||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 381- فائدة أصولية: عدم حجية الظن على المشهور

 48- بحث اصولي: حكم تقييد المثبتين اذا كانا من سنخين

 351- ان الانسان لفي خسر (9) فريق الخاسرين و فريق الرابحين

 184- علم وفن ومهارة ادارة الوقت والساعات والايام والاسابيع والاشهر والسنين

 374- فائدة كلامية: كيفية تعلق الروح بالبدن

 435- فائدة فقهية: استفراغ الوسع في الاجتهاد

 237- فائدة أصولية: نفي الخلاف كالإجماع

 123- المستحبات في معادلة الحياة

 261- الأصول الخمسة في معادلة الفقر والثروة وضمانات توازن الثروات عالمياً عبر العفاف والكفاف

 313- (خلق لكم ما في الأرض جميعاً) 1 الأرض للناس لا للحكومات



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23969292

  • التاريخ : 20/04/2024 - 00:31

 
 
  • القسم : الظن (1444هـ) .

        • الموضوع : 193- مناقشة مع المحقق العراقي في مدعاه بورود قاعدة قبح العقاب بلا بيان على قاعدة دفع الضرر المحتمل .

193- مناقشة مع المحقق العراقي في مدعاه بورود قاعدة قبح العقاب بلا بيان على قاعدة دفع الضرر المحتمل
الثلاثاء 22 رجب 1444هــ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(193)

العراقي: لا يستدل على وجوب النظر في المعجزة، بقبح العقاب بلا بيان

قال المحقق العراقي (قدس سره) : (تتميم: قد جرى ديدنهم على [التعرض الى] اعتبار الظن في أصول الدين في المقام، ونقول تبعاً لهم:

أولاً: أنَّ المراد من أصول الدين ما [يجب] العلم به مقدمةً لعقد القلب به، والمتيقن منه لزوم معرفة المنعم على الاطلاق ووسائط النعم، بحكم العقل بأداء شكر المنعم ووسائط النعم. وكثرة [الاهتمام بهذا] الشكر صارت موجبةً [لدى] العقل بلزوم معرفتهم مع الجهل بهم.

وليس هذا الاحتمال مجرى قبح العقاب بلا بيان؛ إذ هو في حكمٍ لم يُحرز الاهتمام [بمطلوبيته] حتى في ظرف الجهل به. وإلا فمع إحراز هذا الاهتمام، العقل يحكم بمنجزية هذا الاحتمال، بلا احتياجٍ الى عناية تتميم كشفٍ من عقلٍ أو شرعٍ؛ إذ الأخير دوريٌ، والأول أيضاً ليس شأن العقل ذلك.

ومن ذلك نقول: إنّ البيان [الرافع] لموضوع القبح مطلق ما يحكم العقل [بمنجزيته] وبهذا الوجه أيضاً نقول بوجوب النظر الى المعجزة، لا بقاعدة وجوب دفع الضرر المحتمل، وإلا فقاعدة قبح العقاب واردة عليها، كما لا يخفى)([1]).

الأجوبة

أقول: أولاً: ليست قاعدة قبح العقاب بلا بيان واردة على الاستدلال بوجوب دفع الضرر المحتمل على وجوب النظر في المعجزة، وذلك للجهات التالية:

1- المراد من البيان إراءة الطريق، لا الإيصال إلى المقصود، وهما معنيا الهداية أيضاً، والأول حاصل مع الإتيان بالمعجزة فإنها طريق الإذعان بصدق الرسول (أو مدعي الرسالة) فعلى المكلف النظر فيها وإلا احتمل الضرر الواجب دفعه عقلاً، وحيث ان إراءة الطريق (وما هو دليل أو يحتمل كونه دليلاً) بيان، فلا تجري قاعدة القبح.

2- البيان حاصل بجعل الدليل في المعرض، معرض أن يتناوله العبد، وهو حاصل.

3- المراد من القاعدة هو (قبح العقاب بلا بيانٍ واصلٍ) والوصول أعم من الوصول الشأني بالشأن القريب غير المتوقف على أمر غير اختياري، أي المقدور على إحراز ثبوته من عدمه، وهو حاصل في المعجزة.

بعبارة أخرى: المعجزة([2]) بيان عرفاً وعقلاً.

ويوضحه: أن الرسول لو جاء برسالة من المولى لعبده تتضمن أوامره، أو كان من المحتمل أن تكون فيها أوامر له، فانه لا يصح له أن لا ينظر فيها ثم يعتذر لمولاه عن عدم العمل بما فيها، لو طالبه، بقاعدة قبح العقاب بلا بيان وأنك لم تبين لي أوامرك! فإن جَعْلَهُ في المعرض بيانٌ كما سبق.

المقومات الخمس لجريان قاعدة قبح العقاب بلا بيان

ثانياً: ان الاستدلال بقاعدة وجوب دفع الضرر المحتمل على وجوب النظر في أصول الدين والمعرفة، صحيح، ولا يرد عليه ما يظهر من كلامه من أن قاعدة قبح العقاب بلا بيان واردة عليها، عكس قاعدة وجوب شكر المنعم الواردة هي على قاعدة القبح وذلك للوجوه التالية:

1- أن قاعدة قبح العقاب بلا بيان، إنما تجري بعد الفحص لا قبله، والمطلوب في مسألتنا هو وجوب النظر، وهو فحص، فإذا نظر وفحص ولم يثبت له فرضاً وجود الخالق، جرت حينئذٍ في حقه القاعدة، لا قبل الفحص.

2- أن القاعدة بظاهرها ناقصة، فيما نرى، والصحيح: قبح العقاب بلا بيان أو ملاك([3])، والملاك متحقق في المقام وسيأتي.

3- أن قاعدة قبح العقاب بلا بيان لا تجري إلا بعد تمامية أركان خمسة، ولا شيء من الأركان الخمسة بمتحقق في المقام (مسألة وجوب المعرفة استناداً إلى وجوب دفع الضرر المحتمل).

أ- وجود مبيّن.

ب- وانه لا يفعل القبيح.

ج- وانه يذعن بقاعدة قبح العقاب بلا بيان.

إن قلت: لا مناص من حكمه بذلك، وإلا لكان فاعلاً للقبيح؟ والفرض اننا في الأمر الثالث سلّمنا الأمر الثاني.

قلت: كلا؛ إذ المخرج الملاك، وبعبارة أخرى: لا يقبح العقاب إلا مع بيان أو مع وجود ملاكٍ ملزمٍ وإن لم يوجد بيان، ألا ترى أن ولد المولى لو سقط في البئر ولم يسبق من المولى أمر بإنقاذه إذا سقط في البئر ولم يلتفت المولى إلى سقوطه الآن ليأمره به أو كان ملتفتاً لكنه كان، حسب الأمر الرابع الآتي، غير قادر على الأمر والبيان، فانه يجب على العبد إنقاذه محكوماً بالملاك الملزم، ولا يصح له التعلل بانه لا يوجد بيان ويقبح العقاب من دونه!

فانه من دون أي واحد من الأركان الثلاثة السابقة لا يصح استدلال الدهري أو اللا ادري، بالقاعدة على عدم احتمال الضرر من عدم النظر مستدلاً باستدلال المحقق العراقي من ورودها عليه؛ إذ ما دام لا أدرياً فانه لا يؤمن بوجود إله (مبيّن) أو لا يؤمن بانه لا يفعل القبيح إذ حتى مع الإيمان به فيجب أن يؤمن بأنه لا يفعل القبيح إذ لو آمن بأن الله قد يظلم وقد يفعل القبيح فكيف يستدل على رفع العقوبة المحتملة، عنه، بقاعدة قبح العقاب بلا بيان، مع أنه لا يؤمن، وهو في مرحلة ما قبل النظر أو وهو في طوره، بوجود الإله، أو يؤمن به ولا يؤمن بأنه لا يفعل القبيح أو يؤمن بهما ولا يؤمن أن الإله يقبل صحة هذه القاعدة، فكيف يؤمِّن نفسه من العقاب مستنداً إلى قاعدة (قبح العقاب بلا بيان) مع عدم تحقق أسسها وأركانها لديه؟

د- وانه قادر على البيان، إذ لو وجد شخص لا يفعل القبيح ويؤمن بقاعدة القبح لكنه كان غير قادر على البيان، فكيف يستدل على رفع عقوبته المحتملة، بقبح عقابه العبد، رغم عدم قدرته على بيانه له؟

ومن الواضح أن الله تعالى قادر لكن الكلام في اللاادري الذي هو في طور النظر فانه يحتمل قدرته كما يحتمل عدمها كما انه يحتمل عدله كما يحتمل ظلمه ويحتمل فعله للقبيح كعدمه، فكيف يستدل بقاعدة قبح العقاب بلا بيان وهو لم يحرز قدرة المولى على البيان؟ وحينئذٍ تأخذ بخناقه قاعدةُ دفع الضرر المحتمل.

هـ - ويذعن بأن هذا ليس بياناً، والمقصود من (هذا) احتمال وجود الإله، فانه قد يكتفي الإله (المنظور في شأنه) من البيان بالاحتمال، لكونه مثلاً احتمالاً في شأن مهم جداً، وهو منجز بنظره فهو كما قال (قدس سره): (ومن ذلك نقول: إنّ البيان [الرافع] لموضوع القبح مطلق ما يحكم العقل [بمنجزيته]) فيجري ما قالوا عن قاعدة شكر المنعم في قاعدة دفع الضرر ولا يصح التفكيك بينهما كما فعل (قدس سره)، بهذا البيان المطوّر...

*            *            *

- هل يختلف الحال بين ما لو كان النظر في المعجزة، كالقرآن الكريم، متوقفاً على مقدمات قريبة وما لو كان متوقفاً على مقدمات بعيدة، بعدم وجوب النظر فيها على الأخير عكس الأول؟.

- هل العسر والحرج الرافعان للتكاليف في الفروع، رافعان للتكاليف في الأصول؟ اذكر دليلين على ما تختاره.

 

وصلى الله على محمد واله الطاهرين


قال علي بن الحسين (عليهما السلام): ((إِنَّ الْمَلَائِكَةَ إِذَا سَمِعُوا الْمُؤْمِنَ يَدْعُو لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ أَوْ يَذْكُرُهُ بِخَيْرٍ قَالُوا: نِعْمَ الْأَخُ أَنْتَ لِأَخِيكَ تَدْعُو لَهُ بِالْخَيْرِ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْكَ وَتَذْكُرُهُ بِخَيْرٍ، قَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِثْلَيْ‌ مَا سَأَلْتَ لَهُ وَأَثْنَى عَلَيْكَ مِثْلَيْ مَا أَثْنَيْتَ عَلَيْهِ وَلَكَ الْفَضْلُ عَلَيْهِ، وَإِذَا سَمِعُوهُ يَذْكُرُ أَخَاهُ بِسُوءٍ وَيَدْعُو عَلَيْهِ قَالُوا لَهُ: بِئْسَ الْأَخُ أَنْتَ لِأَخِيكَ كُفَّ أَيُّهَا الْمُسَتَّرُ عَلَى ذُنُوبِهِ وَعَوْرَتِهِ وَارْبَعْ عَلَى نَفْسِكَ‌([4]) وَاحْمَدِ اللَّهَ الَّذِي سَتَرَ عَلَيْكَ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَعْلَمُ بِعَبْدِهِ مِنْكَ)) (الكافي: ج2 ص508).

--------------------------------------

([1]) آقا ضياء الدين العراقي، مقالات الأصول، مجمع الفكر الإسلامي ـ قم، ج2 ص135-136.

([2]) أي إراءة ما يحتمل كونه معجزة.

([3]) أي بلا وصول بيان أو إحراز ملاك.

([4]) أي خفف على نفسك، أربع الغيث ارباعا حبس عن الناس في رباعهم لكثرته. و المعنى اقتصر على النظر في حال نفسك ولا تلتف الى غيرك.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 22 رجب 1444هــ  ||  القرّاء : 1036



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net