||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 246- مقاصد الشريعة في معادلة الرحمة والاستشارية في شؤون الحكم والحياة

 109- وجوه اربعة لاستخدام مفردة (عسى) في الآية الكريمة ومعادلة (لوح المحو و الاثبات )

 70- (إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) -4 نقد الهرمنيوطيقا ونسبية المعرفة هل المعرفة ظنية فقط؟- (إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) -4 نقد الهرمنيوطيقا ونسبية المعرفة هل المعرفة ظنية فقط؟

 172- ( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ) من هو رب الأرض؟ وما هي وظائف المنتظرين؟

 240- عوالم الاشياء والاشخاص والافكار والقِيَم وحكومة عالم القِيَم

 248- الرفق واللين كظاهرة عامة في الحياة وفي التقنين

 ملامح العلاقة بين الدولة والشعب في ضوء بصائر قرآنية (1)

 68- ورود مصطلح التعارض ونظائره في الروايات

 458- فائدة أصولية: أقوائية السيرة على الإجماع

 403- فائدة فقهية: دليل السيرة على جواز معاملات الصبي الراشد



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23957452

  • التاريخ : 19/04/2024 - 03:34

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 130- تتمة المبحث السابق وشاهد: علم الله تعالى بالجزئيات .

130- تتمة المبحث السابق وشاهد: علم الله تعالى بالجزئيات
الاحد 21 جمادي الثاني 1433هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 
كان الحديث حول ان النظر ليس بذاته مظنة الخطأ والهلاك بل هنالك عوامل اخرى تتدخل في نظر العقل السليم فتنتج الخطأ ، ومن العوامل:الخطأ في المنهج حيث ان العقل قد خلق ليكتشف حقائق خاصة ، فلو تُعُدّى به عن ذلك النطاق الذي جعل له لحصل الخطأ ، وذكرنا من الامثلة على ذلك قضية ربط القديم بالحادث ونضيف على ما تقدم فنقول:ان طرف خطابنا هم الفلاسفة المسلمون وغيرهم ولكل منهم خطاب خاص به ذلك ان هناك اشكالا منهجيا مشتركا وهو ان العقل قاصر عن الوصول الى الكثير من الحقائق الغيبية كما انه قاصر عن الوصول الى الكثير من الحقائق المادية ، بل لابد له من ادوات اخرى مثل الحس في القضايا المادية كما اسلفنا و هذا خطاب مشترك ودليل عام لكن الفلاسفة المسلمين نخصهم بخطاب خاص وهو الايات والروايات ، وان كان غير امامي فنخصه بروايات الرسول الاكرم صلى الله عليه واله والمفروض ان خطابنا حاليا موجه لامثال ابن سينا وملا صدرا في الاسفار والسبزواي في المنظومة وغيرها وامثال العلامة الطباطبائي ، فهؤلاء اماميون والاحتجاج عليهم بالايات والروايات صحيح ومما يقبله الطرف الاخر بالاضافة الى احتجاجنا العام وان العقل قاصر ,فلنذكر اذن بعض الروايات الدالة على ذلك ثم نفصل في بيان وجه الخلل في نظرية ربط القديم بالحادث والروايات كثيرة وسنذكر ثلاثة احاديث فقط: 
الحديث الاول:قال ابو عبدالله الصادق عليه السلام (اياكم والتفكر في الله فأن التفكر في الله لا يزيد الا تيها) كتيه بني اسرائيل المادي اما الفيلسوف فسيقع فيمتاهة عقلية فكرية عقدية وذلك لانه محدود لو فكر في الله غير المحدود ولم يؤمن بالغيب ويتعبد به (الذين يؤمنون بالغيب)فالنتيجة تكون التيه والهلاك والضلال 
الحديث الثاني:في تفسير قوله تعالى(وان الى ربك المنتهى) تفسيرا بالمصداق في وجه من وجوه تفسير هذه الاية يقول الامام الصادق عليه السلام (اذا انتهى الكلام الى الله فامسكوا وتكلموا فيما دون العرش ولا تكلموا فيما فوق العرش فان قوما تكلموا فيما فوق العرش فتاهت عقولهم... ) فما هي حقيقة علم الله ؟لا ندري,ماهي حقيقة مشيئة الله ؟لا ندري نعم اصل انه عالم ومريد نعلمه اما الحقيقة والكنه فلا. 
الحديث الثالث:قال الامام ابو عبدالله الصادق عليه السلام(من نظر في الله كيف هو هلك) 
مثال للتوضيح:ان امثال ابو علي بن سينا ومن سبقه ومن لحقه فكروا في الله وفي حقيقة علم الله لكن التفكر في الله لا يزيد صاحبه الا تيها ومتاهة حسب الروايتين الاوليين وهلاكا حسب الرواية الثانية ، فاكثر من كان قبل بن سينا هلكوا بشكل وهلك ابو علي ابن سينا بشكل اخر,اما من سبقه وهم اكثر الفلاسقة فقد هلكوا وقد نقل الفاضل السيوري في كتابه (ارشاد الطالبين الى نهج المسترشدين) كما نقل ابن جوزي في كتاب تبليس ابلييس:اكثر هؤلاء ذهبوا الى ان الهح لا يعلم شيئا ابدا وانما يعلم ذاته فقط اما ابو علي ابن سينا فحيث راى هذا الكلام غير معقول جدا ثم ان الله تعالى يقول (الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) فالقران ينكر عليهم انكارهم لعلم الله بمخلوقاته فقال ابو علي ابن سينا متنزلا بان الله يعلم اولا ذاته وثانيا يعلم الكليات لكنه لا يعلم الجزئيات على خلاف نص القران (يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم )وقوله تعالى(وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين)الى غيرها من الايات ومن مصاديق الكليات انه يعلم القضايا الشرطية اي ان الله يعلم ا ن النار اذا اشتعلت تحرق اما ان هذه النار مشتعلة او لا؟ فانه لا يعلم بها ! لهذا الاستدلال الفلسفي وهو ان يلزم من علمه بالجزئيات كونه محلا للحوادث وما هو محل للحوادث ايضا حادث ، فلذا التزم بانه لا يعلم بالجزئيات ويعلم بالكليات فقط اي يعلم كلي الانسان لا خصوص وجود هذا الانسان على الكرة الارضية في الزمن الخاص !! هكذا التزم ابو علي ابن سينا وجمع من الفلاسفة 
ونقول:اذن هذا جوهر حديث اولئك الفلاسفة وان الله لا يعلم الجزئيات وما خطؤهم الا لتوغلهم في تحليل حقيقة علم الله وان علم الله بالارتسام والحصول !! 
اما الفلاسفة الذين تأخروا عنهم كصدر المتألهين وغيره فانهم وقعوا في نفس الخطأ وهو محاولة تحليل علم الله 
وعلى ذلك فلكي يتخلصوا من ذلك الاشكال وان عدم علم الله بالجزئيات غير معقول دخلوا في مدخل اخر هو خطأ في خطأ وهو (العلم الحضوري) وهكذا حاول هؤلاء الفلاسفة التخلص من الاشكال بهذه الطريقة (وتوجد تخلصات اخرى ولسنا في صدد استقصائها بل نذكر الرئيسية منها لأشهر الفلاسفة والا فالاراء كثيرة جامعها الخطأ في المنهج ) فقالوا ان العلم قسمان : 
الاول:العلم الحصولي وهو الصورة المنطبعة من الشيء في الذهن ، كعلمنا بالمعلوم بالعرض فنعلم بالمعلوم من خلال ارتسام صورته في الذهن وهذا احد الاراء الستة في العلم الحصولي وما هي حقيقته ، ونقول : (الذي لا يعلم حقيقة العلم الحصولي وهل هو انطباع الصورة في الذهن ام هو الاضاقة بين العالم والمعلوم الى اخر الاقوال هل يعلم حقيقة علم الله؟) الثاني:العلم الحضوري وهو حضور نفس الشيء لدى العالم . قالوا : العلم الحضوري لا يستلزم في العالم التغير بتغير المعلوم لأنه يعني حضور نفس المعلوم بذاته لدى العالم فالعلم هو عين المعلوم وليس صورة منطبعة فوجودي هو علم الله ومعلوم الله ، يلزم ان لا يكون العلم من صفات الله لان العلم سيكون عين المعلوم ولا يعقل ان يكون المعلوم عين الله ! الا ان يلتزموا بما هو اسوأ من (اتحاد العلم والعالم والمعلوم او اتحاد العقل والعاقل والمعقول) و الذي جوهره وحدة الوجود!! 
توضيح كلامهم : العلم الحضوري هو حضور نفس المعلوم لدى العالم ومثلوا له بنفس الصورة الذهنية التي هي المعلوم بالذات فالمعلوم بالذات هو هذه الصورة وليس العلم بها صورة اخرى والا نُقل الكلام للصورة الاخرى وللزم التسلسل بل علمي بصوري الذهنية هو بنفس حضورها لدى الذهن 
مثالهم الثاني:علم النفس بنفسها فلا واسطة اسمها الصورة الذهنية بينك وبين نفسك لا ملاكه حضور النفس لنفسها . المثال الثالث:علم النفس بقواها الغضبية والشهوية وانها مريدة وذات مشيئة وغير ذلك ، قالو : فعلم الله هو بنفس حضور المعلوم بنفسه لدى الله فاذا انعدم المعلوم فلا تغير في ذات الله لأنا اخرجنا العلم عن ساحة الله فاذا تغير فلا يلزم التغير في ذات الله واذا انتفى المعلوم فليس المنتفى هو صفة الله بل شيء اخر خارج عن ذاته ,هذا توجيههم للعلم الحضوري 
فنسأل هذا الفيلسوف الذي يبحث في ذات (الله وكلما هرب من معضلة يقع في اخرى) ونقول له: اولاً: يلزم ان لا يكون العلم ذات الله (ولا شك ان صفاته ومنها علمه عين ذاته) وانه ليس بعالم في حد ذاته اذ العلم عين المعلوم والمعلوم غيره فعلمه غيره فعلمه غيره فكان في ذاته غير عالم اي جاهلا، وثانياً: اشكال كبروي:اذ ان كون الحضور هو ملاك العلم اول الكلام ، بل المقطوع به انه ليس ملاكا للعلم لكنهم اخذوه كاصل موضوعي وكلما تسأل عن دليل لا تجد دليلا الا تنظيرات ، 
توضيح ذلك: ان الاشكال عليهم ينشأ من نفس الامثلة التي مثلوها للعلم الحضوري اذ يقولون العلم الحضوري كما في علمك بنفسك ، نقول ليس ذلك بصحيح اي ليس حضور النفس للنفس ملاك علمها بنفسها والدليل على ذلك ان العلم الحضوري هو اعلى واجلى واتم مصاديق العلم اذ اين حضور صورة الشيء في الذهن من حضور نفس الشيء بتمام وجوده لديك ؟ اذ على هذا لا يغيب عنها منها شيء كما ان العلم الحضوري لا يعقل فيه الخطأ وان حصل الخطأ في الحصولي ، فعلى هذا يلزم ان تكون معرفتنا بانفسنا واضحة اشد الوضوح والحال انا لا نعلم عن انفسنا شيئا الا انيّتها ، وانيّة قواها ، ولا نعلم عنها ما سوى ذلك الا بالعلم الحصولي فرجعنا للاردأ ! واعتبر ذلك من نفسك : فانت ماذا تعرف عن نفسك ؟ لا شيء الا الذي درسته او قرأته في الكتب نعم الذي نعلمه بالعلم الحضوري هو اصل علمي باني موجود وان لي ارادة وقوى غضبية وشهوية وغيرها، لكن :ما هي نفسي وحقيقتها وحقيقة ارادتي وقواها؟ لا اعلم منها الا الفاظا قرأتها في الكتب 
وبعبارة اخرى العلم الحضوري هو انكشاف حقيقة الشيء بنفسه تمام الانكشاف لما حضر عنده ولكن بالوجدان لا نرى ذلك بل كل ما ذكروه انه من العلم الحضوري لا نعلم منه شيئا حتى الصورة الذهنية فاننا لا نعلم منها شيئا مثلا اين هي منطبعة هل في المخ او الاعصاب (العصبونات) او في القلب وما هو حقيقة القلب؟ وهل هي منطبعة في الروح او النفس او البدن ؟ لا ندري كل ذلك نعم نعلم انها صورة ذهنية لكن لا نعلم حقيقتها بل حتى الفلاسفة انفسهم انقسموا على ستة اراء اما عامة الناس فلا يعلمون منها شيئا( مع ان كل شخص فان نفسه حاضرة لنفسه بذاتها من غير فرق بين الفيلسوف والعالم والعامي) 
اذن : العلم الحضوري الذي ينبغي ان يكون اتم كاشف بل هو الحق بنفسه ، لا نعلم منه شيئا ، ولو كان الحضور ملاك العلم لكان حضور النفس موجبا للاطلاع على حقيقتها ولبلغت معلوماتنا –الحضورية- مئات المجلدات بل الالوف المجلدات واكثر لعمقها وعمق اغوارها وقواها وغير ذلك ، ثم انها من كلمات الله (لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي) فالنفس آية من ايات الله لا نعرف منها شيئا مع انها حاضرة بنفسها لنفسها بل هي عينه ، فنقول للفيلسوف الذي لا يعلم حقيقة نفسه رغم انها حاضرة لديه فكيف يعلم حقيقة علم الله ؟ وما ادراك ان علم الله هو حضوري بل ان نفس الحضور ككبرى هو مورد كلام في انه ملاك للعلم او لا؟ بل نجد : ان الحضور متحقق ولا علم ولا حضور والعلم موجود ، وللحديث صلة تأتي ان شاء الله وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين... 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد 21 جمادي الثاني 1433هـ  ||  القرّاء : 5228



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net