379- فائدة عقائدية: قبول الصلاة وقانون الحبط
6 جمادى الآخرة 1443هـ
س: كيف يمكن الجمع بين قوله تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، وما ورد في الحديث الشريف: (الصلاةُ عمودُ الدين إنْ قُبِلتْ قُبِلَ ما سِواها، وإنْ رُدَّتْ رُدَّ ما سواها).
فقد يبدو بالنظرة الأولية البدوية حصول المعارضة بينهما؛ إذ مع تصريح الآية الكريمة بالمجازاة على كل عمل صالح، كيف يكون رد الصلاة سبباً لرد سائر الأعمال الصالحة، وكذا الحال في مسألة قبول بعض الأعمال بسبب قبول الصلاة؟
والجواب:
1: إن قضية حبط الأعمال الثابتة في الكتاب والسنة هي المخصصة لآية (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)؛ فإنَّ عمل الخير والبر، وبقية الأعمال الصالحة، إذا كانت معه صلاة غير مقبولة، فإن تلك الأعمال الصالحة يصيبها الحبط، فيكون معنى الآية بعد التخصيص: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره) إلّا إذا أحبط عمله بسبب تركه للصلاة.
وهكذا تفهم بقية الآيات التي تبدو بالنظرة البدوية معارضتها لآية (فَمَن يَعْمَلْ مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)، نظير قوله تعالى: (لا تُبْطِلوا صَدَقاتِكُمْ بِالـمَنِّ وَالأَذَى)، أو قوله (صلى الله عليه وآله): (إنّ الحسَدَ يَأْكلُ الحَسناتِ كَما تَأْكُلُ النّارُ الحَطَبَ) فإنها حاكمة عليها.
2: أما في جانب (إنْ قُبِلَتْ قُبِلَ ما سِواها) فهي نظير رفعِ العمل وقبولِه بالشفاعة، فكما أن الشفاعة ترفع العمل الناقص وتتمّه إلى مرحلة القبول، فكذلك الصلاة؛ فإنها ترفع من العمل الناقص للإنسان وغير المستوفي لشرائط القبول ليكون مقبولاً ببركة الصلاة.
وينبغي التنويه أن الكلام في قبول العمل بمعنى استحقاق الثواب، وليس عن صحّة العمل وفساده، كمن يستغيب أو ينظر نظرة محرَّمة في أثناء الصوم، فإنه مُبطل لثوابه، وليس مؤثرًا في صحته، كما لا يخفى.
فقد يبدو بالنظرة الأولية البدوية حصول المعارضة بينهما؛ إذ مع تصريح الآية الكريمة بالمجازاة على كل عمل صالح، كيف يكون رد الصلاة سبباً لرد سائر الأعمال الصالحة، وكذا الحال في مسألة قبول بعض الأعمال بسبب قبول الصلاة؟
والجواب:
1: إن قضية حبط الأعمال الثابتة في الكتاب والسنة هي المخصصة لآية (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)؛ فإنَّ عمل الخير والبر، وبقية الأعمال الصالحة، إذا كانت معه صلاة غير مقبولة، فإن تلك الأعمال الصالحة يصيبها الحبط، فيكون معنى الآية بعد التخصيص: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره) إلّا إذا أحبط عمله بسبب تركه للصلاة.
وهكذا تفهم بقية الآيات التي تبدو بالنظرة البدوية معارضتها لآية (فَمَن يَعْمَلْ مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)، نظير قوله تعالى: (لا تُبْطِلوا صَدَقاتِكُمْ بِالـمَنِّ وَالأَذَى)، أو قوله (صلى الله عليه وآله): (إنّ الحسَدَ يَأْكلُ الحَسناتِ كَما تَأْكُلُ النّارُ الحَطَبَ) فإنها حاكمة عليها.
2: أما في جانب (إنْ قُبِلَتْ قُبِلَ ما سِواها) فهي نظير رفعِ العمل وقبولِه بالشفاعة، فكما أن الشفاعة ترفع العمل الناقص وتتمّه إلى مرحلة القبول، فكذلك الصلاة؛ فإنها ترفع من العمل الناقص للإنسان وغير المستوفي لشرائط القبول ليكون مقبولاً ببركة الصلاة.
وينبغي التنويه أن الكلام في قبول العمل بمعنى استحقاق الثواب، وليس عن صحّة العمل وفساده، كمن يستغيب أو ينظر نظرة محرَّمة في أثناء الصوم، فإنه مُبطل لثوابه، وليس مؤثرًا في صحته، كما لا يخفى.