الوجوه المتصورة في طلب ابراهيم عليه وعلى نبينا واله السلام لذريته الامامة
27 محرم الحرام 1438هـ
السؤال: في قوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)[1] حيث إننا لا نتصور بحق إبراهيم (عليه السلام) أن يدعو الإمامة للظالمين ، فما هو المقصود من طلبه هذا ؟
الجواب: هذا الكلام تجري فيه عدة احتمالات بدواً ولكن لا يصح إلا واحد منها[2]:
الاحتمال الأول: أن يكون إبراهيم (عليه السلام) قد طلب من الله تعالى الإمامة لذريته وإن تلبسوا بالظلم ، و هذا الاحتمال لا يصح بحق إبراهيم (عليه السلام).
الاحتمال الثاني: أن يكون قد طلب من الله تعالى الإمامة لمن ليس ظالماً ولم يكن ظالماً ولن يكون ظالماً ، وهذا الاحتمال أيضاً لا يصح ؛ لأنه لو كان هذا طلبه لما ناسب نفيه من الله تعالى ؛ ويصبح هذا النفي في الآية لا ربط له بطلب إبراهيم .
الاحتمال الثالث: أن طلبه من الله تعالى قد تعلق بمن كان ظالماً في وقت من الأوقات أو لحظة من اللحظات ثم تاب وحسن عمله ،فأجابه الله تعالى : بأن هذا لا يستحق عهد الإمامة ، وإنما يستحقه من كان طاهراً في كل آن من أوقاته وفي كل لحظة من لحظاته[3] ، وهذا الاحتمال هو الصحيح المطابق للقاعدة والعقل والنقل.
-------------------------------------------------
27 محرم الحرام 1438هـ