||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 188- مباحث الاصول : (مبحث العام) (1)

 321- فائدة بلاغية لغوية: الصدق يعم القول والفعل

 63- التعدي بالمادة

 100- من فقه الآيات: الوجوه المحتملة في وجه الذم في قوله تعالى: (انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مقتدون)

 78- (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)-3 سيادة الأمة أو سيادة الشعب؟

 309- الفوائد الأصولية: حجية الاحتمال (5)

 من احكام الخطابة واقسامها ومقدماتها

 211- مظاهر الرحمة الكونية في السيرة النبوية والعلوية

 175- ( المرابطة ) في سبيل الله في زمن الغيبة

  329- (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) (4) الاحسان كطريق لإقرار السلم المجتمعي



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23702416

  • التاريخ : 28/03/2024 - 23:04

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 390- بحث تطبيقي تمريني ــ وجوه معالجة الروايات المتعارضة في قضية (هاروت وماروت ) ومسخ كوكب الزهرة وسهيل .

390- بحث تطبيقي تمريني ــ وجوه معالجة الروايات المتعارضة في قضية (هاروت وماروت ) ومسخ كوكب الزهرة وسهيل
الأربعاء 24 جمادى الاولى 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيَّما خليفة الله في الأرضيين، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
مبادئ الاستنباط 
 
بحوث تطبيقية اصولية وعلى ضوء فقه المعاريض 
 
مسألة افتتان هاروت وماروت ومسخ كوكب الزهرة: 
 
ومن المسائل الكلامية، التي يجب أن تعالج بالطرق الأصولية وعلى ضوء فقه المعاريض؛ نظرا لتضارب الروايات فيها، قضية هاروت وماروت التي ذكرت في القران الكريم اشارةً وفي الروايات بتفصيل أكثر. 
 
فقد روى الشيخ الصدوق في الخصال وعلل الشرائع بسنده :(( عن جعفر بن محمد ، عن أبيه، عن جده ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ،قال: "سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن المسوخ[1] فقال:( هم ثلاثة عشر: الفيل، والدب، والخنزير ، والقرد ، والجِرّي[2]، والضب[3]، والوطواط[4] ، والدُعموص[5] ، والعقرب ، والعنكبوت ، والأرنب ، وسهيل ، والزهرة ). فقيل : يارسول الله وما كان سبب مسخهم؟ 
 
فقال: (أما الفيل : فكان رجلا لوطيا لا يدع رطباً ولا يابساً. 
 
وأما الدب : فكان رجلا مؤنثا يدعو الرجال الى نفسه . 
 
وأما الخنازير: فكانو قوما نصارى سألوا ربهم انزال المائدة عليهم، فلما أنزلت كانوا أشد ما[6] كانوا كفراً وأشد تكذيبا. 
 
وأما القردة: فقوم اعتدوا في السبت . 
 
وأما الجِرّي: فكان رجلا ديوثاً يدعو الرجال الى حليلته. 
 
وأما الضب: فكان رجلاً أعرابياً يسرق الحاج بمحجنه[7]. 
 
وأما الوطواط فكان رجلا يسرق الثمار من رؤوس النخل . 
 
وأما الدُعموص: فكان نمّاما يفرق بين الأحبة . 
 
وأما العقرب :فكان رجلا لذَّاعا لا يسلم على لسانه أحد . 
 
وأما العنكبوت فكانت امرأة تخون زوجها . 
 
وأما الأرنب فكانت امرأة لا تطهر من حيض ولا غيره . 
 
وأما سهيل فكان عشاراً باليمن . 
 
وأما الزهرة فكانت امرأة نصرانية وكانت لبعض ملوك بني إسرائيل وهي التي فُتن بها هاروت وماروت وكان اسمها ناهيل والناس يقولون ناهيد )" )).[8] 
 
وموطن الاشكال المطروح ، كما هو مورد تضارب الروايات الظاهري، هو في أمرين : 
 
الأول: أن هاروت وماروت فتنا بالزهرة وأنهما عصيا الله تعالى بأنواع متعددة من المعاصي تلويحا في هذه الرواية وتصريحا في روايات أخرى سيأتي أحدها . 
 
الثاني: أن الزهرة – وهي كوكب معروف – كانت امرأة فمسخت كوكباً كما هو ظاهر مجموع صدر وذيل هذه الرواية وصريح بعض الروايات. 
 
وذلك كله بعد وضوح ان اصل المسخ وبعض مصاديقه مما لاريب فيه فقد ورد فيه الكتاب كـ(( فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ [9])) ومتواتر الروايات . 
 
طائفتان من الروايات متعارضتان ظاهراً: 
 
وحول تينك القضيتين توجد طائفتان من الروايات متعارضتان ظاهراً: 
 
روايات الطائفة الأولى: 
 
منها : ما ورد في تفسير القمي وتفسير العياشي اذ ورد فيها التصريح بارتكابهما عدداً من المعاصي وقيامهم بالسحر للباطل، وفي آخر بعضها(فمسخت – أي تلك المرأة المسماة زهرة- وهي الكوكبة التي ترى)[10]. 
 
روايات الطائفة الثانية :الملكان معصومان والزهرة ليست مسخاً 
 
وفي مقابل هذه الطائفة من الروايات توجد طائفة أخرى تصرح بتنزيه الملكين عن السحر وسائر المعاصي (من زنا وشرب الخمر وقتل النفس المحترمة) كما تصرح بنفي أن تكون الزهرة ( الكوكب ) ممسوخة بل المسخ غيرها، ومنها: ما جاء في عيون أخبار الرضا والاحتجاج[11]:( فقلنا للحسن بن علي[12] ( عليهم السلام ) ان قوما عندنا يزعمون : ان هاروت وماروت ملكان اختارتهما الملائكة لما كثر عصيان بني آدم وانزلهما الله مع ثالث لهما إلى الدنيا، وانهما افتتنا بالزهرة وأرادا الزنا بها ، وشربا الخمر ، وقتلا النفس المحرمة ، وان الله يعذبهما ببابل ، وان السحرة منهما يتعلمون السحر ، وان الله مسخ هذا الكوكب الذي هو ( الزهرة ) . فقال الامام عليه السلام : معاذ الله من ذلك ، ان ملائكة الله معصومون محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى قال الله ( عز وجل ) فيهم: ((لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرون [13])) وقال الله ( عز وجل ) ((: وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ [14])) يعني الملائكة (( لايَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَ لا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لا يَفْتُرُونَ)) و قال ( عز وجل ) في الملائكة أيضا (( بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ))[15] 
 
وفي رواية اخرى[16] : ( ... وأما هاروت وماروت فكانا ملكين عَلَّما الناس السحر ليحترزوا عن سحر السحرة ويبطلوا به كيدهم وما علما احدا من ذلك شيئا الا قالا له :(( إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُر)) ، فكفر قوم باستعمالهم لما امروا بالاحتراز منه وجعلوا يفرقون بما تعلموه بين المرء وزجه قال الله ( عز وجل ) :(( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ)) يعني بعلمه)[17]. 
 
كما روى (الصافي): في الاحتجاج عن الامام الصادق ( عليه السلام ) في حديث قال السائل قال : (( فمن أين عَلِمَ الشياطينُ السحر ؟ قال : من حيث عرف الأطباء الطب ، بعضه تجربة ، وبعضه علاج . قال : فما تقول في الملكين هاروت وماروت ؟ وما يقول الناس بأنهما يعلمان الناس السحر ؟ قال : انهما موضع ابتلاء ، وموقع فتنة ، تسبيحهما : اليوم لو فعل الإنسان كذا وكذا لكان كذا وكذا ، ولو يعالج بكذا وكذا لكان كذا ، أصناف السحر فيتعلمون منهما ما يخرج عنهما، فيقولان لهم إنما نحن فتنة فلا تأخذوا عنا ما يضركم ولا ينفعكم))[18] 
 
وقال الصافي : ((وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ)) ولا استعمل السحر كما قال هؤلا ء الكافرون ((وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا)) وقرئ "لكن" بتخفيف النون ورفع ما بعده. (( يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ )) يعني كفروا بتعليمهم الناس السحر الذي نسبوه الى سليمان بن داود ( عليهما السلام ) (( وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ)) وتعليمهم اياهم ما أنزل على الملكين (( بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ )) اسم الملكين. 
 
مجموعة من طرق علاج تعارض تلك الروايات: 
 
وحيئنذ فلابد من البحث عن طرق علاج تضارب هاتين الطائفتين من الروايات.. والطرق- صحيحةً وغيرها، اصولية وغيرها- مبدئيا هي خمسة[19]: 
 
1- البحث السندي وطرح الاضعف: 
 
الطريق الأول : البحث السندي وطرح الروايات غير المستجمعة لشرائط الحجية من الطائفتين ، واعمال قواعد التراجيح بين المستجمع منها للشرائط بالمرجحات المنصوصة ، او مطلقاً ، على القولين[20] كـ(الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما، ولا يلتفت إلى ما يحكم به الاخر.)[21] في مقبولة عمر بن حنظلة[22] وما يقاربها في رواية داوود بن الحصين ورواية موسى بن اكيل او الترجيح بالشهرة او الاحدثية[23] . 
 
2- التحاكم الى العقل وطرح الطائفة الأولى : 
 
الطريق الثاني : وهو الطريق العقلي الذي سلكه بعض المفسرين ، بدعوى أن العقل يرفض روايات الطائفة الاولى لما فيها من الخرافات والإسرائيليات قال في الميزان : (( هذه قصة خرافية تنسب إلى الملائكة المكرمين الذين نص القرآن على نزاهة ساحتهم وطهارة وجودهم عن الشرك والمعصية، أغلظ الشرك وأقبح المعصية، وهو: عبادة الصنم والقتل والزنا وشرب الخمر وتنسب إلى كوكبة الزهرة أنها امرأة زانية مسخت - وإنها أضحوكة - وهي كوكبة سماوية طاهرة في طليعتها وصنعها أقسم الله تعالى عليها في قوله : (( الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ))[24] ، على أن علم الفلك أظهر اليوم هويتها وكشف عن عنصرها وكميتها وكيفيتها وسائر شئونها . فهذه القصة كالتي قبلها المذكورة في الرواية السابقة تطابق ما عند اليهود على ما قيل : من قصة هاروت وماروت ، تلك القصة الخرافية التي تشبه خرافات يونان في الكواكب والنجوم .))[25] 
 
لكن هذا الطريق لا يصح على اطلاقه وان صح في الجملة - وحتى ان تمَّ في خصوص هذا المورد - ، فأن ادراكات العقول مختلفة تبعاً لقوة العقول وضعفها وتبعاً للخلفيات النفسية والتراكم المعرفي والمباني المسبقة ، فقد يجد أحدهم أمراً موافقاً لعقله والآخر يجده مخالفاً له.. 
 
والحاصل: ان العقل مرجع في خصوص المستقلات العقلية لا غير، اضافة الى العقل المجرد عن الغشاوة والاغطية والاهواء والمقارنات هو المرجع دون غيره ولذا قال ( عليه السلام ) (ليثيروا لهم دفائن العقول ) وقال (تلك النكراء تلك الشيطنة وهي شبيهة بالعقل وليست به). 
 
اضافة الى ان ما اظهره علم الفلك لا ينفي تحقق مسخها اذ من الوضح ان المسخ قد يكون بتغيير الجوهر لا بتغيير الشكل فقط مع بقاء الجوهر والباطن الجينات والخلايا كما كانت 
 
كما انه لامانع من الاستثناء من مثل ( الجوار الكُنَّس ). 
 
وقد فصلنا الحديث عن ذلك في كتاب (الضوابط الكلية لضمان الاصابة في الاحكام العقلية ) فلا داعي للاطالة . 
 
3- عرض الطائفتين على محكمات الكتاب والسنة: 
 
الطريق الثالث: عرض الطائفتين على محكمات الكتاب والسنة ،وهو الطريق الذي صرحت به الروايات الصحيحة . 
 
وقد يقال : انه عند عرض الروايتين على الكتاب نجد الطائفة الأولى مخالفة لمحكمات الكتاب؛ كما سبق في رواية الامام الحسين بن علي ( العسكري ) ( عليهما السلام ) 
 
اضافة الى ان الطائفة الاولى تضمنت نسبة السحر الى الملكين بقصد الباطل، وقد نفت الاية الشريفة عنهما ذلك صريحا: ((وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ [26]))وقد اوضحت الرواية السابقة[27] الآية بما لامزيد عليه فراجع . 
 
واللطيف في الامر ان روايات الطائفة الثانية صرحت بالعلة في نفي روايات الطائفة الاولى وهي أنها مخالفة للكتاب مع برهان ذلك ، ولعل السبب في ذلك ملاحظتهم ( عليهم السلام ) اشتهار روايات الطائفة الاولى وأن رواياتهم اللاحقة وان ضادتها لكنها قد لا تبلغ عند وصولها للرواة اللاحقين مرتبة ترجيحها على روايات الطائفة الاولى لذا ضمَّنتها الاستدلال بالعرض على الكتاب لتكون حجة مستقلة ولتكون شاهدا قطعياً على صدور وصحة هذه الطائفة دون الأولى. فتدبر وتأمل. 
 
4-التأويل واللجوء الى اللغة الرمزية 
 
الطريق الرابع: دعوى أن القضية كلها رموز ، واللجوء الى تأويلها بوجه وآخر: 
 
ومن ذلك ما ادعاه الفيض الكاشاني في حله لمعضلة تعارض الاخبار بقوله : (وأما حلها فلعل المراد بالملكين الروح والقلب فإنهما من العالم الروحاني اهبطا إلى العالم الجسماني لإقامة الحق فافتتنا بزهرة الحياة الدنيا ووقعا في شبكة الشهوة فشربا خمر الغفلة وعبدا صنم الهوا وقتلا عقلهما الناصح لهما بمنع تغذيته بالعلم والتقوى ومحو اثر نصحه عن أنفسهما وتهيئا للزنا ببغي الدنيا الدنية التي تلي تربية النشاط والطرب فيها الكوكب المسمى بزهرة، فهربت الدنيا منهما وفاتتهما لما كان من عادتها أن تهرب من طالبيها لأنها متاع الغرور وبقي اشراق حسنها في موضع مرتفع بحيث لا تنالها أيدي طلابها ما دامت الزهرة باقية في السماء، وحملهما حبها في قلبهما إلى أن وضعا طرائق من السحر وهو ما لطف مأخذه ودق فخُيِّرا للتخلص منها فاختارا بعد التنبه وعود العقل إليهما أهون العذابين ثم رفعا إلى البرزخ معذبين ورأسهما بعد إلى أسفل إلى يوم القيامة، هذا ما خطر بالبال في حل هذا الرمز وأما حل بقية اجزائه التي في رواية أبي الطفيل فموكول إلى بصيرة ذوي البصائر )[28] 
 
أقول : لكن التأويل مما لم يؤت علمه الا الراسخون في العلم وهم الرسول وأهل بيته وأما غيرهم فلا طريق لهم لمعرفة الباطن والأوْل ولا لدعوى انه رمز ثم تفسير الرمز معنى ما ، وينحصر الطريق بالرسل والائمة، ولم يرد في اية رواية ان هذه مصطلحات رمزية –كبرى- ولا أن المراد بكل رمز منها كذا مغزى - صغرى – اضافة الى استبعاد ما ذكره واستهجانه في حد ذاته، بل انه من أظهر مصاديق التفسير او الـتأويل بالرأي، وقد نقد الاعلام منهج التفسير الباطني (والرمزي ) بما لا مزيد عليه[29] وتكفي مراجعة مقدمة نفس تفسير الصافي (المقدمة الثانية:في نُبَذٍ مما جاء في ان علم القران كله انما هو عند أهل البيت ( عليهم السلام ) والمقدمة الخامسة: في نُبَذٍ مما جاء في المنع من تفسير القران بالرأي والسر فيه ) 
 
5- طريق فقه المعاريض : 
 
الطريق الخامس طريق فقه المعاريض، وهو ما سيأتي بيانه لاحقاً بأذن الله تعالى.. 
 
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين 
 
 
 
 
[1] - المسوخ : المسخ ، تحويل صورة إلى ما هو أقبح منها ، يقال : مسخه الله قردا 
 
[2] - الجريث : هو نوع من السمك يشبه الحيات ، النهاية ( 1 / 254 ) ب . 
 
[3] - من الزاحفات قصير العنق له ذنب عريض خشن 
 
[4] - نوع من الخفافيش وقيل هو اكبر منه 
 
[5] - الدعموص : هي دويبة تكون في مستنقع الماء ، والدعموص أيضا : الدخّال في الأمور النهاية ( 2 / 120 ) ب . / حيوان زاحف برمائي 
 
[6] - لعلها ( مما ) 
 
[7] - عصا معوجة الرأس 
 
[8] - الخصال :494/2، علل الشرايع:488/5- بابا239- / ومن مصادر اهل الخلاف: كنز العمال ج 6 ص 178 
 
[9] - سورة البقرة : اية 65 
 
[10] - تفسير العياشي : جزء1 ، ص 55 
 
[11] - الاحتجاج الشيخ الطبرسي ج 2 ص 265 
 
[12] - العسكري ( عليه السلام ) 
 
[13] - سورة التحريم: اية 6 
 
[14] - سورة الانبياء : اية19 
 
[15] - سورة الانبياء : اية 26 - 28 
 
[16] - العيون : ج 1 ، ص 271 
 
[17] - بحار الأنوار العلامة المجلسي ج 65 ص 323 
 
[18] - الاحتجاج للطبرسي ج 2 ص 212 
 
[19] - او اكثر 
 
[20] - اذ ذهب الشيخ الانصاري في الرسائل الى التعدي الى المرجحات غير المنصوصة 
 
[21] - عوالي اللئالي لابن أبي جمهور ج 4 ص 133 / الإحتجاج للطبرسي ج 2 ص 260 
 
[22] - ان لم نقل باختصاصهما بباب الحكم 
 
[23] - الظاهر انه لامجال للترجيج بالاحدثية في مثل هذه الروايات. فتدبر. 
 
[24] - التكوير - 16 
 
[25] - الميزان للطباطبائي ج 1 ص 239 
 
[26] - سورة البقرة: آية 102 
 
[27] - التي نقلناها عن الصافي عن الاحتجاج 
 
[28] - الصافي ج1 ص 131 سورة البقرة الاية 103 
 
[29] - راجع ( تاريخ الفلسفة والتصوف ) و (عارف وصوفي جه ميكويد) و(العرفان الاسلامي) وغيرها

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الأربعاء 24 جمادى الاولى 1435هـ  ||  القرّاء : 5684



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net