||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 47- القرآن الكريم: (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت) -2- الإمام الحسين: (وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي) الإصلاح في منظومة القيم وفي الثقافة والتعليم

 9- الإمام الحسين عليه السلام والأمر بالمعروف

 360- (هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (9) التفسير السيّال والمتعدد للقرآن الكريم

 105- (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) مؤسسات المجتمع المدني في منظومة الفكر الإسلامي-18 هل الأصل الفرد أو المجتمع؟ مسؤولية مؤسسات المجتمع المدني تجاه الناس (خطر النيوليبرالية نموذجاً)-2

 335-(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) (10) العدل والإحسان كمنهج في الحياة

 108- فائدة اصولية: السياق و درجاته وحجيته

 274- مباحث الأصول: (الموضوعات المستنبطة) (4)

 56- (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)2 معادلة (الإخلاص) و(الشرك) في دعوة رب الأرباب

 366- (هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (15) الآيات المكية والمدنية: الثمرات وطرق الإثبات

 247- اصالة الرفق واللين في الاسلام في المجتمعات والحكومات في باب التزاحم



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 310- الفوائد الأصولية: القصد (1)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4535

  • التصفحات : 28479974

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : الظن (1442-1443هـ) .

        • الموضوع : 024-(لا يغني) ثبوتاً أو إثباتاً؟-كلام صاحب الضوابط .

024-(لا يغني) ثبوتاً أو إثباتاً؟-كلام صاحب الضوابط
الأحد 15 ربيع الثاني 1443هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(24)

المحتملات في (لا يُغْني‏) سبعة

وقد يعترض على الاستدلال بقوله تعالى: (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني‏ مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) ان المحتملات في المراد من قوله تعالى (لا يُغْني‏) كثيرة تبلغ سبعة احتمالات، لا يتم الاستدلال بأغلبها، وما تمّ الاستدلال به، غير ظاهر أو لا دليل عليه، ولو تردد المعنى بينها فهي مجملة، والمحتملات هي:

1- (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني‏ مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) أي لا يكفي بديلاً عن الحق، أي لا يغني ولا ينفع كبديل عن الحق، فالمراد الظن الموضوعي، كما سبق مفصلاً، فلو ثبت هذا كان أجنبياً عن محل البحث، وكذا لو ثبت بعض الآتي من المعاني.

2- (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني‏ مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) أي لا يوصل إليه بالفعل أي لا يعدّ طريقاً إلى الحق والواقع، أي لا يكفي كطريق إلى الحق، وهذا يحتمل فيه وجوه:

أ- انه لا يوصل إلى الحق أصلاً.

ب- انه لا يوصل إلى الحق غالباً.

ج- انه لا يوصل إلى الحق أحياناً أي في أقل الأحيان لا يوصل وفي أكثرها يوصل.

والأول: غير صحيح قطعاً؛ لبداهة ان كثيراً من الظنون يوصل إلى الواقع في أغلب الأحيان كالظنون المنهجية (العقلائية) مما ثبت اعتباره بالدليل الخاص كخبر الثقة والظواهر، كما ان كثيراً منها يوصل إلى الواقع في كثير من الأحيان إن لم يكن في أكثرها كما فيما لم يثبت اعتباره كالشهرة والإجماع المنقول وأما غيرها مما ثبت عدم اعتباره كالكف والفنجان فانها أحياناً، تطابق الواقع ولهذا يتبعها كثير من الناس وينقادون لها ولو خالفت الواقع دائماً لما لهث وراءها أحد.

وعلى أي فهذا المعنى غير مراد من الآية قطعاً كما اذعن به القزويني صاحب الضوابط كما سيجيء حيث احتمل هذا المعنى وقسيماً آخر له فقط، فأضفنا المعاني الأخرى لكونها محتملة حقيقة وتتميماً لما قاله.

والثاني: غير صحيح كسابقه، إضافة إلى انه خلاف ظاهر الآية إذ ظاهرها النفي الكامل؛ وذلك لوقوع (شَيْئاً) في سياق النفي.

والثالث: غير صحيح في الجملة، كما انه خلاف ظاهر الآية جداً.

3- (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني‏ مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) أي انه لا يوصل نوعاً أي لا يعد طريقاً عقلائياً وهو متطابق من حيث المآل والمعنى الاسم مصدري مع ثاني الوجوه من ثاني المحتملات لكنه مغاير له دقةً فتدبر([1])، ولكن يرد عليه: ان الظن أنواع وبعض أنواعه موصل نوعاً لدى النوع، وظاهر الآية([2]) انه ليس طريقاً عقلائياً أبداً، وإرادة الاستغراق من الظن لا يدفع الإشكال بل وكذا إرادة الجنس فتأمل([3]).

4- (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني‏ مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) أي لدى المعتقد، وهذا هو ما استظهره صاحب الضوابط وأصرّ عليه، لكنه خلاف الظاهر جداً، لما سبق من ان الأسماء موضوعة لمسمياتها الثبوتية فالمراد لا يغني واقعاً، ثبوتاً، حقيقة، لا انه لا يغني بحسب اعتقاد المعتقد، إضافة إلى ان هذه الدعوى هي خلاف اعتقاد المعتقد! فان الظان بحسب معتقده ظنُّه مغنٍ وإلا لم يتبعه، فلاحظ ظنون الناس سواء التي ردع الشارع عنها كالقياس أم التي لم يردع عنها أو التي لم يعلم ردعه عنها كالشهرة بل وحتى الظنون غير العقلائية كالظن الحاصل من قراءة الكف والفنجان ونحوهما فانه يظن به ويراه بحسب معتقَدِه مُغنياً.

5- (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني‏ مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) أي لدى الشارع، أي انه لا يعدّه مغنياً، بان يكون عدم الإغناء تنزيلياً، بنحو الحكومة بالتضييق كما في (لا شك لكثير الشك) لكنه أولاً خلاف الظاهر فانه قيد زائد، وثانياً: يردّه انه لا يتناسب مع مقام الاحتجاج أو الذم والتقريع، والآية الكريمة في مقام ذم الكفار وتقريعهم أو الاحتجاج عليهم بانهم (وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني‏ مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)([4])([5]) و(وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْني‏ مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)([6])([7]) وكيف يُحتج عليهم ويقرعون بالتعبد والتنزيل؟.

والحاصل: ان الذين نستظهره الاحتمال الأول، ولكن مع قطع النظر عنه فان المعنى الأول من المحتمل الثاني هو المعنى الحقيقي له لكنه حيث تعذر تردد الأمر بين المحتملات الأخرى التي هي مجازات، وحيث لا مرجح فالآية مجملة.

الضوابط: الآية مجملة بعد تعذر المعنى الحقيقي

وقد اعترض السيد محمد إبراهيم القزويني في ضوابطه ببعض ما ذكرناه ببيان آخر إذ قال: (فإن قلت: انّ الإغناء يستعمل في معنيين: أحدهما رفع الاحتياج والآخر الرفع مجرداً عن الاحتياج، كقوله تعالى: (لا يُسْمِنُ وَلا يُغْني‏ مِنْ جُوعٍ)([8]) فان المراد من عدم الغنى عن الجوع عدم رفع الجوع؛ إذ لا معنى لعدم رفع الاحتياج عن الجوع، لكن غالب استعماله في المعنى الأوّل، فقولك (فلاح محتاج إلى الشيء الفلاني) يكون معناه انه فاقد ذلك الشيء، وإلا لزم تحصيل الحاصل وقولك (أنّه غني عنه غير محتاج إليه) معناه أنّه واجد.

وإذا حملنا الآية الشريفة على الغالب كما هو ظاهرها، يكون معناها ان الظنّ لا يرفع الاحتياج من الواقع، أي لا يكون عامله أصلاً([9]) به في شيء من الأشياء قط، ولا ريب أنّ هذا الذي هو ظاهر الآية كذب جداً وغير مراد قطعاً؛ إذ ربما يحصل([10]) الظان إلى الواقع، فانّ الظنّ قد يختلف عن المظنون الواقع وقد يصيب، فإذا لم يكن ظاهر الآية مراداً يصير مجملة لتعدّد المعنى المجازي، فيصير الآية الشريفة مجملة، ويسقط الاستدلال.

قلنا: انّ الآية إنّما تدلّ على أنّ العامل بالظن لا يكون غنياً عن الواقع بحسب اعتقاده قط، وأنّ العمل بالظن لا يكون مغنياً عن الواقع بحسب الاعتقاد قط، فاذاً لا يلزم كذب فان الظاهر مطابق للواقع)([11]).

أقول: توضيحه أولاً ثم مناقشته في ضمن نقاط:

الأول: ان الغِنى يقع مقابل الحاجة والغنيّ يقع مقابل المحتاج، فالغنى عدم الحاجة والغنيّ غير المحتاج، فهذا عن المجرد وأما المزيد فيه من باب الأفعال كما هو في الآية الكريمة (لا يُغْني‏) فيراد به: انه لا يرفع الحاجة([12]) فهذا هو معناها الأصلي، لكنه ممتنع في الآية الشريفة لما قاله (قدس سره)، ولما بينّاه أعلاه. وللبحث صلة بإذن الله تعالى. وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((وَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَعْلَمَ كَيْفَ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ مَنْزِلَةُ اللَّهِ مِنْهُ عِنْدَ الذُّنُوبِ‏‏)) (تحف العقول: ص107).

 

-------------------
([1]) إذ مدار ذاك الواقع ومدار هذا العقلاء.

([2]) إن فسرت بالعقلائية.

([3]) إلا على رأي صاحب الفصول الآنف الذكر (حجية خبر الواحد لا من حيث انه ظن).

([4]) سورة يونس: الآية 36.

([5]) فلاحظ تمام الآيات الكريمات (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) سورة يونس: الآيات 34-36.

([6]) سورة النجم: الآية 28.

([7]) فلاحظ تمام الآيات الكريمات (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى * وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا * فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى) سورة النجم: الآيات 27-30.

([8]) سورة الغاشية: الآية 7.

([9]) الظاهر ان الصحيح (واصلاً).

([10]) الظاهر ان الصحيح (يصل).

([11]) السيد إبراهيم القزويني، ضوابط الأصول، العتبة الحسينية المقدسة ـ شعبة إحياء التراث الثقافي والديني ـ كربلاء، ج2 ق1 ص132-133.

([12]) ويغني يعني يرفع الحاجة، يغنيه أي يرفع حاجته.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الأحد 15 ربيع الثاني 1443هـ  ||  القرّاء : 3157



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net