||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 54- (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) 1- إنفتاح باب العلم والعلمي 2- والضرورة القصوى لـ (التخصص) وعلى مستوى الأمة

 الوسطية والاعتدال في الفكر الإسلامي

 247- مباحث الاصول: (الحجج والأمارات) (5)

 348- ان الانسان لفي خسر (6) موت الحضارة الغربية

 306- الفوائد الأصولية: حجية الاحتمال (2)

 204- مناشئ الانحراف والضلالة : الغرور والاستعلاء والجهل الشامل

 تأملات و تدبرات في اية الاذان بالحج

 149- االعودة الى منهج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في الحياة ـ2 الضرائب وباء العصر

 426- فائدة أصولية: جريان إشكال قصد المتكلم في القيد الاحترازي

 40- الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله)2 (التبليغ) ومعانيه الشمولية والتحديات الكبري



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4533

  • التصفحات : 28095481

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 129- 4 ـ المنهج العقلي واستثناءاته الاربعة. الاستدلال بالرواية وبشاهد مبحث كيفية ربط القديم بالحادث .

129- 4 ـ المنهج العقلي واستثناءاته الاربعة. الاستدلال بالرواية وبشاهد مبحث كيفية ربط القديم بالحادث
السبت 20 جمادي الثاني 1433هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 
كان الكلام حول الادلة التي اقيمت على وجوب النظر والاجتهاد في اصول الدين ، واستشكل عليها بان النظر الذي اريد منه ان يكون صيانة من الخطأ هو بدوره مظنة الخطأ والوقوع في الهلاك واجبنا بوجوه عديدة كان ثامنها ان الخطأ لا ينشأ غالبا من نفس النظر بل من المنهج وذكرنا ان المناهج اربعة الاول الحسي التجربي فاستخدامه في العقليات هو الموجب للخطأ كالعكس والمنهج الثاني الذوقي العرفاني واستخدامه في العقليات بل في الطبيعيات موجب للوقوع في الخطأ والمنهج الثالث هو العقلي وقلنا ان حدوده المستقلات العقلية وليس مجاله امور ذكرنا منها ثلاثا (ملاكات الاحكام والطبيعيات والغيبيات الا ما كان من المستقلات العقلية) وهذا قد مضى. 
مما لا يدركه العقل:هو تطبيق الكليات العقلية البديهية على المصاديق الخارجية فالتمصدق ليس –عادة- من شؤون العقل بما هو هو ، وهذه نكتة دقيقة غفل عنها الكثير رغم كثرة الابتلاء بها والخطا في البحوث العقلية الدقيقة كثيرا ما ينشأ من هذه الجهة اي من خلط الكلي بالمصداق بمعنى تصور ان العقل حيث كان حاكما أو مدركا للكلي فله ان يُمَصدِق ذلك على الجزئي ، ومن هنا ينشأ الخطأ لأن الكلي وان كان من المستقلات العقلية لكن انطباقه على المصداق ليس من المستقلات العقلية والامثلة كثيرة في الاصول والفلسفة ولعلها بالمئات ان لم تكن بالالاف و من الامثلة: 
المثال الاول : لا شك عقلا ان الدور محال وهذا مما يدركه الانسان بالفطرة و هو من الفطريات لكن تطبيق هذه الكبرى الكلية على المصاديق وان هذا دور ام لا ، هو منشأ الخطأ وقد تقدم توهم الدور في اعمال النظر في اصول الدين حيث ذكر صاحب القوانين وصاحب الفصول وصاحب الفقه الدور ب:النقل موقوف على النظر فلو توقف النظر على النقل للزم الدور , واجبنا كما اجابوا عنه سابقا ،والكلام الان ليس في الجواب عنه بل بيان ان الخطأ ينشأ في الموجب او النافي ، من تطبيق هذه الكبرى الكلية على الصغرى الجزئية ، والحاصل : انه في الكثير من البحوث الفلسفية والاصولية حيث يدعي طرف ان هنا دور والاخر ينفي ، تنشأ المشكلة من تطبيق الكلي على الجزئيات وذلك ليس من شأن العقل لذا يقع الخطأ 
المثال الثاني:الطفرة على المشهور محال ، لكن تطبيق هذه الكبرى على المصاديق هو منشأ الخطا فلو ادرك العقل استحالة الطفرة لكنه ليس بالضرورة يدرك –مصيبا - انطباق الكبرى على هذه الصغرى ، مثلا استشكل البعض على طي الارض بان يلزم منه الطفرة المحالة او يستلزم محالات اخرى و ان الشيء الموجود هنا كيف ينتقل في آن ما الى افاق الارض او خارجها , فاما ان نقول بانخساف وانعدام الوسائط اي ان الارض بين النقطة الف والنقطة باء بما فيها من اشجار وانهار وبشر تنعدم في لحظة واحدة او تنخسف وهذا مستحيل عادة كما انه مخالف للوجدان واما ان نقول بالتداخل وانه لا تنعدم بل تنضغط (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب) و الانضغاط يعني ان هذه المسافة بين النقطة الف والنقطة باء في آن ما تنضغط وتصير سنتمترا مكعبا واحدا مثلا وهذا ايضا محال وخلاف الوجدان ولا يبقى الا الطفرة – بان ينتقل الجسم من النقطة الف الى النقطة باء ، دون مرور بالمسافة المتوسطة – وحيث ان الطفرة محال لذا صار البعض الى استحالة طي الارض ولسنا في صدد نقاش هذا القول فالمشكلة ليست في اصل ادراك العقل او عدم ادراكه ان الطفرة محال بل المشكلة ان هذه الكبرى ان تمت هل تنطبق على الصغرى اولا ؟ 
اذن هذا هو الامر الرابع مما ليس من مجالات العقل , وهو مغفول عنه ولذا نرى ان كل طرف قاطع ان باعتقاده يستند الى برهان عقلي ، لكن الحقل انه ليس هذا من نطاق العقل بل مجال العقل هو ادراك الكلي ، وهناك لك ان تقطع اما تطبيق الكبرى على الصغرى فليس للعقل مجال فيها 
هذا هو المنهج العقلي ومجاله الوحيد المستقلات العقلية وليس له مجال في امور اربعة تقدم بيانها 
وسنقرأ بعض الروايات عن المنهج العقلي في النظر ومحورية نطاق العقل لأن بحثنا يدور حول ان النظر في اصول الدين ليس مظنة الخطأ ان التزم الناظر بضوابط المنهج وان الخطأ ينشأ من اتباع منهج لم يمهد للوصول الى هذه الحقيقة في الوصول اليها وان كثيرا من اخطاء الفلاسفة ينشأ من هنا ، وهذه الروايات يغنينا عن بحث سندها تواترها ، على انها دليل لبحوثنا العقلية بالنسبة لمن يؤمن اما من لا يؤمن فهي مؤيدة للاستدلال العقلي الذي تقدم ذكره من ان الحقائق مختلفة والطرق اليها مختلفة وليس كل طريق موصلا لكل حقيقة ، والمثال العلمي الواضح على ذلك انه في العلم المادي جهازان للرؤية : التلسكوب والمكرسكوب فكلاهما كاشف عن الحقيقة لكن المكرسكوب لا يمكن استخدامه لاكتشاف الافلاك والنجوم بل هو مخصص لاكتشاف الاجسام الدقيقة المجهرية كالجراثيم والبكتريا ونحوها اما التلسكوب فلا يمكن استخدامه لاكتشاف الاجسام الصغير بل هو مخصص لاكتشاف الاجسام البعيدة فقط اذن كلاهما معد للاكتشاف لكن اكتشاف ماذا؟ وكذلك العقل والحس والذوق والنقل فلكل منها مجال خاص في الاكتشاف 
اما الرواية الشريفة : يقول امير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل (واعلم يا عبد الله ان الراسخين في العلم هم الذين اغناهم الله عن الاقتحام على السدد المضروبة دون الغيوب) ان من العجب او الغرور ان يرى الشخص فيرى انه يعلم كل شيء اما الراسخ بالعلم فيذعن انه لا يعلم شيئا ولا يحاول ازاحة السدد والموانع التي جعلها الله (اقرارا بجهل ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب فقالوا (امنا به كل من عند ربنا وقد مدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه ، رسوخا ) وهذ البحث مهم جدا ومظنة مزال الاقدام في مختلف البحوث . 
مثاله:ان احد اهم البحوث المشهورة في الفلسفة مبحث ربط القديم بالحادث فهذا المبحث حير عقول الفلاسفة ، و الامام عليه السلام يقول عقلك لا يتناوله فلا تقتحم فيه ومهما ازددت توغلا تزداد جهلا وتحيرا ، لكن الفيلسوف لا يبالى بذلك فيتوغل بالتفكير ان الله قديم ونحن حادثون (لم نكن فكنا) فكيف ارتبط القديم بالحادث هذا لا يعقل ؟ وذلك لأن بعضهم بنى هذا البحث على فكرة الرشح او فكرة الفيض فالذي يترشح من شيء ملتصق به فكيف يكون المترشَح منه قديما والمترشِح حادثا فاختلقوا فكرة لربط القديم بالحادث وان الله خلق العقل الاول فالعقل الاول كان قديما اذن لا فاصل حتى تعلل الفراغ والطفرة التي حدثت بين القديم والحادث والعقل الاول خلق العقل الثاني والفلك الاول ثم ان الفلك الاول بدورانه و تجدد هذه الدورانات نخلق نحن ، وهذه خلاصة كلامهم بتبسيط : اي ربط القديم بالحادث عبر صنع حلقة وسيطة اسمها الفلك وهذا الفلك مبني على فكرة الافلاك البطليموسية اي ان هذه النظرية الفلسفية مبنية على نظرية فلكية باطلة اذ يقولون : هذا الفلك بدورانه يكون علة معدة لولادتك ثم يتحرك حركة اخرى فيولد ابنك فحفيدك وهكذا !! وصفحات طويلة من هذا النوع من الكلام لبيان ربط القديم بالحاضر! 
ونحن نقول: انت لا تستطيع فهم ربط الحادث بالحادث فكيف ربط القديم بالحادث ؟ علاقة المادة بالطاقة لا نعرف منها الا بعض الظواهر ، وما هي حقيقة ربط المخ بالقلب ؟كما لا يعلم حقيقة ربط البدن بالخيال (الظل) كما ان اعظم فيلسوف لا يعرف حقيقة ربط الوعي باللاوعي ، واعظم علماء النفس لا يعرفون منها الا كلمات و مؤشرات وعلامات على كيفية ربط الوعي الباطن بالوعي الظاهر فالذي لا يعرف ظواهر الاشياء كيف يعرف ربط القديم بالحادث ؟ بل يكفيه ان يسلم باننا موجودون وهذا لا شك فيه واننى لم اخلق نفسي وهذا لا شك فيه ايضا اذن لابد من خالق وهذا الخالق لابد ان يكون عالما وقادرا اما كيفية ربط القديم بالحادث فلأنه ليس مما يناله العقل ، لذا نجد الفيلسوف يتفلسف بفلسفات معقدة ويبني على نظريات باطلة ، والله جل وعلى قد ترك لنا امثلة من انفسنا لربط شيئين بينهما فاصل زمني ومنها : الانشاء والمنشَأ ، فتارة تنشئ الاعتبار الفعلى لهذه العملة النقدية فيكون الاعتبار موجودا من حين الانشاء لكن تارة تنشئ الاعتبار المستقلي اي لا من حين الانشاء بل من الغد او بعده فانفك المنشأ عن الانشاء بالوجدان والامثلة في حياتنا كثيرة . 
والحاصل انه ما ادراك ما حقيقة الله تعالى وكنهه وواقعه (سبحانه وتعالى عما يصفون) ثم ما ادراك ما هي كنه الكائنات حتى تفكر في كيفية ربط القديم بالحادث ،وهذا مثال اخر عرفي وهو ما وراء الكون ؟ الجواب :لا يوجد شيء(الخلاء)فيسأل ما هو الخلاء؟فلو ان شخصا يفكر خمسين سنة في تصور الخلاء حقيقة لما امكنه لأنه ليس محلا للتصور وانما الذي ندريه هو ان هناك موجودات ورائها عدم و لا نعرف منه الا لمحة اما تصور كنهه فلا ، نعم اذا جاء نص من المعصوم عليه السلام في ايضاح بعض معادلات الغيب بما يمكن ان نتحمله فهذا لا اشكال فيه لأنه يذكر عن الله وهو المطلع المحيط 
والحاصل ان البناء على مبنى خطا كفكرة الترشح ينتج النتيجة الخطأ ، لكن الحق في حل مشكلة ربط القديم بالحادث هو ما صرحت به الايات والروايات من (الابداع والخلق ) فالابداع لا يشترط فيه الاتصال حتى يحتاج الى حل مشكلة ربط القديم بالحادث بل انما هو ب(الارادة) 
ثم انه لو فرض ان المبنى صحيح وانه يستحيل ربط القديم بالحاضر بارادة القديم ولكن التخلص بافتراض ان الله خلق العقل الاول والعقل الاول خلق العقل الثاني والفلك الاول وان الخلق ارتبطوا بالحق عن طريق حركات الفلك فهذا لا يقبله العقل ولا النقل ولا العلم الحديث ولا القديم ، اذ ننقل الكلام الى تلك الحركة الفلكية المدعاة فهل هذه الحركة حادثة ام لا؟ وكيف ارتبطت بالله تعالى ؟ لأن الاشكال لم يندفع بمجرد خلق حلقة وسيطة ! اذن مبنى كلامه خطأ وبناؤه خطأ فانا حادث وابي حادث وابني حادث فكيف ارتبطت بالله ؟ يقول تحرك الفلك وحركته متجددة وبها يتجدد كل شيء فنقول هذه الحركة للفلك حادثة ام لا؟الجواب حادثة والا لما كانت حركة لأن الحركة ذاتيتها الحدوث اذن كيف ارتبطت هذه الحركة بالله ؟والنتيجة لا جواب لأن , وهذه الحركة من اوجدها ؟ هل بواسطة اخرى فيلزم التسلسل او بلا واسطة فاذن يمكن للقديم ان يخلق الحادث بالارادة ، اذن الفيلسوف فقط غير المصداق فبدل ان اكون انا المصداق جعل الحركة المتجددة هي المصداق وللحديث صله تأتي ان شاء الله تعالى وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .... 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : السبت 20 جمادي الثاني 1433هـ  ||  القرّاء : 4242



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net