||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 63- التعدي بالمادة

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (9)

 385- فائدة فقهية: حكم تصرف الصبي بأمواله بإذن وليه

 488- فائدة كلامية (معاني عصيان النبي آدم عليه السلام).

 65- فائدة عقدية: مباحث الحجج والتعارض قلب علم الاصول

 كتاب اهدنا الصراط المستقيم

 168- فائدة فقهية: الفرق بين المفتي وأهل الخبرة

 56- معنى موافقة الكتاب

 115- رسالات الله في حقول العقيدة والاخلاق والاقتصاد

 317- الفوائد الأصولية: الحكم التكليفي والحكم والوضعي (4)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23707943

  • التاريخ : 29/03/2024 - 08:21

 
 
  • القسم : الظن (1444هـ) .

        • الموضوع : 217- فقه الرواية: أدلة وجود القاصر والواسطة بين الإيمان والكفر .

217- فقه الرواية: أدلة وجود القاصر والواسطة بين الإيمان والكفر
السبت 29 / شوال /1444هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(217)

تتمة مناظرة زرارة مع الإمام الباقر (عليه السلام)

((قَالَ: قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَا تَأْمُرُنِي أَنْطَلِقُ فَأَتَزَوَّجُ بِأَمْرِكَ فَقَالَ لِي إِنْ كُنْتَ فَاعِلًا فَعَلَيْكَ بِالْبَلْهَاءِ مِنَ النِّسَاءِ، قُلْتُ: وَمَا الْبَلْهَاءُ؟ قَالَ: ذَوَاتُ الْخُدُورِ الْعَفَائِف.

فَقُلْتُ: مَنْ هِيَ عَلَى دِينِ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ؟ قَالَ: لَا، فَقُلْتُ مَنْ هِيَ عَلَى دِينِ رَبِيعَةِ الرَّأْيِ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَكِنَّ الْعَوَاتِقَ اللَّوَاتِي لَا يَنْصِبْنَ كُفْراً وَلَا يَعْرِفْنَ مَا تَعْرِفُونَ، قُلْتُ: وَهَلْ تَعْدُو أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنَةً أَوْ كَافِرَةً؟ فَقَالَ: تَصُومُ وَتُصَلِّي وَتَتَّقِي اللَّهَ وَلَا تَدْرِي مَا أَمْرُكُمْ؟ فَقُلْتُ: قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} لَا وَاللَّهِ لَا يَكُونُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ وَلَا كَافِرٍ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): قَوْلُ اللَّهِ أَصْدَقُ مِنْ قَوْلِكَ يَا زُرَارَةُ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} فَلَمَّا قَالَ: عَسَى، فَقُلْتُ: مَا هُمْ إِلَّا مُؤْمِنِينَ أَوْ كَافِرِينَ...))([1]).

(الْبَلْهَاءُ) قاصر وهي واسطة بين المؤمن والكافر

- قوله (عليه السلام): ((فَعَلَيْكَ بِالْبَلْهَاءِ مِنَ النِّسَاءِ))كالصريح في كونها قاصراً لا مقصّراً؛ إذ الأبله فسره المصباح بـ(ضعيف العقل)، وضعيف العقل قاصر فيما ضعف فيه عقله، وفي القاموس فسره بانه (أحمق لا تمييز له) والأحمق قاصر، كما فسره القاموس أيضاً بـ(الغافل) والغافل قاصر وقال: (البلهاء: المرأة الكريمة المغفلة) والمغفل قاصر، وفسره الجوهري بـ(بيّن البله والبلاهة) والأبله قاصر، نعم فسره أيضاً بـ (من غلبت عليه سلامة الصدر) ولا يبعد أن يكون هذا أيضاً قاصراً عما يراد به. فتأمل

وقال العلامة المجلسي في شرحه للبلهاء: (أي المستضعفة الكريمة الأخلاق القريبة من قبول الحق، قال الجوهري: رجل أبله بيّن البله والبلاهة، وهو الذي غلبت عليه سلامة الصدر، وقد بَلِه بالكسر وتبلّه والمرأة بلهاء، وفي الحديث ((أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْبُلْه‏))([2])، يعني البلة في أمر الدنيا لقلة اهتمامهم بها وهم أكياس في أمر الآخرة، وفي القاموس: رجل أبله أي غافل أو عن الشر أو أحمق لا تمييز له، والميّت الداء أي من شره ميت، والحسن الخلق القليل الفطنة لمداقّ الأمور أو من غلبته سلامة الصدر، والبلهاء المرأة الكريمة المريرة العزيزة المغفلة، وفي المصباح: بَلِه بلها من باب تعب ضعف عقله فهو أبله والأنثى بلهاء، والجمع بله مثل أحمر وحمراء وحمر، ومن كلام العرب خير أولادنا الأبله الغفول، المعنى أنه لشدة حيائه كالأبله فيتغافل فيتجاوز، فشبه ذلك بالبله، انتهى)([3]).

- وقوله ((الْبَلْهَاءُ))وما بعده صريح في ثبوت الواسطة بين الإيمان والكفر فلاحظ قوله ((فَقَالَ: لَا، وَلَكِنَّ الْعَوَاتِقَ اللَّوَاتِي لَا يَنْصِبْنَ كُفْراً وَلَا يَعْرِفْنَ مَا تَعْرِفُونَ))فلم تنصب كفراً لتكون كافرة ولا تعرف ما تعرفون لتكون مؤمنة فليست بكافرة ولا مؤمنة، كما ان ((الْعَوَاتِقَ))فيه إشعار أيضاً بكونها قاصراً لأن العاتق هي، كما في النهاية (الشابة أول ما تدرك)([4]) ولا شك في كونها عادةً قاصراً في ذلك الزمن حيث لم تكن هنالك مدارس ولا أية وسيلة من وسائل التواصل الحديثة([5]) وكنّ عادةً، جليسات البيوت، ويؤكده قوله: ((ذَوَاتُ الْخُدُورِ الْعَفَائِف))، فان: (الخِدر بالكسر ناحية في البيت يترك عليها ستر فتكون فيه الجارية البكر خدرت فهي مخدرة وجمع الخدر الخدور)([6]) وقال العلامة المجلسي: (والعفائف جمع العفيفة وهي المرأة الممتنعة من القبائح حياءً من عفّ عن الشيء يعفّ من باب ضرب عِفّةً بالكسر وعَفافاً بالفتح امتنع منه، والجواري إذا كنّ كذلك لم يسمعن شُبَه المخالفين، ولم تستقر في أنفسهن، فهن أقرب إلى قبول الحق ودين الأزواج، وهن من المستضعفات اللواتي لا ينصبن للحق وأهله، وأبعد من سوء الأخلاق ونصب أهل البيت (عليهم السلام)([7]).

الكافر من نصب للأئمة (عليهم السلام) دون من لم يذعن

لا يقال : ((لَا يَنْصِبْنَ كُفْراً))قرينة على انها كافرة إذ النفي ينصب على القيد؟

إذ يقال: كلا؛ أولاً: لأن السياق والمساق وما سبق وما لحق وقرينة المقام تدل على أن الإمام (عليه السلام) في مقام إثبات الواسطة بين الإيمان والكفر لا نفيهما، ثانياً: عدم نصب الكفر اتخذ علامة على عدم كونها كافرة، وذلك لأن المنكر للضروري من الدين إن كان عالماً جاحداً معانداً فهو كافر أما إن جهله دون نصب ومن دون عودته إلى إنكار أحد الأصول الثلاثة فليس بكافر([8])، وبوجه آخر: ان لم تنصب فليست بكافرة إذ بعض الحقائق يكفي عدم الإيمان بها في الكفر وإن لم ينصب وذلك كالإيمان بالله وبوحدانيته، وبعضها إنما يوجب الكفر إذا نصب كعدم الإيمان بالإمامة مع نصب ومن دونه.

(العمل) أمارة على الإيمان أو مقوّم لعدم الكفر؟

- قوله (عليه السلام): ((تَصُومُ وَتُصَلِّي وَتَتَّقِي اللَّهَ وَلَا تَدْرِي مَا أَمْرُكُمْ؟))يستفاد منه ان الإيمان بالله تعالى ينفي الكفر، والصوم والصلاة والتقوى دليل عليه، وإن احتمل كونه أيضاً مِلاكاً، لكنّ الأول هو الظاهر، وعدم الإيمان بالإمامة ينفي الإيمان، وبعبارة أخرى: قد يستدل به على امارية العمل لعدم الكفر أو انّ الكفر مقوّمه عدم الاعتقاد وعدم العمل، فإن انفكا([9]) فحقيقة ثالثة. فتأمل والأصح: انّ للكفر إطلاقات خمسة وأولها: ما كان مقومّه عدم الإيمان بالله تعالى من غير أن يشترط بالعمل، فان صلى وصام واتقاه ترقى عن ذلك، وعلى أي ليس بكافر وإن لم يعرف الإمامة لكنه ليس حينئذٍ بمؤمن، وظاهر الحديث ان عدم الإيمان بالأئمة (عليهم السلام) نافٍ للإيمان.

هل الكفر والإيمان نقيضان أو ضدان؟

ثم أن الظاهر أن المرتكز في نفس زرارة كان اعتبار الكفر والإيمان نقيضين، ولذا لم يمكنه تقبّل وجود الواسطة بينهما، أما الإمام (عليه السلام) فالظاهر من كلامه انهما ليسا نقيضين، بل هما من الضدين اللذين لهما ثالث.

بيان ذلك: انه قد اختلف في تعريف الكفر فقد ذهب جماعة إلى ان (الكفر عدم الإيمان عما من شأنه أن يكون مؤمناً) وعليه فالكفر والإيمان نقيضان، والاصح انهما، على هذا، من قبيل الملكة وعدمها، ولكن ذهب جمع منهم الغزالي إلى أن (الكفر هو التكذيب بما التصديق به إيمان) والتكذيب إيجاب والتصديق إيجاب فيمكن وجود قسم ثالث هو غير المكذّب وغير المصدِّق، وقال بعض الأشاعرة (الكفر هو الجحد) وهو أيضاً إيجاب([10]).

ثم إنّ وجه جمع الإمام (عليه السلام) بين الآيتين الكريمتين وهما: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} و{خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} ينبغي أن تبحث عن تكييفه الأصولي وأنّ الإمام (عليه السلام) اعتبر الآية الثانية حاكمة على الأولى، أو متقدمة عليها بالأظهرية، أو تقدم القرينة على ذيها.. وسيأتي تفصيله بإذنه تعالى.

*              *              *

- ابحث عن الأقوال الأخرى في حقيقة الإيمان والكفر والنسبة بينهما، واذكر دليلاً أو رداً على بعضها.

- اذ كر وسائط أخرى بين الإيمان والكفر، غير البلهاء والأبله.

وصلى الله على محمد واله الطاهرين


قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ لَكُمْ مَعَالِمَ فَانْتَهُوا إِلَى مَعَالِمِكُمْ، وَإِنَّ لَكُمْ نِهَايَةً فَانْتَهُوا إِلَى نِهَايَتِكُمْ، أَلَا إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَعْمَلُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ: بَيْنَ أَجَلٍ قَدْ مَضَى لَا يَدْرِي مَا اللَّهُ صَانِعٌ فِيهِ، وَبَيْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ لَا يَدْرِي مَا اللَّهُ قَاضٍ فِيهِ، فَلْيَأْخُذِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ، وَمِنْ دُنْيَاهُ لآِخِرَتِهِ، وَفِي الشَّبِيبَةِ قَبْلَ الْكِبَرِ، وَفِي الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَمَاتِ، فَوَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا بَعْدَ الدُّنْيَا مِنْ مُسْتَعْتَبٍ وَمَا بَعْدَهَا مِنْ دَارٍ إِلَّا الْجَنَّةُ أَوِ النَّارُ))(الكافي: ج2 ص70).

----------------------------

([1]) ثقة الإسلام الكليني، الكافي، دار الكتب الإسلامية ـ طهران: ج2 ص402-403.

([2]) ابن أبي جمهور الاحسائي، عوالي اللآلئ، دار سيد الشهداء (عليه السلام) ـ قم: ج1 ص71.

([3]) العلامة المجلسي، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم)، دار الكتب الإسلامية ـ طهران: ج11 ص195.

([4]) مجد الدين ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر، المكتبة العلمية ـ بيروت: ج3 ص179.

([5]) كالإذاعة، التلفزيون، الجرائد، المجلات، وأمثال الواتساب...

([6]) مجد الدين ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر، المكتبة العلمية ـ بيروت: ج2 ص13.

([7]) العلامة المجلسي، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم)، دار الكتب الإسلامية ـ طهران: ج11 ص195.

([8]) على أحد الرأيين في غير إنكار الإمام من الضروريات وأما فيها فالمشهور شهرة عظيمة ما في المتن من انه ليس بكافر.

([9]) بان اعتقد ولم يعمل.

([10]) لتفصيل الأقوال يراجع (حقائق الإيمان) للشهيد زين الدين العاملي ص105-109.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : السبت 29 / شوال /1444هـ  ||  القرّاء : 867



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net