هل يصح أن يتهم بالطائفية من يطالب بحقوقه المشروعة؟
30 محرم الحرام 1438هـ
السؤال: هل يصح أن يتهم بالطائفية من يطالب بحقوقه المشروعة[1]؟
الجواب: إن مصطلح الطائفية بما له من المعنى المعاصر السياسي ليس وارداً في الآيات ولا في الروايات لنقول: بحسن أو بقبح هذا الوصف والمصطلح بعنوانه وبما هو هو، وعلى هذا لابد من معرفته من خلال بمناسبات الحكم والموضوع ومن خلال ما يجري في عصرنا من أحداث تكتنف بالوصف بها ومن خلال تحديد تعريف واضح لها؛ فإذا كان المراد من الطائفية هو أن تتعصب لطائفتك وقومك وإن كانوا على باطل وتسحق حقوق الآخرين وإن كانوا على حق ، فهذا هو المعنى المبغوض والقبيح من (الطائفية) عقلاً وشرعاً ، و أما لو كان المراد من الطائفية هو أن تطالب بحقوقك وحقوق طائفتك وقومك المشروعة والحقة ، فهذا المعنى من الطائفية ليس مبغوضاً، بل ذلك يُعد فضيلة وحسنة ؛ حيث يحق للناس على اختلاف مذاهبهم وأديانهم وأقوامهم أن يطالبوا بحقوقهم المشروعة ولا مشكلة في ذلك ، وإنما المشكلة تحدث عند إطلاق هذا المصطلح بمعناه المبغوض على من طالب بحقوقه المشروعة وأراد منه المعنى الحسن والجميل ، أو العكس .
ولعل من أروع ما ينفع في تنقيح المقال في هذا الحقل ما ورد من قوله (صلى الله عليه وآله): (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً، قَالَ: أَنْصُرُهُ مَظْلُوماً فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِماً؟ فَقَالَ: كُفَّهُ عَنِ الظُّلْمِ)
-------------------------------------------------
30 محرم الحرام 1438هـ