||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 138- (قصد بيت الله) و (قصد خليفة الله) هما المقوّمان الاساسيان للحج

 74- إشكالات على إدخال نظر الفقيه في الأصول وجوابه

 372-(هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (21) التفسير العقلي للقرآن الكريم

 كتاب المعاريض والتورية

 175- ( المرابطة ) في سبيل الله في زمن الغيبة

 157- الانذار الفاطمي للمتهاون في صلاته ، يرفع الله البركة من عمره ورزقه

 مفهوم الهِرمينوطيقا ومدركاتها

 103- بحث أصولي: مناشئ حكم العقل بالحرمة أو الوجوب

 معنى ارتد الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

 473-فائدة تفسيرية: من معاني كلمات الله



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4533

  • التصفحات : 28091118

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 253- 3ـ العلم الحضوري والالهام الالهي اقوى من العلم الحصولي فكيف يُرجع من حصل له (الكشف) الى قول (المرشِد) وليس الحاصل من قولَه الا صورة منطبعة وعلم حصولي ؟ ـ اعتماد حتى بعض كبار العرفاء على التقليد الاعمى المحض في كشف الحقائق ! مثال : الملا صدرا واعتماده في مبحث (المثل الفورية) على التقليد بدون دليل باعترافه .

253- 3ـ العلم الحضوري والالهام الالهي اقوى من العلم الحصولي فكيف يُرجع من حصل له (الكشف) الى قول (المرشِد) وليس الحاصل من قولَه الا صورة منطبعة وعلم حصولي ؟ ـ اعتماد حتى بعض كبار العرفاء على التقليد الاعمى المحض في كشف الحقائق ! مثال : الملا صدرا واعتماده في مبحث (المثل الفورية) على التقليد بدون دليل باعترافه
الثلاثاء 20 جمادى الأولى 1434هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
ملخص ما تقدم 
 
كان البحث حول ان الكشف والشهود ليس من الطرق الممضاة شرعا للوصول إلى الحقائق في أصول الدين، كما انه ليس طريقا عقلائيا ولا عقليا، وذكرنا وجوها لذلك إلى ان وصلنا إلى ان الكشف والشهود لا يوجد لهما ضابط مرجعي لتمييز الخطأ من الصواب وذكرنا انهم ذكروا ضابطا يعد من أهم ضوابطهم وهو (المرشد) لكن أشكلنا على قضية المرشد بإشكالين: أولهما ان الكلام يعود إلى المرشد من جديد بنفس الإشكال العتيد وذكرنا إشكالا ثانيا . 
 
3- العلم الحضوري والإلهام الإلهي أقوى من العلم الحصولي فكيف يُرجع اليه؟ 
 
الإشكال الثالث: ان إرجاع من حصل له كشف وشهود إلى (المرشد) مما لا يصح بأي وجه من الوجوه، وذلك لأنه إرجاع للأعلى إلى الأدنى، وإرجاع الأعلى والأفضل والأقوى والاجلى والأوضح إلى الأضعف والاغمر والأدنى مما لا يصح بأي منطق وبأي وجه، توضيح ذلك:ان الكشف اما ان يكون علما حضوريا، والعلم الحضوري أقوى من العلم الحصولي بما لا قياس، ولم يخالف في ذلك فيلسوف ولا عارف ولا متكلم (إلا ممن أنكر العلم الحضوري وهم قلة من المتكلمين بل حتى هؤلاء على فرض القول بالعلم الحضوري) فإن العلم الحضوري هو أعلى مراتب عين اليقين فكيف يمكن ان يرجع العالم بالعلم الحضوري إلى علم حصولي؟ وهل إرجاع من حصل له الكشف إلى قول المرشد، الا إرجاعاً للعالم بالعلم الحضوري إلى الحصولي؟ لأن الفرض انه يرى بعين الباطن مشاهدةً بل حضر لديه المعلوم بنفسه فكيف يمكن إرجاع من علم بالعلم الحضوري كشفا إلى قول المرشد مع ان غاية ما يحصل من قول المرشد صورة ذهنية منطبعة لا أكثر, اذن هذا القول وهذا الضابط مما لا يعقل الإرجاع إليه. 
 
خاصة وانهم يصرحون بانه اين العلم الحضوري من العلم الحصولي؟، ويمكن ملاحظة كلمات ابن عربي وملا صدرا وغيرهم بل انهم يستحقرون العلوم الحصولية الموجودة عند علماء الكلام ويصرحون بذلك ويرون مقامهم ارفع بما لا قياس لأنهم عالمون بنحو الكشف، واجلى مصاديقه العلم الحضوري, فاذا كان الصوفي أو العارف يستحقر العلم الحصولي ويستحقر- بصريح بعض كلماتهم- المتكلمين والفقهاء لأن علومهم حصولية، فكيف يُرجِع من حصل له كشف بعلم حضوري، كيف يرجعه إلى قول المرشد كضابطة لتمييز صحة كشفه من خطئه مع ان ما يحصل منه مجرد علم حصولي؟ 
 
هذا لو كان المراد بالكشف العلم الحضوري واما لو اريد بالكشف الإلهام الإلهي كما هو البعض الاخر من الافراد الذي يصرحون به ايضا، - إذ هاتان درجتان من درجات الكشف وانواعه -, فالامر ايضا كذلك اذ كيف يصح ارجاع من انكشف له الامر بإلهام إلهي، إلى قول المرشِد الذي قوله لا يوجِد الا علما حصوليا – في غاية الأمر - للمرشَد. 
 
دليل من كلام شيخ الاشراق 
 
ولننقل عبارة لشيخ الاشراق كنموذج لنعرف انهم يرون العلم الحضوري او الكشف هو كل شيء وما عداه يرونه هامشياً بل أشبه باللاشيء يقول[1] (وهذا سياق اخر وطريق اقرب) لنيل الحقائق (ولم يحصل لي اولا بالفكر) أي بالعلوم الحصولية والتفكير وتركيب قياسات وشكل اول وغيرها (بل كان حصوله بأمر آخر) ويصرح في موضع اخر وشراحه يصرحون أن المراد به الكشف[2] (ثم طلبت عليه الحجة) بل سيظهر من كلامه اللاحق ان (الحجة) علم حصولي لا قيمة له مقابل الكشف الذي هو علم حضوري أو إلهام إلهي إذ قال (حتى لو قطعت النظر عن الحجة مثلا ما كان يشككني فيه مشكك) وبعد ذلك في ص13 يقول (وكما انا شاهدنا المحسوسات وتيقنا بعض أحوالها ثم بنينا عليها علوما صحيحة كالهيئة وغيرها فكذا نشاهد من الروحانيات شيء ثم نبني عليها، ومن ليس هذا سبيله) وهو المشاهدة (فليس من الحكمة في شيء) إذن ليس من الحكمة في شيء من يتمسك بالعلوم الحصولية والفكر وأدلة العقل! (وستلعب به الشكوك) إلى اخر كلامه وغيرها كثير. 
 
اذن هذا الضابط ليس ضابطا صحيحا ولا وجه له. 
 
هذا كله بالإضافة إلى إشكال اخر وهو ان يقال لمن يرى ان المرشد هو الضابط، أنه: هل هذا الضابط يراد به صورة الكشف باقسامه - وظاهر كلامه انه هو المراد - ام يراد به صورة شك المرشَد في ان هذا الذي حصل له هل هو كشف ام لا؟ وهل هو كشف رحماني او شيطاني؟ أما الصورة الأولى فقد سبق الجواب عنها والآن لنفرض الكلام في هذه الصورة وان المرشد السالك لو شك فنقول أن مرجعية المرشِد بقول مطلق, ليست في محلها لأن الكلام فيه – أي المرشَد - هو الكلام في هذا المرشِد فاذا شك فلمن يرجع؟ والحاصل انه لو فرض علمهما حضوريا فحالهما سيان فلا يصح ارجاع احدهما إلى الاخر واذا فرض شكهما فحال المرشد حال المرشد السالك فلا امتياز لأحدهما على الآخر في الصورتين فكيف يكون (المرشد) هو الضابطة؟ بل نقول انه ماذا لو انعكس الأمر؟ أي ماذا لو ان السالك علم بالعلم الحضوري والمرشد شك فهل يقولون بان المرشِد عليه ان يرجع إلى تلميذه؟ لم نجد من يقول بذلك. 
 
الضابط: التقليد الأعمى للمرشد! 
 
ان الغريب لمن يتتبع كلماتهم انه سوف يجد حتى اعاظمهم وان كان هو مرشدا لكنه يرى ان الضابط هو التقليد الاعمى الصرف لقول المرشد الأكبر وان قطع بانه لا حجة له عليه وهذا من الغرائب، (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ ). 
 
والحاصل: ان الضابط لدى التحقيق ليس هو (المرشد عن دليل) بل الضابط هو التقليد الاعمى بقول المرشد رغم العلم بانه لا دليل له عليه وهذا ما نجده - وهو من الغرائب - في كلمات صدر المتألهين, وهذا كتابه الاسفار يعد الكتاب المرجعي في الحكمة المتعالية فعلينا ان نرى كيف يفكر صدر المتألهين وكيف تثبت له الحقائق؟ حتى نعرف ميزان هذا الرجل في منطق العقل ومنطق الحكمة, 
 
الأسفار: المثل الأفلاطونية خالقة لنا! 
 
فلنعرف مرجعيته في كشف الحقائق من كتابه الاسفار يقول[3] (والحق ان مذهب أفلاطون ومن سبقه من أساطين الحكمة في وجود المثل العقلية للطبائع النوعية الجرمانية في غاية المتانة والاستحكام) أقول، للتوضيح قبل إكمال كلامه وبيان انه مقلّد صرف: ان هذه النظرية عدّها البعض من مهازل النظريات العلمية، وهي نظرية المثل الأفلاطونية والتي لا نعلم هل ان أفلاطون قالها بالفعل أم لا؟ فان بعض المحققين يقول: ان الكتب التي ترجمت الكتب الفلسفية من اللغة اللاتينية وغيرها للعربية لم تُترجم بدقة بل كانت الترجمة مشوهة وناقصة لأن الكثير من المترجمين لم يكونوا متخصصين[4] فلا يعلم ان أفلاطون هل قال هذا أم لا؟ لكن لنفرض ان هذا مما قاله أفلاطون فلنتوقف عند هذا الكلام الغريب وعند الدليل الأغرب عليها، فنقول: المثل الأفلاطونية تعني ان كل نوع – كالإنسان مثلاً - له رب النوع مثلا نحن البشر يوجد لنا إنسان هناك في العالم العلوي هو ربنا، وهذا الإنسان مصداق واحد وهو جوهر وهو أزلي ابدي وهو لا يتغير ولا يتبدل حسب تصريحات العديد منهم ومنهم الفارابي عنهم ومنهم ملا صدرا، وهذا هو خالقنا وهو رازقنا وهو ملهمنا! وكذلك البقر له رب النوع في العالم العلوي! وهذا البقر هو خالق البقر ورازق البقر ومدبر أمر البقر إلى غيره! والاغرب أن ملا صدرا يصرح ان كل انسان بل كل بقر وغنم و... له ثلاث وجودات: هذا الوجود المادي لكن هذا الوجود وجود داني جداً، وله وجود ثان في عالم ثان، وله وجود ثالث وهو المثل الافلاطونية او المثل النورية، في عالم ثالث، اذن له وجودات ثلاثة؟ ولك أن تسأل: هل التثليث المسيحي هو الذي تسرب إلى هذه الفكرة أو العكس؟ 
 
وعلى أية حال فان هذا باطل بالضرورة والبداهة يكذبه الوجدان فهل انا ثلاث وجودات؟ بل يرى انني أنا ما أنا إلا الوجود الشكلي أو الشبحي للثلاثه اما الوجود الحقيقي فهو الموجود هناك[5]، فهذه نظرية المثل الافلاطونية التي تسمى احيانا المثل النورية وإليكم بعض نصوص عبارات الأسفار إذ يقول[6] (فللانسان مثال جوهري) وليس عرضياً (قائم بنفسه في عالم الاشباح) وهذا هو الوجود الثاني (ومثال عقلي جوهري قائم بذاته في عالم العقول، وهكذا الامر في كل موجود طبيعي من الموجودات الطبيعية له ثلاث وجودات) فحتى البقر له ثلاث وجودات وتلك هي الأصل والموجود هنا هو المخلوق لها! (احدها عقلي ثانيها مثالي ثالثها مادي) وهو نحن! 
 
اما في ج6 ص202 يقول (وهناك حقائق متأصلة) فلا تتصور انها مجازات أو أنها أعراض (نسبتها إلى هذه الصور الحسية) نحن (الداثرة) فنحن نندثر اما هي فلا تندثر(نسبة الأصل إلى المثال والشبح، وانما هي تكون أصول هذه الأشباح الكائنة المتجددة لأنها فاعلها وغايتها وصورتها) إذن هي العلة الفاعلية لنا! والعلة الغائية! والعلة الصورية! والكلام طويل. 
 
وفي الكثير من مواضع الاسفار يتحدث عن المثل الأفلاطونية، وأيضا الفارابي ينقل قريباً من هذ الكلام وغيره[7], 
 
دليل ملا صدرا: التقليد بدون حجة! 
 
ولكن مع ذلك كله لنفرض ان رجلا يعتقد ان له ثلاث وجودات والبقر كذلك وكل حيوان كذلك، لكن ما الدليل؟ فيقول (والحق ان مذهب أفلاطون ومن سبقه من أساطين الحكمة في وجود المثل العقلية للطبائع النوعية[8] الجرمانية[9] هذا المذهب في غاية المتانة والاستحكام، ولا يرد عليه شيء من نقوض المتأخرين) لأن اكثر الفلاسفة رفضوا هذا الرأي (وقد حققنا قول هذا العظيم واشياخه العظام... على ان بناء مقاصدهم ومعتمد اقوالهم على السوانح النورية) نور أنقدح أمامهم فاكتشفوا الحقائق! (واللوامع القدسية التي لا يعتريها وصمة شك وريب) ولا نناقش الآن بما سبق من ان هذه السوانح قد تكون من صنع الشيطان او القوة المتوهمة او القوة المخيلة أو شبه ذلك. وباعترافهم أيضاً 
 
إلى ان يقول (ثم أولئك العظماء من كبار الحكماء والاولياء وان لم يذكروا حجة على اثبات تلك المثل النورية) فهو يصرح بان لا حجة لهم (واكتفوا فيه بمجرد المشاهدات الصريحة المتكررة التي وقعت لهم) اي رأوا ان هناك إنساناً في عالم أعلى هو الازلي الابدي الخالق لنا و... (فحكوها لغيرهم لكن يحصل للإنسان) وهو ملا صدرا (الاعتماد على ما اتفقوا عليه والجزم بما شاهدوه ثم ذكروه، وليس لأحد ان يناظرهم فيه)! فليس لك الحق ان تنتقد او تعترض أو تطالب بدليل! وهذا هو الأسفار! وغاية استدلاله ان جماعة من الأعاظم - وهم أقلية مطلقة - هؤلاء ادعوا المشاهدة للمثل العقلية للطبائع النوعية وما يتفرع عليه من أنك انت ثلاث وجودات! وهذا الوجود المحسوس أدنى الوجودات، وليس لك الحق في النقاش بل أغمض عينك! 
 
والغريب انه حتى الله جل وعلا يفتح باب النقاش اما الجماعة فيقولون ليس لك ان تناظر فيه!, فهل هذا الكتاب يصلح ان يعرض للعالم وان يحتج به في الامور الاعظم؟ وهو في مسألة بديهية وجدانية يستند إلى هذا الدليل الغريب المناقض للفطرة والوجدان. 
 
ملا صدرا: الارصاد العقلية كالارصاد الحسية! 
 
ودليله الآخر (كيف واذا اعتبروا أوضاع الكواكب واعداد الأفلاك ) التسعة التي أبطلها العلم الحديث واكتشف كوكبا عاشرا (بناءا على ترصد شخص كأبرخس او أشخاص كهو مع غيره بوسيلة الحس المثار للغلط والطغيان، فبان يعتبر أقوال فحول الفلسفة المبتنية على ارصادهم العقلية المتكررة التي لا تحتمل الخطأ كان احرى) 
 
جوابان 
 
نقول: اولا: في الارصاد الحسية كهيئة بطليموس التي بنى عليها الأسفار، فلاحظه، قد اثبت العلم الحديث بطلانها اذن نحن لا نتعبد في الارصاد الفلكية ونحن مغمضي العين بدون أن يكون لنا حق المناظرة وسؤال الدليل، والعلم قد اثبت البطلان هذا اولا. 
 
ثانيا: في الارصاد الحسية لو حدث خلاف فهل يتعبد الانسان العاقل بقول احد الطرفين؟ فكيف وان الاكثرية من الراصدين حسيا للافلاك اكتشفوا خطأ الاقلية فهل يستند عندئذ إلى اجماع الاقلية؟ وخلاصة كلام ملا صدرا هو الاستناد إلى اتفاق الأقلية، إذ يقول في الارصاد العقلية اتفق أفلاطون وبعض من أمثاله. 
 
ملا صدرا: الدليل الاتفاق! وأجوبة ثلاثة 
 
(لكن يحصل للإنسان الاعتماد على ما اتفقوا عليه) ونقول إضافة إلى ما سبق أولا الاتفاق والإجماع في الشؤون العقلية ليس بحجة خاصة إذا ناقض بديهة العقل والوجدان[10] إذ من له عقل لا يسلم ان النقيضين يجتمعان ولو اجمع أهل العالم على ذلك, وثانيا أيّ إجماع هذا؟ فكم واحداً من الفلاسفة قالوا بذلك؟ بل هم أقلية مطلقة قالوا بالمثل النورية فكيف يستند إلى اتفاقهم؟ 
 
وثالثا للشيخ المطهري كلام لطيف في شرح مبسوط منظومة[11] فيتحدث عن ملا صدرا فيقول في كلام مطول ترجمته انه يفسر كلمات القدماء بالقوة ونص عبارته (ولي تفسيرهائي كه به زور تفسير است) أي يحمّل كلماتهم ما لا تتحمل لكي ينتصر لمذهبه في الفلسفة مثلا في بحث أصالة الوجود فان ملا صدرا المؤسس لأصالة الوجود يبحث في كلمات ابن سينا ونصير الدين الطوسي وبهمنيار عن شواهد على أصالة الوجود، لكن الحق ان بعضهم كلماتهم ربما تشم منها رائحة أصالة الوجود لكن هذا أمر آخر غير انهم بالفعل انتخبوا نظرية أصالة الوجود، ودليله انهم قالوا خلاف ذلك في موضع آخر والمشكلة – يقول مطهري – ان ملا صدرا لا ينقل كلام أبو علي بن سينا الذي صرح فيه على خلاف أصالة الوجود. 
 
وبعبارة أخرى يريد مطهري أن يقول: ان ملا صدرا غير موضوعي ولا يراعي الأمانة العلمية إذ ينقل تلك المقاطع ليقول ان أولئك أيضا رأيهم مثل رأيي لكنه لا ينقل المقاطع الأخرى، ونقول: إذا كان ملا صدرا باحثاً موضوعياً كان عليه أن ينقل كلا الاحتمالين وكلتا العبارتين؛ العبارة التي يستشم منها أصالة الوجود والعبارة التي يستشم منها أصالة الماهية بل الصريحة في أصالة الماهية, ويقول المطهري انني استطيع أن أريكم الكثير من عبارات ابن سينا التي هي مبنية على أصالة الماهية. انتهى 
 
إذن ملا صدرا لم يراع الامانة العلمية لمجرد إثبات أصالة الوجود، فكيف يعتمد على مثل هذا الإنسان وعلى مثل هذا الكتاب ويعد مرجعا؟ ثم كيف يعتمد عليه وهو يصرح بالاعتماد على قول ثلة قليلة لا برهان لهم الا دعواهم الكشف والشهود؟، وللحديث صلة. وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين 
 
 
 
 
[1]- مجموعة مصنفات شيخ الاشراق ج2ص10 
 
[2] - بل يكفي انه بنى كتابه على الكشف، بل يكفي انه لا قسيم ثالث. يحتمل رجوعه إليه 
 
[3]- الاسفار ج1ص307 
 
[4]- بل حتى المتخصص قد يصعب عليه ترجمة بعض اصطلاحات الفنون مثلا ترجمة الأصل المثبت إلى اللغة الانكليزية كيف يترجم بحث عشرين صفحة ,اذن التحقيق يدل ان كتب علماء اليونان وامثال ارسطوا وافلاطون لا يعلم ان ما نقل عنهم صحيح ,والجماعة اعتمدوا على الترجمات وهذا بحث نتركه الان ,لكن على ما حسب ما بنو عليه ولنفرض ان افلاطون قال هذا. 
 
[5] - قال السبزواري في حاشية الأسفار ج4 ص343 (رب النوع كروحٍ والنوع كالجسد) وسيأتي في المتن نص كلام ملا صدرا. 
 
[6]- الاسفار ج4ص506 
 
[7]- من أراد البحث في مصدر ميسر فليرجع إلى (المعجم الفلسفي) 
 
[8]- البشر والبقر والغنم وغيرها. 
 
[9]- لها جرم ومادة إذ ليست مجردة. 
 
[10]- من عدم كون كل منا ثلاث وجودات... الخ. 
 
[11]- ج1ص63 وفي موضع اخر ص220

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 20 جمادى الأولى 1434هـ  ||  القرّاء : 5119



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net