||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 167- فائدة رجالية: دعوى الاجماع على صحة أحاديث كتاب من لا يحضره الفقيه من قبل علمين من اعلام الطائفة

 71- (إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ )-5 نقد الهرمونطيقا ونسبية المعرفة من ضوابط الوصول للحقيقة

 24- بحث في مناقشة دعوى كون الرواية امراً حسياً مطلقا

 276- (هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ) 13 مرجعية سُنَّة الأوَّلِين والانثروبولوجيا بين الأصالة والحداثة

 421- فائدة أخلاقية: ثواب معلِّم الخير

 330- (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) (5) العدل والاحسان في توزيع الموارد المالية والمرجعية في تحديدهما.

 136- من فقه الحديث: في قوله (عليه السلام): ((أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا))

 287- فائدة عقدية: لماذا خلقنا الله؟ (أهداف الخلقة) (3)

 قراءة في كتاب (نقد الهيرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة واللغة)

 337- من فقه الحديث: وجوه لاعتبار روايات الكافي



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4533

  • التصفحات : 28090979

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 154- التحقيق : في القضية والجملة توجد 1ـ دلالة طبعيه أو وضعية 2ـ إرادات ثلاثة وايجادات ثلاثة 3ـ حكاية أو حكايتان ـ فوارق : النائم ، الغالط ، المعلِّم ، المورّي ، الكاذب الجاد والهازل .

154- التحقيق : في القضية والجملة توجد 1ـ دلالة طبعيه أو وضعية 2ـ إرادات ثلاثة وايجادات ثلاثة 3ـ حكاية أو حكايتان ـ فوارق : النائم ، الغالط ، المعلِّم ، المورّي ، الكاذب الجاد والهازل
السبت 26 محرم 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
كان البحث حول الكذب هزلا وانه هل هو كذب حقيقة ام اطلاق الكذب عليه مجاز وتجوز ؟ ولو كان كذبا موضوعا فهل الادلة منصرفة عنه ام لا؟ 
 
ذكرنا في التنقيح الموضوعي لذلك وجوها ثلاثة مؤداها – وبطرق مختلفة – ان الكذب هزلا ليس بكذب واقعا، وانما اطلاق الكذب عليه هو من باب المسامحة والمجاز بالمشاكلة، وقد مضى الوجه الاول والثاني، واما الوجه الثالث فهو ما ذكره السيد الخوئي وهو ان الكذب هزلا في بعض انواعه هو انشاء فهو قسيم الخبر ؛ ولذا فانه ليس بصادق او كاذب وقد مضت كل هذه الوجوه 
 
التحقيق: في القضايا: دلالة ومرادت ثلاث وحكاية 
 
وهنا مزيد تحقيق وتفصيل وتوضيح، ومنه يظهر وجه اشكالنا على ما ذكره السيد الخوئي أي على الوجه الثالث، وكذلك سيظهر وجه الإيراد على الوجه الثاني([1]) وهذا البحث في الواقع هو تحقيق لبحث منطقي من جهة وبلاغي واصولي من جهة اخرى إذ يتعلق بكل من الإرادة والدلالة، فانه من المعروف في علم الاصول([2]) ان هناك نوعين من الارادة: الارادة الاستعمالية والارادة الجدية([3])، اما البحث المطروح في المنطق فهو ان دلالة اللفظ على معناه إما ان تكون ذاتية (أي تكوينية) واما تكون وضعية([4])، وسندمج البحثين في العلمين مع اضافة عليها وذلك للوصول الى النتيجة النهائية الصحيحة في المقام، فنقول: 
 
ان في كل كلام توجد دلالة وارادة وحكاية([5]): 
 
1- الدلالة: 
 
اما دلالة الالفاظ على معانيها فانها غير مرتهنة بالقصد ولا بالإرادة، سواء أقلنا ان الالفاظ تدل على المعاني بذاتها([6])؟ أم قلنا ان الدلالة هي بالوضع والجعل والاعتبار وان لفظ جدار مثلاً قد وضع لمسماه بوضع تعيني او تعييني ثم بعد ذلك حصلت العلقة بين اللفظ والمعنى ومنها ينتقل الذهن من اللفظ الى المعنى وان لم يكن اللافظ قاصداً مريداً. 
 
2- ارادات ثلاث: 
 
واما الامر الاخر الموجود في القضية والجملة([7]) فهو الارادة, والارادات في المقام متعددة: 
 
أ- ارادة ايجاد المفهوم في ذهن الطرف الاخر، وان شئت قلت ارادة ايجاد المعنى والتصور لأركان القضية في ذهن السامع. 
 
ب- ارادة ايجاد التصديق وذلك ان الانسان عندما يتكلم فانه يريد ان يصدِّق الطرف الاخر بمضمون كلامه، أي انه يريد إذعانه بالنسبة الحكمية بعد تصورها. 
 
ج- ارادة تصديق السامع بتصديق المتكلم وانه بدوره مذعن بمطابقة مضمون كلامه للواقع 
 
والحاصل: اننا عندما نتكلم مع الغير فمرادنا هو تصور ما ينقل اليه ثم التصديق به ثم تصديق السامع بان المتكلم مصدق ومعتقد بما يقول، 
 
3- هو الحكاية 
 
إذ توجد في كل كلام حتى الإنشاء حكاية – كما سبق بيانه - قد تكون حكايتان، كما مضى أيضاً. 
 
العناوين الستة: النائم، الغالط، المعلم، المورِّي، الكاذب جداً أو هزلاً 
 
وتوجد ستة عناوين لابد من تشخيص فوارق بعضها عن البعض حتى يتنقح موضوع المسألة ومحل الصدق والكذب أو الحكم بالحرمة، وهذه العناوين هي : 
 
1- النائم 2- الغالط 3- المعلم 4- المورّي 5- الكاذب جدا 6- الكاذب هزلا 
 
ومن خلال ما سنذكره من تحليل وفإننا سنتعرف على سر اختلاف الفقهاء بشدة في الموضوع والحكم وخاصة في التورية والكذب هزلا. 
 
العنوان الاول : النائم 
 
اما العنوان الاول فهو النائم فانه لو قال جملة (زيد قائم) فان (الدلالة) ستوجد في ذهن السامع – سواء كانت ذاتية او وضعية –؛ لان ذهن السامع سينتقل من اللفظ الى المعنى، ولكن لا توجد للنائم أية ارادة إذ لم يرد ايجاد التصور ولا التصديق ولا التصديق بالتصديق في ذهن السامع، حيث لا قصد للنائم ولا إرادة، كما انه لا حكاية في المقام بلحاظ الفاعل لا بلحاظ الفعل([8])، فتدبر. 
 
العنوان الثاني: الغالط 
 
واما (الغالط) فان الدلالة الاولية كذلك موجودة والمعنى لا محالة ينتقش في الذهن لو تكلم به الغالط وذلك ان الدلالة التصورية قاسم مشترك بين العناوين الستة، ومن جهة اخرى فان الارادة كذلك موجودة وان كان مصبها خاطئا؛ فان الغالط قاصد ومريد للمعاني الثلاثة من ارادة ايجاد التصور والتصديق والتصديق بالتصديق، إلا ان الخطأ هو في التعبير باللفظ الملفوظ الصادر منه عن المعنى المقصود من قبله أو ان شئت فقل: الخطأ في التطبيق. 
 
العنوان الثالث: المعلِّم 
 
واما العنوان الثالث فهو المعلم في مقام التعليم، وهنا كذلك توجد الدلالة التصورية وهي واضحة فان المعلم عندما يقول (زيد قائم) فان انتقاش المعنى في الذهن لا غبار عليه، سواء كانت الدلالة ذاتية او وضعية, 
 
ومن جهة اخرى فان للمعلم ارادة في ايجاد تصور القضية من موضوعها ومحمولها ونسبتها الحكمية في ذهن المقابل، ولكن الارادتين الاخريين غير موجودة؛ فان المعلم لا يريد تصديق التلميذ واذعانه بالنسبة الحكمية كما لا يريد تصديق التلميذ بتصديقه أي المعلم، وايضا فلا حكاية في المقام وذلك ان المعلم عندما يتكلم بهذه الجملة فانه ينظر بنحو الموضوعية إلى اللفظ فلا يلاحظ مرآتية اللفظ وكونه طريقا الى الخارج([9]). 
 
العنوان الرابع: المورّي([10]) 
 
ولنبدأ بأمثلة (قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ) و(فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ)([11]) وكذا لو جاء شخص ووقف على الباب فسأل عن وجود ربّ الدار بعد طرقه الباب وكان موجوداً فعلا فأجيب بانه ليس هنا – أي في هذه الزاوية أو النقطة الخاصة - فالمشهور يقولون انه ليس بحرام، ولكن هل هو كذب موضوعا ولكنه ليس بحرام؟ أي انه كذب جائز وقد يكون واجباً، هذا رأي، والرأي الاخر انه ليس بكذب موضوعا وخارج تخصصا عنه
 
واما في الموري فانه عندما يتكلم فان الدلالة اللفظ على المعنى موجودة في كلامه لكونها الجامع المشترك كما ذكرنا وهذا مما لا اشكال فيه, واما الارادات فهي موجودة بثلاثتها وذلك ان الموري اراد ايجاد التصور في ذهن الاخر كما واراد تصديق الطارق بالمضمون وايضا اراد تصديق الشخص بتصديقه - أي الموري – بذلك المضمون، وايضا الحكاية ثابتة في المقام، إلا ان المشكلة هي ان قصد الموري لم يتطابق مع المعنى الذي أحضره الى ذهن السامع وأراد ان يصدق به، أي ان القصد لم يطابق الارادة والحكاية والدلالة ولذلك ذكرنا في الاشكال الثاني انه قد يقال ان معيار الصدق والكذب هو القصد وسيأتي ما فيه. 
 
العنوان الخامس والسادس: الكاذب جدا والكاذب هزلا 
 
وهنا نذكر الكاذب جدا اولا كمقدمة لبيان حال الكاذب هزلا كيما يتضح وجه الفرق بينهما، 
 
اما الكاذب الجاد فان دلالة اللفظ على المعاني متحققة فيه وكذلك الدلالات الثلاث لأن الكاذب جدا مراده هو خداع الطرف المقابل، أي ان الكاذب في مقام الجد يريد ايجاد المعنى في ذهن المقابل ويريد تصديقه بالمحتوى وكذلك تصديقه بتصديقه هو، والحكاية موجودة ايضا، ولكن عمله محرم بلا نقاش وليس الكلام هنا، وانما الكلام في الكاذب الهازل فانه عندما يقول في مثالنا السابق (انت ذكي) في مقام الاستهزاء أو المزاح فان الدلالة موجودة وكذلك الارادة الاولى موجودة ايضا، ولكن الارادتين الاخريين ليستا متحققتين لأن الهازل الثاني اقام القرينة على هزله بحسب الفرض لا يريد ان يصدق السامعون بالفعل ان من خاطبه هو ذكي كما لا يريد ان يصدق المقابل بان المتكلم مصدق بما يقوله، 
 
واما جنبة الحكاية في مثل انت ذكي فانه قد أشرنا إلى انه توجد حكايتان متعاكستان: حكاية ظاهرية بالإثبات وحكاية واقعية بالنفي 
 
وقد سبق ان مقياس الصدق والكذب ليست هي الارادة فانها فعل أو صفة والمنشَأ بها موجَد فلا مجال لتوهم وصفها أو معلولها بالصدق والكذب، ولكن مدارهما على الحكاية، والذي يقول (انت ذكي) لمن ليس كذلك ممازحاً أو مستهزءاً فانه قد جمع بين حكايتين ظاهرية وواقعية فان جعلنا الملاك في الصدق والكذب الحكاية الظاهرية فهو كاذب، وان جعلنا الملاك كلا الحكايتين فكاذب ايضا، وإلا فهو صادق, 
 
نتيجة اخرى: 
 
وبحسب هذا التحليل سيظهر لنا ان الكذب في الواقع له اطلاقان ومعنيان: المعنى العلمي أو المنطقي والمعنى المتشرعي أو العرفي وعليه فان الشرع عند أخذه الكذب موضوعاً لحكمه فهل يريد الكذب العلمي والمنطقي او الشرعي والعرفي؟ وللكلام تتمة 
 
وصلى الله على محمد واله الطاهرين 
 
 
([1]) فقد ذكرنا سابقا الوجه الثاني لكننا لم نبين وجه الإشكال عليه. 
 
([2]) وهو من مبادئه التصديقية 
 
([3]) وقد اختلف في تعريف الارادتين ولا مجال ههنا لبحثه. 
 
([4]) عبر بعضهم بالدلالة العقلية والطبعية واللفظية، ويمكن إرجاع الأولين إلى الذاتية بنحو العلية أو الاقتضاء. 
 
([5]) وكل ما سنذكره الان هو مقدمة لفرز العناوين الستة المتداخلة كما ان كل قيد من القيود يفرز به بين العناوين المختلفة حتى يتحقق التميز اخيرا بين الكذب جدا وهزلا. 
 
([6]) وكون الدلالة ذاتية وان الالفاظ بطبعها تدل على المعاني ليس بمنصور 
 
([7]) سواء أكانت اخبارية أم انشائية 
 
([8]) وهو اللفظ والكلام نفسه. 
 
([9]) فان المعلم في مقام التعليم والتمثيل لايكون حاكياً ولا جنبة للحكاية في كلامه، نعم له ان يحكي أيضاً بان يختار الأمثلة التي تفيد بمضمونها للطالب فيكون معلما للعلة المادية والمضمون وللعلة الصورية وأحكامها في الوقت نفسه، وذلك كان يمثل للمبتدأ والخبر بـ(التسلسل محال) ليفيد هذا المطلب أيضاً. 
 
([10]) والتورية بحث دقيق جدا وفيه معركة الآراء بين الفقهاء، وسر ذلك يكمن في تحليل حقيقتها. 
 
([11]) على بحث في الآيتين الكريمتين.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : السبت 26 محرم 1435هـ  ||  القرّاء : 4794



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net