||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 270- مباحث الأصول: (الدليل العقلي) (القدرة من شرائط التكليف) (4)

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (15)

 221- مباحث الأصول: (القطع) (2)

 311- (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ) 5 هدم الشيوعيه والوهابية للمساجد

 299- الفوائد الأصولية (الحكومة (9))

 171- مباحث الاصول : (السيرة العقلائية)

 44- فائدة علمية منهجية: الحفاظ على التراث الاصطلاحي للفقه والاصول والكلام

 266- (وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) 4 بواعث الشك : انهيار لبنة في بناء المعرفي و وساوس الشياطين

 412- فائدة قرآنية: سبق بعض القسم في الآيات الكريمة بأداة النفي

 112- مواصفات التوبة النصوح



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23701326

  • التاريخ : 28/03/2024 - 21:03

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 144- الاستدلال على وجوب النظر والاجتهاد في العقائد بآيات (اعلم) (اعلموا...) ـ الاشكال بعدم كون العلم عن تقليدٍ ، علماً وجوابه ـ الاشكال بان (اعلم) ليست بمعنى (حصِّل العلم) .

144- الاستدلال على وجوب النظر والاجتهاد في العقائد بآيات (اعلم) (اعلموا...) ـ الاشكال بعدم كون العلم عن تقليدٍ ، علماً وجوابه ـ الاشكال بان (اعلم) ليست بمعنى (حصِّل العلم)
الاحد 12 رجب 1433هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كان الكلام حول الادلة التي ذكرت او التي يمكن ان تذكر كادلة على وجوب الاجتهاد والنظر في مسائل اصول الدين وذكرنا مجموعة من الادلة العقلية ثم انتقلنا الى الادلة السمعية وذكرنا في اخر مبحث امس ان الادلة السمعية تقسم الى قسمين فقسم منها يرشد الى تلك الاحكام العقلية وقسم منها يُتعبَّد به وذكرنا ان الادلة المرشدة للاحكام العقلية ، في الاستناد اليها فوائد وذكرنا فائدة التمسك بالاطلاق عند الشك ومثلنا بقوله تعالى (اعدلوا هو اقرب للتقوى) هذا ما مضى 
اما مبحث اليوم فتتمة موجزة لذلك ثم نكمل ان شاء الله تعالى فنقول: هذا المثال(اعدلوا) لم يكن في محله لبيان الفارق والفائدة في شفع الدليل العقلي بالسمعي ،بل علينا ان نمثل بمثال الشكر كقوله تعالى(ان اشكر لي ولوالديك) مثلا لأن العدل من الاحكام العقلية التي يحكم فيها العقل بالجملة لا في الجملة فلا مجال للشك في اي حد من حدوده حتى نتمسك بالاطلاق اللفظي فالعدل ليس حسنا فقط بل هو واجب مطلقا حتى في القضايا الصغيرة الجزئية فالعدل واجب والظلم حرام مطلقا اما الشكر فان حكم العقل فيه بالوجوب هو (في الجملة ) لا (بالجملة) اي العقل يحكم بحسن الشكر بالجملة لكن وجوب الشكر هو في الجملة لا بالجملة فاذا كانت النعمة جسيمة فيحكم العقل بوجوب الشكر اما اذا كانت النعمة ضئيلة جدا جدا فهنا قد يشكك في ان العقل يحكم بوجوب الشكر ؟ نعم يحكم بالحسن لكن الوجوب مشكوك فيه ، نعم اذا قطع شخص فلا كلام معه لكن من لا يعلم بان حكم العقل بالوجوب حتى في النعمة الضئيلة جدا جار وتام ام لا؟ فاذا كان كذلك فهذا المثال يصلح مثالا للتمسك بالاطلاق اللفظي لكون الدليل العقلي لبيا قاصرا عن الشمول للافراد البعيدة وهذا الكلام له تفصيل يترك لمحله وقد اشرت الى جانب من ذلك في كتاب الاوامر قسم منه في المقدمة وقسم في مطاوي البحوث ,فهذه تتمة موجزة 
اما البحث الجديد فنقول :انه استدل بالادلة السمعية العديدة على وجوب النظر والمعرفة ومنها الايات الشريفة ثم الروايات الشريفة ,السيد الوالد في الفقه صنف الايات الى اصناف اما صاحب القوانين فقد ذكر بعض الايات وغيره ايضا ذكر بعضها ، لكن تصنيف الفقه كان اشمل وافضل لذا سيكون البحث بحسب تصنيفه لطوائف الآيات الكريمة وسنذكر مع البحث ماقد يذكره صاحب القوانين وغيره 
الطائفة الاولى من الايات التي يمكن ان يستدل بها على وجوب الاجتهاد في اصول الدين: هي الايات الامرة بالعلم كقوله تعالى (فاعلم انه لا اله الا الله) وكما في قوله تعالى(اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها) وسائر الايات الصريحة في الامر بالعلم في ما يتعلق بشؤون الله سبحانه وتعالى 
وفي هذه الايات هناك مباحث واضحه حولها لا نتطرق لها مثل ان(اعلم انه لا اله الا الله ) خطاب للرسول صلى الله عليه واله فما يعّمنا ؟ والجواب واضح لدليل التأسي(لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنه)وكذلك في الاية الاخرى(فاتبعوه) والاصل في كل حكم وُجِّه للنبي صلى الله عليه واله وكل امر ونهي انه شامل لنا ايضا فلا يحتاج مثل ذلك الى كثير بحث لأنه منقح في محله 
كما ذكر صاحب القوانين اشكالا بخصوص امر النبي بالعلم واجاب عنه فمن شاء فليراجع واجمال الاشكال ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان اعلى مستوى واشد فهما واحد ذكاءا فحكمه يختلف عن حكمنا فقوله تعالى (اعلم انه لا اله الا الله) قد يكون خاصا به لهذه القرينة ، وقد سبق ما ينفع في الجواب ومن شاء فليراجع اذن هناك مباحث على القاعدة لكن هناك مباحث اخرى تستدعي التوقف وبالذات مبحثان: 
(الاول): هو ان يقال في الاستشكال على الاستدلال بهذه الايات نحو(اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها) فالاشكال الاول الذي يستشكل على هذه الاية يظهر لدى تحقيق معنى (العلم) فماذا يعني العلم؟ وهذا الاشكال طرحه (القوانين) واجاب عنه كما سنذكره ، فان العلم تعريفه هو (الجزم الثابت المطابق للواقع) على حسب هذا المستشكل وان هذا هو تعريف العلم بحسب الاصطلاح ، فله قيود ثلاثة : 
الاول:الجزم فخرج بالجزم (الظن) فغير الجازم ليس بعالم ظانا كان او شاكا كما هو واضح الثاني:الثابت ، وخرج بالثابت التقليد ، وهنا بيت القصيد ، لأن العلم عن اجتهاد امر راسخ ، اما العلم عن تقليد ففي مهب الريح وهو متزلزل نعم قد يكون المقلد عالما لكنه بادنى شبهة تثار في وجهه قد يزول علمه وينقلب يقينه الى شك ، اذن هذا القيد مأخوذ في معنى العلم ، فخرج به العلم التقليدي –اي العلم عن تقلييد- وهو بيت القصيد 
اذن قوله تعالى (اعلموا)بقرينة المادة اي (اعلم) يفيد العلم عن اجتهاد اذ العلم لا عن اجتهاد ليس بعلم حقيقة وبالحمل الشايع الصناعي وان اطلق عليه العلم مجازا الثالث:المطابق للواقع ، فخرج بهذا القيد الجهل المركب والقيد الاول والثالث واضحان ، انما الكلام كل الكلام في القيد الثاني وهو (الثابت) فهل هذا الكلام تام وانه في العلم قيود ثلاث وموطن الشاهد القيد الثاني وهو (الثابت) وانه لو لم يكن ثابتا كما في المقلد فليس بعلم ,والامر (اعلموا) قد تعلق بالعلم والعلم قد اخذ في مادته الثبوت والرسوخ وهو مما لا يتحقق بالتقليد؟ صاحب القوانين اجاب عن هذه الشبهة بجواب واضح وبسيط وهو ان اعتبار هذا القيد(الثابت) في العلم بلا دليل ، فيقول-بتوضيح منا- 
ان العلم يطلق في العرف وفي اللغة وفي الاعراف الخاصة كعرف الاطباء ، يطلق على الجزم مطلقا هذا احتمال او على الجزم المطابق للواقع على احتمال اخر وهو المنصور، لكن صاحب القوانين متردد بين الاحتمالين ، فقوام العلم بالجزم المطابق للواقع اما كونه عن اجتهاد او لا ؟ او كونه راسخا او لا؟ فليس ذا مدخلية 
وبتعبير اخر:انه لا يصح سلب (العلم) عن المقلد القاطع فلو علم بوجود حدث كحريق في مكان ما ، لاخبار الثقة له ، او كان هناك تواتر على وجود ذلك الحريق في منطقة ما فهو عالم بوجود الحريق وان لم يكن بنفسه مجتهدا في تحصيل العلم بل استند الى قول ثقة 
فصحة الحمل وعدم صحة السلب عنه هما الوجهان الدالان على صحة نسبه و اثبات العلم لكل جازم على رأي او كل جازم مطابق جزمه للواقع (في علم الله فهو علم) فقوله تعالى(اعلموا ان الله يحيي الاض بعد موتها) اعم من ان يكون هذا العلم عن اجتهاد اوان يكون عن تقليد وقال السيد الوالد في الفقه :ان العلم اعم من التقليد المورث له"العلم"كما يقول الطبيب للمريض "اعلم انه لابد لك من شرب العقار الكذائي"فانه لا يفهم من امثاله الا ان العلم بذلك لازم اما كونه عن اجتهاد فلا فكلام الفقه هذا تأييد لرد القوانين لذاك الاستدلال 
وهذا الوجه مما لا يحتاج الى تفصيل ، انما الكلام كل الكلام في الشبهة الثانية وهي شبهة توقف عندها الكثير طويلا ولا تزال مثار البحث بين المتكلمين والفلاسفة ، وهي انه ماذا يعني(اعلم) ؟ وهو بحث لطيف ويكشف وجها من وجوه عظمة الخالق فكلمة اعلم واضحة في النظر البدوي السطحي لكن لدى التحقيق الدقيق نجد انه قد تحير فيها العقلاء ، وذلك مثل الماء فانه واضح ومعروف بدوا لكنه يحتاج الى تحليل علمي دقيق حتى تصل الى انه مركب من هدروجين واوكسجين! ثم ما هي حقيقة الاوكسجين ؟ ثم اذا حللناه هناك عمق اخر وبطن ثالث ولا يقف عند حد ، وكلما تقدم العلم فانه لا يصل الى نهاية البطون حد , والحاصل انه(اعلم) واضحة ، لكنهما حيرت العقول العقلاء في ارادة اي المعنيين منها وسنضيف لها معنى ثالثا : 
الاحتمال الاول -وهو المجدي لو قلنا به وصاحب القوانين لا يقبله-وهو (حصِّل العلم) وهذا المعنى لا يختص بالقران الكريم فقط بل هو كذلك مطلقا فعندما تقول لأبنك (اعلم ان في الكون اسرارا كثيرة ةاعلم ان للقران بطونا كثيرة ، فاعلم ماذا تعني ؟ فالاحتمال الاول يعني حصِّل العلم ، فاذا وجب تحصيل العلم وجب النظر لأن تحصيل العلم موقوف على مقدمات لا تحصل الا بالنظر 
المعنى الثاني الذي يستظهره صاحب القوانين وبعض المتكلمين هو : ان اعلم لا يعني حصِّل العلم بالمرة ، وانما اعلم (ايجاد للعلم) لا امر بتحصيل العلم ، اي انه ينقل البحث من التشريع الى التكوين فيقول اعلم لا تعني يجب تحصيل العلم بل ان المتكلم والمخاطب لغيره ب(اعلم) يريد ايجاد العلم في ذهن السامع لا غير ، فالله تعالى عندما يقول (اعلموا ان الله يحيي الارض) يريد بهذه الكلمة ايجادا تكوينيا للعلم في انفسكم ، ويمثل صاحب القوانين بالمعلم للاطفال فعندما يقول للاطفال اعلموا ان الالف تليها باء والباء تليها تاء مثلا فمقصوده ليس اذهبوا وحصلوا واجتهدوا بل انما هو بنفس هذا الكلام يريد ان يوجد المعلومة في ذهن الاطفال والحاصل: ان (اعلم) في الواقع هي عبارة اخرى عن ايجاد تكويني للعلم بهذا اللفظ ، ونص عبارة صاحب القوانين: (الامر بالعلم ليس معناه حصِّل العلم حتى يقال انه امر بشيء لا يتم الا بالنظر) في المقدمات (فيجب من باب المقدمة بل هو اثبات للعلم وايجاد له بهذا القول) فهو بهذا القول يوجد العلم لا انه يطلب العلم) ثم يذكر مثال المعلم للاطفال ثم يقول(فمحض هذا القول يفيد العلم للطفل وكذا قوله تعالى لنبيه اعلم يفيد العلم بالتوحيد له) اذن حقيقة هذا الكلام انه اخرجه من التشريع الى التكوين هذا هو الاحتمال الثاني في اعلم ، فاذا كان هذا المعنى هو المراد فسيكون اجنبيا عن المقام ولا يمكن ان يستدل بهذه الايات على وجوب النظر اذ ان الله تعالى بهذه الكلمة يريد ان يوجد تكوينا فيك العلم فاية دلالة له على ان العلم اذا دار امره بين ان يحصِّله عن اجتهاد او تقليد فيجب ان يحصله عن اجتهاد فلو قال مثلا(اعلموا ان الخمر حرام) فانه يريد ان يوجد تكوينا هذا المعنى للمخاطب لا انه يطلب منه تحصيل هذه المعلومة ، وكلامه في كل اعلم او اعلموا هكذا 
الاحتمال الثالث الذي نضيفه في المقام:هو ان اعلم بمعنى (التفت) وهذا وجه بين القولين الاولين او (انتبه) وبتعبير اخر (اعلم) نازل منزلة التنبيه التكويني بالاشارة لكنه تنبيه تكويني باللفظ فانه لأجل الفات الطرف للحقيقة التي تريد ان تقولها فتارة تحرك يدك او تصفق مثلا لاجل جذب انتباه الطرف المخاطب ثم بعد ذلك تطلق كلمتك وتارة بلفظ (اعلم) تلفت نظره ثم تقول(ان الله يحيي الارض بعد موتها) فلو ان المتكلم ابتدأ الكلام ب(ان الله يحيي الارض) فلعل انتباه السامع كان في مكان اخر لكنه بقوله اعلم اراد ان يجلب انتباهه للساحة ويجعله داخل دائرة ما يقول ثم يقول (ان الله يحيي الارض بعد موتها) والنتيجة ان اعلم بمعنى (انتبه)و(التفت) فهي نازلة منزلة ما يجذب انتباه الشخص الى المراد قوله ، ولكنه جاذب قولي وقد يكون الجاذب بالاشارة او غيرها هذا هو الاحتمال الثالث ، وتحقيقه للبحث القادم وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين... 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد 12 رجب 1433هـ  ||  القرّاء : 3969



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net