||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (3)

 37- (كونوا مع الصادقين)5 العلاقة العلية والمعلولية التبادلية بين (التقوي) و(الكون مع الصادقين) الإمام الجواد عليه السلام والحجج الإلهية والأدلة الربانية

 الوسطية والاعتدال في الفكر الإسلامي

 229- مباحث الاصول: (مقدمة الواجب) (1)

 نسبية النصوص والمعرفة (الممكن والممتنع)

 39- فائدة روائية: عدم سؤال الرواي عن بعض خصوصيات المسالة لا يكشف عن عدم مدخليتها في الحكم

 108- فائدة اصولية: السياق و درجاته وحجيته

 361- الفوائد الاصولية: الصحيح والأعم (4)

 86- (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) -11 ضمانات استقامة القوات المسلحة ونزاهتها -6 تحجيم هيمنة السلطة على القوات المسلحة في نظام المثوبات والعقوبات

 242- التحليل العلمي لروايات مقامات المعصومين (عليهم السلام)



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4533

  • التصفحات : 28096399

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 131- تحقيق آراء الفلاسفة (مشائيين وغيرهم) حول مرجح حدوث العالم ،وغيره ، والخطأ المنهجي .

131- تحقيق آراء الفلاسفة (مشائيين وغيرهم) حول مرجح حدوث العالم ،وغيره ، والخطأ المنهجي
الاثنين 22 جمادي الثاني 1433هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كان الحديث حول ان النظر والاجتهاد مظنة الخطأ والهلاك في صور وليس على اطلاقه ومن الصور ما لو استخدم الكاشف بطبعه عن سلسلة من الحقائق النوعية لاستكشاف سلسلة حقائق اخرى فيكون الخطأ منهجيا وقلنا ان من مصاديق ذلك استخدام العقل لاكتشاف الغيب مع ان الغيب غيب حتى عن العقل ايضا في كثير من مباحثه وذكرنا ان الكثير من الفلاسفة من اشراق او مشاء وغيرهما وقعوا في الكثير من الاخطاء لهذه الجهة وذكرنا بعض الامثلة والان نذكر بعض عباراتهم من مصادرهم مع بعض التعليق عليها 
في كتاب المنظومة للسبزواري وهي مجموعة اشعار شرحها هو ثم علق عليها, يذكر في تعليقته تحت عنوان (غرر في ذكر الاقوال في مرجح حدوث العالم في ما لا يزال) اي لِمَ حدث العالم ووجد في موعد معين ولم يتأخر او يتقدم ، وهذا البحث قد حير الفلاسفة وقلنا ان السبب يكمن في المنهج لأن العقل بما هو لا يستطيع ان يستكشف امثال ذلك كما فصلنا الكلام فيه,يقول في تعليقته: (لو كان العالم حادثا بمعنى كونه مسبوق الوجود بالعدم الزماني الموهومي) لأن المسلك الاخر يرى ان العالم قديم فيقول لو قلنا بان العالم حادث حدوثا زمانيا لا ذاتيا فقط ستلزم مشكلة (من القول بان الكون مسبوق بالعدم ) والمشكلة هنا في ربط القديم بالحادث وكيف ان الله القديم خلق الحادث ؟ وكيف كان هناك فاصل بين وجوده تعالى ووجود العالم ؟ ولماذا –بعبير عرفي- لم يلتصق العام منذ القدم بوجود الله؟ (وعلته ازلية تامة غنية لزم التخلف) هذا اشكالهم:الله علة تامة فكيف المعلول"العالم"وجد في زمن لاحق وكان المفروض ان يكون المعلول ملتصق بالله كما يقول القائلون بقدم العالم ؟ 
والجواب عن ذلك : اولا بان العلة تقتضي وجود المعلول على حسب ما اقتضته فاذا اقتضت العلة ايجاد المعلول في هذا المكان وجد في هذا المكان لا في ذاك المكان واذا اقتضت العلة وجود المعلول في هذا الزمان وجد في هذا الزمان لا في ذاك الزمان والا للزم الخلف، وليس العكس ، فبناءا على هذا لا يستشكل بان الله علة ازلية قديمة فكيف نحن حادثون؟ 
وبعارة اخرى : ان هذه العلة التامة "بحسب تعبيره وهناك اشكالات على هذا التعبير"الازلية اقتضت ايجادك في هذا الوقت ولو وجدت في زمن سابق او لاحق لزم الخلف ,لا انه لو لم يوجد ملتصقا به للزم الخلف ثانيا : ان هذا الكلام لوتم فانما يتم في الفاعل بالقسر لا في الفاعل بالارادة فالفاعل بالقسر كالنار حرارتها لا تنفك عنها اما الفاعل بالاختيار فالامر عائد الى اختياره : ان يوجد المعلول في هذا الزمان وهذا المكان او غيرهما اذن تطبيق مباحث الفاعل بالقسر واحكامه على الله تعالى الفاعل بالارادة والاختيار خطا منهجي اخر ، وقد مثلنا فيما سبق للفاعل بالاختيار بانفكاك الانشاء عن المنشأ ونضيف مثالا اخر: فان الفاعل بالارادة المالك لهذه الدار اذا اراد انشاء الاذن للغير في دخول داره فتارة يأذن له بالدخول الان فلا ينفك الانشاء عن المنشأ حينئذ وتارة يأذن له بالدخول في الغد فينفك الانشاء عن المنشأ وهذا بحث واضح في محله ومن الضروري الاشارة الى ان المحالات العقلية مستحيلة في كل العوالم فاجتماع النقيضين محال حتى في عالم الاعتبار وليس المراد صورة الاجتماع بل واقع الاجتماع فلا يمكن ان نجمع النقيضين حتى في الذهن بان يكون اعتبار ولا يكون اعتبار لا مجرد صورة اجتماع النقيضين فهذا ليس واقع اجتماعهما بالحمل الشايع الصناعي الذي ملاكه الوجود لا المفهوم الذي هو ملاك الحمل الاولي اذن من الاخطاء الشائعة تصور ان المستحيلات العقلية تجري في الاعتباريات لأن الاعتبار له حض من الوجود والمستحيلات العقلية لا تجري في مختلف مراتب الوجود والنتيجة انه اذا كان التفكيك بين العلة والمعلول مستحيلا عقلا فلا فرق ان تكون العلة والمعلول كلاهما حقيقين او اعتباريين او احدهما حقيقي والاخر اعتباري فاذا كانت علة تامة في اي مرتبة من مراتب الوجود فان معلولها لا ينفك عنها وقلنا ان ذلك لو صح لصح في الفاعل بالقسر لكن في الفاعل المختار ليس الامر كذلك وهذه اشارة وتفصيله يحتاج الى بحث اطول 
والحاصل : ان الفيلسوف وقع في مطبين : مبنائي وبنائي : 
الاول:بدأ يفكر في ذات الله وانه كيف؟فنقول من المحال معرفة الكيف نعم الممكن هو معرفة الانية وان الله موجود وان الله خالق ، لكنه كيف يخلق ؟هذا ليس في نطاق قدرة العقل 
الثاني:ان هذه الكيفية لو بحثناها فرضا وانه كيف ينفك المعلول عن العلة؟ فان هذا في الفاعل بالقسر لا في الفاعل بالاختيار والله فاعل بالاختيار 
ثالثا : ثم يقول السبزواري: (علته ازلية تامة) فقد افترض ان الله لذاته علة تامة لوجود العالم وهذا اشكال اخر اذ يرد عليه ان الله اذا اراد وجدنا وان لم يرد لم نوجد ، لا ان وجود الله بذاته بما هو علة تامة على الخلق غير قادر على عدم الخلق لان ذاته بما هي هي علة تامة للخلق وللزم كوننا جميعا مخلوقين والا للزم كونه مجبورا في الازل لأن الله لو كان علة تامة بذاته والمعلول –وهوكل مخلوقاته- يمتنع انفكاكه عن العلة مطلقا ، فلزم ان لا يكون هناك حادث بالمرة (ليس اصل العالم فقط بل في تفاصيل ومفردات واجزاء وجزئيات العالم ) اذن اصل المبنى فيه اشكال وهو يعود الى اشكال جوهري وهو تحليلهم بزعمهم سنخ وجود الله تعالى ونحو عليته وهو مما لا يرقى اليه العقل بل من المحال ان يحيط المحدود باللامحدود –وهوالعقل- 
ثم يقول في المنظومة: 
مرجع الحدوث ذات الوقت اذ \ لا وقت قبله وذا الكعبي اتخذ ثم يشرع لبيان الاقوال في مرجح حدوث العالم اذ حدث فيقول:وقيل"والقائل هو المعتزلي"(علم ربنا تعالى وتقدس بالاصلح)وهذا الكلام هو المطابق للشرايع ولقول الامامية فاحال المعتزلي الامر الى علم الله واختياره وانه لا بد من وجود مصلحة كما لو اكرم الحكيم عالما ولم يكرم شخصا اخر فليس للبعيد الذي لايعلم حكمة الحكيم وانه اكرم العالم لعلمه ولم يكرم الاخر لفسقه ان يعترض وانه لِمَ اكرمت هذا ولم تكرم ذاك ولكن صاحب المنظومة ينكر علي المعتزلي باستدلال غريب(وقيل علم ربنا بالاصلح اي بان الاصلح بحال العالم ايقاعه في ما لايزال )فالله راى الاصلح ذلك وان كنت اجهله فكل حركة وتدبير و تصرف في الكون صادر من الله تعالى ، فانه هو الاصلح وان جهلنا وجه ذلك والعلم الحديث كشف بعض ذلك ولو تقدم العلم لكشف بعضا اخر فالمعتزلي احاله الى علم الله بالاصلح، لكن صاحب المنظومة يقول(وفيه انه اية مصلحة في امساك الفيض والجود عنه بما لا نهاية له)فالسبزواري وان كان من اعاظم الفلاسفة و لكن لأن المنهج الذي انتهجه خطأ لذا وقع في الخطأ فيعترض وكأنه عالم بكل خفيا الكون ومعادلاته ومصالحه ومفاسده فيقول ما المصلحة في تأخير الخلق العالم وعدم خلقه من الازل ؟ 
والحاصل انه في الجواب عن ماذا خلق الله العالم في ذاك الزمان ولم يخلقه قبل ذلك ملتصقا بالله ؟ المعتزلي يقول لمصلحة يعلمها الله ، لكن صاحب المنظومة يقول معترضا اية مصلحة فهل هذا كلام يصدر من فيلسوف ؟ لكن المشكلة في المنهج وتوهم الفيلسوف احاطة عقله بكل شيئ ونقول له ، هل احطت بمصالح الكون كله والحال انك لم تحط بالمصالح الجزئية فكيف بالمصالح الكلية ؟والغريب انه لا يلتزم بعدم العلم بل يشير الى علمه بالعدم اذ يستخدم مفردة تدل على ذلك النفي (اية مصلحة في امساك الفيض)اي اية مصلحة في البخل ؟ فالله جواد فاي مصلحة في منع فيضه وجوده !! مما يعني انه لا مصلحة حتما! لكن تنقض دعواه بكل شخص يعترض لماذا الله لم يرزقني انا الفقير المليار مثلا ؟ فتقول له لمصلحة يعلمها هو ، فيقول: اية مصلحة في امساك فيضه وجوده عني بان يجعلني اغنى الاغنياء واعلم العلماء واقوى الاقوياء وهو القادر على ذلك فهل يصح هذا الاعتراض وماذا يجيب عنه صاحب المنظومة ؟ فان هذا الكلام سيال في كل شيء وفي كل ما لم يعطه الله تعالى مطلقا او لشخص او في زمن وفي كل ما لم يخلقه الله مطلقا او في زمن او مكان ما. لكن المشكلة في المنهج حيث يقحم الفيلسوف العقل في ما ليس مجالا له ويتصور انه محيط بعلم الله والمصالح والمفاسد اعتقادا منه ان العقل قادر على الاحاطة بذلك والواقع انه كلما ازداد الانسان عقلا وعلما ازداد معرفه بانه جاهل يقول انشتاين صاحب النظرية النسبية والاكتشافات العلمية وان كان لنا اشكالات عليها يقول في اخر عمره ما مضمونه(الان فهمت اني لا افهم شيئا من هذا الكون) فان الكون قد خلق الله فيه اغوارا واعماقا وبطونا (وما اوتيتم من العلم الا قليلا) فالكون كالقران الكريم هذا كتاب تكويني وذاك كتاب تدويني فكلما ازدت به معرفة ازدت معرفة باني ضئيل امام عظمة الله وقدرته وعلمه اما نصير الدين الطوسي فيقول كلمة لو لم يكن له غيرها لكفى دليلا على علمه وتواضعه امام الله وامام الحق يقول(لو ان الله فوض الي الكون كله لما غيرت فيه شعرة)لماذا ؟ لان الذي يعلم ان الله عالم بقول مطلق ، ينبغي عليه ان يعرف ان كل شيء عنده بمقدار وميزان (من كل شيء موزون) فاتخاذ القرار بتغيير شيء من الكون –لو كان بمقدوره ذلك- يعني التزامه ضمنا بان الله عزوجل كان جاهلا حيث هندس الكون بهذه الطريقة وانني اعلم منه بالهندسة الافضل لذلك اقوم بالتغيير والكلام طويل والشجون كثيرة لكن هذه اشارة ثم يقول في الفريدة السابعة في العلة والمعلول في غرره(ان اللائق بجنابه تعالى اي اقسام الفاعل )وهذا تدخل منهجي اخر في ما لا يحيط به العقل فهل انت تعرف حقيقة الله حتى تعرف اي سنخ من الفاعلية هو لائق به ؟ فهل الائق به -حسب كلامه- هو الفاعل بالرضا او الفاعل بالتجلي او الفاعل بالعناية ؟ (وهو" الله"لدى المشاء فاعل بالعناية لأنهم قائلون بالعلم السابق على الايجاد المنشئ له) اي ان علم الله هو الذي انشأ الموجودات(وهو الصور المرتسمة في الصقع الربوبي وهي التي على رأيهم عوارض الذات المقدسة)وهذا تصريح من خريت هذا العلم ان المشائين يصرحون بان علم الله ليس عين الله بل هو عارض ذات الله ويرد عليهم اولا انه يلزم ان يكون في حد ذاته جاهلا! لأن العلم عارض ! ثانيا:يلزم تعدد القدماء او يلزم حدوث علم الله لأن القول ان العلم كان مع الله في الازل يلزم منه تعدد القدماء او حدث بعد ذلك فيلزم ان يكون حادثا وقد خلقه والاشكال سيال في قدرة الله وهكذا واما ما انتخبه السبزواري فسيأتي في مبحث اخر يذكره في غرر في التعريف والتقسيم (حيث ينتخب انه فاعل بالرضا) وترد عليه اشكالات اخرى 
وفي الطبعة المحشاة من المنظومة للسيد علي الميلاني حيث ذكر في الحواشي تعليقات السبزواري والاملي وفيها تصريح بوحدة الوجود وان الله عين الموجودات كلها فحيث علم نفسه علم الموجودات وعبارته (وانما ينشأ ذلك من كون الفاعل بسيط الحقيقة وان بسيط الحقيقة كل الاشياء فكما ان وجوده تعالى وتقدس مع وحدته كل الوجودات بحيث لا يشذ عن سعة وجوده وجود ) (فكذلك من علمه بذاته الذي يكون عين ذاته لا امرا زائدا عن ذاته يعلم كل الاشياء حيث لا يكون شيء خارج عنه) وهذا يعني ان الله عالم بنا لانه عالم بذاته وحيث انه كل الاشياء (بسيط الحقيقة كل الاشياء) فعلمه بذاته هو علم بنا في الوقت نفسه ! نقول : على هذا يلزم التغير في ذات الله ! لاننا متغيرون فاذا كنا عين ذاته كان متغيرا تعالى الله عن ذلك وللحديث صلة 
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين... 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 22 جمادي الثاني 1433هـ  ||  القرّاء : 5284



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net