||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 190- الموقف من الحكومات الجائرة المتاركة او المشاركة او المواجهة ؟

 3- الحسين وإقامة الصلاة

 40- فائدة روائية: لعل تقطيع الروايات وتصنيفها سبب الاقتصار على بعض المرجحات، وذكر وجوه الحسن فيه

 258- مباحث الأصول: بحث الحجج (حجية قول الراوي والمفتي والرجالي واللغوي) (5)

 137- الاعداد المعرفي والدعوي للحج وماهي البدائل للمحرومين من الحج؟

 كتاب بصائر الوحي في الامامة

 315- الفوائد الأصولية: الحكم التكليفي والحكم والوضعي (2)

 11- فائدة عقائدية اصولية: الاقوال في الملازمة بين حكم العقل والشرع

 355-(مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَات) (4) مؤاخذات على منهج التفسير الباطني

 96- (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) مؤسسات المجتمع المدني في منظومة الفكر الإسلامي-9 هل للمؤمنات ولاية؟ -(الجماعة) وخصوصياتها الأربعة



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 161- مفردات ومصاديق مبادئ الاستنباط (8): علم الاديان الفقهي والاصولي المقارن



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23594378

  • التاريخ : 19/03/2024 - 10:47

 
 
  • القسم : دروس في التفسير والتدبر ( النجف الاشرف ) .

        • الموضوع : 155- الانذار الفاطمي للعالم الاسلامي وكافة البشر .

155- الانذار الفاطمي للعالم الاسلامي وكافة البشر
الأربعاء 21 جمادى الأولى 1434هـ





بسم الله الرحمن الرحيم 
 
الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، باعث الأنبياء والمرسلين، ثم الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين، سيما خليفة الله في الارضين، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم إلى يوم الدين، ولا حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم. 
 
يقول تعالى: ( كَلاَّ وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ * إِنَّهَا لإٍحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيراً لِلْبَشَرِ)[1] 
 
محور الحديث في هذا اليوم سيكون باذنه تعالى هو (الانذار الفاطمي للعالم الاسلامي بل للعالم البشري بأكمله) (نَذِيراً لِلْبَشَرِ). 
 
فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي النذير للبشر 
 
وقد سبق ان ذكرنا ان الامام الباقر (عليه السلام) كما جاء في تفسير علي بن ابراهيم القمي (رحمه الله) يشرح المراد من الآية الشريفة (إِنَّهَا لإٍحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيراً لِلْبَشَرِ) فيقول (عليه السلام): هي فاطمة (صلوات الله وسلامه عليهما) وهو بيان لباطن الآية ممن نزل الوحي في بيوتهم. 
 
أ- ورود الرواية في تفسير القمي 
 
وهذه الرواية صحيحة لعدة وجوه منها: 
 
اولا: انها وردت في تفسير علي بن ابراهيم، وعلي بن ابراهيم قد ضمن ما في هذا الكتاب، بل ان العديد من أعاظم الرجالين والأصوليين والمحدثين[2] التزموا بان كل من يذكره علي بن ابراهيم في سلسلة السند فانه ثقة، موثق بتوثيق علي بن ابراهيم الاجمالي 
 
فكل ما يرويه، هو مما يعتمد عليه نظرا لعبارته في مطلع تفسيره حيــــــــث يقول (ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهي إلينا، ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم واوجب رعايتهم ولا يقبل العمل الا بهم)[3] 
 
ب – مطابقة الرواية للقواعد بل للتجربة العينية 
 
ثانيا: وهو محور البحث: لأن هذه الرواية اضافة الى صحتها سندا تطابق من حيث المضمون القواعد والاصول. 
 
وبتعبير اخر: اكثر دقة فان هذه الرواية تحظى ببرهان الوقوع الخارجي والتجربة العينية التي تشهد بصدق هذه الرواية. 
 
توضيح ذلك: 
 
اننا عندما نتصفح التاريخ سنجد ان الصديقة الزهراء (عليها السلام) هي المصداق الجلي لقوله تعالى: (نَذِيراً لِلْبَشَرِ) وكل ما اخبرت به عن المستقبل القريب والمتوسط والبعيد لا يزال يقع، ونحن نعيش الان ما انذرت به الصديقة الزهراء بشتى ابعاده وصوره وهو ما عبرنا عنه بالإنذار الفاطمي للعالم الاسلامي، بل للعالم البشري. 
 
الإنذار الثلاثي الأضلاع 
 
تقول سلام الله عليها في كلامها الشهير (فاحتلبوا مِلأ ـ وفي رواية طِلاع ـ القعبِ دما عبيطا، وذعافا ممقرا... الى ان تقول... وابشروا بسيف صارم, وهرج شامل, واستبداد من الظالمين، يدع فيأكم زهيدا، وجمعكم حصيدا) 
 
ان السيدة الزهراء (صلوات الله تعالى عليها) تنذر بإنذارات عديدة متنوعة ودقيقة، هذه الامة الفاتحة القوية والتي بدات تمتد وتتسع سلطتها وقدرتها على وجه البسيطة بشكل ليس له نظير في كل التاريخ البشري فيما نعلم، الا ما كان من ملك سليمان (عليه السلام) مثلا. 
 
وهذا الانذار ذو البعدين ثم الإنذار الثلاثي الأضلاع، لهو حقاً إحدى أكبر الأدلة على حقانيتها وصدقها وحجية قولها خاصة بملاحظة انه صدر من سيدة في مقتبل العمر وتجلّى عن شعب وإخبارات مستقبلية مختلفة والتي سنشير لها لاحقا، وهو انذار للعالم الاسلامي بل للبشرية جمعا، ولا زالت هذه النُذُر تترى ويشهدها القاصي والداني في كل مكان. 
 
1- الإنذار بفيضان من الدماء على مر التاريخ 
 
تقول (صلوات الله عليها): (ثم احتلبوا طِلاع القعب): والقعب: هو القدح الخشبي او القدح الكبير الذي يُشرب به الحليب أو غيره من السوائل، وهي تشير الى ان هذا الانقلاب على الاعقاب الذي حدث بعد شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سيثمر فيضاً من الدماء نتيجة حكومة الطغيان والمنقلبين على الأعقاب وان ذلك هو الذي سيجنيه العالم الاسلامي بل البشري، وليس الراحة والسعادة وحكومة العدل في الارض كما توهم البعض، بل ستجنون (طِلاع) ـ وهي اقوى في الدلالة من ملأ ـ أي: ما يطلع من أطراف القعب ويفيض على جوانبه(دما عبيطا ) أي طريا طازجا. 
 
نماذج من الظلم 
 
وننقل لكم نموذجاً من التاريخ القديم ونموذجاً من التاريخ الحديث من مصاديق إنذاها الذي تحقق في العالم الاسلامي مرار وتكرارا ولا يزال يتحقق وسيبقى يتحقق الى ما شاء الله 
 
أ- السفاح يقتل 12 ألف من أهل الموصل! و... 
 
فالكل يعرف الحجاج وجرائمه وكيف انه ملأ البلاد بالدماء وتعرفون يزيد، والسفاح وغيرهم من الطغاة وسفاكي الدماء، ولكن سنكتفي الآن باحدى قصص السفاح: فان اهل الموصل رفضوا ولاية واليه الذي نصبه عليهم لأنه كان يظلمهم فأخرجوه، فبعث السفاح لهم جيشا ـ كما ينقل ابن الاثير ـ قوامه (12) الف شخص بقيادة أخيه يحيى بن محمد، ووصل إلى الموصل، ويبدو أن الناس لم يبدوا مقاومة في اول الامر لأن كان اعتراضهم على الوالي السابق الظالم، لكن هذا الجيش بدأ يزحف ويقتل، فقتل اثني عشر رجلاً منهم ظلماً وتخويفاً، فحمل الناس السلاح و واجهوا الجيش فاستعان بحيلة شيطانية حيث اعلن: ان لكم الامان يا اهل الموصل فألقوا السلاح وانتم في أمن أمير المؤمنين ـ بزعمهم ـ وقال لهم: كل من دخل المسجد فهو امن، فدخل الناس في المسجد الجامع، لكنه غدر بالناس إذ أمر الجيش بقتل الناس دون هوادة حتى قتلوا احد عشر ألف رجل!! تصوروا!! (ثم احتلبوا طِلاع القعب دما عبيطا ) على مر التاريخ تاريخ دموي، الامويون، العباسيون، العثمانيون، ومن سبقهم أيضاً، 
 
وهذا هو الناتج الطبيعي لإعراض الناس عن امير المؤمنين وسيد الوصيين وخليفة رسول رب العالمين وإلتجائهم الى فلان وفلان.. فان هذه هي النتيجة الطبيعية لمن يعرض عمن عينه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بامر من الله تعالى. 
 
قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) 
 
ولنرجع إلى التاريخ إذ يقول: 
 
فقتل منهم (11) ألف شخص ولم يكتف بذلك؛ لأنها حكومة الوحوش الذين يعادون اهل البيت (صلوات الله عليهم)، فانه سمع في الليل أصوات النساء اللاتي تبكين قتلاهن فأثار ذلك غضبه الشديد إذ كيف تبكي النسوة على الخوارج علينا؟! فامر جيشه ان يقتحموا البيوت فقتلوا النساء والاطفال وأباح المدينة لهم لمدة ثلاثة أيام يقتلون من شاؤوا، كما سمح للزنوج الاربعة الالاف الذين كانوا في جيشه ان يتعرضوا لعفاف المحصنات فغصبوا النساء قهراً...[4] 
 
هذه هي حكومة الوحوش التي تنقلب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى خلافة الأئمة الأطهار وهذا هو ديدن الحكومات التي اعرضت عن المنهج السماوي والتجات الى منهج الشيطان والشهوات والاهواء على مر التاريخ. 
 
(وذعافا ممقرا) الذعاف: هو السم، وممقرا: أي مرا فهو سم مر، والسم يقطع الاحشاء وبعض انواعه له مرارة شديدة. 
 
ب- الحرب العالمية الأولى و10 ملايين قتيل! 
 
والآن ننتقل من الماضي لنقفز عبر حاجز الزمن على أكثر من ألف سنة، فناتي الى العالم المسمى بالحر، ولكنه المعرض في الوقت نفسه عن طريق السماء والمعرض عن منهج رسول الله وامير المؤمنين وفاطمة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين، وسنشير الآن إشارة عابرة إلى بعض مآسي الحربين العالميتين الأولى والثانية: 
 
ففي الحرب العالمية الاولى قتل (10) ملايين شخص! وحسب المؤرخين فان هذا المقدار لم يقتل مثله في المئة السنة الماضية في كل الحروب التي وقعت 
 
كما انه جرح (21) مليون شخصاً.. إن الإنذار الفاطمي ليس للمسلمين فقط بل هو للبشرية جمعاء الى ان يرجعوا الى منهج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بيته الكرام 
 
 
 
ب – الحرب العالمية الثانية و17 مليون قتيل و... 
 
ثم في الحرب العالمية الثانية والتي انتهت عام 1945 قتل فيها (17) مليون انسان!! وهؤلاء هم الذين قتلوا في المعركة مباشرة، اما الذين قتلوا من جراء الحرب وتموجاتها ففي الصين وحدها قتل عشرة ملايين انسان! وفي الاتحاد السوفيتي عشرون مليون إنسان. 
 
وهذا هو مظهر آخر من مظاهر مصاديق قولها صلوات الله عليها (ثم احتلبوا ملئ القعب دما عبيطا): "وقد فقد حوالي (17) مليون منهم ـ أي الجنود ـ حياته في هذه الحرب، وفقد الاتحاد السوفيتي حوالي سبعة ملايين وخمسمائة ألف شخص وقد قتل حوالي (400) ألف امريكي و(350) الف بريطاني و(3) ملايين و(500) الف من الجنود الالمان وحوالي مليون وربع المليون جندي ياباني... وبعد الحرب تشرد ملايين من الجياع والذين لا مأوى لهم في المناطق الخربة، ولا يعرف احد كم من المدنيين ماتوا نتيجة الحرب العالمية الثانية لكن التقديرات هي ان ما يقرب من (20) مليون من المدنيين في الاتحاد السوفيتي و(10) ملايين في الصين قد ماتوا، وحدث كثير من هذه الوفيات بسبب الجوع)[5] 
 
هذا كله هو من نتائج الإعراض عن منهج السماء، وهذا هو المصداق – من بحر مصاديق الإنذار الفاطمي للمسلمين وغير المسلمين. 
 
ولنا ان نتساءل ما الذي سيحدث عندما تقع الحرب العالمية الثالثة والتي يتوقعها الكثير؛ لان هذا العالم الذي نراه وهذه الدول المستكبرة والتي تبيع السلاح لكافة الأطراف المتنازعة، لا تؤمن. 
 
بل ان الظواهر تدل على انه يمكن ان يتهور احد الاطراف لسبب او لاخر كما لو أحس انه محاصر على وشك الاختناق فيهجم بالقنابل النوووية على الاطراف الاخرى فتقع الكارثة الكبرى وتشتعل الحرب العالمية الثالثة ـ لا سمح الله تعالى ـ وقد يموت فيها هذه المرة مئات الملايين من الناس، وما ذلك الا وليدَ العنجهية والطغيان والجبروت والاعراض عن منهج السماء. 
 
الحياة كلها سمّ ومرارة 
 
(ثم احتلبوا ملأ القعب دما عبيطا) وماذا أيضاً؟ (وذعافا ممقرا)، الحياة كلها سم.. كانت ولا تزال كذلك، ولا نريد ان نتوقف الآن عند كيفية ان الحياة كلها سم، فذلك حديث طويل إلا أن هذه إشارة: الحياة كلها مرارة وسموم للرجال وللنساء وللاطفال وللارامل والايتام، للجامعي وللحوزوي ولكل انسان، فقد تسممت الحياة بكل ما للكلمة من معنى، فانك ترى الانسان مقيداً في كل الحقول: لا يستطيع الذهاب الى الحج بحرية – إلا بفيزا وجواز و... - ولا يمكن لاحد ان يتاجر بحرية ولا يمكن لاحد ان يزرع الارض او يسكن حيث يشاء بحرية او غير ذلك... كما ان الجريمة منتشرة بشكل غريب في كل مكان، والفقر والحرمان، والضرائب والطغيان والايذاء والظلم والعدوان كلها مفردات تاخذ حيزها الواسع الكبير في هذه الحياة وفي ظل حكومة الشيطان، وهذه هي النتيجة الحتمية للأعراض عن طريق السماء. 
 
الى ان تقول سلام الله عليها: (هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما سنه الاولون) الم يسنّوا ظلم الزهراء صلوات الله وسلامه عليها؟؟ وهي بضعة رسول الله وحبيبة المصطفى صلوات الله عليه وآله؟.. ثم انها تظلم لانها دافعت عن الحق، ثم تضطهد، ثم يكسر ظلعها صلوات الله عليها لا لشئ الا لانها انذرتهم من مستقبلهم المر الأسود حيث انقبلوا على الأعقاب.. 
 
و(غب) أي عاقبة ما سن الاولون (ثم طيبوا عن انفسكم نفسا) وهذه الكلمة الفاطمية لها معنيان لا نتوقف عندها الان.. 
 
(وطمأنوا للفتنة جأشا، وابشروا بسيف صارم) وهذا ما نشهده على مر التاريخ حيث كان السيف مصلتاً على عنق البشرية، وقد اشرنا الى نموذجين من ذلك فقط... ولاحظوا الحروب الصليبية.. والقرون الوسطى.. وغيرها 
 
بل حتى هذه الدول التي تسمى بالديمقراطية كذبا وزورا، فانها تمسك زمام الامور بالقوة والظلم ولا يستطيع احد ان يشق عصا طاعتهم بل ان الشركات العابرة للقارات وكبار البرجوازيين وكبار الراسماليين، واللوبيات الضاغطة هي التي تمسك بزمام الامور وهي التي تحرك دماها من امثال الارهابيين والتكفيرين من القاعدة وغيرهم في انحاء العالم وسيرتد سيفهم عليهم كما ارتد بالحرب العالمية الاولى والثانية. 
 
2- الإنذار بالهرْج والفتنة الشاملة 
 
(وهرج شامل) أي فتنة وهذه هي النبوءةالثانية او قل الانذار الثاني، والانذار هو (الاخبار الذي فيه تخويف) وهذا ما يشهد به الواقع الخارجي، في العالم كله: 
 
ففي الجامعات توجد الفتنة، وفي الاسواق توجد الفتنة، وفي الحكومات توجد الفتنة، كما ان عامة الناس بينهم فتنة وفتن، وفي مختلف الحقول والميادين، من فتن عقائدية واقتصادية واجتماعية وعشائرية وحزبية واسرية وغيرها، وما ذلك الا لإعراض هذا الإنسان عن منهج السماء، وما ذلك إلا لعنجهية هذا الإنسان الذي يسيطر الشيطان على عقله وفكره وأعماله. 
 
ومن أظهر مصاديق ذلك الكثير من الناس الذين يتكبرون عن سماع حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يطعيونه في أهل بيته D، والحديث حول هذا الأمر حديثا طويل لا نتوقف عنده الآن.. 
 
3- الإنذار باستبداد عام من الظالمين 
 
ثم تقول سلام الله عليها (واستبداد من الظالمين) وأيضاً ههنا وعلى مر التاريخ نجد هذا الإنذار الثالث متحققاً، في سلسلة الإنذارات الثلاثة المتقدمة (سيف صارم وهرج شامل واستبداد من الظالمين) فان الظالمين كانوا وما زالوا مستبدين بالأمر ومصادرين للحقوق في مختلف الأبعاد، فالذي يحكم الأرض – كان ولا يزال - هو الاستبداد والظلم. 
 
لاحظوا (السعودية) مثلاً، ألا يحكمها الاستبداد؟ وكذا البحرين وسائر الدول الإسلامية، فان العلماء في السجون، كما يهدد بعضهم بالإعدام، ويُفعل بالناس ما يفعل، والثروات تُؤكل وتصادر، والملك تظهره الكاميرات وأمامه كأس الخمرة بلا خجل ولا حياء ثم يسمي نفسه خادم الحرمين الشريفين! وهو تسمية الشيء باسم ضده. 
 
ثم ان الاستبداد له ألوان، ففي موسكو له شكل وفي أمريكا له شكل اخر وفي اليابان له شكل وكذا ألمانيا، وبلادنا الإسلامية أيضاً (واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيدا وزرعكم حصيدا فيا حسرتي لكم وأنى بكم) 
 
وها هي بضعة الرسول الزهراء صلوات الله عليها تتحسر على هذا البشر الضال العاق لوالديه (وأنى بكم وقد عميت عليكم انلزمكموها وانتم لها كارهون) 
 
من عواقب ظلم الزوجة والشريك والمنافس 
 
وفي ختام الحديث نقول ان الإنذار الفاطمي – المحمدي - للعالم الإسلامي بل للعالم البشري كله، لا يختص بالحكومات بل هو شامل لكل إنسان، فان الظلم ظلمات و(الظلم مرتعه وخيم) 
 
لا تظلمنّ اذا ما كنت مقتدرا 
 
 
 
 
فالظلم اخره يدعو الى الندم 
 
 
تنام عيناك والمظلوم منتبه 
 
 
 
 
يدعو عليك وعين الله لم تنم 
 
 
ان الكثير من الناس يظلم زوجته أو زميله لمجرد ان له القدرة على ذلك! والشريك يظلم شريكه أو يظلم الجهة المنافسة الأخرى أو غير ذلك وفي الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث يقول في الآية الشريفة (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) يقول (عليه السلام) ان هناك على صراط جهنم عقبة لا يجوزها من في عنقه مظلمة لأحد من عباد الله. 
 
والظاهر من الرواية ان الذي يظلم زوجته يقف على صراط جهنم ولا يتجاوز تلك القنطرة إلا أن يتخلص من تلك المظلمة أو يهوي في جهنم نستجير بالله، وهكذا الأمر ظلم الولد والعشيرة المنافسة والحزب المنافس، فان الظلم لا يجوز بأية صورة من الصور. 
 
ونص الرواية هو – كما في ثواب الأعمال – قال الصادق (عليه السلام): (قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة) وفي رواية أخرى اغرب منها من جهة ففي (عدة الداعي) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوحى الله تعالى إلي ان يا أخا المرسلين ويا أخا المنذرين، انذر قومك: لا يدخلوا بيتا من بيوتي ـ أي المساجد مثلا ـ ولاحد من عبادي عند احدهم مظلمة، فاني العنه ما دام قائما يصلي بين يدي حتى يرد تلك المظلمة)[6] 
 
اعذانا الله وإياكم من ذلك، ونسأله سبحانه وتعالى التوفيق لنا ولكم لكي نكون من الطاهرين المطهرين من الظلم والآثام انه سميع الدعاء، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين 
 
 
 
 
[1] - سورة المدثر: الآيات: 32 إلى 36. 
 
[2] - ومنهم الحر العاملي صاحب الوسائل ومنهم السيد الخوئي وآخرون. 
 
[3] - مقدمة تفسير القمي، وهذه المقدمة هي للقمي نفسه لأن لصاحب الوسائل طريقاً صحيحاً إلى الشيخ الطوسي والشيخ الطوسي له طريق صحيح إلى جميع كتب علي بن إبراهيم ذكره في الفهرست. وقد نقل صاحب الوسائل في الوسائل هذه الجملة التي هي من مقدمة تفسير القمي. 
 
[4] - (ممارسة التغيير لإنقاذ المسلمين) ص 347 نقله عن ابن الأثير. 
 
[5] - الموسوعة العربية العالمية /مادة الحرب العالمية الثانية ج9 ص242. 
 
[6] - راجع سفينة البحار مادة ظلم.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الأربعاء 21 جمادى الأولى 1434هـ  ||  القرّاء : 10640



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net