||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 280- فائدة أصولية: عدم مقيدية السياق

 40- الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله)2 (التبليغ) ومعانيه الشمولية والتحديات الكبري

 86- فائدة حِكَمية: اقسام الجعل

 310- الفوائد الأصولية: القصد (1)

 468- فائدة فقهية: ما ورد من النهي عن البول في الحمّـام

 191- مباحث الاصول : (مبحث العام) (4)

 134- من فقه الحديث: في قوله (عليه السلام):((إنّا لا نعد الفقيه منهم فقيهاً حتى يكون محدثاً))

 66- موقع مباحث الالفاظ والاستلزامات في الاصول

 342- فائدة فقهية حكم العقل بقبح مطلق الكذب

 178- (المتقدمات) على الظهور المبارك و(المقدمات) و (الممهدّات)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23958250

  • التاريخ : 19/04/2024 - 05:12

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 120- دعوى مساواة (التقليد) للاجتهاد في احتمال الاصابة ،واجوبة خمسة .

120- دعوى مساواة (التقليد) للاجتهاد في احتمال الاصابة ،واجوبة خمسة
الاحد 7 جمادي الثاني 1433هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 
كان الكلام حول الدليل الاول الذي اقيم على وجوب الاجتهاد في اصول الدين وعدم كفاية التقليد, واجمال الدليل:ان في التقليد احتمال الضرر البالغ وهو العقوبة الاخروية والهلاك الابدي اما الاجتهاد فهو المؤمن من ذلك الاحتمال للضرر البالغ وقد سبق بيانه ، وقد ذكرنا انه قد يستشكل عليه بان الاجتهاد لا يعلم كونه اقرب للاصابة للواقع من التقليد لأن التقليد مآله ايضا الى اجتهاد استند اليه المقلد فحال هذا التقليد كذاك الاجتهاد وحال ذاك الاجتهاد حال الاجتهاد الاخر القسيم لذاك الاجتهاد من حيث احتمال اصابة الصحة والبطلان والمطابقة واللامطابقة والصحة وعدمها 
وذكرنا انه يمكن الاجابة عن هذا الاشكال بثلاث اجوبة ونضيف لها جوابين فتكون الاجوبة خمسة: 
الجواب الاول وقد تقدم وانه قد لا تظهر اقربية اصابة رأي المجتهد للواقع ، بالقياس الى التقليد ، في المجتهد وفي المقلد نفسه ، الا انها تظهر في الشاك المخير بين الطريقين فعدم ظهور الاقربية للاجتهاد مقابل التقليد ، في المجتهد بالفعل وفي المقلد بالفعل لا ينفي ظهورها في الشاك بالفعل وهذا يكفينا لأثبات الاقربية في الجملة ولو في حق الشاك والمتحير . 
الجواب الثاني:انه تارة يكون الكلام في حال المقلد نفسه او المجتهد بنفسه وتارة يكون الكلام عن الشخص الثالث الناظر في حالهما،والاشكال انما يتم ، لو تم ، ففي المقلد والمجتهد لكنه لا يتم في حال الشخص الثالث الناظر لهما , وبتعبير اخر:تكليف هذا الثالث الناظر في حال المقلد ماهو؟فاذا اراد الثالث ان يفتح بصيرة المقلد للمجتهد المبطل او ان يكشف الحق للمجتهد المبطل فما هو سبيله اليه ؟ 
انا سبيله هو ان يقول له انظر واجتهد ، فكر وتدبر لعلك تكتشف شيئا اخر، وليس السبيل ان يقول له قلّد وذلك في كلتا الصورتين ، فانه فرضنا المسألة بالصورتين:فتارة يكون طرف الخطاب هو المجتهد المبطل فالشخص الثالث ماذا يقول له؟هل يقول له قلدني في ما ارى ؟ ان هذا الطلب من غير الوارد ان يستجيب له لأن ذاك المجتهد لا يرى لنفسه ان يقلد غير ه في ما خالف اعتقاده فطلب تقليده لغو , لكن للشخص الثالث ان يقول للمجتهد الاخر : اجتهد انظر وتدبر ,فان هذا الطلب احتمال التأثير فيه موجود ليس لغوا اذ لعله ينبعث عنه فيتدبر ويفكر وقد يقبل وجهة نظر الاخر 
والحاصل : ان امر المجتهد الاخر ، ارشادا بالتقليد لغو ، لكن بعثه للاجتهاد من جديد واعادة النظر امر عقلائي 
واما لو كان طرف الخطاب هو المقلد ، فان للثالث ان يقول له انظر وفكر وتدبر كذلك لكن لو قلت له قلدني واترك تقليدك لما قبل ؛ لأن ما توارثه جيلا بعد جيل يمنعه من ذلك فطلب التقليد المعاكس لغو ، اما ان تقول له تدبر وانظر في هذا الكلام فان وجدته صحيحا فبها ونعمت والا فابق على حالك فان احتمال الانبعاث عنه كبير 
ولباب الجواب الثاني هو نقل الكلام الى الشخص الثالث الذي يرى الحق ويريد خطاب كل من المجتهد المبطل والمقلد للمبطل بنظره فيدعوه للاجتهاد والنظر فان هذه الدعوة لا يراها الطرف الاخر لغوا –عادة- 
هذا كله ان لم يكن ذاك الطرف قاطعا ، اما لوكان قاطعا فالسبيل اليه هو زحزحة قطعه ولا يمكن زحزحة قطعه الا بالدعوة للاجتهاد بان يقال له عندنا ادلة لك ان تطلع عليها ولك ان تردها ، لكي ننظر في ردودك مثلا وهذه الطريقة قد توجب زحزحة قطعه عندما ينظر ويتامل ، اذ المهم بعثه لكي يفكر ويتدبر ولو لاجل ان يتصدى للرد لغرض كونه قاطعا لا يحتمل الخلاف ومع التدبر فان احتمال سراية الشك اليه واردة مما يفتح الباب امام الاذعان لاحقا 
الجواب الثالث:هو ان دعوى المساواة في الاصابة بين المجتهد والمقلد انما تصح في صورة الانسداد اي صورة انسداد باب العلم والعلمي في اصول الدين حيث يكون المقلد كالمجتهد قد انسد الباب عليهما فلا فرق بينهما في احتمال الاصابة وعدمها ، اذ لا مقاييس موضوعية تكشف المطابقة وعدمها مع فرض لانسداد 
لكن على فرض الانفتاح لا تتم هذه الدعوى علما بان باب العلم منفتح في اصول الدين باذعان الخصم وباجماع اصحاب الشرايع فلا يستشكل علينا بأن الطرف الاخر يقول بانسداد باب العلم اذ يقال له ان اجماع اصحاب الشرايع على انفتاح باب العلم في العقائد وهم يرون انهم على حق وان ادلتهم مطابقة للواقع ولا يرون ان الباب قد انسد فعملوا بالاصول ,فاذا كان باب العلم منفتحا عند الخصم فلا شك حينئذ في ان المجتهد اقرب للاصابة من المقلد لأن المقلد يعيش حالة الجمود ويعيش حالة الاصرار على الموروث ، واما المجتهد فيعيش حالة الانفتاح كما هو الحق فيمكنه كشف الحقيقة ، فالمجتهد اقرب لكشف الحقيقة من المقلد 
والدليل على ذلك ان الاديان اللاحقة كالاسلام كانت تدعو اصحاب الاديان السابقة الى النظر والتأمل وكل من اسلم او استسلم للدين اللاحق من اهل الشرايع السابقة كان عن طريق الاستدلال والنظر ولم يكن التقليد والجمود على شريعته وموروثاته ابدا الطريق لكشف الحق الجديد فان من يغلق عقله لا يستطيع كشف الشرائع الجديدة الناسخة لسابقتها وكذلك الحال في كل حقيقة جديدة فان الاقرب الى اكتشافها هو المجتهد ،اما المقلد فانه واقف في موضعه وموقعه ومطرق برأسه ولا يستكشف ما امامه او خلفه ، فالاقرب الى اكتشاف الحقائق الجديدة تشريعية كانت ام تكوينية هو المجتهد وليس المقلد , هذا هو الجواب الثالث . 
وهذه الاجوبة تحتاج للتأمل فأن تمت كلها او بعضها لتم الاستدلال بالدليل الاول والا فعلينا البحث عن ادلة اخرى لاثبات وجوب الاجتهاد في اصول الدين 
الجواب الرابع:وهذا الجواب يفصل بين المقلد المحض تقليدا اعمى من جهة وبين المجتهد اجتهادا اجماليا كان او تفصيليا من جهة اخرى بان يقال: ان المقلد تقليدا اعمى ابعد عن الاصابة من المجتهد بقسميه فهما اقرب والمجتهد التفصيلي هو الذي يبحث بنفسه ويتعرف على الرسول او الامام المعصوم مثلا مباشرة ويرى الادلة ويطالعها ويلاحظ الردود لكي يكتشف ان الامام الصادق عليه السلام مثلا هو امام او لا؟هذا هو المجتهد بالتفصيل ، اما المجتهد الاجمالي فلا يقوم بذلك وانما يبحث عن اهل خبرة يثق بدينه وبخبرويته وعقله وتتبعه وتحقيقه فيقلده في ما توصل اليه وقد ذهب بعض الاعلام الى كفاية ذلك في اصول الدين ، وبحسب هذا الرأي فانه لا يشترط في اصول الدين ان تكون مجتهدا تفصيليا بل يكفي الاجتهاد الاجمالي فان اطمئننت له فان ما توصل اليه لك ان تعتمد عليه كما لو كنت انت قد توصلت اليه مباشرة ،اذ وزان هذا وزان ذاك فلو كنت انت اهل خبرة لما اختلف الحال من حيث احتمال الاصابة فيما لو كانت خصوصياته كخصوصياتك 
اذاً الجواب الرابع يفرق بين التقليد الاعمى وبين الاجتهاد فيقول الاجتهاد بقسميه اقرب للاصابة 
وبرهان ذلك واضح لأن التقليد الاعمى يعني التقليد غير المستجمع للشرائط اي يقلد اباه لا لأنه مجتهد خبير منصف بل لأنه والده ، فيقلده لا لانه سلك الطرق العقلائية بل لمجرد التعبد بكلامه وان سلك الطرق غير العقلائية كالرمل والاسطرلاب والخيرة والطيرة , وهذا التقليد غير المستجمع للشرائط لا شك بنظر العقلاء في ان احتمال اصابته للواقع ضعيف جدا اما رأي الخبير المستجع للشرائط فهو طريق عقلائي واحتمال اصابته للواقع كبيرة . 
الجواب الخامس وهو جواب لطيف ويعد ردا ايضا على التفصيل المتقدم بأن يقال:ان الاجتهاد اقرب للاصابة من التقليد بوجه جديد وهو ان المقلد يحتمل فيه ان يكون قد جانب الحق وضل الطريق من وجهين : الاول : لاحتمال كون المجتهد الذي يرجع اليه قد اخطأ في اجتهاده والوجه الثاني لاحتمال كون المجتهد الذي رجع اليه قد تعمد ايقاعه في الضلال وهذا الاحتمال الثاني منتف في المجتهد بنفسه فانه لو تصدى بنفسه للاجتهاد لاستفرغ الوسع ليكتشف مثلا ان هذا هو نبي وان هذا الدين الجديد هو صحيح او لا؟ اما في من قلده فيحتمل ان يكون قد تحكمت فيه الاهواء والشهوات وحب المنصب والجاه ، والدليل على ذلك التتبع الخارجي والايات تدل عليه كقوله تعالى(وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ) وقوله عز وجل (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) فان المتكبرين الذين كذبوا الرسول وعرفوا الحقيقة لم يقولوا لاتباعهم انهم عرفوا الحق بل كذبوا عليهم تعنتا وتكبرا وحبا للمنصب وغيرها ، اذاً (المقلد) يحتمل فيه –اي في اخذه بقول الغير تعبدا- عدم الاصابة من جهتين : الخطأ والكذب المتعمد ، اما لو اجتهد بنفسه فقد يكون مخطئأ لكنه لا يتعمد الكذب على نفسه عادة ، واذا وجد انسان شاذ ، ويتعمد الكذب على نفسه فهو نادر على انه حتى لة تعمد الكذب على نفسه فانه لا ينفي ذلك رؤيته للحقيقة ثبوتا وان لم يعقد عليها قلبه . 
الواقع الخارجي يدل على ذلك فان الكثير من الناس قد يسلم او يتشيع لكنه يكتم ذلك خوفا على نفسه او من يخصه او على وجاهه و منصبه وعلى هذا فاننا نقول لذلك العامي : من ادراك ان ذاك الذي تقلده وتتبعه يقول ما يقوله صادقا وعن قناعة حقيقية نابعة عن اجتهاد حقيقي واقعي ؟ اذ لعله يكون نابعا عن هوى او تعصب ، لكنك اذا نظرت واجتهدت احرزت عدم وجود الهوى والتعصب والكذب المتعمد فان اقتنعت فبها والا فانت وما تختار . وللحديث صلة تأتي ان شاء الله تعالى وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين ... 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد 7 جمادي الثاني 1433هـ  ||  القرّاء : 3390



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net