||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 204- مناشئ الانحراف والضلالة : الغرور والاستعلاء والجهل الشامل

 335-(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) (10) العدل والإحسان كمنهج في الحياة

 32- (كونوا مع الصادقين) الإمام الصادق عليه السلام سيد الصادقين

 حفظ كتب الضلال و مسببات الفساد

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 342- (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) (17) المتفوقون والموهوبون والعباقرة في دائرة العدل والإحسان

 196- ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) ـ7 الابتلاء في الموقف الشرعي من الاديان والابدان ومع السلطان

 366- (هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (15) الآيات المكية والمدنية: الثمرات وطرق الإثبات

 444- فائدة فقهية: شبهة انفكاك الإنشاء عن المنشأ في بعض موارد البيع

 158- انذارالصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) لمن يتهاون في صلاته : يمحو الله سيماء الصالحين من وجهه وكل عمل يعمله لايؤجر عليه و...



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23967658

  • التاريخ : 19/04/2024 - 21:20

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 117- الجواب الخامس: الطريق غير منحصر في العقل بل هناك طرق ثلاثة اخرى الجواب السادس: لو تمحض الانسان في (العقل) لصح إشكال أللغوية، لكنه مركب من اربعة امور .

117- الجواب الخامس: الطريق غير منحصر في العقل بل هناك طرق ثلاثة اخرى الجواب السادس: لو تمحض الانسان في (العقل) لصح إشكال أللغوية، لكنه مركب من اربعة امور
الثلاثاء 25 جمادي الاول 1433هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 
كان الحديث في الجواب عن شبهة اللغوية في الاستناد الى النقل في البحوث العقلية من اصول المعارف واجبنا عن الشبهة بوجوه ووصل الكلام الى الوجه الخامس وان طريق الوصول الى الحقيقة غير منحصر بالنقل بل الطرق بالنظرة البدوية هي اربعة : 
الطريق الاول "العقل" والثاني : على ما قيل "الكشف والشهود" والثالث: "النقل" والرابع :هو "العواطف" 
اما الطريق الثاني (وهو الكشف) فقد ذهب اليه الحكماء الاشراقيون في مقابل الحكماء المشائيين فالمشاءون اعتمدوا على الاستدلال العقلية فقط ولم يروا غيره طريقا موصلا للحقيقة وهم اتباع ارسطو ومنهم ابو علي بن سينا , اما حكماء الاشراق ومنهم شيخ الاشراق السهروردي فقد ذهبوا الى ان الطريق ليس العقل, وحسب كلام قائلهم ما ترجمته (ان ارجل الاستدلاليين ارجل خشبية والارجل الخشبية لا طاقة لها ابدا على حمل الانسان للوصول للحقائق)فهؤلاء يرون ان طريق الوصول للحقيقة يتدرج من الالهام من الله مباشرة ثم الحدس ثم الذوق ويجمعها الكشف او الشهود وهذا طريق اخر مدعى للوصول للحقيقة 
وعلى ذلك فان لنا ان نسأل الحكيم الاشراقي لماذا لا تعتمد على النقل مع انك لا ترى للعقل مدخلية في الوصول للواقع وانما ترى ان الايصال للواقع منوط بالهام من الله مباشرة او بحدس او بذوق فليكن النقل من الله طريق الهامك او طريق صوابية حدسك او طريق تسديد ذوقك ؟ والحاصل : ان الاشراقي لا يستطيع ان يتعلل بعدم الاستناد للنقل باللغوية لأن مشربه ومبناه يؤيد الاعتماد على النقل 
وبحثنا الان ليس في تقييم رأي الاشراقي ومبناه الفلسفي لكن مع ذلك سوف نتوقف قليلا فيما هو مورد للكلام فنقول: 
قد يتوهم بان مشرب الكشف مذهب صحيح مطلقا كما ذهب اليه الاشراقيون وكما يذهب اليه الاحلاميون الذين يعتمدون على الاحلام ويمكن ان يستدل لهم ببعض الايات والروايات كقول امير المؤمنين عليه السلام (عندما سأله ذعلب اليماني , هل رأيت ربك يا امير المؤمنين؟ فقال عليه السلام :أفاعبد ما لا اراه, فقال:وكيف تراه؟ فقال:لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بحقائق الايمان)فالحديث اذن ليس عن العقل وانه المدرك موصل بل هو عن القلب وانه المدرك الموصل فهذه معادلة اخرى ونتيجتها ان العقل ليس هو المدرك فقط بل القلوب ايضا تدركه بحقائق الايمان فاذا وصلت الى حقيقة الايمان فقد ادركت ربك فيمكن ان يقال ان هذا طريق مؤيد بالايات والروايات ومنها هذه الرواية الشريفة المتقدمة 
لكن نقول: ان المشكلة الرئيسية ان الكشف لا ضابطة له فهل هذا الكشف رحماني ام هو كشف شيطاني ؟ وهل هذا الالهام رحماني او شيطاني وكذا الذوق والحدس فانه لا ضابطة له :وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا 
فالكشف والخواطر والواردات بعضها رحماني والبعض الاخر شيطاني ولا ضابطة للتمييز ,اذن الكشف ليس طريقا عقلائيا او ليس طريقا منضبطا للوصول للحقيقة وكذلك المنامات فانها لا ضابطة لها نعم بعض المنامات مصيبة (اي صحيحة) لكن بعضها مصيبة(اي كارثة) ولكن حتى المصيب منها ما الضابطة فيه ؟ اذن لا يمكن الالتجاء اليها والاحتجاج بها وهذا امر واضح لأن الشيطان يلقي في قلوب بني ادم كما يصرح بذلك القران الكريم وكذلك تفكير الانسان فانه يصنع الاحلام كما هو ثابت علميا فاذا فكر لانسان كثيرا في شيء ما فسوف يتجسد ذلك الامر على شكل حلم او منام ، لكن الملاحظ ان الامام عليه السلام يصرح ب(تدركه القلوب) اذن طريق للوصول فما وجه التوفيق وما هو وجه الجمع بين الامرين ؟ 
فنقول : ان المسمى بالالهام والحدس والذوق التي يجمعها الكشف والشهود حيث انها قد تصيب وقد تخطأ وحيث ان المحق والمخطأ كلاهما يدعي الكشف وحيث انه لا ضابطة في تمييز احدها عن الاخر فليست حجة اللهم الا مع تحقق تبقى الضابطة الوحيدة المقصورة وهي انه : ان كان الكشف والمنام في دائرة العقل وفي ضمن ساحة المستقلات العقلية اي كان متطابقا معها فهو حجة وكذا ما كان منها في دائرة النقل ومصداقا للادلة من الايات والروايات وذلك في كل ما لم يكن في مساحة العقل فهو حجة والا فلا , وبهذا الضابط البسيط الواضح تحل عقدة من اكبر العقد عند الناس من فلاسفة وعوام . 
مثلا يستدل البعض ان فلانا سفير الامام او باب و ما اشبه فان هذا لا يصح , فنقول له : ان المنام ان كان في دائرة الاحكام العقلية وايده العقل كما لو رأى ان العدل حسن فقد دخل في دائرة العقل وكذا لو دخل في دائرة النقل كان كذلك والا فلا فاذا قال نحن نتبع هذا الشخص او ذاك استنادا للمنام فنقول لا يحق لك ذلك لاننا لانجد في الايات والروايات ولا دليل واحدا يرجعون للمنام في معرفة نائب الامام او سفيره 
اما الرجوع في الاحكام الشرعية فقد حدد النقل الضابطة لمن هو حجة من الله على الناس في الاحكام الفرعية حيث قال الامام عليه السلام : (اما من كان من الفقهاء) فليس اي شخص بل الفقيه بمواصفات خاصة(صائنا لنفسه مخالفا لهواه .............)فهذه الضوابط حددها الامام ثم قال(فللعوام ان يقلدوه) فاذا المنام دخل في هذه القاعدة وهذه الدائرة اي وجد فقيه احرزت بالحجج الشرعية القاطعة عدالته وفقاهته وغيرها من الصفات المذكورة في الرواية ثم رأيت في النوم مناما يدل على حسن حاله فهذا المنام ليست حجيته ذاتية وانما هو مؤيد للحجة الواقعية 
لكن دعوى السفارة والوكالة الخاصة وما اشبه فان من الواضح ان زمن الغيبة الصغرى قد انتهى واننا في زمن الغيبة الكبرى تعين تعيين الامام لوكلائه بشكل العام فلا تكون الرؤيا حجة بدون شك في مقابل الادلة القطعية على انتهاء زمن الغيبة الصغرى 
فهذا الضابط جدا واضح فانا لا ننكر الكشف بقول مطلق لأن بعض الكشف صحيح وبعض الالهام صحيح قطعا كما في الهامات الانبياء ومريم عليهم السلام وبعض المنامات صحيحة لكن من اين نعلم ان هذاه الرؤيا هي هذا الجزء الصحيح وليس ذاك الجزء الباطل فان ذلك هو من باب اختلاط الحجة باللاحجة واذا اختلطت الحجة فلا يمكن الاعتماد عليها والضابط الوحيد هو هذا فلا ننكر الكشف و لا نطلقه فلا نقول بحجيته المطلقة ولا ننفي حجيته المطلقة بل كل ما كان في دائرة العقل عاضدا له فهو تام وما لم يكن في دائرة العقل وكان في دائرة النقل فهو ايضا صحيح وما عدا ذلك فلا دليل على حجيته , وهذا البحث له تفصيل لكن كانت هذه اشارة عابرة 
الطريق الثالث للوصول للحقيقة وللوصول للاعتقاد والايمان هو النقل:وهو حجة مستقلة في غير دائرة العقل المستقل وحجة في دائرة العقل المستقل تأييدا على رأي المشهور وباستقلال على ما ذهبنا اليه في بحث الاوامر والنواهي المولوية وتفصيله يترك لمحله 
الطريق الرابع هو العواطف وهذا له بحث مفصل ولكن بكلمة نقول :العواطف النبيلة كثيرا ما تسوق الانسان الى الايمان والى الجنة وتدل على ذلك الادلة النقلية والتجربة ايضا فان الكثير من الناس يهتدون للحق ببركة العواطف الخيرة التي يبعثها سيد شهداء اهل الجنه عليه السلام في نفوس الناس فان الكثير منهم يهتدون بالامام الحسين عليه السلام عبر العاطفة وهنا يأتي دور العقل ليؤيد العاطفة كما ان قسما كبيرا من الناس يهتدون بالامام الصادق عليه السلام ولكن الاكثر يهتدون بالحسين عليه السلام ولذلك سفينته عليه السلام اوسع واسرع لأن سفينته تعتمد على العاطفة والعاطفة قوية عند اكثر الناس وهي عامة وشاملة فمن يدخل الجنه ويكتشفها بالعاطفة اكثر ممن يكتشف طريق الوصول اليها ويدخلها بالعقل 
وكذلك من مصاديق هذا العنوان المحبة فان الانسان بطبعه يحب الخير وهذه المحبة الجِبِلّية تسوقه نحو العدل ونحو الاحسان وتكشف له ان الحق حسن والعدل حسن وان الظلم قبيح وما اشبه 
اذن الطرق للوصول الى الحقيقة والاعتقاد اجمالا هي اربعة طرق ومنها النقل محل البحث فان كثيرا من الناس يهتدون او يستقيمون على الطريقة عن طريق النقل فلا يصح القول بلغوية الاستناد الى النقل,هذا هو الجواب الخامس 
الجواب السادس:يظهر بملاحظة حقيقة الانسان فان فالفيلسوف المعارض المهمل للاستناد الى للنقل تغافل او غفل ان احسنا الظن عن ملاحظة حقيقة الانسان فحيث غفل رتب عليها الثمرة الباطلة فقال نكتفي بالعقل ولا نستند للنقل بالمرة لأنه لغو 
بيان ذلك ان الانسان ليس عقلا خالصا ولو كان عقلا خالصا لكان هنالك وجه لكلامه اي مع قطع النظر عن الاجوبة السابقة لكن الفرض ان الانسان مركب من عقل ومن نفس نزاعة للشر ومن روح ومن جسد يجر الانسان الى المادة والى الاهواء والشهوات وكثيرا ما يقع العقل اسيرا تحت سلطة الهوى وعلى تعبير الامام علي عليه السلام(العقل اذا خرج من اسر الهوى)فالهوى كثيرا ما يأسر العقل فان الكثير من الناس الحاكم فيه الهوى المتلبس بلباس العقل فيحسبه عقلا وليس بعقل ولذا نجد كثيرا من الناس ينعقون مع كل ناعق لمنام او غيره ففي الواقع ليس عقله الذي يقوده بل الهوى(لحاجة في نفسه) اي ان الحاجة للانتماء اوحب التميز او حب الظهور او حب المادة او ما اشبه هي التى قادته لاتباع هذه الجهة او تلك فواقع الامر هو هذا لكنه تلبس بلباس اخر , وهذا الكلام له تفصيل في علم النفس وعلم الكلام يترك لمحله لكن نقول اذا كان الانسان مركبا من هذه الاربعة فلا يصح الاكتفاء بالعقل وحده لأن الفرض ان العقل في الانسان ليس خالصا من شوب الهوى بل يحتاج الى النقل ايضا ليوجه العقل ويخرجه من اسر الهوى ويسنده ويعضده ويقابل هذه القوى الاربعة باسلحة مركبة وليس بسلاح العقل فقط 
وسيأتي الكلام في الوجه السابع والثامن و التاسع ثم الرجوع الى اصل المسألة وهي الادلة على وجوب الاجتهاد في اصول الدين وعدم كفاية التقليد وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين...

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الثلاثاء 25 جمادي الاول 1433هـ  ||  القرّاء : 3610



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net