||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 الشخصيات القلقة والايمان المستعار

 234- مقام التسليم والانقياد لولاة الأمر وأَبطال حول أمير المؤمنين (عليه السلام) (قيس بن سعد بن عبادة)

 162- صيانة القران الكريم عن التحريف

 218- بحث فقهي: التعاون على البر والتقوى محقق لأغراض الشارع المقدس

 53- تحليل معنى القصدية في الافعال

 41- من فقه الحديث: المحتملات في قوله عليه السلام: (نَّا نُجِيبُ النَّاسَ عَلَى الزِّيَادَةِ وَ النُّقْصَان)

 477-فائدة فقهية: بلوغ الصبي بتحديدَي الثلاث عشرة والخمس عشرة سنة

 315- (خلق لكم ما في الأرض جميعاً) 3 القضاء على الفقر والتضخم والبطالة عبر قانون (الأرض والثروات للناس لا للحكومات)

 125- مسؤوليات الدولة وفقه المسائل المستحدثة

 297- وَلَا تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّه (2) من ادلة حرمة سباب الاخرين - وان فعل المعصوم (ع) لا اطلاق له ولا جهة



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23710444

  • التاريخ : 29/03/2024 - 11:59

 
 
  • القسم : الظن (1442-1443هـ) .

        • الموضوع : 005-الاستدلال بالاستقراء والفطرة على حجية الظن اقتضاءً. الفرق بين (العقل المجرد) و(العقل المضاف) الفرق بين الظان والظن. .

005-الاستدلال بالاستقراء والفطرة على حجية الظن اقتضاءً. الفرق بين (العقل المجرد) و(العقل المضاف) الفرق بين الظان والظن.
الثلاثاء 12 ربيع الأول 1443هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(5)

دعوى اختلاف حكم الظان عن حكم الظن

المنطلق الرابع: (الظان)

فانه قد يقال: ان حكم (الظان) غير حكم (الظن) من حيث الحجية، فان الظن وإن صح ما سبق من انه ككلي طبيعي محركٌ اقتضاءً وكاشفٌ بنفس نسبة درجة الظن عن الواقع، في الظنون العقلائية المتعارفة، بدليل الاستقراء والفطرة وغير ذلك مما سبق، إلا ان حكم (الظان) في هذا المصداق الجزئي وذاك وذياك، يختلف عن حكم الظن وذلك لأن المدرك لأغلبية إصابة ظنه للواقع هو (عقله) وليس الحاكم / أو لا يُعلم ان الحاكم في المصاديق والجزئيات هو (العقل المجرد) مع ضميمة انه ليس إدراك أو حكومة غير العقل المجرد حجة.

العقل المجرد والعقل المضاف أو المشوب

توضيحه: ان (العقل) المدرك أو الحاكم تارة يطلق على (العقل المجرد) وأخرى يطلق على (العقل المضاف).

والمقصود بالأول: العقل النوري أو العقل بما هو هو مجرداً عن لَبْس المسبقات الفكرية وضغط الخلفيات النفسية وأسر الأهواء والشهوات ونظائرها.

والمقصود بالثاني: العقل المشوب وهو المضاف أي (عقله) و(عقلي) والذي يحتمل عند إدراكه أو حكومته، أي عند إدراك عقل كل شخص أمراً ما، ان يكون المدرك هو ذلك العقل المجرد كما يحتمل ان يكون المدرك هو عقله بما هو مشوب بالمسبقات ومحكوم بالأهواء.

ومما يشهد على كلا النوعين إضافة للبداهة والوجدان واختلاف العقول في الأحكام فانها العقول المضافة دون المجردة، الروايات الكثيرة ومنها قوله عليه السلام في نهج البلاغة: ((شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ الْعَقْلُ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَسْرِ الْهَوَى وَ سَلِمَ مِنْ عَلَائِقِ الدُّنْيَا))([1]) فإذا خرج وسلم كان هو العقل المجرد وإذا لم يخرج ولم يسلم كان هو العقل المشوب، وهما قسمان ولذا شهد الأول دون الثاني، والمقصود بالقسمين ليس المختلفين في جنسهما أو نوعهما بل كاختلاف الصنف مع نوعه، كالعالم والعادل والجاهل والفاسق أو الطبيب والمهندس مع الإنسان فان احكام الإنسان بما هو إنسان تختلف عن احكامه بما هو عادل أو فاسق أو حاكم أو محكوم.

منشأية العقل المشوب للخطأ دون المجرد

والخطأ كل الخطأ ينشأ من العقل المضاف دون العقل المجرد فانه الذي أودعه الله في الإنسان وجعله حجة باطنة على الأنام كما جعل الرسل حجة ظاهرة عليهم وهو (أول ما خلق الله) والذي ورد في الحديث ((إِنَّ أَوَّلَ خَلْقٍ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَقْلُ فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ بِكَ آخُذُ وَبِكَ أُعْطِي وَبِكَ أُثِيبُ وَبِكَ أُعَاقِبُ))([2]) نعم قيل انه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لكن ظاهر هذه الرواية انه وديعة في جميع البشر ولذا يثابون به ويعاقبون، وتحقيق الحال في ذلك وفي الصادر الأول وانه نوره صلى الله عليه وآله وسلم وان نوره هو العقل، أو هو العقل الفعّال كما قيل إن لم يكن المراد هو به صلى الله عليه وآله وسلم، وانه، أي العقل في الإنسان، حقيقة واحدة لها تعلق بكل النفوس كتعلق أشعة الشمس بكل ما تشرق عليه أو حقائق متباينة متعددة بتعدد النفوس البشرية، متروك لمظانه.

إذا ظهر ذلك ظهر الفرق بين (الظن) و(الظان) إذ الظن ككلي طبيعي يحكم العقل المجرد بكاشفيته ومحركيته وحجيته كما سبق وسيأتي مزيد، واما ظن هذا الشخص فان الحكم بكاشفيته ومحركيته هو عقله المضاف، وإن احتمل ان يكون هو العقل المجرد، فحيث لم يُعلم وأُجمل لم يكن حجة.

الجواب: النقض بالقطع

ولكن يمكن الجواب عن ذلك نقضاً وحلّاً، وسننقض بالقطع بما يتضمن الجواب الحلي فيه وفي الظن معاً.

فنقول: كما ان عقل القاطع هو الحاكم بلزوم إتباعه قطعه وكاشفيته، مع انه قد يكون جهلاً مركباً، والعقل المجرد إنما يحكم بلزوم إتباع العلم وكاشفيته كما يحكم بلزوم تجنب إتباع الجهل المركب، ككبرى كلية، وأما القطع فانه أعم منهما([3]) لذا لا يرى العقل المجرد كاشفيته بما هو قطع وإن رأى ان القاطع معذور، لو لم يقصر في المقدمات، في إتباعه قطعه، وأما قطع هذا وذاك فليس من شأن العقل المجرد تشخيص الجزئيات، على ما التزمه مشهور الفلاسفة، وإن ناقشنا فيه، على انه لو كان من شأنه لوجب الرجوع إليه([4])، وستأتي كيفية ذلك، ومع ذلك ورغم ان قطع القاطع قد يكون، في علم الله والراسخين في العلم وبحسب متن الواقع، جهلاً مركباً إلا انهم التزموا بحجيته في حق القاطع كما ان عقله المضاف يلزمه بذلك، والمراد من حجيته كما سبق لزوم إتباعه وليس كاشفيته.

والحل: ظن الظان محرك

فكذلك حال الظن فان عقل الظان يحركه، وإن كان تحريكاً ناقصاً عكس قطع القاطع الذي يحركه تحريكاً تاماً بحسب الفاعل، أي ان الظان يحركه ظنه اقتضاء اما القاطع فيحركه قطعه بنحو العلية، إضافة إلى ان عقل الظان يكشف له كشفاً راجحاً بنظره كما ان عقل القاطع يكشف له كشفاً تاماً بنظره، فإذا حكمنا بان القطع حجة رغم انه قد يكون جهلاً مركباً كذلك يجب ان نحكم بان الظن حجة رغم انه قد يكون مشوباً، كما انه إذا حكمنا بان الظن ككلي طبيعي حجة أي محرك وجب أن نحكم بان ظن الظان حجة أي محرك، غاية الأمر ان الأول حجة بنظر العقل المجرد والثاني حجة بنظر العقل المضاف، إلا إذا انكشف له الخلاف كما في القطع تماماً.

فذلك عن الحجية بمعنى المحركية وأما الحجية بمعنى الكاشفية فلا بد للظان من مرجعية، كما سيأتي، وأما القاطع فلفرض قطعه فانه لا يحتمل الخلاف كي يبحث عن مرجع أو كي يُطالَب به.

وأما كاشفيته فبالرجوع للعقل المجرد

وأما المميز لكون هذا الحكم أو ذاك مما صدر من العقل المجرد أو المضاف (أو مما كشفه هذا أو ذاك) هو استطلاع حال سائر العقلاء من كل الملل والنحل فان وجدناهم جميعاً يقولون بحجية أمر، كخبر الثقة الضابط، استكشفنا من ذلك انه حكم العقل المجرد وانه كاشف أغلبي عن الواقع حقيقةً، إذ لم يؤثر فيه تغاير المسبقات الفكرية والحالات النفسية واختلاف الأهواء والشهوات والمصالح والاعتبارات.

وإن وجدنا اختلافهم،كاختلافهم في حجية الإجماع المنقول والشهرة مثلاً، وجب ان نرجع إلى دليل آخر؛ إذ لا يعلم ان مرجع القول بحجية الشهرة أو عدمها إلى العقل الفطري المجرد أو العقل المشوب.

وبذلك يظهر الميزان في ظن هذا الظان وكونه كاشفاً نسبياً عن الواقع حقيقة أو لا، بما يصلح مرجعاً له([5]) أيضاً، وهو انه ان رأى ان سيرة العقلاء أو بناءهم على حجية سنخ هذا الظن، كالظن الذي حصل له من الظواهر مثلاً، دلّ ذلك على ان منشأ حجية ظنه هو العقل المجرد، وان رأى عدم بنائهم على ذلك وعدم السيرة، كالظن الذي نشأ له من الأحلام مثلاً، علم بان منشأ ظنه هو العقل المشوب، بل كثيرا ما يزول ظنه موضوعاً بهذا الالتفات. فتأمل

وبذلك ظهر حال ما عُدّ حاملاً للظن بنوعه، أي ما كان منشأً له بنظر العقلاء، كخبر الثقة الضابط والظواهر، كما ظهر ان (الظن) يلاحظ من حيث منشأه وكونه عقلائياً أو لا.

وعلى أية حال فان الظان لو لم يكن ملتفتاً إلى ما ذكر، من احتمال كون الحاكم أو المدرك عقله المضاف المشوب لا المجرد، فان ظنه يكفي في محركيته اقتضاءً كما انه يراه كاشفاً نسبياً عن الواقع. وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

 قال الإمام الباقر عليه السلام: ((‏إِنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا تَعَاطَاهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ وَإِنَّ هَذَا الدِّينَ لَا يُعْطِيهِ اللَّهُ إِلَّا أَهْلَ خَاصَّتِهِ‏)) (تحف العقول: ص297).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) نهج البلاغة: الكتاب 3.

([2]) الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، مؤسسة النشر الإسلامي ـ قم، ج4 ص368.

([3]) العلم والجهل المركب.

([4]) أي ولم يكتف بحكم العقل المضاف.

([5]) أي للظان نفسه.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 12 ربيع الأول 1443هـ  ||  القرّاء : 2491



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net