||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 477-فائدة فقهية: بلوغ الصبي بتحديدَي الثلاث عشرة والخمس عشرة سنة

 255- مباحث الأصول: بحث الحجج (حجية قول الراوي والمفتي والرجالي واللغوي) (2)

 348- فائدة أصولية دليل الأخباري على لزوم الاحتياط ومدى شموليته.

 215- مباحث الاصول: الفوائد الأصولية (الدليل العقلي) (8)

 هل أكثر الناس هم من أهل النار؟

 311- (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ) 5 هدم الشيوعيه والوهابية للمساجد

 360- الفوائد الاصولية: الصحيح والأعم (3)

 13- فائدة فقهية اصطلاحية: الفرق بين مصطلح (لا خلاف) و مصطلح (الاجماع)

 166- فائدة رجالية: بناء العقلاء على حجية مراسيل الثقات

 236- فائدة لغوية: الفرق بين الإمساك والملك



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23703206

  • التاريخ : 29/03/2024 - 00:20

 
 
  • القسم : الظن (1442-1443هـ) .

        • الموضوع : 006-مناقشة مع البروجردي في إنكاره محركية الظن وكاشفيته، وجواب إشكال ان الحجية ذاتية لجنس الظن أو نوعه. .

006-مناقشة مع البروجردي في إنكاره محركية الظن وكاشفيته، وجواب إشكال ان الحجية ذاتية لجنس الظن أو نوعه.
الاربعاء 13 ربيع الأول 1443هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(6)

البروجردي: الظن ليس محركاً بنفسه، بالوجدان

وقال السيد البروجردي: (اعلم انّ التحقيق انّ الظن لو خلّي وطبعه مع قطع النظر عن جعل الشارع ومن دون ملاحظة أمر خارج كمقدمات الانسداد لا يقتضى بنفسه الحجية ووجوب إتباعه، فضلاً عن ان يكون علة تامة كالعلم، بل يحتاج ثبوتها له إلى جعل أو ثبوت مقدمات موجبة لاقتضاء الحجية كمقدمات الانسداد، لأنه معلوم بالضرورة من الوجدان انه لا يقتضيه بنفسه بحيث ينقدح في نفس الظان باعث ومحرك عقلي نحو ما ظنّ بوجوبه، ومانع وزاجر عمّا ظنّ حرمته من دون ملاحظة أمر خارج)([1]).

المناقشة

أقول: سبق الجواب عن ذلك وان الظن، لرجحانه الذاتي باعتبار أقوائية الاحتمال فيه من قسيمه وهو الوهم بل حتى مع قطع النظر عن أي شيء غيره، وبلحاظ أكثرية الإصابة في الظنون المتعارفة أيضاً، ولرجحانه بنظر الظان، مقتضٍ لتحريك الظان وكاشف ناقص لذا احتاج إلى متمم الجعل، فراجع ما سبق ويشهد لذلك بناء العقلاء على حجية أنواع منه مع بداهة عدم كونه تعبدياً بل إنما بنوا على ذلك لرجحان فيه لا تشهياً ولا لكونه كقسيمه الوهم فاقداً لأية جهة ذاتية مرجحة وقد اختاروه من باب لا بدية الاختيار بينهما، وإلا لكان لهم ان يختاروا الوهم([2]) حجةً دون الظن مادام كليهما فاقداً لجهة ذاتية مرجحة ومادام أمراً اعتبارياً صرفاً منوطاً بهم من دون مدخلية لواقع الظن فيه أبداً.

هل الحجية ذاتية لجنس الظن أو لنوعه؟

إن قلت: هل الحجية ذاتية، بزعمكم، لجنس الظن أو هي ذاتية لبعض أنواعه؟

فإن قلتم بكونها ذاتية لجنسه، نُقِض عليكم بان الذاتي لا يختلف ولا يتخلف، مع ان بعض أنواع الظن لا شك في عدم حجيتها لدى الشارع كما لدى العقلاء، كالظن الناشئ من الأحلام أو الكف والفنجان أو من خبر الكاذب أو الشكّاك أو الساذج.

وإن قلتم بكونها ذاتية لبعض أنواعه، كخبر الثقة والظواهر، ورد انه ليس ذاتياً للظن إذاً أي ليس فيه اقتضاء له في حد ذاته، بل حجيته بأمر خارج؟.

الجواب بناء على كونها ذاتية لجنسه

قلت: نختار أولاً كونه ذاتياً للجنس، ولا يرد النقض، إذ لا نقصد بالذاتي ذاتي باب البرهان كالإمكان للإنسان والزوجية للاثنين فانه الذي لا يختلف ولا يتخلف بل نقصد مجرد الاقتضاء كما سبق، وربما أمكن التعبير عنه بالإمكان الاستعدادي كالإمكان الاستعدادي الموجود في النطفة لتكون إنساناً، فان الاقتضاء وإن كان مقتضَى طبعِ الظن لكنه حيث لم يكن عِلّة تامة للحجية بل مجرد مقتضٍ لها على الفرض لذا أمكن ان لا يتحقق مقتضاه بسبب وجود المانع. كما ان النطفة قد لا تصير إنساناً مع بداهة وجود الاقتضاء والإمكان الاستعدادي فيها.

والمانع فيما لم يعتبره العقلاء حجة هو لزوم العسر والحرج([3]) أو كشفهم أكثرية عدم إصابة تلك الظنون الشاذة للواقع لذا لم يجدوها كاشفة ولم يرونها محرِّكة، لكن هذا الأخير إذعان بعدم المقتضي في بعض أنواع الظن إذ أكثرية الإصابة هي المقتضي لحجية الظن بمعنى الكاشفية، فتأمل([4]) نعم ليس إذعاناً بعدم المقتضي لحجيته إذا أخذت بمعنى المحركية إذ سبق ان الاحتمال، فكيف بالظن، محرك عقلائي بل عقلي اقتضائي إلا إذا ضعيفاً جداً بحيث وجده العقلاء ملحقاً بالعدم. فتأمل.

الجواب بناء على كونها ذاتية لنوعه أو صنفه

ثم نختار ثانياً الثاني، ونقول: يمكن التفصيل بالقول ان الجنس قد لا يكون مقتضياً لأمرٍ ولكن تكون بعض أنواعه مقتضية له كما يمكن التفصيل بين النوع والصنف، ألا ترى ان جنس الحيوان قد لا يقتضي إكرامه كما ليس النطق لازمه بينما يقتضي نوع الإنسان الإكرام والنطق لازمه([5]) ولذا كرمه الله تعالى خاصة: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَني‏ آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى‏ كَثيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضيلاً))([6]) كما ان الإنسان قد لا يقتضي أحكاماً بينما يقتضها بعض أصنافه كالعالم والعادل والفاسق والثقة فإن العادل تُقبل شهادته ويُصلى خلفه وهو مقتضَى عدالته وليس مقتضَى كونِهِ إنساناً بما هو هو كما ان الثقة قوله كاشف اقتضاءً عن الواقع وليس ذلك مقتضى مجرد كونه إنسان، والعالم يصح الرجوع إليه أو تقليده إن كان مجتهداً ولا يصح الرجوع إلى الإنسان وتقليده لمجرد كونه إنساناً وإن لم يكن عالماً.

وعلى ذلك فيمكن القول: ان بعض أنواع الظن، كخبر الثقة والظواهر في الأحكام والحسيات وقول أهل الخبرة في الموضوعات والحدسيات، تقتضي الحجية في حد ذاتها، لما فيها من أغلبية الإصابة، عكس بعض أنواعه الأخرى، كالظنون غير العقلائية أو غير المتعارفة، فانها لا تقتضي الحجية لكونها غالبة الخطأ أو متساوية النسبة أو حتى ما كان منها غير محرز أغلبيةُ إصابته، بل نقول: انه مع إحراز كونها غالبة الخطأ أو عدم إحراز أغلبية إصابتها، لم تعد تفيد الظن فلم تكن حجة من باب السالبة بانتفاء الموضوع، وهو الظن([7])، لا انها ظن غير حجة أي: لم تكن الأحلام حجة، لأنها لا تفيد الظن مع كشف الخلاف فيها نوعاً، وليس ان الظنون ليست حجة لفرض انه لا يتحقق معها الظن حينئذٍ (مع إحراز خطأ أغلبها) وعلى أي فان هذا عود إلى الالتزام باقتضاء جنس الظن الحجية. فتأمل

وبعبارة أخرى: ان تفريق العقلاء بين الظن المتعارف والشاذ كتفريقهم بين خبر الثقة وقراءة الكف وبين خبر الثقة الضابط وغيره انها إنما هو لأمر كامن فيها، فان الحجية ذاتية لنوع دون نوع أو لصنف، كالثقة الضابط، دون صنف، لكن هذا بالنسبة للكاشفية أما المحركية فالظاهر ان الظنون حتى الشاذة تقتضي فيمن حصلت لديه محركيته إلا إذا تعارضت مع ظن أقوى فان الأحلام مثلاً تقتضي حركة من رآها على طبق ما فيها من تحذير أو تبشير إن فعل كذا، لكنه قد لا يتحرك لوجود ظن أقوى لديه بالخلاف، ناشئٍ اما من الاستقراء أو من ردع العقلاء أو من ردع الشارع عن إتباعها، فقد جردناها بذلك عن كونها ظناً أو مورثة للظن، لا انها مع بقاء إفادتها الظن غير محركة.

بل قد يمكن الجواب بحيلولة المعارض الأقوى، حتى على تفسير الحجية بالكاشفية، وذلك لكونها كاشفة اقتضاءً بنظر من تحققت لديه ولكن الكاشف الأقوى المعارض هو المانع عن فعلية كشفها لا لعدم اقتضاء فيها له. فتأمل

وجه آخر: خبر الثقة الضابط يوجب عادة العلم أو الاطمئنان، فإن لم يوجب احدهما أوجب الظن، المسمى بالنوعي، واقتضاؤه العلم أو الاطمئنان عادة هو المرجح الذاتي ليعتبره العقلاء حجة، أو فقل ان استتباعه لاحدهما عادة هو المقتضي لمحركيته وهو الكاشف عن كاشفيته وليس الأمر الخارجي هو السبب، فتدبر فيما مضى وتأمل وللبحث صلة بإذن الله تعالى.

وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

قال الإمام الحسن عليه السلام : ((‏يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ فِي هَدْمِ عُمُرِكَ مُنْذُ سَقَطْتَ مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ فَخُذْ مِمَّا فِي يَدَيْكَ لِمَا بَيْنَ يَدَيْكَ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَتَزَوَّدُ وَالْكَافِرَ يَتَمَتَّعُ‏)) (أعلام الدين: ص297).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

([1]) السيد البروجردي، الحاشية على كفاية الأصول، مؤسسة انصاريان للطباعة والنشر ـ قم. ج2 ص47.

([2]) أو أحد طرفي الشك.

([3]) لو عممنا الظن حتى الضعيف جداً منه، مثلاً.

([4]) إذ قد يجاب الجنس مقتضٍ والفصل مانع أي جنس الظن مقتضٍ لأكثرية الإصابة لكن فصله وهو كونه من الشكّاك والوسواس أو من الأحلام مانع. فتأمل.

([5]) والإكرام اعتباري، والنطق ذاتي.

([6]) سورة الإسراء: الآية 70.

([7]) إذ موضوع بحثنا حجية الظن، وليس حجة حامله كالأحلام والفنجان.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاربعاء 13 ربيع الأول 1443هـ  ||  القرّاء : 2482



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net