||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 75- شرعية وقدسية حركة وشعائر سيد الشهداء عليه سلام الله -2

 122- (الدفاع عن المظلومين) من مفردات (رسالات الله)

 Reviewing Hermeneutics: Relativity of Truth, Knowledge & Texts

 477-فائدة فقهية: بلوغ الصبي بتحديدَي الثلاث عشرة والخمس عشرة سنة

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (14)

 322- فائدة بلاغية لغوية: المدار في الصدق، وتطبيقه على خلف الوعد

 مفهوم الهِرمينوطيقا ومدركاتها

 347- فائدة كلامية الملازمة بين عدم العقوبة والحلية الواقعية.

 274- (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) 1 الهداية الالهية الكبرى الى الدرجات العلى

 227- مباحث الاصول (الواجب النفسي والغيري) (2)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23712448

  • التاريخ : 29/03/2024 - 15:02

 
 
  • القسم : دروس في التفسير والتدبر ( النجف الاشرف ) .

        • الموضوع : 213- تجليات الرحمة الالـهية في اسماء الله الحسنى وفي الشفاعة والبداء وفي وجود الامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) .

213- تجليات الرحمة الالـهية في اسماء الله الحسنى وفي الشفاعة والبداء وفي وجود الامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
الاربعاء 1 شعبان 1436 هـ





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، باعث الأنبياء والمرسلين، ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى، محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين، سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم إلى يوم الدين، ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.
تجليات (الرحمة الإلهية)
في أسماء الله الحسنى
وفي الرسالة والشفاعة والبداء وفي وجود الامام الحجة (عج)
يقول تبارك وتعالى:
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)([1])
ويقول جل اسمه:
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)([2])
أسئلة هامة جداً لا بد ان يطرحهما كل مسلم وان يتعمق فيهما كل مفكر وهي: كيف نعرّف الله تعالى للبشرية؟ بل كيف علينا ان نَعرِفه نحن؟ ثم كيف نعرِّف رسول الله (صلى الله عليه وآله) للعالمين بل كيف نعرِفه وبمَ نصفه؟ وكيف ندافع عن فلسفة الشفاعة ونعرفها للناس؟ وعن البداء؟ وكيف نعرّف الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه للعالمين؟ فهذه أسئلة خمسة تنتظمها إجابة واحدة عامة سيالة:
(1)
الأسماء الحسنى مجالي الكمال والرحمة الإلهية
السؤال الأول: ما هو الانطباع الذي نريد ان نعطيه عن الله تعالى رب العالمين لأهل العالم؟ وماهي اللوحة التي نريد ان نرسمها في ذهن المتلقي، عن اله الكائنات؟
ان الفلاسفة مثلاً يرسمون لوحة علمية صارمة محددة ([3]) ذات اصطلاحات مقولبة تصف خالق الكون ـ مثلا ـ بواجب الوجود ! وهذا الوصف له أبعاد فلسفية خاصة، كما انهم وعلماء الكلام والكثير منا أيضاً يرسمون لوحة من الصفات التالية لله تعالى: اللامحدود، اللامتناهي، الذي لا يتناهى شدة ومدة وعدة، الذي ليس له زمان ولا مكان، وذلك صحيح بلا ريب لكن الكلام والسؤال هو هل هذا الأوصاف هي ما يريد القرآن الكريم ان نستحضرها في أذهاننا دائماً وفي الصلوات وفي المساجد وفي مكة والمدينة وسائر المشاهد عن آله الكائنات جميعا؟ أم يريدنا ان نستحضر أمثال الصفات المذكورة في آخر سورة الحشر: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)([4])
بل ان الكثير منّا عندما يريد وصف اله الكائنات وخالقها فانه يستعرض مباشرة صورة النار والعذاب والشدة والانتقام وكانها أولى صفات الله تعالى وأهمها وأبرزها!؟
ومن هنا ننطلق إلى ان الذي نتصوره هو ان الله تعالى ينبغي ان يوصف أولاً بالصفات الحسنى التي ذكرها في كتابه العزيز والتي قال عنها (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)([5]) وهي الصفات التي تحبِّب الله تعالى إلى خلقه أكثر فأكثر.
يقول تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)([6]).
وهذه صفات كمال وجمال، اما العقوبة فهي وان كانت موجودة وثابتة الا انها تأتي لاحقا  واستثناءً لان الاصل هو الرحمة  (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)([7]) بل وتسبقها – أي تسبق صفات الأفعال – صفات الكمال رتبة وذاتاً.
والآن لنتدبر قليلاً: أليست هذه اللوحة والتشكيلة الرائعة من صفات الكمال والجمال التي تعرضها هذه الآيات الكريمة في آخر سورة الحشر، هي الجديرة بان نعرّف الله تعالى – أولاً – بها للعالم؟ وبان ندعوه بها؟ وبان نعايش معانيها ومقتضياتها ليل – نهار؟
ومن الواضح ان الذي يتصف بالعلم المطلق (عالم الغيب والشهادة) والرحمة المطلقة (هو الرحمن الرحيم) وسائر صفات الكمال المطلق، جدير ان يعبد ويخضع له بل وان يكون هو (الحبيب) الأول والأخير([8]).
وهنا نتوقف عند بعض هذه الأوصاف والاسماء التي عرف الله تعالى بها نفسه للبشرية كي ننطلق في معرفته، وفي محبته أيضاً، من هذا المنطلق القرآني الأساسي:
(عالم الغيب والشهادة) والمقصود به احد أمور ثلاثة ذهب إلى كل منها قائل لكن الظاهر انه لا مانعة جمع بينها:
1- عالم الموجود والمعدوم. فعالم الغيب: أي مالم يكن. وعالم الشهادة: أي ما كان. وفي ذلك وردت رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام).
2- عالم السر والجهر.
3- العالم بما غاب عن الحواس وما شهدته الحواس.
الْقُدُّوسُ: مبالغة في التطهير والتنزيه والطهارة أي المقدس والمنزه من كل آفة ومن  كل عيب ومن كل نقص ومن فعل كل قبيح أو قصده. وهذا هو منشأ من مناشئ القاعدة الكلامية المعروفة، وهي: ان الله لا يفعل القبيح مطلقا.
 السَّلَامُ: ذكرت له عدة معاني بعضها ذاتي وبعضها تعلقي، نذكر منها:
1- السالم من كل آفة وعيب ونقص، فهو عبارة اخرى عن القدوس، فهو سالم بحسب ذاته عن كل نقص وشين.
2- الذي يسلم عباده من ظلمه، وهذا معنى اضافي تعلقي ولا منافاة بينه وبين ما تقدم.
3- الذي من عنده تُرجى السلامة .
الْمُؤْمِنُ: وفيه أقوال:
1- ذهب الفيض في الصافي الى انه: واهب الأمن، أي كل أمن واستقرار في الدنيا والاخرة فهو من الله تعالى مباشرة او بالواسطة, اما ما كان من فوضى واضطراب وعنف فهو مما كسبته ايدي الناس.
2- وذهب القمي الى انه: من يُؤمِن اولياءه من العذاب. والظاهر ان تفسير الصافي أقرب لأنه اوسع من هذ التفسير والذي هو تفسير بالمصداق.
ونضيف: ان اسم المؤمن عندما يطلق على الانسان يراد منه الذي يؤمن بالله تعالى، بينما يراد منه واهب الامن عندما يطلق على الله سبحانه، فهو معنى متقابل.
الْمُهَيْمِنُ: ايضا فيه أقوال وتفاسير:
1- ذهب بن عباس الى انه: الامين، ومن لا تضيع عنده الودائع،  فمن توكل على الله حقا فان وديعته لدى الله تعالى لا تضيع.
2- انه متطور (المؤمن) - بتعبير عرفي – صرفي، أي ان الهاء مقلوبة عن الهمزه ففي الواقع هو المؤمن الا انه طور لغويا فاصبح المهيمن مبالغة في المؤمن.. فمن اراد المبالغة في واهب الامن ينبغي ان يقول: المهيمن وليس المؤمن.
3- الرقيب الحافظ .. ولعل هذا هو المركوز في الاذهان وهو ماخوذ من الهيمنة .. فالمراقب الحافظ يسمى المهيمن دون مجرد المراقبة فانها لا تعطي معنى الهيمنة والمهيمن.
الْجَبَّارُ: عادة ما يتبادر معنى سلبي للجبار كما نصف الظلمة دائما بالجبابرة والمتغطرسين لكن ( الْجَبَّارُ ) في الله تعالى فسر بتفسيرين:
1- جابر الكسر ويقابله الكاسر بل الكسار كما ان باب الانفعال منهما متعاكسان إذ الانجبار عكس الانكسار. او يقال: هو الذي يصلح احوال خلقه.
2- القادر الذي لا يستطيع ان يقهره احد .او يقال: هو الذي تنفذ مشيئته في كل احد ولا تنفذ فيه مشيئة أي احد.
وهناك روايات شريفة تتحدث عن أهمية سورة الحشر وبعضها يشير الى وجود اسم الله الاعظم في الآيات الثلاثة المباركة  الأخيرة من هذه السورة.
وفي الرواية: ( من قرأ سورة الحشر لم تبقَ جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسي ولا حجاب ولا السماوات السبع والارضون السبع والهواء والريح والطير والشجر والجبال والدواب والشمس والقمر والملائكة الا صلوا عليه واستغفروا له ، وان مات في يومه او ليلته مات شهيدا ان شاء الله)
وانما قال (ان شاء الله ) لان البعض يبدل او يغير او لا يلتزم بسائر الشروط الاخرى، إضافة إلى ان الأمر كله لله وما يهب فانه فضل ولاحق لنا عليه.
وما نروم قوله: انه ينبغي ان يكون خطابنا وكلامنا بل وتفكيرنا هو ان ننظر إلى الله تعالى بما يريدنا هو جل اسمه ان ننظر إليه بالدرجة الأولى وليس بنظرة المعاقب المنتقم بل ولا حتى المثيب المجازي وحسب؛ فان صفات كماله الذاتية اعلا من ذلك واسمى وأجمل وأحلى.
وفي الرواية (حبّب خلقي الي وحببني إلى خلقي) – كما نقل وفي حديث قدسي "يَا مُوسَى: أَحْبِبْنِي وَحَبِّبْنِي إِلَى خَلْقِي"([9]) ومعنى الجملتين هو:
أ- (حبب خلقي الي) عبر تزكية نفوسهم وصقل أرواحهم وتسديد أفعالهم كي أحبهم أكثر، والثابت ان في طليعتها المعرفة بالله إذ (أول الدين معرفته).
ب- بينما (حببني الى خلقي) فان من طرقه: من خلال اسماء الله الحسنى والتعرف إليها والتدبر فيها ومعايشتها كدوالّ على عظمة ذاته جل اسمه، كما ان من طرقه ان تذكرهم بآلائه ونعمائه تعالى.
وهذا منهج ينبغي ان نسير عليه ونبيّنه للناس بكتاباتنا وخطاباتنا واقوالنا حتى يمكن ان نعطي الصورة الاجمل واللوحة الافضل على الاطلاق في تصوراتنا عن اله العالمين.
(2)
الرسول الأعظم المظهر الأسمى للرحمة الإلهية
السؤال الثاني: كيف نصف رسول الله وخاتم النبيين محمد (صلى الله عليه وآله) ورسالته للناس؟ بحيث عندما يسمع السامع اسم نبينا (صلى الله عليه وآله) يتبادر الى ذهنه أولاً وبالذات تلك السلسلة من المواصفات؟
      في تصورنا ـ وعلى ضوء الاية الكريمة  الاولى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)([10]) ـ أننا لو انطلقنا في تعريف الرسول (صلى الله عليه وآله) للعالمين من منطلق الرحمة لكان ذلك أكثر تأثيرا وأعظم وقعا واشد تجذرا في النفوس وأقوى استحكاما.
لكن الملاحظ ان ذلك غير مطروح كما ينبغي بل عند ذكر اسم الرسول العظيم (صلى الله عليه وآله) تأتي إلى أذهان الكثير أولاً أوصاف أخرى له (صلى الله عليه وآله) غير انه الرحمة المهداة والمرسلة للعالمين بين صحيح وخاطئ حتى ان الأعداء حاولوا – مستثمرين طيش واستبداد حكام المسلمين وإرهاب السلفيين والإرهابيين - الربط بين تعاليم نبي الرحمة والإرهاب المتوحش المتفشي في هذا الزمان.
وكذلك لو انطلقنا في تعريف أمير المؤمنين (عليه السلام) للعالم وولايته وإمامته التي نصت عليها آية الإكمال([11]) (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)([12]) من منطلق (الرحمة) إلى جوار منطلق (الحق) لكان أبلغ في التأثير على الكثيرين، فاننا عادة ما ننحو منحى إثبات ان الحق في ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وإمامته بالأدلة الكلامية والتاريخية وذلك حق, لا شك فيه، الا ان هناك منحى اخر يمكن ان نسلكه أيضاً وهو منحى الرحمة أي الانطلاق من منطلق ان ولاية الامير (عليه السلام) هي الرحمة للبشرية وللناس كافة فانه امتداد لمولوية الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله)، والرسول (صلى الله عليه وآله) بعث رحمة للعالمين كما تنص الآية الشريفة، وولاية الأمير من بعده كانت هي الضمان لشمول الرحمة للكرة الأرضية كلها بل للعوالم بأجمعها وذلك أجلى مصداق، بعد البعثة، لقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)([13])
فلو لم يزح الامير (عليه السلام) عن موقعه الذي انزله الله تعالى به لعمت الرحمة كل الارض وكل الاجيال الى يوم القيامة.
(3)
الشفاعة مفتاح الرحمة ومظهرها
السؤال الثالث: ما هي فلسفة الشفاعة وكيف نعرفها للناس؟ ذلك انه قد يستشكل من لا علم له ان في الشفاعة تشجيعا على ارتكاب المعاصي والموبقات؟
وقد أجبنا عن ذلك بأربعة عشر جوابا في كتاب (شعاع من نور فاطمة صلوات الله وسلامه عليها): دراسة عن القيمة الذاتية لمحبة فاطمة الزهراء سلام الله عليها.
والأجوبة المذكورة كلها صحيحة ومقبولة وهنا نضيف: ان المستشكل على الشفاعة غفل عن منطلق الرحمة الالهية الكبيرة؛ وذلك لان الشفاعة من أجلى مصاديق الرحمة الإلهية فان الله تعالى لا يريد عذاب عباده بل يريد لهم الجنة والخير، اما العقاب والعذاب فهو تخويف وهو استثناء لمن حقت عليه كلمة العذاب وفي الرواية "قُلْ لِعِبَادِي لَمْ أَخْلُقْكُمْ لِأَرْبَحَ عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ لِتَرْبَحُوا عَلَي‏"([14])
إلا ان عقول البعض تنحى منحى الصرامة والعنف لطبيعتها غير السليمة بل قد يكون الكثيرون متأثراً لا شعوريا بالطاغوت و بثقافة المحاكم العسكرية والمدنية العنيفة.
اما قوانين السماء فهي غير ذلك فان أساسها الرحمة والعطف والعفو واللطف. والشفاعة رحمة كبرى من رحمات الله، ومن يستشكل على الشفاعة فانه غافل عن الفلسفة الكلية للخلقة أصلا!
وكمثال تطبيقي خارجي: ان المشاهَد في العشائر – كسائر التجمعات الكبيرة والصغيرة - انه عادة ما تحدث خلافات ومنازعات وأحياناً يحدث قتال.. وهنا يأتي بعض العقلاء بالشفيع وهو عادة ما يكون احد ابناء الرسول (صلى الله عليه وآله) ومن سلالته المباركة وإذا كان النزاع كبيراً جداً فقد يأتي وفد السادة والوجهاء ومعهم راية أبي الفضل العباس (عليه السلام)... وذلك هو عين العقل وهو دور ايجابي للشفيع لحل النزاع والشجار بأفضل الطرق ولعله لا توجد في العالم المعاصر أفضل من هذه الطريقة لإنهاء هذا الشجار بطريقة حضارية ورحيمة رائعة اساسها الشفاعة والعقلانية.. وهي خطوة صحيحة في بناء المجتمع.
اما من يرفض الشفيع والشفاعة ويطالب حصرياً بالقصاص والقتل مقابل القتل او الكسر مقابل الكسر او غير ذلك فانه وإن كان فرضاً ذا حق إلا انه منطق خشن وصارم وقد يؤدي الى مزيد من التوتر وتجديد النزاع والصراع بين ابناء المجتمع الواحد ولذا يتوسط العقلاء لاختيار الشق الآخر وهو الدية بل حتى العفو (عمن بيده حق العفو وهو الولي) قال تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)([15])
وقد اراد الرسول والائمة عليهم السلام ان تكون ذرية النبي الأكرم عاملا ايجابيا في بناء المجتمع فانزلوهم بالمحل الذي ينبغي ان يحلوا به بين الناس تقديرا وتبجيلا وتوقيرا، لفوائد ومنافع عديدة منها تكريس مبدأ الشفاعة الحسنة على مختلف المستويات ومنها اجراء المصالحات التي تزيل بواعث العنف بين الناس ومنها قضاء حوائج الاخوان التي يشجع عليها مجيء الشفيع ووساطته.
كما ان الرسول (صلى الله عليه وآله) اثنى على المؤمن ولو من غير النسب الشريف وأحله المحل السامي وانزله ص منزلة السيد في قومه لفوائد ومنافع عديدة أيضاً ومنها تكريس مبدأ الشفاعة، كما سبق في السادة أيضاً، الا ان المجتمع لم يأخذ بهذا المبدأ ولم يعطِ الوجاهة الإيمانية حقّها الا نادرا.
فاذا توسط مؤمن فانه ينبغي ان تقبل وساطته إذ أوليس المؤمن هو الذي توسط؟
وفي فقهنا هناك الكثير من الجوانب المضيئة في هذا المجال حتى ورد "الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ، تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، و هُمْ يَدٌ عَلى‏ مَنْ سِوَاهُمْ، يَسْعى‏ بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ"([16]) فحتى في المعركة المحتدمة بين جيشين كبيرين احدهما مسلم والاخر كافر فانه يمكن ان يعطي الجندي المسلم الأمان لأي شخص من جيش الكفار أو لأي مجموعة منهم بل حتى للجيش كله لمدة محددة حسب ما هو مذكور في الفقه.
ان الشفاعة مفهوم حضاري متطور الى ابعد الحدود، إلا أن البعض يحاكمه على أساس لا إنساني ومنشؤه من قلة العلم والمعرفة بمنطلق القوانين والتشريعات الإلهية وهو الرحمة والإنسانية.
وإذا كان ذلك كذلك فلنتخذ من الشفاعة لا في العشائر فحسب بل في كل شرائح المجتمع، سلوكاً عملياً لنحصل على الثمرة العملية المهمة في حياتنا وهي مجتمع سليم من المشاحنات يعتمد منهج الرحمة والعفو الأساس والمنطلق والسيرة والمنهج.
(4)
البداء سبيل الرحمة ومجلاها
السؤال الرابع: ما هو معنى البداء حقيقة؟ وكيف يمكن إيضاحه للناس وتعريفه لهم؟
والجواب: ان مفهوم البداء المطروح في علم الكلام والعقائد، هو الأخر ينطلق من منطلق الرحمة، فان الشيء اذا جرى وكتب يمكن ان يتبدل ويفتح باب الامل وفق اُسس البداء.
فمن قطع رَحِمَه مثلا فانه ينقص عمره ويقطع أو يقلّ رزقه ويبتلى بمصائب شتى.. الا ان البداء يعطيه فسحة من الامل وطريقاً إلى الحل فان هذا الشخص لو وصل رحمه من جديد أو تصدق أو مسح على رأس يتيم أو فعل غير ذلك من أنواع الصالحات.. فان الامور بإذن الله تعالى تتغير([17])وسوف يطول عمره ويرفع عنه البلاء إضافة إلى انه ينال به الدرجات.
وقد ظهر لنا من ذلك: انه من الضروري ان نطرح المفاهيم الكلامية فيما يرتبط بالله سبحانه او فيما يرتبط بالرسول (صلى الله عليه وآله) وائمة الهدى (عليهم السلام) لا من منطلق كلامي برهاني فحسب بل وأيضاً من منطلق الرحمة الالهية وان هذه المبادئ والمفاهيم الكلامية والعقدية هي مظاهر ومجالي للرحمة الإلهية وبذلك نحبّب الله إلى خلقه، ورسوله وأولياءه، وقد سبق ان منطلق (الحب والمحبة) هو من أهم منطلقات الدعوة إلى الله تعالى ورسله وأوصيائهم ورسالاته وقيمه وأحكامه.
وفي الرواية: "يا موسى: أحب العباد الي تقي القلب، نقي اليدين، لا يمشي الى احد بسوء.. " هذا هو احب العباد الى الله (نقي اليدين) فلا يظلم ولا يضرب ولا يسرق (لا يمشي إلى أحد بسوء) هذا هو الأحب إلى الله حسب هذه الرواية، ولم يقل احبهم إليّ اكثرهم صلاةً أو صوماً وحجاً أو زهداً وغير ذلك.
ثم قال (أحبَّني وأحبَّ من احبني) وهذا الضابط الذي كثيرا ما تحول دونه النزعات والحواجز، إذ ما أكثر ما تحول النزاعات من ان يمشي المؤمن للمؤمن الآخر بخير بل تسبب بغضه له في حين ان المنطق الالهي يفرض على المؤمن ان يحب المؤمن الآخر ويوده وإن اختلفا في الاجتهادات أو الأذواق بل وإن تضاربت مصالحهما وذلك لأنه مؤمن يحب الله تعالى ويفترض بي ان احبه لحبه لله سبحانه.
اننا اذا عملنا بهذا المبدأ فثقوا تماما ان حوزاتنا وجامعاتنا واسواقنا ونوادينا الثقافية والاجتماعية ستتحول الى جنة أرضية رائعة لا مثيل لها.
ثم قال تعالى (وحببني الى خلقي) ان بعض الناس يحب العبادة حقاً حتى انه قد يتمنى ان لا ينقلع من سجدة خاشعة في جوف الليل وهذا شيء رائع وقد كان المرحوم الشيخ حسن علي النخودكي من هذا القبيل اذ كان يذهب الى حرم الإمام الرضا (عليه السلام) في السحر والأبواب لا تزال مغلقة  في موسم الشتاء وكانت السماء أحياناً تهطل بالثلج، فكان يفرش سجادته في الشارع خلف الباب المغلق وينشغل بالعبادة في البرد القارص وعندما تفتح الأبواب كان يزور ثم يذهب الى السطح فينشغل بالعبادة الطويلة وينقل عنه انه كان – أحياناً - يطيل الركوع او السجود في فصل الشتاء حتى يتراكم الوفر والثلج بمقدار شبر على ظهره!!.
كذلك إحدى قريباتنا كانت تأتي من إحدى العواصم الى قبر الإمام الحسين (عليه السلام) فتبقى بين الضريح المطهر والصحن الشريف والغرف شهرين كاملين أو ثلاثة أشهر وكانت تصطحب معها فقط كيساً فيه قليل من الخبز اليابس، فتكون حياتها بكل لحظاتها إلى جوار الإمام الحسين (عليه السلام) دائبة في الذكر والزيارة والعبادة بجوار سيد الشهداء عليه الصلاة والسلام.
ان هؤلاء وأمثالهم يحبون الله حقا  وهو أمر لا يوفق له إلا من اخذ الله تعالى بيده، وهنا تقع مسؤوليتنا وهي ان نسعى بجد لكي نحبب الله إلى خلقه تعالى حتى يصبحوا بهذه الدرجة من الوله بالعبادة ومن حب الله وأوليائه.
وفي المقابل نجد ان بعض الناس قد يمل من العبادة اذا ما قضى ساعة او نصف ساعة او اقل او كثر قليلا
والمعادلة تختلف بالنسبة أصناف الناس وكلٌ حسب استعداده ومعرفته فمن يعبد الله تعالى خوفا من عقابه قد يكتفي بما يحقق له ذلك وهو اجتناب المحرمات والالتزام بالواجبات فقط وفقط في حين ان من ينطلق من المحبة والرغبة والشوق يسمو اعلا فاعلا ويختلف وضعه تماما.
(5)
الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف): الرحمة العظمى وواسطة الفيض
السؤال الخامس: ما هو المنطلق الذي يستحسن ان نعرِّف عبره إمامنا الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) للناس كافة؟
والجواب أيضاً كذلك وهو ان أفضل – أو واحداً من أفضل المنطلقات - هو ان نعرف خاتم الأوصياء ايضا بانه الامتداد لنفس الرحمة النبوية الكبرى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)([18]) وسنفصل ذلك لاحقاً ان شاء الله ونكتفي هنا بالإشارة:
الاوصياء (عليهم السلام) كلهم امتداد للرسالة النبوية ولا يشذون عنها أبداً والإمام المهدي (عليه السلام) لا يظهر لكي يغير الفلسفة الكلية من بعثة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو يناقضها معاذ الله من ذلك.. فالله تعالى أرسل رسوله واوصياءه (صلى الله عليه وآله) رحمة للعالمين وهو امر سيّال جار الى يوم القيامة ولا يمكن ان تنقلب حكمته جل اسمه إذ سبقت رحمته غضبه (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)([19])، ولنكتف الآن بالإشارة إلى وجه واحد من وجوه مظهريته صلوات الله عليه لرحمة الله تعالى التكوينية فان الرواية الآتية المتواترة عندنا والتي نقلها اهل العامة أيضا تكشف عن جانب من جوانب الرحمة التكوينية للإمام المهدي (عليه السلام) وهي:
"وَلَوْلَا مَا فِي الْأَرْضِ مِنَّا لَسَاخَتِ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا"
فقد ورد في الصحيح القطعي: "وَلَوْلَا مَا فِي الْأَرْضِ مِنَّا لَسَاخَتِ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا"([20]) ذلك ان جوهر هذه الرواية  وواقعها هو الرحمة الالهية، فقد جعل فينا من هو امان لنا، كما ان النجوم امان لأهل السماء كما ورد في الرواية، فالإمام امان لأهل الارض خيرهم وشريرهم، عادلهم وفاسقهم، مؤمنهم وكافرهم.. وهكذا نجد ان البعد الاخر لهذه الرواية  هو ما يكشف عن المنطلق والاساس الكلي وهو الرحمة الالهية والا لكانت تسيخ الارض باهلها (بما ظلموا أنفسهم) لولا رحمة الله بهم بان جعل بين ظهرانيهم الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
ولكي نستوعب معنى ذلك أكثر فلا بد من الإشارة إلى بعض فقه هذه الرواية:
معاني (ساخَتْ)
ما هو معنى (ساخَتْ) حقيقة؟ وكيف يكون الإمام صمام الأمان للأرض وأهلها؟
اما السؤال الاول، فنقول: ذكرت كتب اللغة لكلمة ساخت معاني ثلاثة:
1- ساخ: غاص ، فيكون المعنى لغاصت الارض باهلها.
2- أي غابت، فيكون المعنى لغابت الارض عن الوجود([21])
3- ساخ: خسف، فيكون المعنى لأنخسفت الارض باهلها .
والمستظهر ان كل هذه المعاني يمكن ان تكون مرادة وصحيحة، وهي سلسلة مترتبة بمعنى ان الارض  تخسف اولا ثم تغوص وتخرج عن مدارها ثم تغيب عن صفحة الوجود.
فتخسف اولا ثم تغوص ثانياً؛ لانها تدور في محور محدد حول الشمس فإذا خسفت اختلت حركتها وخرجت عن مدارها ثم انها تغيب ثالثاً كناية عن العدم والانعدام.
الجواب عن شبهة عدم معقولية الرواية!
واما السؤال الثاني: فانه قد يستغرب البعض ذلك ويقول كيف ان شخصا ـ ولو كان معصوما ـ  تفنى وتسيخ الارض لولا وجوده؟ وما هو الربط التكويني بين الامام الحجة وبين المنظومة الشمسية بل الكون باكمله؟ وهل يعقل ذلك؟
فنقول: يمكن ان نتحدث على ذلك وفق مستويات ثلاثة:
الجواب على مستوى الامكان
1- الامكان.                   2- الحسن.                3- الوقوع.
 اما الامكان: فانه واضح جداً؛ لان العقل لايمنع من ان يجعل الله تعالى النظام الكوني مرهونا بشئ ما او بشخص رفيع المقام عنده سبحانه([22]) فانه لا يلزم من ذلك التناقض، ولا الجمع بين الضدين، ولا الدور،  ولا التسلسل، ولا غير ذلك من المحالات، خصوصا اذا علمنا ان ذلك الشخص هو اكمل خلائقه واحبهم اليه جل اسمه.
الجواب على مستوى الحسن والوقوع
واما الحسن والوقوع: فيشهد لهما التناغم الكلي مع المنظمة الكونية باكملها: فعندما نتفحص كون الله تعالى في كل ابعاده وحالاته، نجد ان الله تعالى قد صنع لكل بناء وجهاز بسيط أو معقد صغير أو كبير قيادة مركزية محددة!
 فالبدن مثلا له قيادة مركزية تنتهي الى المخ وإلى سلسلة أعصاب وعَصَبونات وخلايا كما هو معلوم، والكواكب كلها تتحلق وتسبح حول الشمس لتقودها (لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا)([23]) واجل مسمى، وهكذا الموت والحياة والارزاق والامطار وغير ذلك كلها تنتهي الى قيادة نهائية عليا فموت كافة الخلائق وضع بيد عزرائيل وأرزاقهم بيد ميكائيل.. وهكذا، فهناك مركزية تضبط حركتها وايقاعها والله تعالى من وراء كل ذلك مهيمن ومحيط.
فاذا كان هذا النظام جاريا في كل أبعاد الكون من الذرة إلى المجرة ومن الغيب إلى الشهود فلماذا نستغرب ان يكون كل الكون مرتهنا بشخص ومركزية عليا نهائية ترتبط بها حلقات سلسلة الخليقة؟
ونمثل لذلك بمثال من العلم الحديث: ان اجهزة الكمبيوتر التي تتحكم بالمدن الكبرى او في نظام الملاحة او نظام الطيران او غير ذلك اذا ما ضربت وتعطلت فسوف تقع كارثة محتمة في تلك المدن والانظمة وقد ينهار فيها كل النظام بل قد تتوقف فيها الحياة.
فاذا كان البشر يرى ان الحكمة تقتضي وجود نقطة مركزية تتحكم في كل المفاصل، كما في المنظومة الكهربائية او وسائط النقل الجوية والبحرية.. فهل له ان يعترض على رواية متواترة ومنقولة عن الخاصة والعامة تصرّح بان الارض والكون بأكمله منوط بمخلوق استثنائي ذو مقام عال لا يرقى اليه حتى جبرئيل سيد الملائكة ولو دنى مقدار انملة لاحترق وفنى؟
والحاصل: ان التناغم مع المنظومة الكونية بأكملها يقودنا الى حسن ذلك ووقوعه.. وهذا البحث قد يستدعي منا عقد سلسلة من المحاضرات حول ذلك نسأل الله تعالى التوفيق والبركة انه سميع الدعاء.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
 ===========================================

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاربعاء 1 شعبان 1436 هـ  ||  القرّاء : 15348



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net