||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 التصريح باسم الإمام علي عليه السلام في القرآن الكريم

 182- مباحث الاصول: (المستقلات العقلية) (4)

 145- حقوق الزائرين والسائرين على الرب تعالى ، وعلى الدولة والشعب

 234- بحث عقدي: إشكالية عدم وصول الأئمة عليهم السلام للحكم والجواب عن ذلك

 193- 4- مقاييس الاختيار الالهي : الجمع لإشراط الطاعات والاعداد المتواصل للنجاح في المنعطفات الكبرى

 160- الردود الاستراتيجية على جريمة انتهاك حرمة مرقد (حجر بن عدي الكندي) (رضوان الله تعالى عليه

 61- أقسام البيع

 225- (الدعوة الى الله تعالى) عبر منهجية الشورى وشورى الفقهاء

 23- (لكم دينكم ولي دين)2 أولا: قاعدة الامضاء وقاعدة الإلزام ثانيا:حدود الحضارات

 430- فائدة فلسفية: الموضوع الحامل للمصلحة على أصالة الوجود أو اصالة الماهية



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4532

  • التصفحات : 28082111

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1434-1435هـ) .

        • الموضوع : 188- التحقيق : الصور الاربعة للتورية ، ومقتضى الدقة العقلية ثم مقتضى العرف ، وصورة وجود القرينة النوعية او الشخصية الخفية او عدم وجودها بالمره .

188- التحقيق : الصور الاربعة للتورية ، ومقتضى الدقة العقلية ثم مقتضى العرف ، وصورة وجود القرينة النوعية او الشخصية الخفية او عدم وجودها بالمره
الثلاثاء 18 ربيع الثاني 1435هـ



بسم الله الرحمن الرحيم 
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
مقتضى التحقيق في المقام : 
 
وصلنا في بحثنا الى مقتضى التحقيق في المقام في كون التورية كذبا عرفا ودقة او لا؟ وبينا انه لابد من ذكر أمور بها تتضح حقيقة الحال وقد مضى الامر الاول. 
 
الامر الثاني: التورية على اربعة اقسام: 
 
الامر الثاني: ان التورية على اربعة اقسام كما سبق – ونضيف هنا: ان ثلاثة منها ليست بكذب ظاهراً، واما القسم الرابع فهو ما ينبغي ان يجري الكلام والنقاش فيه و ونذكر الاقسام الاربعة مرة اخرى – بنحو الاشارة -([1]) وهي: 
 
القسم الاول : ما لو ورى الشخص بالظاهر عن الظاهر، كما فيما روي عن ابي ذر وحمله للنبي الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم )، فقد قصد بظاهر كلامه المدلول الواقعي له والموضوع له مع ستر الظاهر بالظاهر فإذ ذكر الظاهر واراده توهموا إرادته غيره وهذا ليس بكذب قطعا؛ لان تعريف المشهور للصدق والكذب ينطبق عليه، هذا الاضافة الى انطباق تعريف الشيخ الانصاري والسيد الروحاني ومن حذا حذوهم كذلك. 
 
مثال تقريبي: ونذكر مثالا تقريبيا، فانه قد نرى الشخص يمتهن الكذب في حياته، وحينئذٍ لو أخبر بخر وكان صادقاً فيه ثبوتاً فان السامع يبني على كذبه، وهنا نجد ان ظاهر كلام الرجل مطابق للواقع ثبوتاً فهو صادق كما هو مراد له لكن ما فهمه السامع هو غيره لكن فهم الغير ليس ملاك الصدق والكذب. 
 
وفي المقام: كل من ظاهر القول – وهو مبنى المشهور – ومراد المتكلم – وهو مبنى الشيخ والسيد الروحاني([2]) – كلاهما قد طابق الواقع في هذا القسم، وعليه فالتورية من هذا القسم ليست بكذب مطلقا. 
 
القسم الثاني: ما لو كان القول مجملا بظاهره وهذا القسم ايضا خارج عن دائرة الكذب ومثاله ما ذكره الشيخ واخرون في كلمة (ما) فيمن قال: (قد علم الله ما قلته) إذ قصد (ما) الموصولة بمعنى (الذي قلته)، واما السامع فقد فهم منها (ما) النافية وهذه الصورة من صور التورية ليست كذبا بل هي صدق؛ فان اللفظ المجمل محتمل للمعاني المتعددة والمجمل لا ظاهر له فلا ينطبق تعريف الكذب عليه فانه من قبيل السالبة بانتفاء الموضوع إذ لا ظاهر للكلام ليقال بعدم مطابقة ظاهره للواقع كما ان المراد أيضاً لم يخالف الواقع بلا شك 
 
والمتحصل: ان هذه الصورة من التورية ليست بكذب على كلا التعريفين 
 
القسم الثالث: ما لو اريد الظاهر والباطن معا ولكن السامع توهم مراد احدهما، وهنا كذلك فان ظاهر القول – وكذا المراد - لم يخالف الواقع، فهذه الصورة ليست بكذب كذلك على كلا القولين([3]) 
 
القسم الرابع: ما لو ستر الباطن المراد بالظاهر غير المراد أي ورَّى بالظاهر عن الباطن, والنقاش لا بد ان ينحصر في هذه الصورة([4]) وفي هذا القسم من كون التورية فيها كذبا او لا؟. 
 
الامر الثالث: للكذب معنى عرفي ايضا وهو المرجع 
 
وفي الامر الثالث نقول: 
 
ان عنوان الصدق والكذب له معنى دقي عقلي وفلسفي وهو ماكنا نبحث عنه الى الان، إلا انه كذلك يوجد له معنى عرفي قد لا يتطابق أحياناً مع تعريف المشهور للصدق والكذب من كونه مطابقة ظاهر القول للنسبة الخارجية وعدمها (وعليه فالتورية كذب)، فان هذا التعريف بناء على المعنى الدقي للصدق والكذب، إلا انه يوجد في المقام مخرج من ذلك كي لا نعد التورية كذبا وهو: 
 
ان العرف هو المرجع في موضوعات الشارع لا الدقة العقلية، ومعه فانه لو رأى العرف شخصا يوري فلم يطابق ظاهر قوله الواقع الخارجي فانهم مع اطلاعهم على الوضع وحقيقة الامر لا يقولون انه قد كذب؛ إذ وجدوا ان ظاهر قوله مع قرينته المقامية او الحالية – باطلاعهم عليها – مطابق للواقع. 
 
اذن: المرجعية في تحديد الصدق والكذب ترجع الى العرف لو اطلع على حقيقة حال الموري لرآه صادقا([5]) 
 
الامر الرابع: مزيد تحقيق وتدقيق: فرق كذب الحكاية عن كذب الحاكي عند العرف 
 
وقد يقال: 
 
ان العرف له تفصيل في المقام بين كذب الحكاية وكذب الحاكي، فلو سئل العرف انكم إذ تحكمون في التورية مع الاطلاع على واقع حال الموري (وانه أقام قرينة على مراده خَفِيةً على السامع) انها ليست كذبا، هل عدم الكذب فيها هو وصف للجملة الخبرية او للمتكلم؟ وهنا يختلف عندهم حال المخطئ عن غيره وذلك كمن اعتقد بان زيدا قد دخل الدار حقيقة فقال: دخل زيد في الدار ولكن الواقع لم يكن كذلك فالعرف يحكم عليه بكونه مخطئا لا كاذبا نعم يقولون ان خبره غير مطابق للواقع وان الخبر بما هو هو كذب لكن المخبر غير كاذب؛ اذ في الكاذب قد اخذ القصد مقوّما للعنوان 
 
الامر الخامس: تفصيل لطيف.. القرينة إما نوعية او شخصية خفية أو مفقودة 
 
ونضع هنا تفصيلا مكملاً للصورة العامة للمسألة وهو: 
 
هل ان الموري قد اقام القرينة على كلامه او لا؟ ولو اقامها فهل هي قرينة نوعية او شخصية؟ وهذه صور ثلاث، 
 
اما الصورة الاولى فهي: ما لو أقام المتكلم قرينة نوعية على كلامه في مقام التورية سواء أفهمها السامع أم لم يفهمها، وهنا نجد ان العرف لا يقول بانه كاذب قطعا ؛ إذ ان القرينة النوعية تولد ظهورا ثانويا للكلام فليس هذا بكذب عرفا ولا دقة 
 
وذلك هو الحال في قصة النبي ابراهيم ع و تحطيمه الاصنام فانه قد اقام قرينة نوعية على كلامه: ذلك انه كان يستهزئ بهم من خلال توريته ويستخف بعقولهم إذ عبدوا الأصنام. وبهذا التخريج تكون الآية واضحة جدا، والحاصل: انهم فهموا من كلامه وحاله انه لا يقصد حقيقةً ان كبير الأصنام هو الذي كسر سائر الأصنام بل قصد بيان ان كبير الأصنام حيث يعجز عن كسر سائر الأصنام وعن أي فعل مشابه فكيف يكون إلهاً؟ وقد عبر عن كل ذلك بـ(بل فعلهم كبيرهم...) إذن انعقد للكلام ظهور ثانوي وهو مطابق للواقع فهو صدق 
 
واما الصورة الثانية فهي: ان يقيم الموري قرينة شخصية خفية([6]) - وهنا موطن الاشكال – وفي المقام لابد التفصيل؛ فان العرف اما ان يطلع على هذه القرينة او لا فان اطلع فالأمر واضح وإن فرض انه غير مطلع عليها فقول من سمع الخبر (العرف) انه قد كذب، هذا القول والوصف هو وصف تعليقي لُبّا وليس تنجيزيا ([7])، بمعنى : انهم لو اطلعوا على القرينة الخفية لحكموا بانه صادق وحكمهم بالكذب إنما هو لعدم اطلاعهم، فجهلهم سبب حكمهم بالكذب واحكام العناوين لا تدور مدار الجهل بها. 
 
اشكال ورده: المدار على الثبوت لا على توهم العرف 
 
ولكن قد يشكل على ذلك انهم فعلا حسب الفرض لم يطلعوا على القرينة فيبقى المورد كذبا عندهم وهم الملاك في صدق العناوين 
 
ولكن يجاب عنه :ان الاسماء موضوعة لمسمياتها الثبوتية فالكذب والصدق قد وضعت للمسمى الثبوتي لهما غاية الامر ان العرف قد توهم خلاف الواقع إلا ان ذلك لا يغير من الواقع والحقيقة شيئا؛ إذ الاحكام تدور مدار موضوعاتها الواقعية لا المتوهمة. وللكلام تتمة 
 
وصلى الله على محمد واله الطاهرين 
 
 
([1]) فانا اقد فصلناها سابقا فراجع . 
 
([2]) في آخر كلامه. 
 
([3]) وفي هذه الصورة تندرج الكثير من الآيات القرآنية فقد وُرّي بالظاهر عن الباطن فيها للحكمة والمصلحة. فتأمل 
 
([4]) ففي الصورة الاولى والثالثة كان الظاهر مرادا اما في الصورة الثانية فلا ظاهر فيها للإجمال 
 
([5]) فلو علم العرف بان الخادم من وراء الباب أشار إلى موضع محدد منها وقال لمن يطرق الباب سائلاً إياه عن ان سيده موجود أو لا، قال: ليس سيدي ههنا، فان العرف يرى كلامه – مع قرينته – صدقاً. 
 
([6]) كما في الخادم خلف الباب، مما لا يطلع طارق الباب على إشارته. 
 
([7]) فانهم لم يلتفتوا للمصداق مع تسليمهم بالكبرى

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 18 ربيع الثاني 1435هـ  ||  القرّاء : 4654



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net