||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 79- بحث عقائدي: شبهة نسبية القرآن والاجابات عنها

 40- فائدة روائية: لعل تقطيع الروايات وتصنيفها سبب الاقتصار على بعض المرجحات، وذكر وجوه الحسن فيه

 159- مفردات ومصاديق مبادئ الاستنباط (6): علم التاريخ

 134- من فقه الحديث: في قوله (عليه السلام):((إنّا لا نعد الفقيه منهم فقيهاً حتى يكون محدثاً))

 256- مباحث الأصول: بحث الحجج (حجية قول الراوي والمفتي والرجالي واللغوي) (3)

 277- (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) 2 الصراط المستقيم في تحديات الحياة ومستجدات الحوادث

 255- مباحث الأصول: بحث الحجج (حجية قول الراوي والمفتي والرجالي واللغوي) (2)

 262- مباحث الاصول: بحث الحجج (حجية الشهرة) (4)

 81- من فقه الحديث: الوجوه المتصورة في قوله عليه السلام (المصلح ليس بكذاب)

 كثرة ترضي الجليل ـ الصدوق مثالاً ـ لبعض الرواة هل يفيد التعديل؟ (ج1)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23699507

  • التاريخ : 28/03/2024 - 16:44

 
 
  • القسم : البيع (1442-1443هـ) .

        • الموضوع : 537-تتمة المناقشة مع صاحب الجواهر .

537-تتمة المناقشة مع صاحب الجواهر
الثلاثاء 20 رجب 1443هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(537)

 

ملخّص كلام الجواهر والمناقشة السابقة

سبق: كلام صاحب الجواهر (واحتمال ترجيحها([1]) عليها بالمخالفة لجميع مذاهب العامة ـ بخلاف نصوص الخمس عشر الموافقة لمذهب الأوزاعي، والشافعي، وأبي يوسف، ومحمد بن الحسن، وأحمد بن حنبل ـ يدفعه استبعاد خفاء مثل ذلك على الأساطين)([2])، وقد سبق الجواب عنه  بـ(أ- إن (استبعاد خفاء مثل ذلك على الأساطين) بمجرده لا يخصص إطلاقات الروايات المستفيضة الصريحة في لزوم الأخذ بما خالف القوم وترك ما وافقهم، فلاحظ الروايات التالية...)([3])، و: (وأنت ترى أن هذه الروايات صريحة في هذا الضابط ولم نجد رواية واحدة من الروايات المتكاثرة تقيّد بفهم الفقهاء كأن تقول: (فما وافق أخبارهم وفهم منه الفقهاء التقية فذروه) أو (فخذوا بما خالف القوم إن فهم الفقهاء منه التقية)([4])

المناقشة: الإجماع المدركي إما حجة أو لا

ونضيف: أنه لا يخلو إما أن يقول الفقيه بأن الإجماع المدركي، ومحتمل المدركية، حجّة أولا، وأن الشهرة جابرة للجهة (السند والدلالة) أولا؟ فإن قلنا بالأخير في الإجماع والشهرة فإن استظهار الاساطين عدم التقية في أخبار تحديد البلوغ بـ 15 سنة لا يكون حجّة علينا ولا جابراً للجهة كما هو واضح لكون الكلام حينئذٍ على هذا المبنى، وإن قلنا بالأول فنقول: إن تسليم حجية الإجماع المدركي أو الشهرة (وجبرها للسند أو الدلالة أو الجهة، بأجمعها أو ببعضها) لا يزيد على كونه حجة من الحجج، كحجية ظواهر الكتاب مثلاً أو حجية خبر الثقة فإنه لا ريب في حجية ظواهر الكتاب لكنّ ذلك لا يعني إلا حجيته لو خلي عن المعارض، كنص أو كظاهر قرآني آخر([5]) أو عن الدليل المخصِّص أو المقيِّد أو الحاكم، كمحكومية دليل الصيام (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ)([6]) بدليل (لا ضرر)([7]) فيسقط مع الضرر، كما أن خبر الثقة الضابط حجة يجب اتباعها لو خليت عن المزاحم الأهم.

وحينئذٍ فإن سلّمنا أن فهم المشهور والأساطين حجة (وأنه جابر للجهة أو غيرها) فهي حجة من الحجج (وليست سدّ اسكندر، حسب المثل المعروف) فلا يُغلِق فهمُهم على الفقيه بابَ الإجتهاد حينئذٍ، وعليه : فإذا استظهر الفقيه أن روايات الـــ15 كانت تقية فإن نظره هو الحجة عليه دون نظرهم، على المشهور وأما على المنصور فقد صرنا إلى الحجية التخييرية فيما إذا لم يقطع الفقيه أو يطمئن بخلاف رأيهم.

النقض على استبعاد خفاء التقييد على الأساطين

كما قد يناقش قوله (يدفعه استبعاد خفاء مثل ذلك على الأساطين، سيما مع معروفية ما يقع منهم (عليهم السلام) تقيةً بين خواصهم، حتى كان بعضهم يقول لبعض قد أعطاه من جراب النورة)([8]) بالنقض بمسألة بئر العلامة الحلي u فإنه يجري عليه، أي على صاحب الجواهر، نقضاً نفس ما أورده على مدعي التقية في المقام، إذ يقال: نقضاً بعين عبارته لكن مع  تغيير المتعلق: (يدفع قولَ العلامة بطهارة البئر وعدم وجوب النزح (أي الوجوب الطريقي للطهارة) استبعاد خفاء مثل ذلك (أي طهارة البئر ومجرد استحباب النزح وكونه للتنزّه كما التزم به العلامة والمشهور من بعده)  على الأساطين، سيما مع معروفية ما يقع منهم على وجه الوجوب أو الإستحباب وأنه على وجه الطهارة أو النجاسة إذ أن أهم عمل للفقهاء هو تشخيص الواجب من المستحب، وتمييز الطاهر من النجس في الشبهات الحكمية، فكيف خفي ذلك على كافة الأساطين قبل العلامة؟ فلو كان الخفاء عليهم (في روايات نزح البئر) دليلاً على بطلان الرأي المعاكس كان خفاء التقية عليهم (في روايات الـ15 سنة) دليلاً على بطلان الرأي المعاكس كذلك، وإذا لم يكن فلا. فتدبر جيداً.

المناقشة على كلا مبنيي حجية الإجماع: اللطف أو الحدس

تنبيه: مبنى حجية الإجماع المدركي ومحتمل المدركية، إن كان هو اللطف وَرَدَ عليه: أنه لا إشكال في عدم جريانه في المقام لوجود الروايات الكثيرة التي يكفي في اللطف وجودها لكونها مصرحةً بالخلاف، وهو الـ13 سنة، ووجود قول وإن كان شاذاً به وهو القول المنسوب للصدوق والشيخ وابن الجنيد وإن ناقش الجواهر في تمامية النسبة([9]).

وأما الحدس القطعي فلا يحصل للفقيه بعد ملاحظة ما قلناه سابقاً وما سيأتي من مناقشاتنا له، خاصة ملاحظة تعارض فهم الفقهاء مع صريح روايات التقية.

ب- وأما قوله: (سيما مع معروفية ما يقع منهم (عليهم السلام) تقية بين خواصهم، حتى كان بعضهم يقول لبعض قد أعطاه من جراب النورة) فإنه خاص بأصحاب الأئمة (عليهم السلام) ولم ينقل (قدس سره) ولا غيره لنا كلماتهم، بل المنقول كلمات المتأخرين عن زمنهم بمأتي سنة وثلاثمائة سنة كالشيخ الطوسي ومن أشبه، ولا يعلم كونهم أخبر بمواضع التقية في الروايات منا بل علمهم علمنا ظاهراً.

الجواهر: لا تقية في روايات الــ15 سنة، لمعرفتنا بلسانهم

وقال في الجواهر: (بل يمكن دعوى القطع من الفقيه الممارس لكلماتهم العارف بلسانهم وما يلحنونه في أقوالهم بعدم صدور نصوص الخمس عشر مصدر التقية)([10]).

المناقشة: بل ظاهر لسانهم ولحنهم أنها تقية

أقول: المستظهر العكس؛ فإن أخبار الـ13 سنة ظاهرة صريحة لا لبس فيها ولا غموض فراجع ما نقلناه منها، ونختار الآن إحداها (وفي صحيحه الآخر، عنه (عليه السلام) أيضاً: ((إِذَا بَلَغَ الْغُلَامُ أَشُدَّهُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَدَخَلَ فِي الْأَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَجَبَ عَلَيْهِ مَا وَجَبَ عَلَى الْمُحْتَلِمِينَ، احْتَلَمَ أَوْ لَمْ يَحْتَلِمْ، وَكُتِبَتْ عَلَيْهِ السَّيِّئَاتُ، وَكُتِبَتْ لَهُ الْحَسَنَاتُ، وَجَازَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ إِلَّا أَنْ يَكُونَ ضَعِيفاً أَوْ سَفِيهاً)))([11]) فهي ونظائرها صريحة واضحة.

وأما روايات الـــ15 سنة فهي بأجمعها([12]) تتوفر على قرائن يستفاد منها صدورها تقيةً، أو لا أقل تكون التقية محتملة عقلائياً بملاحظة تلك القرائن، فلاحظ (صحيح  ابن وهب، سألت أبا عبد الله (عليه السلام) في كم يؤخذ الصبي بالصيام؟ قال: فيما بينه وبين خمس عشرة سنة، وأربع عشرة سنة، فإن هو صام قبل ذلك فدعه)([13]): (وفي صحيحة الآخر، سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) فِي كَمْ يُؤْخَذُ الصَّبِيُّ بِالصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: فِيمَا بَيْنَ سَبْعِ سِنِينَ وَسِتِّ سِنِينَ، قُلْتُ: فِي كَمْ يُؤْخَذُ بِالصِّيَامِ؟ فَقَالَ: فِيمَا بَيْنَ خَمْسَ عَشْرَةَ أَوْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَإِنْ صَامَ قَبْلَ ذَلِكَ فَدَعْهُ، فَقَدْ صَامَ ابْنِي فُلَانٌ قَبْلَ ذَلِكَ وَتَرَكْتُهُ)))([14])

إذ يلاحظ في هاتين الروايتين، كبعض غيرها مما سيأتي استعراض حاله أيضاً:

 

وهي خاصة بالصلاة والصوم

أولاً: أنها خاصة بالصلاة أو الصيام، فغاية الأمر مقيّديتها لروايات البلوغ في سن الـ15 سنة، ويكون الحاصل: أن الأصل البلوغ ببلوغ الـ13 سنة وقد خرج منه، تخفيفاً من المولى جل وعلا، الصلاة والصوم فإنهما يجبان (أو يؤخذ بهما حسب الرواية) في سن الـ15 سنة وكذلك تخرج الحدود، والنكاح حسبما تذكره روايات أخرى، فهذه الأربعة مخصّصة لإطلاقات الثلاث عشرة سنة، كما أن روايات صحة وصيته ببلوغ عشرة سنين أو طلاقه أو عتقه وتدبيره، اعتبروها مقيّدة لروايات البلوغ بـ 15 سنة لا معارضة.

قرائن على التقية في روايات الــ15 سنة

ثانياً: وهو المقصود هنا في المناقشة معه (قدس سره)، أن أمارات التقية واضحة إذ لو كانت الـ15 سنة هي الملاك لقال (عليه السلام) (في خمس عشرة سنة) ولم يقل: (فيما بينه وبين خمس عشرة سنة وأربع عشرة سنة) مما يظهر منه (أو يحتمل على الأقل) أنه (عليه السلام) ذكر الـ15 سنة تقية وأضاف الـ14 سنة لإفادة أن هنا غموضاً وأمراً ما فانتبه إذ لا معنى للتخيير بين الأقل والأكثر، كما ويؤكد أن ذِكره (عليه السلام) الـ15 سنة جرى مجرى التقية قوله (عليه السلام) بعد ذلك: (فإن هو صام قبل ذلك فدعه) وقوله (عليه السلام) : (ولقد صام ابني فلان قبل ذلك فتركته) فإنه لا داعي في مقام بيان الحكم الشرعي لذكر مثل هذا الإستشهاد ولا كان دأبهم (عليهم السلام) على الإستشهاد بمثل هذا، فيبدو أنه أراد التقية وأراد الإشارة للحكم الواقعي في  الوقت نفسه بالتحذير من منع الصبي من الصيام قبل الـ15 و14 (والتي تنطبق على الـ13 محل الكلام) وبالإستشهاد بأنه صام ابنه فتركه ولم يقل له أنه مستحب الآن وليس بواجب.

وللكلام تتمة ومزيد إيضاح، فانتظر كما سيأتي الكلام عن حسن يزيد الكناسي عن الإمام الباقر (عليه السلام) وعن حَسنه الآخر أو صحيحه، وبيان وجه آخر من  القرائن الداخلية على تحقق التقية فيه، إضافة إلى اختصاصها بالحدود وبأمر النكاح، كما سيأتي الجواب عن صحيح ابن محبوب بوجه آخر، والله الهادي العالم.

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

قال الإمام الكاظم (عليه السلام): ((الْمُؤْمِنُ مِثْلُ كَفَّتَيِ الْمِيزَانِ كُلَّمَا زِيدَ فِي إِيمَانِهِ زِيدَ فِي بَلَائِهِ))

تحف العقول عن آل الرسول (صل الله عليه والله وسلم): ص408.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) - روايات الــ13 سنة.

([2]) -  الشيخ محمد حسن النجفي الجواهري، جواهر الكلام، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت: ج26 ص35- 36.

([3]) - المصدر السابق.

([4]) - الدرس السابق: ص4

([5]) - كمعارضة (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى – الآية 11)  لظاهر (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) (الفتح – الآية 10)

([6]) - سورة البقرة: الآية 183.

([7]) - الكافي - الشيخ الكليني - ج ٥ - ص ٢٨٠.

([8]) - الجواهر : ج26 ص35- 36 - الدرس السابق: ص3.

([9]) الجواهر: ج27 ص60 الطبعة الجديدة (ج26 ص29 الطبعة السابقة).

([10]) - الجواهر : ج26 ص35- 36 - الدرس السابق: ص3.

([11]) من لا يحضره الفقيه: ج4 ص221.

([12]) إلا واحدة منها، كما سيأتي.

([13]) وسائل الشيعة ج7 ص167 الباب 29 ح 1.

([14]) التهذيب: ج2 ص381.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 20 رجب 1443هـ  ||  القرّاء : 2179



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net