||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 310- الفوائد الأصولية: القصد (1)

 249- مقاصد الشريعة في باب التزاحم: نظام العقوبات او المثوبات وحقوق السجين في الاسلام

 311- الفوائد الأصولية: القصد (2)

 185- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (3)

 472-فائدة فقهية: ترديد العدد في روايات جواز أمر الصبي

 166- الوعود الكاذبة في إطار علم المستقبل

 23- (لكم دينكم ولي دين)2 أولا: قاعدة الامضاء وقاعدة الإلزام ثانيا:حدود الحضارات

 كتاب خلق لكم ما في الأرض جميعا ،الارض للناس لا للحكومات

 الأمانة وموقعها في العلاقة بين الدولة والشعب (1)

 265- (وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)3 بواعث الشك: التسطيح غموض الحقيقة وخفاء المصطلح



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23966849

  • التاريخ : 19/04/2024 - 19:38

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 139- تحقيق حول امتناع العبث و تفسيرات ثلاثة له وهل يمكن خلق ما خيره مساوٍ لشِّره؟ .

139- تحقيق حول امتناع العبث و تفسيرات ثلاثة له وهل يمكن خلق ما خيره مساوٍ لشِّره؟
الاحد 5 رجب 1433هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كان الكلام حول الدليل الثالث من ادلة وجوب النظر والاستدلال والاجتهاد في اصول الدين وهو شكر النعمة فان النظر هو المصداق الاجلى لشكر النعمة وذكرنا انه قد استشكل على ذلك بان شكر النعمة ان كان لا لفائدة عائدة اليه تعالى ولا الينا ، فهو عبث والعبث غير جائز عقلا وكان هذا هو الشق الاول من كلامه واجبنا عنه صغرويا وكبرويا اما الصغرى فان اللاعبثية ليس مدارها الفائدة فقط بل تنتفي العبثية بالاستحقاق ايضا فكلما كانت فائدة في الفعل لم يكن عبثيا وكلما كان استحقاق وان لم تكن فائدة لم يكن الفعل عبثيا ايضا ، بل ان رتبة الاستحقاق مقدمة على الفائدة هذا اولا 
وذكرنا ثانيا انه قد يناقش في الكبرى وانه هل كل عبث غير جائز عقلا ام لا؟ وذكرنا بعض الكلام حول ذلك 
اليوم تحقيق وتفصيل اكثر لذلك بما فيه فوائد عديدة اخرى ان شاء الله تعالى فنقول: 
هنالك بحث مشهور في وجه وجود الشرور في العالم وانه لِمَ اوجد الله تعالى الشر في العالم مثل الزلزلة والامراض وغير ذلك ومثل الشيطان نفسه ولم اعطاه الله القدرة على ان يجري في الانسان مجرى الدم ؟ هذا السؤال له اجوبة عديدة في علم الكلام ليس المقام محلها و منها : ان الدنيا دار امتحان ومنها ما سنذكره من جواب مرتبط بالمقام وهو: 
ان علماء الكلام قسموا في بحث مفيد ما يمكن ان يخلقه الله تعالى الى اقسام خمسة: (الاول):ما هو خير محض (الثاني):ما خيره غالب على شره (الثالث):ما يتساوى خيره وشره او ما ليس فيه خير ولا شر بالمرّة (الرابع):ما شره غالب على خيره (الخامس):ما هو شر محض 
هذا التقسيم العقلي تقسيم مفيد جدا في تحليل لم خلق الله الشرور مباشرة او بالواسطة ولو بمنح الارادة والقدرة للمجرم على ان يختار ما شاء من الطريقين والنجدين 
والخير المحض كالمعصوم والشر المحض كالشيطان وما بينهما مراتبيقول علماء الكلام ان القسم الاول هو مقتضى القاعدة في ان يخلقه الله وهو الخير المحض كخلق المعصومين عليهم السلام فانه مقتضى الحكمة ومقتضى الجود والكرم 
والقسم الثاني هو ايضا مقتضى الحكمة ومقتضى الجود وهو ما خيره غالب على شره اذ لو لم يخلقه لرجح الشر الاقل على الخير الاكثر اذ معنى ذلك ان يفوّت الخير الاكثر وتفويت الخير الاكثر ، شر اكثر فعدم خلقه خلاف الحكمة, وكمثلا عرفي نمثل بشخص يشتري مكيّفا في الصيف رغم ان له بعض الاضرار على العظام مثلا على المدى البعيد لكن حيث ان خيره اكثر فلابد ان يشترى القادر الحكيم فلو لم يشتره لضيع حقه وحق عياله 
اذن منشأ وجود الشرور في العالم هو الامر الثاني فان الله لو لم يخلق ما خيره غالب على شره لفعل ما شره غالب على خيره اذ كان الترك مستلزما لذلك 
هذا كلام علماء الكلام وهنالك كما سبق اجوبة اخرى مثل (الامتحان) كالتعويض بالاكثر وان الله يجازي المريض والمبتلى يوم القيامة بما يوجب ان يتمنى الانسان ان يكون البلاء اضعاف اضعاف ما اصابه ونحن نقول كمبحث ولا نريد تبني هذا الراي وانما نطرحه للنقاش: القسم الثالث الذي نفاه علماء الكلام وهو ما كان خيره وشره متساويان فلا دليل على قبحه وعدم جوازه عقلا والبحث في الامكان لا الوقوع اي هل يمكن ان يخلق الله ذلك او لا؟وهل يوجد محذور عقلي في خلقه؟هنا موطن كلامنا فنقول لا محذور (ظاهرا ومبدئيا) وعقلا في ان يخلق الله ما كان خيره وشره متساويين او ما لا خير فيه ولا شر فيه بالمرة على ما تقدم ذكره في بحث الامس في قسمي المباح ، والاشكال على ذلك ان هذا خلاف مقتضى الحكمة اجبنا عنه بان طرفي الفعل والترك للقادر نسبتهما واحدة ، وكما يسند الفعل للقادر المختار كذلك يسند الترك اليه مثلا لو حركت هذا القلم بيدي فهذا التحريك استند الي ولو لم احركه وانا قادر على تحريكه ايضا يسند الترك الي لأن نسبة الفعل والترك للقادر متساوية فاذا كان الفعل عبثا وخلاف الحكمة لأن خيره مساوي لشره فيكون الترك ايضا عبثا وبتعبير اخر:نقول حيث انك التزمت بالعبثية في خلقه وايجاده فقد التزمت بما فررت منه لأنه فر من الالتزام بامكان ان يخلق الله ما خيره وشره متساويان لأنه عبث اذ لا فائدة متوخاة من ذلك فنقول له فقد ترك الله ذلك وهذا الترك نسبته كالفعل الى الله ، متساوية فهذا الترك ايضا عبثا-حسب ذلك المبنى- لأن الله ترك وابقى شيئا عدما مع ان العدم مستند الى تركه ايجاده ومع ان هذا العدم خيره وشره متساويان فتأمل.وهذا الاشكال انما هو من حيث (الامكان) اما من حيث الوقوع فانه لا شك في ان الله تعالى ما من شيء يفعله الا وتترتب عليه فائدة بل فوائد وما من فعل لله الا وهو معلل بالاغراض في مرحلة الوقوع ، لكن الكلام كان في مرحلة الاستحالة العقلية وانه هل من المستحيل ان يفعل الله ما خيره وشره متساويان او ما ليس فيه خير ولا شر بالمرة ام لا؟ فاذا كان هذا هو الدليل فالاشكال عليه ما تقدم 
بيان اخر بوجه اخر:ما هو تعريف العبث ؟وعلى حسب تعريف العبث وتفسيره سيدور الحكم في الكبرى سلبا وايجابا 
التفسير الاول للعبث:هو ان يقال بان الفعل العبثي هو (ما لا غرض صحيح له) كما ذكره الراغب وغيره في ذيل قوله تعالى (افحسبتم انما خلقناكم عبثا) فاذا اريد بالعبث هذا المعنى فلا شك انه خلاف الحكمة وانه ممتنع على الله سبحانه بالنظر الى حكمته التفسير الثاني للعبث:هو (ما لا فائدة فيه مما يستهلك جهدا وطاقة) وهو التفسير الذي ذكرناه وهذا التفسير في الله غير صادق قطعا فان الله لا تستهلك افعاله منه طاقة اوجهدا كما هو واضح وعلى هذا التفسير فان العبث في المخلوق خلاف الحكمة ، اما في الله تعالى فلا يجري بالمرة واما في غير الله بان يقوم المرء بفعل لا فائدة فيه بالمرة ولا يتوخى منه فائدة ابدا مع انه يستهلك منه جهدا وطاقة ، فهذا عبث قبيح لأن هذه الطاقة التي كان له ان يستفيد منها في النافع قد ضيعها عبثا وهو قبيح التفسير الثالث للعبث: وهو (ما لا فائدة فيه مما لا يستهلك جهدا وطاقة) وهذا المعنى هو الذي تأملنا فيه وهذا التفسير هو الذي يمكن نظريا ومبدئيا ان يبحث في وانه هل يمكن ان يصدر من الله فعل لا فائدة فيه والذي كان القسم الثالث من التقسيم الخماسي لعلماء الكلام المتقدم اي خصوص الذي خيره وشره متساويان او ما لا خير ولا شر فيه بالمرة فهل يمكن ان يصدر ذلك من الله بالنظر لحكمته ام لا؟ 
لا برهان على امتناع ذلك مبدئيا لان الفعل والترك فيه سيان بالقياس الى القادر فاذا كان الترك مستندا اليه ولم نلتزم فيه بالعبثية فليكن الفعل كذلك ,هذا خلاصة اشكالنا الذي قد يشكل به على كلامهم وعلى الكبرى الكلية بهذ التفسير 
لكن قد يتأمل في ذلك -كأشكال على كلامنا- :بأنه وان فرض كون هذا البرهان العقلي الذي ذكرناه تاما وانه ان كان الفعل عبثا فسيكون الترك عبثا ، وقد ترك الله ، فكيف تلتزم بالعبثية في الفعل دون الترك ؟ فهذا الكلام ظاهره انه قوي ولكن قد يستشكل عليه بان هذا الاشكال خلاف الوجدان وخلاف البديهة وان لم نستطع فرضا الجواب عنه باجابة علمية فلسفية:فان الانسان يرى بالوجدان ان الفعل الذي لا فائدة فيه بالمرة ولا غرض لفاعله وان لم يستهلك جهدا وطاقة ، يراه عبثا قبيحا لكن ابقاءه على عدمه لا يراه عبثا قبيحاً 
والحديث حول هذا المبحث طويل ولسنا بحاجة للتوقف عنده فلنرجع الى المبنى العام الذي ارتضيناه فنقول: ان الاحكام العقلية في شأن الخالق في مثل هذه القضية غير صحيحة بالمرة فلا ادلتنا العقلية على الاثبات يعلم انها تامة ولا الادلة على النفي مما يعلم تماميتها لأن ساحة الله جلت وتنزهت وتقدست عن ان يحيط بها هذا العقل المحدود ، ولذا فان هذا الكلام يجري في حق المخلوق وتجري الاستدلالات العقلية فيه اما في حق الخالق فلا طريق لنا الى فهم قبح هذه العبثية اواستحالتها الا من خلال السمع وبتعبير اخر:نحن نقول ان الله تعلقت مشيئته ان لا يفعل شيئا الا لغرض ولا يفعل شيئا الا لفائدة ,لكن هل يستحيل عليه خلاف ذلك ؟ هذا هو مورد البحث والحاصل : ان علينا ان نرجع الى الايات والروايات فان استظهرنا منها شيئا في الامكان اوعدمه الامكان فهو والا اوكلنا علمه الى اهله 
اما في مرحلة الوقوع فنشير الى بعض الايات والروايات:الاية الاولى: قوله تعالى(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) وظاهر الكلام ان عن الوقوع لا الامكان اي لم يخلق الله الا لهدف هو العبادة الاية الثانية:قوله تعالى(وما خلقنا السماوت والارض وما بينهما لاعبين) فاذن الخلق لغاية ، اما ما هي النسبة بين العبث واللعب فهذا بحث اخر ، وما هو المقصود من (اللعب) فهل يراد به الهدف غير الصحيح اي فعل له غرض لكنه غير صحيح ، هذا احتمال ، او يراد منه ما لا غرض فيه وهذا احتمال ثاني ، او يراد باللعب الاعم منهما فهذا احتمال ثالث الاية الثالثة: قوله تعالى (افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون) الكلام هنا ايضا عن الوقوع ظاهرا 
ونختم الكلام برواية عن الامام الصادق عليه السلام في علل الشرايع(ان الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ) الكلام ظاهره انه عن الوقوع وليس عن الامكان(ولم يتركهم سدى) بل خلقهم لحكمة و لغرض وفائدة(بل خلقهم لاظهار قدرته)هذا الهدف الاول(وليكلفهم طاعته فيستوجبوا بذلك رضوانه)الهدف الثاني(وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ولا ليدفع بهم مضرة بل خلقهم لينفعهم) اذن الخلق لم يكن بلا فائدة ولا غرض (ويوصلهم الى نعيمه) وبتعبير عرفي خلقهم ليتكاملوا ولنكتف بهذا النقاش الكبروي ونرجع الكلام في الكبرى الكلية لامكان العبث بالمعنى الثالث الى اهله ، ولنرجع الى تتمة الكلام في شقوق كلام المستشكل فانه ذكر في الشق الثاني في الاشكال على الاستدلال بشكر النعمة(وان كان شكر النعمة لفائدة فنسأل هذه الفائدة تعود للمشكور او للشاكر فان قيل انها تعود للشاكر اي للعبد نفسه فنقول هل هذه الفائدة اخروية ام دنيوية فان قلت انها اخروية قلنا لا استقلال للعقل بشؤون الاخرة ) وهذا الشق اجبنا عنه سابقا بالتفصيل بثلاث او اربعة اجوبة حيث قلنا اجمالا بان العقل يستقل في الجملة في شؤون الغيب ايضا,اذن هذا الشق منفي فنعود الى تتمة كلام المستشكل فيقول(وان كان في شؤون الدنيا فان المعرفة والطاعة ليست فيها الا المشقة ولا فائدة فيها) وهذا الشق اجاب عنه صاحب القوانين بجواب سنذكره ونضيف اليه جوابين او ثلاثة تأتي ان شاء الله تعالى وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين... 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد 5 رجب 1433هـ  ||  القرّاء : 3590



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net