقد بان أقوال آبائه طريق قطعي أو ظني للواقع ومنهم من كان لا يراها كذلك بل يرى الموضوعية في إتباع أقوال آبائه وانهم مادام قد قالوا ان الأصنام شركاء لله فنحن نعبدها، ويدل على ذلك أيضاً احتجاج النبي إبراهيم عليه السلام على قومه بعد ان كسر الأصنام فمع علمهم بانها ليست آلهة إلا انهم بنوا على عبادتها لا للظن بصحتها، إذ علموا بطلانها، بل لأنها طريقة الآباء ((إِذْ قالَ لِأَبيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ * أَ إِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُريدُونَ))([2]) و((قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ))([3]) و((قالُوا أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهيمُ * قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلى‏ أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلى‏ رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ))([4]).

مثال آخر: العديد من القوانين الغربية مبنية على قول الطرف الآخر لا كطريق إلى الواقع بل بما هو هو قول متماسك في حد ذاته أو لا، فإذا وصل إليهم طالب للّجوء، مثلاً، وجّه الضابط المسؤول له أسئلة كثيرة، فإن وجد أجوبته متماسكة قبل لجوءه أو اذن بدخوله للبلد، لا لكونها كاشفة عن الواقع إذ قد لا يظن حتى بمطابقتها للواقع بل قد يظن بالعدم، بل انه ينظر إلى كلماته بعنوان موضوعي وإن شئت فقل: انه يعتبر له قيمة ذاتية، وكذا العكس إذا وجد كلماته متهافتة فانه لا يمنحه وإن ظن انه صادق في مدعاه (من انه مظلوم مطارد في بلده) إذ انه يلاحظ كلماته موضوعياً أي يقول: هذا الكلام في حد ذاته منطقي فنمنحه أو ليس بمنطقي فلا نمنحه، مع قطع النظر عما وراءه، ويقرّبه للذهن صناعة الجدل، فإن المجادل يقطع النظر عن الواقع إذ يريد إفحام طرفه بالكلام نفسه وإن كان باطلاً لديه.

إذا عرفت ذلك فنقول: الآيات التي وردت فيها مفردة الظن على قسمين:

1- المراد من ((إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ)) الظن الموضوعي

الأول: ما يستظهر منها ان المراد: الذم أو النهي عن إتباعه، بما هو موضوع، لا بما هو طريق.

ومنها: قوله تعالى في سورة النجم: ((إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى‏))([5]) والظاهر، أو لعله الظاهر، أن المعنى: إن يتبعون إلا الظن بديلاً عن الواقع، لا طريقاً إلى الواقع إذ هو ظاهر تعلق الإتباع بالظن وانه اتبع ظنه ويؤكده عطف ((وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ‏)) فالمقياس في إتباعهم الهوى لا الواقع وذلك إن كان العطف تفسيرياً واضح وإن كان مبايناً فمحتمل، ويدل على انه ظن موضوعي قوله تعالى: ((وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى‏)) وظاهره الهدى بالفعل لا مجرد الشأنية، كظاهر كل الأفعال والمصادر الأخرى. فرغم مجيء الهدى لهم وعلمهم به، إلا انهم يتبعون ظنهم والمراد به: إما ما كانوا قد ظنوا به من قبل لزواله بعد مجيء الهدى، وإما يراد به المعتقَد، وإما ما يورث الظن عادة لديهم كقول الآباء فهو المتَّبع إذاً وإن لم يورثهم الظن بالفعل بل وإن ظنوا بخلافه أو علموا.

2- المراد منه في آية أخرى، مجمل

الثاني: ما هو مجمل، كقوله تعالى: ((إِنَّ الَّذينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى‏ * وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني‏ مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً))([6]) وهنا يحتمل الوجهان: انهم يعتبرون الملائكة إناثاً لظنهم بذلك كطريق إلى الواقع، وانهم يعتقدون بذلك لا لأنهم يظنون انه الحق، بل لمجرد انه ظنهم أي معتقدهم أو ظنهم أي السابق أو ظنهم أي ما قام عليه لديهم سبب الظن كقول الآباء، فعلى الأخير فان معنى ان يتبعون إلا الظن أي إلا سبب الظن، وإن لم يُفدِه، فرغم انهم قد لا يحصل لهم ظن، بل يبقون شاكين أو يظنون العكس إلا انهم يبنون على إتباع مورِث الظن، لموضوعيته لديهم. فتأمل([7]).

قرائن أخرى على إرادة الظن الموضوعي

وعلى أي فانه يشهد على ان المراد بالظن في الآيتين السابقتين، وأكثر الآيات الأخرى، الظن الموضوعي قرائن أخرى، بين دليل ومؤيد، من داخل الآية الكريمة:

الأولى: كلمة ((يُغْني)) فان ظاهرها بدلية ما أغنى عما أُغني عنه لا طريقيته و(لا) الداخلة عليه تنفيه؛ ألا ترى انك تقول: ما يغني المال من العلم أي لا يكون بديلاً، وما يغني عرض الحياة الدنيا عن الآخرة أي لا يقع بدلاً أو بديلاً، وكذا: (ان في الله غنىٌ عن بذل الباذلين).

الثانية: ((لا يُغْني)) جاء خبراً لـ((إِنَّ الظَّنَّ)) الظاهر في انه هو هو، لا يغني، لا مؤداه، فانه مجاز.

الثالثة: ويشهد للكل ان ((مِنَ)) تأتي لمعنى البدلية، كقوله تعالى: ((أَ رَضيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ قَليلٌ))([8]) و((لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً))([9]) أي بدل الآخرة أو بدلاً عن الله تعالى، وعلامتها ان يصح وضع بدلاً أو بديلاً، مكانها، والأصل في من وإن كان ابتداء الغاية إلا انها غير ممكنة في الآية، فالبدلية هي الظاهرة من بين المعاني الباقية (وهي أربعة عشر معنى ذكرت لـ مِن)([10]) بل الظاهر عدم صحة المعاني الأخرى، ويصح وضع كلمة بدل في الآية عوضاً عن مِن (ان الظن لا يغني بدلاً عن الحق / بديلاً عن الحق أبداً / شيئاً) والله العالم. وللبحث صلة بإذن الله تعالى.

وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين


قال الإمام موسى الكاظم عليه السلام: )إِنَّ الدُّنْيَا بَحْرٌ عَمِيقٌ قَدْ غَرِقَ فِيهَا عَالَمٌ كَثِيرٌ فَلْتَكُنْ سَفِينَتُكَ فِيهَا تَقْوَى اللَّهِ وَحَشْوُهَا الْإِيمَانَ وَشِرَاعُهَا التَّوَكُّلَ وَقَيِّمُهَا الْعَقْلَ وَدَلِيلُهَا الْعِلْمَ وَسُكَّانُهَا الصَّبْرَ‏‏). (الكافي: ج1 ص15)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) كالظن الناشئ من قول المجتهد المفتي أو من خبر الواحد أو من الشهرة... الخ.

([2]) سورة الصافات: الآية 85-86.

([3]) سورة الصافات: الآية 95.

([4]) سورة الأنبياء: الآية 62-65.

([5]) سورة النجم: الآية 23.

([6]) سورة النجم: الآية 27-28.

([7]) لمكان التجوز، ولكن قد يدفعه ما يأتي في المتن فانه قرينة عليه.

([8]) سورة التوبة: الآية 38.

([9]) سورة آل عمران: الآية 10 و116 والمجادلة: الآية 17.

([10]) راجع مغني اللبيب حرف مِن ومعانيه مثلاً.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 3 ربيع الثاني 1443 هـ  ||  القرّاء : 2114



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net