||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 249- مقاصد الشريعة في باب التزاحم: نظام العقوبات او المثوبات وحقوق السجين في الاسلام

 165- (الكذب) سر سقوط الحضارات وفساد البلاد وخراب الايمان والنفاق

 289- قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه ِ(5) تأثير الشاكلة الشخصية في عملية الاجتهاد والفهم والتفكير

 289- فائدة قرآنية: نزول القرآن على سبعة أحرف وحجية القراءات

 98- من فقه الحديث: شرح موجز لرواية رضوية (عليه الاف التحية والثناء) عن الله تعالى

 263- مباحث الاصول: بحث الحجج (حجية الشهرة) (5)

 220- اليقين محور الفضائل وحقائق حول ( الشك) وضوابط الشك المنهجي ومساحات الشك المذمومة

 436- فائدة فقهية: حكم الأراضي المحازة

 194- مباحث الاصول - (الوضع) (1)

 كونوا قِمَماً واصنعوا القِمَم



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23699308

  • التاريخ : 28/03/2024 - 16:07

 
 
  • القسم : التزاحم (1440-1441هـ) .

        • الموضوع : 120- حجية الشهرة ومرجّحيتها في باب التزاحم واقسامها والادله .

120- حجية الشهرة ومرجّحيتها في باب التزاحم واقسامها والادله
الاحد 3 ربيع الاول 1440 هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(120)

 

مرجعية الشهرة أو مرجّحيتها في باب التزاحم

سبق انه قد يستدل على تقديم حق الناس على حق الله تعالى، بالشهرة، وحينئذٍ يقع البحث في تحققها صغرى وفي حجيتها كبرى وان الشهرة هل هي من مرجّحات باب التزاحم أم لا؟ أو هل هي من كواشف الأهمية أو لا؟

اما الكبرى ففيها مطالب:

 

أنواع الشهرة الثلاث

الأول: ان الشهرة اما روائية أو عملية أو فتوائية، والروائية: ما اشتهر نقلها في كتب الأحاديث، والعملية: ما عمل بها مشهور الفقهاء، والفتوائية: ما اشتهرت الفتوى بالحكم بين الفقهاء من دون ان نعرف مستنده([1]) ومورد البحث في المقام هو الأخيرة، على انه يصلح لتعميمه للأولين.

 

هل الشهرة حجة؟ أو مرجّحة؟ أو جابرة وكاسرة؟

الثاني: انه وقع البحث والخلاف في الشهرة في ثلاث مواطن، ونضيف لها رابعاً:

1- كونها حجة في حد ذاتها أو لا، وليس المراد من حجيتها ذاتاً كون وِزانها كحجية المتواتر كي لا يمكن ان تعارضها حجة أخرى، بل المراد حجيتها اقتضاءً وفعلاً بمتمم الجعل العقلائي أو الشرعي بمعنى انها حجة من الحجج، كحجية خبر الثقة أو البينة وكحجية الفتوى للعامي، وعليه فإذا عارضتها حجة أخرى يجب ان يلاحظ الأقوى منهما، فلو استظهر الفقيه خلافها حسب الأدلة التي استنبط منها فليست حجة عليه حينئذٍ.

والحاصل: ان تعارضها مع سائر الحجج وتقدمها على غيرها أو العكس أو التفصيل أمر لاحق، والكلام الآن في أصل كونها حجة أم لا.

2- كونها جابرة للسند وكاسرة أو العدم أو بالتفصيل.

3- كونها مرجّحة في باب التعارض لأحد الخبرين المتعارضين.

4- كونها مرجّحة إثباتية في باب التزاحم، بمعنى كونها من كواشف الأهمية.

ولم يبحث الأعلام عادة الأمر الرابع بل اقتصروا على الثالث وسابقيه، مع ان البحث فيه جار أيضاً. إذ يقع البحث تارة في ترجيح أحد الخبرين المتعارضين على الآخر، بالشهرة، وأخرى في ترجيح أحد المتزاحمين على الآخر، بالشهرة، وكان المفروض ان يبحثوا عن مرجحية الشهرة في باب التزاحم مستقلاً كما بحثوا مرجحيتها في باب التعارض، ولكنهم حيث لم يبحثوا عنها في باب التزاحم بحثوها استطراداً عند التطرق لبعض المسائل الفقهية التي تزاحم فيها أمران، كدوران الأمر بين أداء الدين والحج، وحيث كان البحث عن ذلك استطراداً (لأن محله الأصول) لم يوّفوه حقه من الأخذ والرد والنقاش.

ومورد بحثنا الآن ومحل الحاجة منه هو الموطن الأول والرابع.

الثالث: ان بعض الأدلة التي يستند فيها إلى مرجعية الشهرة وحجيتها أو مرجّحيتها للسند أو الدلالة في باب التعارض، جارية في مرجعيتها أو مرجّحيتها في باب التزاحم أيضاً، وسنشير بعد قليل إلى بعض ما يصلح دليلاً على حجيتها أو مرجّحيتها في البابين جميعاً.

الرابع: انه إذا ثبت مرجعية الشهرة ثبت الأمور الثلاثة اللاحقة بالبداهة، واما إذا لم تثبت حجيتها ومرجعيتها فانه يحتاج إثبات أحد الأمور الثلاثة اللاحقة إلى دليل.

 

من الأدلة على حجية الشهرة ومرجعيتها ومرجّحيتها

الخامس: انه قد يستدل على مرجعية الشهرة (الفتوائية)([2]) فكيف بمرجحيتها بالعقل والنقل:

اما العقل فبوجوه:

أ- بناء العقلاء

الأول: ان يقال: بان بناء العقلاء على الاعتماد على الشهرة الفتوائية في البابين: التعارض والتزاحم، وبعبارة أخرى ان الظن الحاصل من الشهرة مما يكفي في بناء العقلاء للاعتماد عليها.

ألا ترى ان العقلاء إذا رأوا مشهور الأطباء على أمر([3]) وثقوا واعتمدوا بل واطمأنوا؟ ولعلّ الموقِع في وَهْمِ عدم حجيتها انصراف الذهن إلى صورة معارضتها باجتهاد المجتهد أو بحجة أقوى أخرى، وليس الكلام في ذلك كما سبق بل فيما لوحظت الشهرة بما هي هي.

ب- أقربية إيصالها للواقع

الثاني: ان يقال باقربية إيصالها للواقع من فتوى الفقيه.

لا يقال: ان ذلك يحتاج إلى إحاطة بالواقع وبمدى إصابة كل منهما له؟

إذ يقال: لا حاجة لذلك؛ لبداهة ان الشهرة الفتوائية هي فتوى وزيادة أي انها فتوى أحد المجتهدين بضميمة فتوى مئات من الفقهاء الآخرين، ولا ريب ان احتمال خطأ مئات الفقهاء أقل من احتمال خطأ الفقيه الواحد، وذلك مع ملاحظتهما بما هما هما، لا في صورة وجود مرجّح لرأي الفقيه الواحد على المئات ككونه أعلم مثلاً، على انه قد يقال بان فتوى المشهور أرجح وإن كان المخالف أعلم، وذلك لأن احتمال الخطأ في عقول المئات من الفقهاء بما لهم من مشارب مختلفة ونفسيات متنوعة([4]) وكونهم في أمكنة مختلفة وأزمنة شتى وظروف مختلفة ومسبقات فكرية مختلفة، أضعف من احتمال خطأ الواحد، ولا أقل من مسلّمية ذلك إذا استقرت الشهرة الفتوائية في مختلف الاعصار.

ج- الظن فيها أقوى من ظن اليد والسوق والبينة

الثالث: انه ليس الظن الحاصل من فتوى المشهور بأضعف من الظن الحاصل من (اليد) أو (السوق) بناء على كون مستندهما بناء العقلاء، كما هو كذلك إذ نلاحظ بناء العقلاء من كل الملل والنحل على أماريّة اليد على الملك وأماريّة السوق عليه([5]) وعلى صحة المعاملات الجارية فيه وعلى الذبح على حسب أعرافهم أو دينهم، بل ان الظن الحاصل منها أقوى من الظن الحاصل من البيّنة وذلك لكثرة كذب البيّنات أو خطأها وكثرة معارضاتها، عكس الشهرة التي قلّ موارد قيام الحجة الأقوى على خلافها.

 

الإشكال بانقلاب الشهرات:

لا يقال: كثيراً ما انقلبت الشهرة إلى شهرة على الخلاف؟

إذ يقال: كلا، بل ذلك قليل جداً، وقد استفرغ بعض الفضلاء الوسع في اكتشاف الشهرة التي انقلبت إلى الخلاف فلم يحصل إلا على خمسين مورداً، على انني استبعد صحة كثير منها صغروياً([6]) وعلى فرضه فان خمسين مورداً من بين ألوف المسائل الشرعية التي لم تنقلب الشهرة فيها، لا يُخلّ بحجيتها أبداً لبداهة تعايش احتمال الخلاف مع حجية الظواهر، بل سبق ان العمومات حجة رغم ان ما نسبته عشرون بالمائة بل أكثر منها مخصَّصة، أما الشهرة فنستبعد حتى انقلاب واحد بالألف من مواردها.

لا يقال: ليست ألوف المسائل مما انعقدت عليها الشهرة كي يقال بان الخارج منها خمسون مورداً فقط؟

إذ يقال: بل قد انعقدت الشهرة على الألوف منها؛ إذ الموارد الخلافية بين الفقهاء لعلها أقل من واحد بالمائة من المسائل والباقي عادة الشهرة عليها، بل تتبع بعض الأفاضل موارد خلاف أو وفاق علماء الشيعة والسنة في المسائل الفقهية فوجد ان خلافهم فقط في اثنين بالمائة من المسائل والوفاق في ثمانية وتسعين بالمائة منها([7]). هذا

ولكن قد يستشكل على ما ذكر بإشكالات ستأتي بإذن الله تعالى.

 

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

 

قال الإمام الكاظم عليه السلام: ((ثَلَاثَةٌ يَسْتَظِلُّونَ بِظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، رَجُلٌ زَوَّجَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ أَوْ أَخْدَمَهُ أَوْ كَتَمَ لَهُ سِرّاً)) (الخصال: ج1 ص141).

---------------------------------------------------------------

([1]) أو بتعميمها إلى ما لم يكن مستنده الرواية.

([2]) بل وغيرها.

([3]) ككون سبب المرض الكذائي هو كذا أو ككون علاج هذا المرض هو كذا.

([4]) كالمحتاط جداً والمتوسع المتسامح جداً وما بينها من المراتب، وكمن يغلب على ذوقه المشرب العقلي ومن يغلب عليه المشرب النقلي.. إلى غير ذلك.

([5]) فتأمل؛ إذ هي اليد فتأمل؛ إذ لا مانعة جمع، فتدبر.

([6]) أي لا يعلم ان الشهرة كانت واقعاً على كذا، أو لا يعلم انها انقلبت واقعاً إلى كذا.

([7]) يراجع كتاب (فقه الآل عليهم السلام)

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد 3 ربيع الاول 1440 هـ  ||  القرّاء : 3375



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net