||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 172- ( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ) من هو رب الأرض؟ وما هي وظائف المنتظرين؟

 373- فائدة فقهية: حكمة عدم تقدم المرأة إمامًا على النساء في صلاة الجماعة

 463- فائدة فقهية: دلالة السيرة على إمضاء معاملة الصبي الراشد

 277- بحث لغوي وتفسيري عن معنى الزور

 260- مباحث الاصول: بحث الحجج (حجية الشهرة) (2)

 169- رسالتنا في شهر محرم : 1ـ الإرشاد والهداية 2ـ الخدمة والإنسانية 3ـ المحبة والحرية

 191- اسباب ظهور ( داعش ) وسبل الحل والمواجهة

 435- فائدة فقهية: استفراغ الوسع في الاجتهاد

 263- (وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) سورة ابراهيم (9) القيمة المعرفية لــــ(الشك) على ضوء العقل والنقل والعلم

 198- ( محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم ) استراتيجية الشدة على الكفار والرحمة بالمؤمنين على ضوء الروايات والايات



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23704020

  • التاريخ : 29/03/2024 - 01:54

 
 
  • القسم : الظن (1444هـ) .

        • الموضوع : 221-المخصص المنفصل لا يخل بالدلالة التصديقية والظهور، بل يكشف عن عدم الجدية أو ينسخها .

221-المخصص المنفصل لا يخل بالدلالة التصديقية والظهور، بل يكشف عن عدم الجدية أو ينسخها
الاحد 8 ذوالقعدة 1444هـــ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(221) 

المخصص المنفصل لا يهدم الدلالة بل يمسّ الإرادة

ثم إنّ التحقيق أن الخاص لا يهدم الدلالة التصديقية الأولى ولا الدلالة التصديقية الثانية، أي لا يُعدم الدلالة التفهيمية أو الإخطارية ولا الدلالة الإخبارية أو الحكائية، أي لا يمسّ الدلالة الاستعمالية ولا الدلالة الجدية، ولا يمسّ الظهور أبداً بل إنما يمسّ الإرادة الجدية للعام بأحد نحوين: إما بكشف عدمها في مرحلة العلّة المحدثة أو بنسخها في مرحلة العلّة المبقية.. توضيح ذلك:

الفرق بين القرينة المتصلة والمخصِّص المنفصل

إنّ القرينة المتصلة مع ذيها لا تنعقد لذيها دلالة تصديقية أولى ولا ثانية، لا إخطارية ولا إخبارية، حدوثاًن بل إنما ينعقد ذلك كله بعد تمام الجملة كلها، ففي قوله: (رأيت أسداً يرمي) لا ينعقد للأسد ولو ظهور بدوي أو دلالة بدوية، بأي نحو من أنحائها، في الحيوان المفترس، كي يقال بالعدول عنه ببركة القرينة وكونها حاكمة على مفاد ذيها مثلاً، بل لا ينعقد للكلام ظهور ودلالة إلا بعد تمامه فيكون (أسداً يرمي) ككلمة واحدة أريد بها بدواً وختماً الرجل الشجاع.

الدلالتان التصديقيتان للعام لا تنهدمان بالمنفصل

أما العام المخصَّص بمنفصل فحيث انه تمّ الكلام مع انتهاء الجملة المتضمنة للعام انعقد الظهور وتحققت الدلالات السابقة كلها (دون الإرادة الجدية، كما سيأتي) ثم إنّ الخاص إذا جاء فانه لا يمسّ أياً منها إذ الماضي لا ينقلب عما وقع عليه، فإن ما كان ظاهراً في العموم أو الإطلاق بحسب الوضع أو قرائن الحال ومقدمات الحكمة سيبقى كذلك إلى الأبد بلحاظ ما تلبس به فيما انقضى، إلا أن الخاص المنفصل يفيد أن هذا الظهور وتلك الدلالات غير مرادة بالإرادة الجدية أي يفيد انها ليست بحجة، أي ليست بكاشفة عن المراد الجدي..

والفرق بين الدلالة والإرادة: ان الإرادة قائمة بالشخص أي بنفس اللافظ المتكلم، أما الدلالة فهي قائمة باللفظ نفسه أو بحال المتكلم إذا اعتبرناها حالية سياقية، وكذا الظهور فانه قائم باللفظ؛ ألا ترى انه يقال: اللفظ ظاهر في كذا أو دال على كذا بينما يقال: الفاعل مريد لكذا ولا يقال: اللفظ مريد لكذا كما لا يقال: حاله([1]) مريد لكذا.

كيف يمسّ الخاص الإرادة الجدية للعام؟

وأم ا أن الخاص يمسّ الإرادة الجدية للعام، بأحد نحوين، فذلك لأن المتكلم الحكيم الملتفت إذا جاء بعام فانه على نوعين:

الخاص كاشف عن عدم إرادة العموم من العام

أ- النوع الأول: أن لا يَقصِد، في مرحلة الإرادة الجدية، شمول الحكم لكل أفراده، وإنما أتى بالعام رغم انه إنما يقصد جعل الحكم لبعض أو معظم أفراده دون جميعها لأغراض أخرى، كمرجعيته لدى الشك([2]) وحينئذٍ فإن الخاص اللاحق (يكشف) عن عدم انعقاد الإرادة الجدية في مرحلة الحدوث، وإن كانت الدلالة التصديقية الأولى والثانية الإخطارية والإخبارية بحالها؛ إذ لا تلازم، كما اتضح مما سبق، بين الدلالة والإرادة.

أو ناسخ، وهو على قسمين

ب- النوع الثاني، أن يقصد، في مرحلة الإرادة الجدية، الشمول لكل الأفراد وهو على قسمين:

1- فإما أن يكون ذلك لجهله بعدم قيام المصلحة بكل أفراده حتى إذا انكشف له لاحقاً ذلك خصّص، فهذا المخصص لا يكشف عن عدم تحقق الإرادة الجدية في ظرفها، بل مبني على تحققها في ظرفها نظراً لجهل المتكلم، ثم إن عَلِم جاء بالناسخ، وهذا القسم غير متصور في المولى جلا وعلا ولا في الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) فيما فوض إليهم فيه التشريع، إلا أن القسم الثاني الآتي متصور فيهم.

2- وإما أن يكون ذلك لقيام المصلحة بجميع الأفراد، إلا أنها انتفت عن بعضهم وانعدمت أو تغيرَّت في زمن لاحق وحينئذٍ يأتي بالمخصص، الذي هو ناسخ في الحقيقة، ومن هنا قيل: (ان التخصيص نسخ في الأفراد، والنسخ تخصيص في الأزمان) فان الشطر الأول مبني على هذا القسم من قسمي النوع الثاني دون النوع الأول فانه مجرد كاشف لا ناسخ.

بعبارة أخرى: الأفراد كلها إما أن تكون حاملة للملاك ويكون المشرّع عالماً بها فحينئذٍ تنعقد له الإرادة الجدية ولا يكون التخصيص اللاحق حينئذٍ إلا نسخاً نظراً لتغيّر الملاك، وإما أن تكون حاملة للملاك من دون أن يعلم بها المشرع أي لا يعلم أنها كلها حاملة أم لا، فانه إما أن يشرّع حينئذٍ قضية مهملة أو يشرع كلّية لغرض آخر من دون أن تنعقد إرادته الجدية عليه لفرض عدم علمه بشمول الملاك لكل الأفراد.

وإما أن لا تكون حاملة للملاك، فإذا شرّع المولى الملتفت قضية كلّية حينئذٍ فلا يكون ذلك إلا لغرض آخر، كالامتحان أو ليكون المرجع لدى الشك أو غير ذلك، فإذا جاء المخصص حينئذٍ لم يكن في واقعه ناسخاً إذ لم يكن مجعولاً واقعاً، بل كان كاشفاً عن عدم الشمول وعدم انعقاد الإرادة الجدية واقعاً وإن انعقدت الدلالات والظهور كما سبق.

{خَلَطُوا} تهدم الإرادة الجدية لـ{منْكُمْ} لا الدلالة

وفي المقام، فإن (الآية الكريمة): {فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} إن لم تفد الحصر لما سبق من أن اللقب لا مفهوم له.. إلخ كان الأمر كما ذكر في الدرس السابق من عدم وجود دلالة تصديقية أولى ولا ثانية: لا إخطارية ولا إخبارية، على نفي القسم الثالث، فلا تعارض ولو بدوياً.

وأما إن قلنا انها تفيد الحصر بوجه من الوجوه توجيهاً لرأي زرارة، كالقول بان الضمير في {خَلَقَكُمْ} يفيد العموم لكل الناس، وان الظاهر ان المتفرِّع {فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} يساوي المتفرَّع عليه ولو فيما إذا كان المتكلم في مقام التفصيل، فلو فرض تحقق هذا الظهور والدلالتين الإخطارية والإخبارية أي التصديقيتين، فان الآية الثانية التي استدل بها g {خَلَطُوا...} لا تعدم ظهور الآية السابقة {فَمِنْكُمْ...} ولا دلالتيها، لما سبق من أن المنفصل لا يمس الظهور والدلالات، بل الآية الثانية إنما تمس الإرادة الجدية في الآية الأولى فتفيد عدم تحققها أي تكشف عن أن الدلالات التصديقية لم تكن مرادة بالإرادة الجدية، فهذا وجه تقدم الآية الثانية على الأولى فتدبر.

*            *            *

- حاول مناقشة ما ادعيناه من أن المخصص المنفصل لا يهدم بل لا يمس ظهور العام السابق ولا دلالاته التصديقية.. أو حاول تأييده بوجه أو أكثر.

وصلى الله على محمد واله الطاهرين


قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): ((مَنْ عَمِلَ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ))

(الكافي: ج1 ص44).


--------------------

([1]) أو حالته أو سياقه مريد لكذا.

([2]) وقد سبق بيان هذا الغرض وأغراض أخرى عديدة من علل التفكيك بين الإرادة الجدية والاستعمالية، في بحث سابق فراجع.

 

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد 8 ذوالقعدة 1444هـــ  ||  القرّاء : 876



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net