||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 49- القرآن الكريم:(وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) الإمام الصادق عليه السلام: (إن الصمت باب من أبواب الحكمة) الصمت سلاح الأولياء

 345- ان الانسان لفي خسر (3) مؤشرات سقوط الإنسان نحو مرتبة البهيمية

 480- فائدة قرآنية في قوله تعالى: ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ))

 478-فائدة أصولية:حجية الظنون المبنية على التوسعة

 139- من فقه الحديث: قوله (عليه السلام): ((إنّ من الأشياء أشياء موسعة وأشياء مضيقة))

 326- من فقه الحديث: المزاح السباب الأصغر

 348- فائدة أصولية دليل الأخباري على لزوم الاحتياط ومدى شموليته.

 8- في بيوت اذن الله أن ترفع

 383- فائدة أصولية: توقف الاجتهاد في المسائل الفرعية على الاجتهاد في مناشئ مقدماتها

 233- التزاحم بين الوحدة الاسلامية وبين الشورى, العدل والحق و(النزاهة) الفيصل الاول في تقييم المسؤولين



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23963928

  • التاريخ : 19/04/2024 - 15:07

 
 
  • القسم : البيع (1442-1443هـ) .

        • الموضوع : 476-القول الثالث:(حتى) ابتدائية في آية ابتلاء اليتامى..معنى السفيه ونسبته مع الصبي، والجمع بين الروايات في المقام. .

476-القول الثالث:(حتى) ابتدائية في آية ابتلاء اليتامى..معنى السفيه ونسبته مع الصبي، والجمع بين الروايات في المقام.
الثلاثاء 12 ربيع الأول 1443هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(476)

إيضاح الفرق بين تفسيري الآية الكريمة

سبق كلام المحقق النائيني: (أما الكتاب: فهو قوله عز من قائل: ((وَابْتَلُوا الْيَتامى‏ حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ))([1]) فإنه يمكن أن يكون قوله: (فَإِنْ آنَسْتُمْ) تفريعا على الابتلاء، أي اختبروهم قبل البلوغ من زمان يمكن رشدهم فيه إلى زمان البلوغ، فإن آنستم منهم الرشد في خلال هذه الأزمنة فادفعوا إليهم أموالهم. فعلى هذا يكفي الرشد لنفوذ تصرفهم ولو لم يبلغوا.

ويمكن أن يكون تفريعا على الامتحان بعد البلوغ، أي امتحنوهم من زمان قابليتهم للامتحان إلى زمان البلوغ، فإذا بلغوا راشدين فادفعوا إليهم أموالهم، والظاهر هو الثاني)([2]).

ويوضح الفرق بين معنيي الشرطية والظرفية([3]) في آية ابتلاء اليتامى كما ويوضح وجه عدم تمامية القول بالظرفية، المثال الآتي المطابق في صياغته للآية الكريمة، فانك قد تقول: (سر من البصرة حتى إذا بلغت الكوفة، فإن وجدت فقيهاً فاعطه ألف دينار) وقد تقول: (حتى تبلغ الكوفة) بدل (حتى إذا بلغت الكوفة) فان (حتى إذا بلغت) ظاهر في الشرطية، أما (حتى تبلغ الكوفة) ظاهر في الظرفية فإذا جردنا حرف (إذا) في (حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ) عن معنى الشرطية كانت بمنزلة (حتى بلوغ النكاح) نظير (حتى تبلغ الكوفة).


مناقشة مع المحقق النائيني

ولكن حتى على تجريدها من معنى الشرطية وإرادة الظرفية المحضة فان كلا القولين يبقى محتملاً وليس كما استظهره المحقق النائيني من انها تدل على كفاية الرشد في نفوذ تصرفهم ولو لم يبلغوا، وذلك لأنه حتى على فرض الظرفية فان المعنى يكون (وابتلوهم حتى بلوغ النكاح([4]) فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم) ولكن هل المراد فادفعوا إليهم أموالهم بعد بلوغ النكاح أو قبله؟ كلاهما محتمل، واعتبِر في ذلك بالمثال السابق (سر من البصرة حتى تبلغ الكوفة فان وجدت فقيهاً فأكرمه) فهل المراد (أكرمه) في الطريق أو أكرمه في الكوفة أو أكرمه إذا وجدته قبل الوصول إلى الكوفة أو بعدها؟ أو فإن وجدت فقيهاً ، فأكرمه في الكوفة أو في الطريق، كلاهما محتمل بالنظر إلى الجملة نفسها ولا ظهور لها في لزوم الإكرام قبل الوصول للكوفة أو قبل الوصول لحد البلوغ.

النسبة بين السفهاء والأيتام

ثم انه ارتأى بعض بان (السفهاء) في الآية الخامسة من سورة النساء ((وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ))([5]) يراد بها الأيتام بدعوى ان كل صبي سفيه، لكن الصحيح ان النسبة بين الصبي أو اليتيم وبين السفيه هي العموم من وجه وذلك بحسب المتفاهم عرفاً من السفيه وبحسب اللغة أيضاً، فانه ليس كل صبي سفيهاً بل قد يكون بعضهم راشداً كما ليس كل بالغ راشداً بل قد يكون بعضهم سفيهاً، وأما في اللغة، فان السفه في أصل معناه الخِفّة وسمي السفيه سفيهاً لخفة عقله وسخافته، كما في معجم مقاييس اللغة وفي مجمع البحرين (والسَّفِيهُ: المبذر وهو الذي يصرف أمواله في غير الأغراض الصحيحة، أو ينخدع في المعاملة) و(وفي كلام بعض الأعلام في هذه الآية: السُّفَهَاءُ خفاف العقول الذين ألفوا التقليد، وأعرضوا عن النظر)([6]) ومن المعلوم انه ليس كل يتيم وصبي خفيف العقل وسخيفة بل لا شك ان كثيراً من الأطفال أكثر رشداً من العديد من الرجال، والدليل صحة سلب السفيه عن الكثير من الأطفال.

الجمع بين الروايات المختلفة في تفسير (السفهاء)

فالعمدة في الاستدلال على إرادة الأيتام من السفهاء في الآية الخامسة هو ما رواه (العياشي: عن الصادق عليه السلام هم اليتامى لا تعطوهم حتى تعرفوا منهم الرشد قيل فكيف يكون أموالهم أموالنا؟ فقال: إذا كنت أنت الوارث لهم)([7]).

أقول: لكن هذه الرواية معارضة برواية أخرى (عنه عليه السلام في هذه الآية قال من لا تثق به، وفي رواية كل من يشرب الخمر فهو سفيه)([8]) ولعله يأتي الكلام عن الرواية الثانية (شارب الخمر) والكلام الآن في الرواية الأولى.

فان النسبة بين (اليتامى) و(من لا نثق به) هي العموم من وجه فيتعارضان في مورد الاجتماع ويتساقطان على المشهور، فلا تتخصص (السفهاء) في الآية بـ(اليتامى) والأدق القول: بان كلّا من اليتامى والسفهاء لا يؤتى ماله، أما السفهاء فللآية وأما الأيتام فللرواية، فالسفيه يتيماً كان أو لا، لا يؤتى ماله، واليتيم سفيهاً كان أو لا، لا يؤتى ماله، فلا تعارض أصلاً. فتأمل.

ولكن العمدة ورود رواية أخرى حاكمة بمفهوم الشرط الجلي فيها على الرواية الأولى وهي ما رواه (القمي: عنه عليه السلام في هذه الآية قال: فَالسُّفَهَاءُ النِّسَاءُ وَالْوَلَدُ إِذَا عَلِمَ الرَّجُلُ أَنَّ امْرَأَتَهُ سَفِيهَةٌ مُفْسِدَةٌ وَوَلَدَهُ سَفِيهٌ مُفْسِدٌ لَمْ يَنْبَغِ لَهُ أَنْ يُسَلِّطَ وَاحِداً مِنْهُمَا عَلَى مَالِهِ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ لَهُ قِيَاماً يَقُولُ لَهُ مَعَاشاً قَالَ: ((وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً)) وَالْمَعْرُوفُ الْعِدَةُ)([9]) وذلك لصراحة هذه الرواية في ان الرجل إذا علم ان ولده سفيه مفسد لا ينبغي له ان يسلطه على ماله والذي يفيد بمفهوم الشرط انه إذا علمه غير سفيه (أو لم يعلمه سفيهاً، على احتمالين بدواً) فله ان يسلطه على ماله، فمفهوم الشرط مخصص لرواية هم اليتامى فيكون حاصل مجموع الروايتين (هم اليتامى السفهاء المفسدون) كتفسير للآية الخامسة، وأما (هم اليتامى) فلا يخصص روايةَ (من لا تثق به) إذ ظهورها في العموم أقوى من ظهور مفهوم اللقب أو ما يستشم منه ظهور الحصر في (هم اليتامى) في خصوص اليتامى. فتأمل.

(حتى) ابتدائية، والجملة بعدها مستأنفة

القول الثالث:

ان (حتى) في الآية الكريمة ابتدائية قال المحقق النائيني (بل قيل([10]): إن (إذا) للشرط، وجوابها مجموع الشرط والجزاء، و (حتى) حرف ابتداء، وغايتها مضمون الجملة التي بعدها، وهو دفع المال عقيب إيناس الرشد الواقع عقيب بلوغ النكاح، وعلى هذا فقوله: (حتى إذا بلغوا) جملة مستأنفة)([11]).

وهذا القول يتطابق من حيث المآل مع قول المشهور وكون إذا شرطية، ولكن بوجه آخر ومن مدخل آخر وتوضيحه: ان الثابت ان (حتى) قد تأتي للابتداء كقوله:

فوَا عَجباً حَتَّى كُلَيْبٌ تَسُبُّنِي               كَأَنَّ أَبَاهَا نَهْشَلٌ ومُجاشِعُ‌

وكما في قرائة يقولُ على الرفع في قوله تعالى: ((وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ...))([12]).

ولكنّ حتى الابتدائية وإن صحت إلا انها خلاف الأصل، فان الأصل في حتى كونها جارة وأما كونها بمعنى الواو أو للابتداء فخلاف الأصل، ويجمع الثلاثة قولك (أكلت السمكة حتى رأسُها) فعلى رفع رأسها فان حتى ابتدائية أي حتى رأسُها أكلتُه، وعلى النصب أي (ورأسَها) وعلى الجر أي (إلى رأسِها) وعلى أي فان ظاهر الآية ترابط ((وَابْتَلُوا الْيَتامى‏...)) بما بعدها ((حَتَّى إِذا بَلَغُوا...)) وليس انفصالها عنها وكونها جملة مستأنفة أو بمنزلتها،

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين


قال الإمام الصادق عليه السلام : ((اكْتُبْ وَبُثَّ عِلْمَكَ فِي إِخْوَانِكَ، فَإِنْ مِتَّ فَأَوْرِثْ كُتُبَكَ بَنِيكَ فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانُ هَرْجٍ لَا يَأْنَسُونَ فِيهِ إِلَّا بِكُتُبِهِمْ)) (الكافي: ج1 ص52).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) سورة النساء: الآية 6.

([2]) الشيخ موسى النجفي الخوانساري/ تقريرات بحث الميرزا النائيني، منية الطالب، مؤسسة النشر الإسلامي التابع لجماعة المدرسين بقم المشرفة، ج1 ص353.

([3]) بحسب تعبيرنا سابقاً.

([4]) أو حتى حين بلوغهم أو حتى زمن...

([5]) سورة النساء: الآية 5.

([6]) الشيخ فخر الدين الطريحي، مجمع البحرين، انتشارات مرتضوي، ج6 ص347.

([7]) محمد بن مسعود العياشي، تفسير العيّاشي، المطبعة العلمية، ج1 ص220.

([8]) الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، مكتبة الصدر ـ طهران، ج1 ص422.

([9]) علي بن إبراهيم بن هاشم القمي، تفسير القمي، مؤسسة دار الكتاب ـ قم، ج1 ص131.

([10]) قاله الفاضل الطباطبائي كما في الجواهر: كتاب الحجر ج 26 ص 19.

([11]) الشيخ موسى النجفي الخوانساري/ تقريرات بحث الميرزا النائيني، منية الطالب، مؤسسة النشر الإسلامي التابع لجماعة المدرسين بقم المشرفة، ج1 ص354.

([12]) سورة البقرة: الآية 214.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 12 ربيع الأول 1443هـ  ||  القرّاء : 2842



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net