||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 197- ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) ـ 8 ـ الموقف من استراتيجية تسفيه الاراء والتشكيك في الانتماء

 199- مباحث الاصول - (الوضع) (6)

 301- الفوائد الأصولية (الحكومة (11))

 49- القرآن الكريم:(وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) الإمام الصادق عليه السلام: (إن الصمت باب من أبواب الحكمة) الصمت سلاح الأولياء

 434- فائدة أصولية: استصحاب العدم الأزلي

 168- فائدة فقهية: الفرق بين المفتي وأهل الخبرة

 238- (الامة الواحدة) على مستوى النشأة والذات والغاية والملة والقيادة

 239- عوالم الاشياء والاشخاص والافكار وسر سقوط الامم

 262- النهضة الاقتصادية عبر وقف رؤوس الاموال والتوازن الدقيق بين الدنيا والآخرة

 294- قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ (10) سياسة الرعب والصدمة ومناط الأقربية للإصابة في الحجج



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23711013

  • التاريخ : 29/03/2024 - 12:57

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 116- الجواب الرابع: البراهين في(الاوليات) و(الفطريات) هي صورة براهين، فلا فرق بينها وبين النقل .

116- الجواب الرابع: البراهين في(الاوليات) و(الفطريات) هي صورة براهين، فلا فرق بينها وبين النقل
الاثنين 24 جمادي الاول 1433هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 
كان الحديث حول اثبات عدم لغوية الاستدلال بالأدلة النقلية في المباحث العقلية والمراد منها ههنا خصوص مباحث اصول الدين وان الاستدلال في مختلف بحوث اصول الدين بالنقل غير لغو بل انه مقتضى الحكمة وذكرنا وجوها لذلك ووصلنا الى الوجه الرابع وهو ان التحقيق يقتضي ان البراهين المقامة على الفطريات والأوليات هي صورة برهان وليست واقع برهان ، ونضيف فنقول: 
ان القضايا الفطرية المراد منها القضايا التي قياساتها معها والدليل عليها مستبطن فيها غير مستقى من خارجها , الا انها تحتاج الى وسط ، لكن هذا الوسط مما لا يحتاج للفكر او النظر لانه لا يغيب عن الذهن هذه هي القضايا الفطرية على حسب تعريف المنطقيين لها واما الأوليات فهي تلك القضايا التي يكفي فيها صرف تصور الموضوع على رأي ، وعلى رأي اخر هي تلك التي يكفي فيها تصور الموضوع والمحمول والنسبة بينهما للجزم بالنسبة فهنا رأيان فعلى اي تقدير فالقضايا الفطرية والأولية مما لا تحتاج الى استدلال لغنائها عن الاستدلال لأن برهانها فيها لأنه بديهية وليست نظرية لكي تحتاج الى برهان واستدلال فهي بتعبير اخر مكتفية بنفسها غير محتاجة للغير 
وعلى هذا فلو اقمنا البرهان على القضايا البديهية لما كان برهان حقيقة بل هو صورة برهان لأن كونه برهان يستلزم التناقض. لانه قد اخذ في حد الفطريات والاوليات استغنائها عن البرهان الخارجي وعن النظر والاستدلال فلو اقيم عليها دليل لكان صورة دليل . 
والحاصل انه يستلزم القول بوجود الدليل التناقض فاما ان نرفع اليد عن كونها بديهية او نرفع اليد عن كونه برهانا. بيان اخر:ما هو تعريف البرهان؟ البرهان كما عرفه كثير من المنطقيين: هو قياس مؤلف من قضايا يقينية تنتج لذاتها يقينا اضطرارا(اي لا محالة) ،وهذا التعريف للبرهان لا ينطبق على ما يقام على البديهيات من ما يدعى ادلة وبراهين ، وذلك للزوم تحصيل الحاصل حينئذ,لأننا نقول ان البرهان هو قياس مؤلف من قضايا تنتج بذاتها يقينا والفرض ان الفطريات والاوليات هي قضايا يقينية لانها من قسم البديهيات ، فلا ينتجها غيرها والا للزم من ذلك تحصيل الحاصل وبتعبير اخر البرهان ينتج اي يوجد اليقين والبديهيات اليقين فيها موجود على حسب الفرض (انها قضايا بديهية اولية او فطرية) اذن لا يعقل اقامة البرهان على الفطريات والاوليات ولو اقيم لكان صورة برهان ، هذه هي الكبرى الكلية. 
واما الصغرى الجزئية فنقول المعرفة (والمراد بها المعارف الاولية كاصل وجود للخالق وما اشبه) من الاوليات ، ولو تنزلنا فانها من الفطريات ، والجامع انها من البديهيات اي من القضايا المغروسة في العقل البشري ككل البديهيات الاخرى مثل (اجتماع النقيضين محال) فهي مغروسة في العقل البشري اي ان العقل يشهدها بذاته بلا حاجة لاستدلال ونظر لان القضايا البديهية لو احتاجت لدليل وبرهان للزم التسلسل والتالي باطل فالمقدم مثله ، وبتعبير اخر القضايا النظرية لابد ان تنتهي الى قضايا بديهية فما بالعرض اي ما حجيته بالغير لابد ان ينتهي الى ما حجيته بالذات، والنظريات حجيتها بالغير ، والبديهيات والضروريات حجيتها اي (كاشفيتها) بالذات وما بالعرض لابد ان ينتهي الى ما بالذات والا للزم التسلسل لانه ينتقل الكلام للدليل فنقول ما الدليل على هذا الدليل فلو كان بديهيا فهو المطلوب وان كان نظريا اي ما بالعرض احتاج الى دليل على الدليل وهكذا فيلزم التسلسل او يلزم عدم الانتهاء الى معرفة. اذن هذا هو البرهان الواضح على ان الاوليات والفطريات لا تحتاج الى برهان ذكر لها برهان فانه في الحقيقة صورة برهان. 
لكن ما الدليل على ان معرفة الله سبحانه وتعالى هي اولية او بتعبير اشمل هي بديهية؟ 
والادلة كثيرة منها: الاول: الوجدان فانا بالرجوع الى الوجدان لا نرى اوضحية لبطلان الدور او التسلسل او ارتفاع النقيضين محال من بطلان ان لا يكون لي موجد اذ بالوجدان ارى اني لم اوجد نفسي فلابد لي من موجد وخالق فهي قضية جدا بديهية وهي اوضح عند العقل من قولنا التسلسل او الدور محال مثلا اذ ذلك يحتاج الى شيء من التدبر فعندما تقول له لا يعقل ان تكون قد خلقت نفسك بل لك حتما خالق فهي قضية جدا واضحة لكن لو قلنا ان الدور محال فقد يحتاج توضيحه للبعض الى القول : بان الدور باطل لانه يستلزم توقف الشيء على نفسه, فقد يقول:و ما الاشكال في ذلك ؟ فتقول لو توقف الشيء على نفسه للزم ان يكون الشيء متقدما متأخرا, فقد يقول:و ما الاشكال في ذلك ؟ فنقول لو كان متقدما متأخرا للزم ان يكون في رتبة واحدة موجودا ومعدوما, فقد يقول: وما الاشكال في ذلك ؟ فنرجع الى القول بان هذا خلاف الوجدان ، 
والحاصل ان الواضح ان الدور خلاف الوجدان لكنه يحتاج الى تنبيه في بعض الاحيان وكل ما اقيم لم يكن برهانا اما اصل المعرفة واني موجود ولي خالق فلا يحتاج عادة حتى الى هذه المقدار من التنبيه اذن الدليل الاول على بداهتها هو الوجدان. 
الدليل الثاني: اضافة للوجدان واضافة الى لزوم عدم الوصول للمعرفة, الدليل الاخر هو الايات والروايات في خصوص هذه المسألة وان المعرفة فيها بديهية مثل قوله تعالى :(يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا على اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان) فالهداية هي فعل الله وليست فعل الانسان (بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين) فيما تدعون انكم مؤمنون.ومثل قوله تعالى:(اولئك كتب في قلوبهم الايمان) وحاصل التحقيق ان هذه المعارف هي موهبية وليست كسبية هذا حاصل التحقيق ولنشر الى بعض الروايات الدالة على ذلك ايضا ، اما تفصيله فيترك لمحله. الرواية الأولى:يقول البقباق: سألت ابا عبدالله الصادق عليه السلام (قول الله عز وجل "اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه" هل لهم في ذلك صنع ,قال: لا).الرواية الثانية: عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام (انه سئل عن المعرفة أمكتسبة هي؟ فقال: لا, فقيل: افمن صنع الله وعطائه هي, قال: نعم وليس للعباد فيها صنع. ثم قال الامام (ولهم اكتساب الاعمال) اذن المعرفة ليست من صنع العباد ، وهذا ايضا من الواضحات في المنطق والفلسفة لان هذه القضايا ككل القضايا الفطرية البديهية مغروسة في العقل البشري و من صنع الله وليست مكتسبة والا للزم التسلسل.الرواية الثالثة عن الامام الصادق عليهم السلام:( ستة اشياء ليس للعباد فيها صنع المعرفة والجهل والرضا والغضب والنوم واليقضة) فهذه الاشياء المقصود اصلها وجذورها لا حدودها وتفصيلاتها فان النوم واليقظة اصلهما قسري وليس باختيار الانسان اما حدودهما فباختيار الانسان ، والرضا والغضب الباطني ليس بيد الانسان فان الانسان قهرا قد يغضب في باطنه من اشياء ويرضى في نفسه من اشياء لكن اظهارهما او كتمانهما من شأن الانسان وكذلك المعرفة والجهل فاصل المعرفة بان لنا صانعا فان هذا ليس من صنع الانسان بل هو امر غرسه الله في انفسنا وكذا اصل المعرفة بان النقيضين لا يجتمعان فهو ليس من صنعي وليس كسبي والروايات في ذلك كثيرةلا ريب فيها . 
والحاصل انه نقول : بالوجدان وبالادلة العقلية (التي هى صور ادلة ) وبالايات والروايات المتواترة وغيرها فان الاوليات والفطريات هي موهبية وليست اكتسابية اي هي موجودة ومشاهدة للعقل البشري مباشرة لا بتوسط وسائط وحينئذ اذا ثبت هذا المبنى وهو ثابت ويقبله المنطقي والفيلسوف والغربي والشرقي حتى امثال (كانط)يقبله لكن يعبر عنها بتعبيرات اخرى فيسميها القضايا الاولية وهذه القضايا يسميها القضايا اللاحقة الا النادر من (السفصطائيين)ينكرها.فاذا ثبت هذا فنقول ان الاستدلال العقلي على اصول المعرفة والاستدلال بالنقل عليهما اما كلاهما لغو او كلاهما نافع فيجب اما ان نقبلهما معا او نرفضهما معا اي لا يمكن الاستناد للعقل ورفض النقل او العكس فالفيلسوف ان قبل انها محفزات او مثيرات ، وحسب كلام الامام علي عليه السلام (ليثيروا لهم دفائن العقول) فان قبل الفيلسوف المنبهية فكلاهما سيان ونافع لكونه مثيرا منبها وان لم يقبل المنبهية وقال تحتاج الى دليل وبرهان ، فنقول حتى الدليل العقلي في الاوليات ليس بدليل بل هو صورة دليل ، فكلاهما لغو , لكن اذا صح الاستناد الى صورة الدليل العقلي فليصح الاستناد الى النقل ايضا . 
الجواب الخامس: وهو بحث مطول ويحتاج الى اشهر لكن نشير الى عناوين الجواب في دفع اللغوية بالاستناد للنقل: فان اللغوية تندفع بملاحظة ان غرض الفيلسوف والكلامي هو الاقناع والاعتقاد والايمان ذلك لانه له مباني يعتقد بها ويهدف من وراء ذكرها في الكتاب والاستدلال عليها ان يقتنع بها القارئ ويؤمن بما امن به ويعتقد بما يعتقد ، وهذا الهدف مكمل للاهداف السابقة التي ذكرناها وهو دفع للغوية بوجه جديد وعليه تكون الاهداف ثلاثة اشرنا الى اثنين وهذا ثالثهما: 
الاول: هو الوصول للحقيقة والثاني هو الاحتجاج وقد سبقا ، الهدف الثالث: هو الاعتقاد والايمان , وحينئذ نقول ان الطرق الى الاعتقاد (والى الوصول للحقيقة والى الاحتجاج) اربعة طرق الاول: العقل والاستدلال العقلي ،الثاني: الكشف والاشراق – على اشكال فيه سيأتي 
الثالث: وقد يتصور البعض انه اجنبي عن المقام لكنه في الواقع اكثر تأثيرا من الاولين في الكثير من النفوس وهو العواطف , الرابع: هو النقل. 
فالطريق اذن غير منحصر بالعقل وتفصيله سيأتي باذن الله ولذا نجد انه كان الطريقان الاولان على مر التاريخ متمايزين فكان حكماء الاشراق في مواجهة مع المشائيين وسيأتي اجمال الكلام فيها اما تقييم هذه المناهج ومكامن بطلانها ليس محل البحث ولكن سنشير بكلمة الى بطلان بعض هذه الطرق في اطلاقها وسيأتي الكلام فيها ان شاء الله تعالى. وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين... 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 24 جمادي الاول 1433هـ  ||  القرّاء : 6004



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net