بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
(224)
تتمة فقه المناظرة:
سبق قوله (عليه السلام): ((ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ؟ فَقُلْتُ: مَا هُمْ إِلَّا مُؤْمِنِينَ أَوْ كَافِرِينَ، إِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ فَهُمْ مُؤْمِنُونَ وَإِنْ دَخَلُوا النَّارَ فَهُمْ كَافِرُونَ،
فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ وَلَا كَافِرِينَ، وَلَوْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ لَدَخَلُوا الْجَنَّةَ كَمَا دَخَلَهَا الْمُؤْمِنُونَ وَلَوْ كَانُوا كَافِرِينَ لَدَخَلُوا النَّارَ كَمَا دَخَلَهَا الْكَافِرُونَ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ قَدِ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُمْ وَسَيِّئَاتُهُمْ فَقَصُرَتْ بِهِمُ الْأَعْمَالُ وَأَنَّهُمْ لَكَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ،
فَقُلْتُ: أَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ هُمْ أَمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ فَقَالَ: اتْرُكْهُمْ حَيْثُ تَرَكَهُمُ اللَّهُ،
قُلْتُ: أَفَتُرْجِئُهُمْ، قَالَ: نَعَمْ أُرْجِئُهُمْ كَمَا أَرْجَأَهُمُ اللَّهُ، إِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ، وَإِنْ شَاءَ سَاقَهُمْ إِلَى النَّارِ بِذُنُوبِهِمْ، وَلَمْ يَظْلِمْهُمْ))([1])
وتتمة فقه الرواية في نقاط:
المرجّح الداخلي: الإيمان، والخارجي: أمرُ الله
1- ان الترجّح بلا مرجح محال كما سبق، فدخول من استوت حسناته وسيئاته([2])، إلى الجنة أو النار محال، إلا بمرجح داخلي أو خارجي والمرجح الداخلي هو الإيمان أو الكفر والمرجح الخارجي هو أمر الله، {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} سورة التوبة: الآية 106) وسيأتي بيانه، وذلك بعد فقد مرجح الأعمال الصالحة والطالحة إذ الفرض تساويها، وقد توهم زرارة حصر المرجح بالداخلي لذا بنى على أن الناس إما مؤمنون أو كافرون لأنهم إما يدخلون الجنة (فهم مؤمنون) أو النار (فهم كافرون) لكن الإمام (عليه السلام) أشار إلى المرجح الخارجي وهو أمر الله تعالى لكنّ أمر الله ليس بلا حكمة وسبب كما سيأتي في الأمر الرابع.
أدنى درجات الإيمان سبب دخول الجنة
2- قوله: (( وَلَوْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ لَدَخَلُوا الْجَنَّةَ كَمَا دَخَلَهَا الْمُؤْمِنُونَ وَلَوْ كَانُوا كَافِرِينَ لَدَخَلُوا النَّارَ كَمَا دَخَلَهَا الْكَافِرُونَ)) وذلك لأن أدنى درجات الإيمان سبب، بما حكم به الله تعالى على نفسه، لدخول الجنة، وأدنى درجات الكفر سبب لدخول النار. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاء} (سورة النساء: الآية 48 و116) وقال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فيها خالِدُونَ} (سورة البقرة: الآية 257) وأما المعاصي فتؤخِّر ولا تَحجُب كما سيأتي.
وعليه: فهؤلاء المرجون لأمر الله، ليسوا مؤمنين ولا كافرين وإلا لكان مؤمنوهم من أهل الجنة وكفارهم من أهل النار ولم يكن معنى للإرجاء الذي هو غير التأخير كما سيأتي.
{لِأَمْرِ اللَّهِ} موجد ومغيِّر وليس كاشفاً فقط
3- الظاهر في (أمر الله) من قوله تعالى: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} انه، بالمصطلح الفقهي: ناقل وليس كاشفاً، وبالمصطلح الأصولي: هو في عالم التكوينيات كالـمُنشِئ في عالم الاعتباريات لا كالمخبر أو الكاشف، وبالمصطلح الفلسفي: هو علّة فاعلية وموجد في عالم الثبوت وليس من دائرة عالم الإثبات ليكون مظهراً (لما خفي – دون تأثير ثبوتي) وهو، بالمصطلح الكلامي أو العقدي والقرآني: مُرجَأ إليه وليس مؤخَّراً إليه ظهورُ الحال.
توضيحه: ان الظاهر من قوله تعالى: {لِأَمْرِ اللَّهِ} كقوله: {وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} (سورة القمر: الآية 50) هو الفاعل المؤثر الصانع للواقع الموجِد للشيء، لا الكاشف أو المخبر فان إطلاق {لِأَمْرِ اللَّهِ} في التكوينيات ظاهر في الموجِد للحقيقة العينية، وفي الاعتباريات ظاهر في الموجِد للحقيقة الاعتبارية.
وعليه: فـ{آخَرُونَ} هم صنف ثالث، فانه لو كان أمر الله كاشفاً، كان في واقعه مخبراً عن كونهم مؤمنين أو كافرين، فيدل على كلام زرارة، لكنه جاعل، ناقل، مغيّر ثبوتاً، فهؤلاء (الآخرون) إذاً هم قسيم ثالث للمؤمن والكافر، وإلا لما احتيج إلى أمر الله كي يدخلوا إلى الجنة أو النار، إذ المؤمن يدخل الجنة بإيمانه والكافر يدخل النار بكفره، أما القسم الثالث فيدخل احداهما بأمر الله تعالى، ولذا قال (عليه السلام): ((وَلَوْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ لَدَخَلُوا الْجَنَّةَ كَمَا دَخَلَهَا الْمُؤْمِنُونَ وَلَوْ كَانُوا كَافِرِينَ لَدَخَلُوا النَّارَ كَمَا دَخَلَهَا الْكَافِرُونَ)) أما هؤلاء فيدخلون احداهما بأمر الله. فتأمل([3]).
وليس {لِأَمْرِ اللَّهِ} بلا سبب
4- إنّ {لِأَمْرِ اللَّهِ} الذي علق عليه حالهم وارجأو إليه، ليس بلا غرض ولا علّة، بل علّته، ما قرره تعالى بنفسه، من (الرحمة) فانها سبب أمره تعالى بدخول بعضهم إلى الجنة، ومن (ذُنُوبِهِمْ) فانها سبب أمره تعالى بدخول البعض الآخر النار، ولذا قال (عليه السلام): ((قَالَ: نَعَمْ أُرْجِئُهُمْ كَمَا أَرْجَأَهُمُ اللَّهُ، إِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ، وَإِنْ شَاءَ سَاقَهُمْ إِلَى النَّارِ بِذُنُوبِهِمْ، وَلَمْ يَظْلِمْهُمْ)).
5- ولكن لماذا شمل هؤلاء برحمته وأولئك أخذهم بذنوبهم؟ فهذا مما يُطلب من مباحث أخرى وليس هذا مقامها إذ لم تكن مناظرة زرارة معه (عليه السلام) حول هذا الجانب، ولكن نقول إجمالاً: السبب قد يكون النية، كما لعله يستنبط من بعض الروايات فيما يشابه المقام([4])، بمعنى انه كان من نية الفريق الذي أدخله الله الجنة، والذي استوت حسناته وسيئاته، أن يعمل الصالحات أكثر في مستقبل أيامه، وكان من نية الفريق الذي أدخله الله النار، العكس... وقد علم الله من نيتهما ذلك فأثابهما على النية، وقد يكون السبب الشاكلة والطينة المعللة بدورها بالسبق إلى الإيمان في عوالم سابقة فلا يلزم منه الجبر.. أو غير ذلك مما فصّل في محله.
والإرجاء ثبوتي لا إثباتي
6- وقوله تعالى: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} ظاهر في الإرجاء الثبوتي، دون الإثباتي؛ وذلك لأن ظاهر إطلاق الألفاظ حيث أطلقت الثبوت دون الإثبات، ألا ترى أنّ الجدار، من دائرة الأسماء، يعني الجدار ثبوتاً دون متوهم الجدارية أو متخيلها أو منطوقها أو مكتوبها، وانّ نصر وقام، من دائرة الأفعال، كذلك؟
وأيضاً: لقرينة المقام والمناقشة والمناظرة فان كلام زرارة إنما يصح على القول بان الإرجاء إثباتي، وكلام الإمام (عليه السلام) يبتني على أن الإرجاء ثبوتي، فانّ زرارة حيث رأى أنّ الناس إما مؤمنون أو كافرون فلا بد أن يقول بأن الإرجاء إثباتي، أي هم في واقعهم مؤمنون أو كافرون لكنّ الله تعالى يرجئ إخبارهم وإخبارنا بحالهم إلى يوم القيامة، أما الإمام (عليه السلام) فبنى على أن الإرجاء ثبوتي، أي هم، المستضعفون، ثبوتاً حقيقة ثالثة، لا مؤمنون ولا كافرون وقد ارجأ الله تعالى إدخالهم الجنة (لا مجرد تأخير إعلامنا بإدخالهم إياها) أو النار، إلى (أمره يوم القيامة) فإن تصرّف فيهم وغيّر ما بهم، أي غيّر حقيقتهم وواقعهم، من الحالة البرزخية وكونهم لا هذا ولا ذاك، إلى الإيمان فهم من أهل الجنة وإن غيّر ما بهم إلى الكفر، أي ادخلهم في سلكهم حقيقة أو تنزيلاً، فهم من أهل النار.
والشاهد على ذلك ان زرارة فَهِم نكتة كلام الإمام (عليه السلام) لذا أذعن واقتنع، فانّ الإمام (عليه السلام) إذا كان يبني على الإرجاء الإثباتي لأكّد قول زرارة، لكنه بنى على الإرجاء الثبوتي فكان نافياً له.
وأيضاً: لقرينة التفصيل والتقسيم في الآية الكريمة لأنّ القسمين الأولين هما من عالم الثبوت فكذلك لا بد أن يكون {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} وهو القسم الرابع فلاحظ تمام الآيات {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ * وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (سورة التوبة: الآيات 100-106)
محتملات ثلاثة أخرى لا بد من نفيها
بقي: ان لزرارة أن يستشكل بوجود شقوق ثلاثة أخرى لا يتم استدلال الإمام (عليه السلام) إلا بنفيها ولذا نتبرع له بها، ونسعى للجواب عنها على ما يظهر لنا من الآيات والروايات والعقل.
توضيحه: ان جوهر كلام الإمام (عليه السلام) يبتني على هذا المضلّع الثلاثي:
من استوت حسناته وسيئاته ! فليس بمؤمن ولا كافر ! فلا يدخل الجنة (لعدم إيمانه) ولا النار (لعدم كفره).
وقد انتقل الإمام من الأمر الأول (استواء الحسنات والسيئات) إلى الأمر الثاني (فلا هو مؤمن ولا كافر).
ولكن زرارة يمكنه أن يعترض بوجود خيارات ثلاثة أخرى فيمن استوت حسناته وسيئاته وانه مع وجودها لا يصح الاستدلال بالاستواء على انه ليس بمؤمن ولا كافر.
والخيارات الثلاثة الأخرى هي ما سيأتي غداً بإذن الله تعالى.
* * *
- حاول أن تستكشف الخيارات الثلاث الأخرى قبل أن تستمع إلى درس اليوم أو تقرأ درس الغد...
- فكّر هل توجد خيارات أو محتملات أخرى؟
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((فَلْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ، وَلْيُحْضِرْ عَقْلَهُ، وَلْيَكُنْ مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ مِنْهَا قَدِمَ وَإِلَيْهَا يَنْقَلِبُ، فَالنَّاظِرُ بِالْقَلْبِ الْعَامِلُ بِالْبَصَرِ يَكُونُ مُبْتَدَأَ عَمَلِهِ أَنْ يَعْلَمَ أَعَمَلُهُ عَلَيْهِ أَمْ لَهُ، فَإِنْ كَانَ لَهُ مَضَى فِيهِ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ وَقَفَ عَنْهُ، فَإِنَّ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَالسَّائِرِ عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ، فَلَا يَزِيدُهُ بُعْدُهُ عَنِ الطَّرِيقِ إِلَّا بُعْداً مِنْ حَاجَتِهِ، وَالْعَامِلُ بِالْعِلْمِ كَالسَّائِرِ عَلَى الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ، فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ أَ سَائِرٌ هُوَ أَمْ رَاجِعٌ))
(نهج البلاغة: الخطبة 154).
--------------------
([1]) ثقة الإسلام الكليني، الكافي، دار الكتب الإسلامية ـ طهران: ج2 ص402.
([2]) مع تعميمها إلى أفعال الجوانح (الإيمان والكفر) والجوارح (المعاصي).
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((فَلْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ، وَلْيُحْضِرْ عَقْلَهُ، وَلْيَكُنْ مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ مِنْهَا قَدِمَ وَإِلَيْهَا يَنْقَلِبُ، فَالنَّاظِرُ بِالْقَلْبِ الْعَامِلُ بِالْبَصَرِ يَكُونُ مُبْتَدَأَ عَمَلِهِ أَنْ يَعْلَمَ أَعَمَلُهُ عَلَيْهِ أَمْ لَهُ، فَإِنْ كَانَ لَهُ مَضَى فِيهِ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ وَقَفَ عَنْهُ، فَإِنَّ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَالسَّائِرِ عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ، فَلَا يَزِيدُهُ بُعْدُهُ عَنِ الطَّرِيقِ إِلَّا بُعْداً مِنْ حَاجَتِهِ، وَالْعَامِلُ بِالْعِلْمِ كَالسَّائِرِ عَلَى الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ، فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ أَ سَائِرٌ هُوَ أَمْ رَاجِعٌ))