||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 422- فائدة أصولية: حال الجملة الاستثنائية في مرتبة قصد المتكلم

 فقه الرؤى

 208- انسانية الرسالة النبوية وعالميتها والغاية العليا من الخلقة والبعثة

 7- فائدة ادبية لغوية: عُرفية التعبير بصيغة المبالغة وإرادة المجرد

 137- من فقه الحديث: في قوله (عليه السلام): ((والله إنّا لا نعد الرجل فقيهاً حتى يعرف لحن القول))

 المرابطة في زمن الغيبة الكبرى

 366- (هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (15) الآيات المكية والمدنية: الثمرات وطرق الإثبات

 451- فائدة فقهية: التمييز المعتبر في معاملات الصبي

 107-فائدة فقهية: الاقسام الاربعة للتورية

 66- موقع مباحث الالفاظ والاستلزامات في الاصول



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4533

  • التصفحات : 28095997

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 169- المحتملات في طرف الخطاب في آية (قل انظروا) ونظائرها ، خمسة . وماهو المستظهر؟ .

169- المحتملات في طرف الخطاب في آية (قل انظروا) ونظائرها ، خمسة . وماهو المستظهر؟
السبت 26 ذي القعدة 1433هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 
كان البحث حول الاستناد إلى الآيات الشريفة بطوائفها المختلفة ،لإثبات وجوب النظر والاستدلال في أصول الدين، وتحريم التقليد ، ووصلنا إلى الطائفة الرابعة ، وذكرنا أن المحتملات هي حوالي (51) محتملا كتشخيص لمتعلَّق هذه الآيات الشريفة . 
مبحث اليوم هو: ماهو المستظهر من هذه الآيات (قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون). وقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى)، وقوله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً). 
إذ يحتمل القول بأنها تشمل هذه الصور الخمسين إلا واحدة استثنيناها استثناء قطعيا وهي الصورة الخامسة عشرة، فهل أن هذه الآيات تشملها بأجمعها أو تشمل بعضها ؟ 
الظاهر مبدئيا أن يقال بأن هذه الآيات لا تشمل بظهورها إلا غير المصيب بأقسامه ، وبذلك تخرج صور الإصابة . 
وبتعبير آخر: فإن (قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)خطاب للمبطلين بشتى ألوانهم ، مجتهدين كانوا أم مقلدين أم سالكين طرقا أخرى ،وظانين كانوا أو شاكين أو معاندين (أي غير عالمين بالحق،وأيضاً المعاندين له) أو حتى الجاهلين جهلا مركبا عن قصور أو تقصير ، على خلاف لنا مع المشهور في هذا الأخير، حيث لم يروا إمكان خطاب القاطع أي الجاهل المركب ، وقد سبق بعض الكلام حول ذلك. 
إذن المستظهر أنهذه الآياتهي خطاب للمبطلين بمختلف ألوانهم وأنواعهم وأشكالهم لكن لا بعنوان غير المصيب بل بعنوان آخر ، أي أنها لم تكن خطابا لغير المصيب معنوِنةًإياه بـ(يا أيها الذين لم يصيبوا) أو (يا غير المصيب) ، وإنما خاطبت غير المصيب بعنوان آخر هو الكافر مثلا أو غير المؤمن . 
وبالتالي ، فإن الخطاب إما موجه للكفار فقط بنحو (القضية الخارجية)، أو هو موجه للكافر وغير الكافر من أقسام غير المصيب ، كما في المتعلق بأصول الدين ولواحقها، فإن إنكارأصول الدين على نوعين ، فبعضها يؤدي إنكارها إلى الكفر وهي نفس أصول الدين ، وبعضها ـ أي ملحقاتها ـ لا يؤدي إنكارها إلى الكفر المقابل للإسلام بالمعنى العام ، كإنكار تجرد الله تعالى . فإن أهل الخلاف المدعين لجسمية الرب ليسوا بكفرة بالاصطلاح الأول، أي بالمعنى العام للإسلام ، فتجرى عليهم أحكام الإسلام الظاهرية من طهارة وحلية نكاحٍ وإرث وما أشبه ذلك . 
إذن هذه الآيات بحسب هذا الاستظهار تشمل أكثر الصور السابقة (أي حوالي 40صورة) ويخرج منها الأقل (10 أو 12صورة). 
القضية الخارجية والحقيقية في المصطلح المنطقي 
وهنا نقطة مهمة ، وهي أن المتعارف بحسب الاصطلاح المنطقي للقضية الخارجية أنها : ما كان الحكم فيها على الأفراد المحققة الوجود في أحد الأزمنة الثلاثة ، مثل (نجح من في هذه المدرسة) ، أو (سينجح من في هذه المدرسة) أو ( ناجحٌ من في هذه المدرسة). فالقضية الخارجية إذن هي أعمّ من الماضي والحاضر والمستقبل . 
أما المعنى المعهود عن القضية الحقيقية في الاصطلاح المنطقي فهو أعم من ذلك كله : فتشمل الأفراد المقدرة الوجود ، أي المفروضة الوجود ، وإن لم توجد في زمن من الأزمنة لا ماضيا ولا حاضرا ولا مستقبلا ، أي لو فرض وجوده لحُكم عليه بكذا. 
القضية الخارجية والحقيقية بمصطلحنا فإن القضية الخارجية هي ما كان الخطاب أو الحكم فيها موجها للأشخاص بأعيانهم ، وأما القضية الحقيقية فنقصد منها ما كان الخطاب أو الحكم محمولا لا على الأشخاص بأعيانهم وبعنوان كونهم أشخاصا وأفرادا متشخصين ، بل ما كان الحكم فيها محمولا على المتصفين بجملة من الصفات ، والخطاب لمن اتصف. 
وعلى ضوء هذا المصطلح فسوف يتضح المراد من قوله تعالى (قل انظروا)و(أفلا يتدبرون)وما أشبه ذلك وانه بنحو القضية الخارجية، بهذا المعنى. 
ومن الملاحظ أن المصطلح الثاني ـ الجديد ـ حتى بشقه الأول أعم من المصطلح الأول حتى بشقه الثاني (الذي هو القضية الحقيقية الأعم ). 
فائدة هذا الاصطلاح:ويمكن أن يشكل هذا الاصطلاح البوصلة التي تكشف لنا الجهة أو الفئة التي تخاطبها الآيات، أن الآيات عن أية قضية تتحدث: وهل هي خارجية تخاطب أعيان الأشخاص.. أم حقيقية تخاطب المتصفين بصفات معينة، وهذا هو الأكثر نفعاً في الخطابات القرآنية. 
من هنا ، يمكن القول أن المحتملات في آية (قل انظروا)ونظائرها خمسة : 
الأول:هو خطاب للكفار بنحو القضية الخارجية(بحسب مصطلحنا الجديد).أي هو خطاب للأشخاص بما هم أشخاص. فربُّنا تعالى لاحظ الكفار الخارجيين بأعيانهم فوجدهم على باطل فخاطبهم بقوله (قل انظروا)وبقوله(أفلا يتدبرون)، فهو خطاب لأشخاص معينين ، وإن كان وجه توجه الخطاب لهم هو كونهم مبطلين ، لكنّ الخطاب للأشخاص بنحو القضية الخارجية كما شرحناها. 
الثاني: وهو اعم من الأول، وهو الذي نستظهره، وهو أن يكون الخطاب للكفار المنكرين ويضاف إليهم المتحيرين . فبعض الآيات ظاهرها هذا ، أي أنها في الوقت نفسه خطاب للمنكرين جحوداً (لمن يقول لا إله، عنادا) ، وكذلك هي خطاب لمن هو كافر جهلاً ( لا يوحِّد الله،لا عن عناد) وإنما يقول أنا متحير. 
والحاصل: إن الظاهر هو أن بعض الآيات خاصة بالمنكر الجاحد، وبعضها عامة للمتحيرأيضا .فمثلا قوله تعالى: إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّقُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ، فهذه الآية ظاهرها الأعم ، إذ تشمل المتحير فإنه أعمى أيضاً . أما المنكر فهو أعمى مضاعف ،لأنه أعمى ومُصر على عماه، بينما المتحير أعمى فقط. اذن ظاهر هذه الآية أنها خطاب لكلا الفريقين ، المنكر والمتحير ، بنحو القضية الخارجية أي أنها تلاحظ مجاميع المنكرين بأشخاصهم ومجاميع المتحيرين بأعيانهم أي من هو متحير بالحمل الشايع الصناعي، فتخاطبهم ... 
أما مثل الآية الأولى(قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)فظاهرها أنها أعم، ولكن قد يستظهر من نهاية الآية (وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)أن الخطاب للمنكر الجاحد وليس للمتحير، فإن الآيات والنذر تغني عنه عادة. 
هذا لو قلنا أن هذا المقطع القرآني يعطي ظهورا للخطاب بأنه خاص بالمنكر. وأما لو لم نقل ذلك وقلنا بان هذا مجرد قرينة سياق فان الآية تبقى عامة لكلا الفريقين. 
وكذلك الأمر في قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى)فإن ظاهرها الأعم. 
اذن الخطاب في هذه الآيات بنحو القضية الحقيقية بحسب مصطلحنا وطرف الخطاب هو غير المصيب ولكن لا بعنوانه.فربنا لا يخاطب هنا غير المصيبين بعنوان (يا أيها الناس غير المصيبين للحق ) وانما يخاطبه بعنوان الكافر وعنوان لا يؤمنون وما أشبه ذلك من المتصفين بنظائر تلك الصفات. 
الثالث:أن يكون الخطاب لغير المصيب ، فتدخل حوالي (40)صورة مما أسلفنا الحديث عنها. 
إن قلت :الخطاب لغير المصيب بعنوانه لغو ، فإن غير المصيب لا يرى نفسه غير مصيب فلا يكون أمره أو نهيه باعثا أو زاجرا . 
قلت : أن غير المصيب على قسمين: 
أ ـ العالم بالحق المنكر له(أي العالم بأنه غير مصيب)، يعني الجاحد المعاند. وهذا يمكن خطابه بعنوان غير المصيب أي بعنوان أنك في مذهبك غير مصيب وأنت معترف بأنك غير مصيب إذ تعرف الحق وتجحده ، فبناء على هذا،فمن المحتملات أن تكون الآيات خطابا لغير المصيب من الأقسام التي سلفت، ولا تلزم اللغوية بدعوى انه لا يمكن زجره (إذ لا يرى نفسه غير مصيب). 
ب ـ الجاهل بأنه غير مصيب . أي الجاهل المركب . وهذا لا يمكن خطابه بـ (يا غير المصيب) اي بعنوان غير المصيب حسب المشهور. اللهم إلا بتخريج أن خطابه بغير المصيب يمكن أن يورثه الشك ويزلزل قطعه. وبالتالي فإن خطابه ليس لغوا. 
هذا كله ثبوتاً وإمكاناً ولكن هل هذا هو المستظهر من الآية ،أم أن المستظهر منها أنها خطاب للجاحدين فقط؟. 
الظاهر أنها ليست خاصة بالجاحد، فإن (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً). والظاهر أن الخطاب فيها للأعم من المنكر لا عن جهل جحوداً ومن المنكر لا عن عناد(جهلاً مركباً)، وحتى المتحير، وعلى هذا فليس الخطاب لغير المصيب بعنوانه، للزوم اللغوية من خطاب الأخيرين على المشهور.ونحن نستظهر الأول والثاني كما سبق، وبقي علينا أن ننفي الاحتمال الرابع والخامس . 
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين. 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : السبت 26 ذي القعدة 1433هـ  ||  القرّاء : 3572



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net