||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 243- مباحث الأصول: (الحجج والأمارات) (1)

 35- فائدة اصولية: استحالة تحقق الشهرة العملية على خلاف القرآن

 77- (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)-2 ماهية وإطار العلاقة بين الدول والشعوب

 11- الإمام الحسين عليه السلام وانقاذ العباد

 60- (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين)3 الأنبياء والأئمة عليهم سلام الله في معادلة (المعدن الأسمى)

 101- بحث كلامي اصولي: المعاني العشرة للحسن والقبح

 Reviewing Hermeneutics: Relativity of Truth, Knowledge & Texts – Part 1

 225- (الدعوة الى الله تعالى) عبر منهجية الشورى وشورى الفقهاء

 245- مباحث الاصول: (الحجج والأمارات) (3)

 181- تجليات النصرة الالهية للزهراء المرضية ( عليها السلام ) 3ـ النصرة في العوالم الاخرى



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23710182

  • التاريخ : 29/03/2024 - 11:36

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 140- تتمة الاشكلات على (وجوب شكر النعمة) واجوبتها: أ ـ الفائدة للمشكور وهم وسائط الفيض ب ـ الفوائد للشاكر وهي عديدة ج ـ الفائدة للشخص الثالث... .

140- تتمة الاشكلات على (وجوب شكر النعمة) واجوبتها: أ ـ الفائدة للمشكور وهم وسائط الفيض ب ـ الفوائد للشاكر وهي عديدة ج ـ الفائدة للشخص الثالث...
الاثنين 6 رجب 1433هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كان الكلام حول الدليل الثالث من ادلة وجوب النظر والاستدلال والاجتهاد في أصول الدين وهو شكر النعمة وذكرنا انه استشكل على ذلك بان وجوب شكر النعمة باطل على كل التقادير اذ ان وجوبه اما لا لفائدة فهو غير جائز عقلا لأنه عبث واما لفائدة فنسأل هل الفائدة تعود اليه تعالى فهو اجل من الحاجة للمخلوقين او تعود للشاكر فلا فائدة للشاكر لا دنيويا اذ في المعرفة وتجشم عناء النظر (وهو المصداق الاجلى للشكر) محض المشقة بلا منفعة وكذلك في طاعته تعالى , واما المنفعة الاخروية فلا استقلال للعقل في شؤون الاخرة حسب هذا المدعى 
واجبنا عن الشق الاول بما مضى وانه ليس الامر في الوجوب العقلي دائرا مدار الفائدة بل الاستحقاق ايضا ملاك للوجوب هذا النقاش الصغروي , 
اما الشق الاخر من كلامه (وان كان وجوب شكر المنعم لفائدة فاما ان تكون عائدة للمشكور او للشاكر) ونجيب عنه بعدة اجوبة: 
الجواب الاول:ان هذا الحصر غير حقيقي اذ ليس الامر دائرا بين ان تعود الفائدة للمشكور او الشاكر ، بل هناك شق ثالث عقلي وعقلائي وعليه بناء العقلاء ايضا وهو مما يستقل به العقل وهو حسن الفعل لذاته فيما لو عادت الفائدة لشخص ثالث غير المنعم و المنعم عليه بالمرة ، وهذا الشق مغفول عنه عادة لأن كلامهم ينطلق كما اشرنا اليه من محورية الذات والانانية مع ان هذا الشق الثالث مما يحكم به العقل والوجدان ودلت عليه الشرائع ايضا , توضيح ذلك: 
اننا نرى العقل يستقل بحسن انقاذ الطفل اليتيم المضروب ظلما وان لم تكن هناك فائدة متوخاة تعود لي ولم يكن امرٌ من المولى بذلك وهذا من المستقلات العقلية ,اذن قسمتكم غير حاصرة بل نقول:ان الكثير من احكام الشرايع مصبّها هو فائدة شخص ثالث كالخمس والزكاة والكفارات والصدقات والضيافة فان مصبها هو لمصلحة شخص ثالث فان الله تعالى لا يستفيد منها كما هو واضح (لن ينال الله دمائها ولا لحومها) والمنفق ظاهرا لا يستفيد منها بل انه يقتطع من ماله مقدارا (وذلك بغض النظر عن اللطف الالهي بالتعويض) وكذلك في الاحكام العقلائية كالضرائب لو كانت عادلة (في الاخذ والصرف) 
وبعبارة ادق : العقل يستقل بحسن ما عادت فائدته للغير من غير لحاظ عود تلك الفائدة الى المنفق وان كان الله بعميم لطفه وواسع كرمه سيعيد تلك الفائدة الى عبده في الدنيا اوالاخرة اذ ان المنفق يبارك الله في ماله لكن هذا بلطف الله لكن مصب الانفاق اولا وبالذات نفع الغير والعقل يستقل بحسن ذلك ولوفي الجملة حتى مع قطع النظر عن عود الفائدة للشخص نفسه بوجه ، وذلك مثل دفع الاذى عن المظلوم من غير توجه ضرر للدافع بل حتى مع وجود الضرر اذا كانت هناك مصلحه اهم ,اذن فالقسمة غير حاصرة لوجود هذا الشق الثالث 
واما تصوير هذا الشق الثالث في المقام وان كانت الكبرى الكليه واضحه : (يكفي لحكم العقل بالحسن عود الفائدة لشخص ثالث) لكن تطبيقه في المقام وان شكر المنعم يمكن ان يعود بالفائدة للشخص الثالث حتى لا يكون ما ذكر مجرد اشكال مبنائي فقط ، فانه -اي تصوير ذلك- ليس بالامر الصعب بعد ملاحظة ان تماسك المجتمع انما هو بشكر المنعم فلو ان الانسان عود نفسه على شكر المنعم الحقيقي لاعتاد ايضا على ان يشكر المنعمين المجازيين كابويه ومعلمه وغيرهم وفي ذلك تماسك المجتمع وتعاضده وتعاونه وازدهاره فان شكر نعمة من اسدى الي نعمة يشجع الغير على عمل الخير ، ولو لم يشكر كل واحد منعمه لانحلت عرى المجتمع وحدث فساد كبير ، وهذا بحث واسع يترك تفصيله لمحله واجماله ان شكر المنعم الحقيقي (ان اشكر لي ولوالديك)يؤثر في النفس بان تعتاد هذه الخصلة الحميدة فتسري في سائر مفاصل المجتمع فتكون الفائدة للمجتمع باكمله وان كانت الفائدة تعود اليه ايضا من حيث انه من المجتمع الا انه بقطع النظر عن عودها اليه فان العقل يرى حسنها 
واما الشق الاخر (الفائدة تعود للمشكور وان مصداقه الاجلى معرفته عن نظر لكن المشكور متعال عن ذلك ) فنجيب عنه بجوابين: 
الجواب الاول:ان هذا الكلام مصادرة من الاشعري فقوله (ان الفائدة ان قيل بعودها الى المشكور فنقول تعالى الله عن ذلك وتقدس وتنزه ان تعود منا اليه فائدة) فنقول كلامكم هذا مصادرة لأن الكلام في مرحلة ما قبل النظر (لا بعد النظر) وانه هل يجب علينا ان نتعرف على المنعم ام لا؟وهل هو عادل ام لا؟وهل هو متعال عن ان تصل اليه فائدة منا ام لا؟ ومبحث عن الادلة التي يمكن ان تساق على ان النظر واجب ام لا؟فنقول دفع الضرر او خوف الضرر او شكر المنعم ادلة على وجوب النظر ، اما ما بعد النظر وتبين ان الله سبحانه متعال عن ذلك فليس محل الكلام بل كلامنا مرحلة ما قبل النظر اذ نحتمل على الاقل ان هذا الذي خلقنا يرجو فائدة من خلقنا فهذا الاحتمال موجود قبل النظر مبدئيا فالعقل حيث يرى احتمال ان يكون هنالك فائدة يتوخاها الخالق من الخلق –قبل ان يعرف الخالق وغناه المطلق- يحكم بوجوب النظر والمعرفة لكي تشكره حق شكره فلو نظرنا فاننا بالنظر نصل الى انه غنى مطلق لا تصل منا فائدة اليه كما هو الحق الذي عليه عامة الاديان 
والحاصل انه فرض معرفتنا بوجوده تعالى وعدله وغناه المطلق ثم قال بان هذا الدليل ليس بصحيح فنقول له كلامنا فيها قبل النظر والاجتهاد وانه نحتمل رجوع فائدة من شكره اليه –تعالى عن ذلك- هذا اولاً 
وثانياً:نقول ليس المشكور منحصرا به تعالى وليست الفائدة منحصرة بالعود اليه تعالى حتى تمنع لغناه الذاتي بل هناك مشكور طولي تعود اليه الفائدة ، فقد يقال ان نضع النظر والاجتهاد والمعرفة (كمصداق اجلى للشكر) عائد لوسائط الفيض وليس له تعالى فالله غني لكن النبي صلى الله عليه واله وسلم ليس بغني عن الفائدة التي تصل اليه (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه ) فقطعا فائدة الصلاة تعود اليه ولا شك في ذلك صغرى اي لا شك في عود الفائدة اليه والائمة عليهم السلام وسائر الانبياء عليهم السلام كما لا شك في انهم وسائط الفيض لاممهم 
اما الصغرى وانهم وسائط الفيض فالايات والروايات تؤكد ذلك كقوله تعال(وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله) فهذا ليس شركا بل الله تعالى يصرح بالطوليه وان النبي اغناهم من فضل الله او من فضل الرسول على احتمالين في عود الضمير اذن النبي باذن الله كان واسطة الفيض وايضا قوله تعالى(ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاسغفروا الله واستغفر لهم الرسول ) اذن هو واسطة الفيض الالهي وهو المغفرة 
اذن لا ينحصر المشكور في الله تعالى نعم المشكور اولا وبالذات هو الله وهو جل عن ان تعود اليه فائدة بل هناك وسائط واجب شكرها عقلا وتصل اليها الفائدة واجلى مصاديق الشكر هو معرفتهم كرسل ومعرفة مرسلهم والايات متعددة الدالة على ذلك والروايات تشهد لذلك منها: (وبيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الارض والسماء ) وهناك رواية من طرق المخالفين نقلها السيد الفيروزآبادي في كتابه (فضائل الخمسة في الصحاح الستة) عن عمر بن الخطاب حيث رأى الحسن او الحسين عليهما السلام فقال(وهل انبت الشعر في رؤسنا الا الله ثم انتم) فهو يعرف ذلك لكن(وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم) والبحث طويل ولكن الاشارة تكفي 
اذن الصغرى ثابتة وانهم واسطة الفيض ولا اقل من بداهة ذلك في الاسلام والايمان فان اسلامنا واسطته الرسول صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته الاطهار عليه الصلاة والسلام 
واما الكبرى فنقول:انه لا شك في ان معرفة الله ورسوله وصفاته واوصيائه فيها فائدة تعود اليهم عليهم السلام والايات والروايات تؤكد ذلك ويكفينا قوله صلى الله عليه واله وسلم (يا علي لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس)اي له اجر على كل معرفة يعرف الله بها بواسطتهم 
اما الشق الاخير من كلامهم ونختم به الكلام وهو (ان الفائدة تعود الينا) فقد استشكلوا بانه لا فائدة الا المشقة في شكر المنعم وفي اطاعته 
فان صاحب القوانين اجاب جوابا واحدا فقط وانه تكفي فائدة للعبد مسألة التقرب الى الله تعالى وعبارته(وفيه انا نقول ان فائدته تعود الى الشاكر وهي محض حصول التقرب فهو حسن بالذات ولا يقتضي فائدة اخرى) ونحن نقول هذه الفائدة صحيحة لكن هناك فوائد اخرى منها نفسية ومنها جسمية ومنها خاصة ومنها عامة ويكفي ان شكر المنعم سبب لدوام النعمة اذ بالشكر تدوم النعم ويكفي ان الشكر سبب لزيادة النعم (لأن شكرتم لأزيدنكم) والاستناد للاية والرواية للارشاد لا اكثر اذ ان العقل مستقل بذلك والاستقراء المعلل يدل على ذلك اي يدل على ان شكر النعمة سبب لدوامها وسبب لزيادتها اضافة الى الفوائد الخاصة التي يمكن للانسان ان يبحثها في بحث مفصل منها ما يعود للنفس اضافة للتقرب الى الله فان شكر النعمة يوجب راحة البال وطمأنينة النفس فان من لم يشكر النعمة يشعر بالم الوجدان فلو ان شخصا انقذك من الموت فاعرضت عنه واهملته فان الم الوجدان سينخرك اذن اقل فائدة لشكر النعمة هى طمأنينة النفس وسكونها وراحة البال والضمير والوجدان وليست هذه بالفائدة القليلة اضافة الى الفائدة التي تعود الى عامة المجتمع ثم للشخص مما لا شك فيه ولا ريب هذا هو الشق الاخير من كلامه والجواب عليه وبذلك نختم المناقشة معهم في هذا البحث ثم نكمل البحث في جوانب اخرى تأتي ان شاء الله تعالى وصلى الهو على محمد واله الطيبين الطاهرين... 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 6 رجب 1433هـ  ||  القرّاء : 3363



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net