||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 469-فائدة فقهية: بعض وجوه حل التعارض في روايات جواز أمر الصبي

 68- ورود مصطلح التعارض ونظائره في الروايات

 36- فائدة اصولية: اخبار الترجيح منها ما ترتبط بباب الفتوى ، ومنها ما ترتبط بباب الروايات

 112- فائدة روائية: فقه المصطلحات المزدوجة الاستعمال

 280- (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) 5 الصراط المستقيم في الحجج والبراهين ورهان باسكال

 220- اليقين محور الفضائل وحقائق حول ( الشك) وضوابط الشك المنهجي ومساحات الشك المذمومة

 55- (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)1 الدعاء كإستراتيجية وكنهج وكوسيلة وكهدف

 ملامح العلاقة بين الدولة والشعب في ضوء بصائر قرآنية (1)

 275- (هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) 12 دور (الحكمة) وعلم المستقبل في نهضة الامة

 368- فوائد فقهية: المقصود بالرشد



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4533

  • التصفحات : 28091194

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 362- 4 ــ فقه رواية ( اني لأتكلم على سبعين وجهاً في كلها المخرج ) 3ــ ( انا نجيب الناس على الزيادة والنقصان .

362- 4 ــ فقه رواية ( اني لأتكلم على سبعين وجهاً في كلها المخرج ) 3ــ ( انا نجيب الناس على الزيادة والنقصان
الأحد 9 ربيع الآخر 1435هـ

 بسم الله الرحمن الرحيم 

 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
مبادئ الاستنباط 
 
منتخب من روايات المعاريض 
 
قوله ( عليه السلام ): (اني لاتكلم على سبعين وجها..) 
 
ورى في بصائر الدرجات والاختصاص عن الإمام الصادق ( عليه السلام ): (اني لاتكلم على سبعين وجهاً لي في كلها المخرج)([1]) 
 
(الصادق: إنّا لنتكلم بالكلمة لها سبعون وجهاً لنا من كلها المخرج)([2]) 
 
مفاد (اني اتكلم) و(انا لنتكلم) 
 
والملاحظ ان الإمام ( عليه السلام ) عبّر تارة بـ(اني لاتكلم) في الرواية الأولى وبـ(انا لنتكلم) في الرواية الثانية، فانه ( عليه السلام ) لو اقتصر على (اني) لما أفاد إلا انه طريقته ( عليه السلام ) فلعلها خاصة به صلوات الله عليه لظروف معينة دون سائر المعصومين عليهم الصلاة والسلام، اما حيث قال (انا لنتكلم) فانه أفاد ان هذه المنهجية هي منهجية عامة الأئمة وطريقتهم. فلا بد من أخذها بعين الاعتبار في فقه كلامهم ودرايته 
 
الفرق بين (في) و(من) 
 
ولا بد من التدبر أيضاً في وجه اختلاف تعبير الإمام ( عليه السلام ) حيث عبر بـ(من) في احدى الروايتين وبـ(في) في الأخرى. 
 
ولعل لظاهر قوله (لي في كلها المخرج) ان الوجوه السبعين هي مراده بالإردة الجدية وفي كل واحدمنها مخرج عن الاعتراض عليه والإشكال، فتنطبق على البطون والمعاريض([3]). 
 
وقوله (لنا من كلها المخرج) يراد به ان الوجوه السبعين ليست بمراده بالإرادة الجدية، وهناك مخرج عن كلها، فتنطبق على التقية والتورية. 
 
ويتجلى ذلك أكثر عبر تشبيه المعقول بالمحسوس فانه فرق كبير بين قولك (لي من هذه الدار المخرج) فانه يراد به ما ينفع للخروج منها. 
 
أو قلت (لي في هذه المخرج) فانه يدل على ان المخرج هو في داخلها مع البقاء فيها وفي حدودها ودائرتها 
 
قوله ( عليه السلام ): (ان الكلمة لتنصرف على وجوه) و... 
 
وروي في البصائر (إِنَّ الْكَلِمَةَ لَتَنْصَرِفُ عَلَى وُجُوهٍ فَلَوْ شَاءَ إِنْسَانٌ لَصَرَفَ كَلَامَهُ كَيْفَ شَاءَ وَ لَا يَكْذِبُ)([4]) 
 
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ): (وَإِنَّ الْكَلِمَةَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ تَنْصَرِفُ إِلَى سَبْعِينَ وَجْهاً...)([5]). 
 
الفرق بين (الكلمة) وكلمتهم ( عليه السلام ) 
 
وظاهر قوله ( عليه السلام ) (ان الكلمة...) ان الكلمة بما هي هي وإن لم تكن صادرة منهم، لها صلاحية ذاتية لكي تنصرف إلى معاني ووجوه عديدة. 
 
واما قوله (ان الكلمة من آل محمد) فتفيد مزية بلحاظ صدور الكلمة منهم عليه السلام (ان الكلمة من آل محمد تنصرف إلى سبعين وجهاً) ومن جهات ذلك: ان الملاحظ في تلك الرواية انه ( عليه السلام ) ذكر (لتنصرف على وجوه) اما في الرواية الثانية والروايتين السابقتين وغيرها فقد ذكر (سبعين وجها) وذلك لأن صدور الكلمة منهم أفاد قيمة أخرى إلى قيمتها الذاتية واعطاها مزيداً من الصلاحية. 
 
وبعبارة أخرى: ان الكلمة من الإنسان غير المعصوم (عليهم السلام) تنصرف على وجوه على حسب درجات علميته، اما الكلمة من المعصوم ( عليه السلام ) فتنصرف إلى وجوه كثيرة بلا حصر ولا حد.
 
قوله ( عليه السلام ) (انتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا) 
 
وروى في الاختصاص: (انتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا ان كلامنا ينصرف على سبعين وجهاً)([6]). 
 
المراد بـ(معاني كلامنا) 
 
وقوله (معاني كلامنا) يفيد انها واقع وانها بأجمعها مراده، فليست تقيةً كما ليست بعض أنواع التورية، و(معاني كلامنا) تشمل البطون – وهي الطولية – والمعاريض – وهي العرضية على التفسير الأخص كما سبق - وبعض أقسام التورية الأربعة السابقة فتدبر 
 
وقوله (ينصرف) أعم من كونه مجملاً أو متشابهاً، ثم المتشابه على درجات كما انه انتسابي، فان ما هو متشابه بالنسبة لشخص قد يكون مجملاً بالنسبة لشخصٍ آخر، وعليه: فكلامهم الشامل لسبعين بطناً أو مِعراضاً يكون متشابهاً بحسب بطن أو بطون لأسخاص ومحكماً بحسبها لأشخاص آخرين. 
 
ومن ذلك تُعرف مراتب الرواة([7]) 
 
المراد بـ(الوجه) في هذه الروايات 
 
واما (الوجه) فله معاني عديدة، إلا ان ما يحتمل انطباقه على الوجه في هذه الروايات ونظائرها هو أحد معنيين: 
 
1- الوجه بمعنى الجهة، كقوله تعالى: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ...)([8]) أي هناك جهة الله أي الجهة التي أمر الله بها – كما فسرها البعض([9]) وفسرها السيد الوالد في التبيين (أي ذاته) 
 
2- الوجه بمعنى القصد والمقصد كقوله تعالى: (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً..)([10]) أي أقم قصدك([11]) أي اجعله خالصاً لله قائماً له – كما فسرها البعض وفسرها السيد الوالد في (تبيين القرآن) بـ(إقامة الوجه للدين بان لا اصرف وجهي عن الإسلام) 
 
فـ(سبعين وجهاً) يعني سبعين جهة أو سبعين قصداً ومقصداً 
 
والفرق: ان الجهة قائمة بالكلام نفسه اما القصد فقائم بالمتكلم. 
 
ويتفرع عليه: ان الجهات لو كانت قائمة بالكلام لكانت لها ضوابط، وامكن الوصول إليها احتمالا([12])، عكس ما لو كانت قائمة بالمتكلم إذ لا مساغ لنا الى ذواتهم المقدسة. ولهذا تفصيل لا يسعه المقام. 
 
قوله ( عليه السلام ) (انا نجيب الناس على الزيادة والنقصان) 
 
وجاء في معتبرة منصور بن حازم (قال: قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) ما بالي اسألك عن المسألة، فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك غيري فتجيبه بجواب آخر فقال: أنا نجيب الناس على الزيادة والنقصان)([13]) 
 
معاني الزيادة والنقصان 
 
أقول يحتمل في قوله ( عليه السلام ) (الزيادة والنقصان) وجوه: 
 
الأول: الزيادة والنقصان على حسب عقول السائلين ومستوياتهم؛ إذ كلما ازداد المستوى أمكن التعمق الأكثر والتشقيق والتفريع والتفصيل([14]) 
 
الثاني: انهما على حسب أسئلتهم، فقد يوجز السائل وقد يفصل وقد يرغب في هذا أو ذاك. ويتفرع على ذلك (قرينة السؤال) فانها كثيراً ما توضح حال جواب الإمام ( عليه السلام ) إذ بالسؤال قد يعرف وجه كلامه ( عليه السلام ) أو يفيد الانصراف أو يعلم منه ومن مستوى السائل انه فتوى أو تعليم. 
 
وقد ضاعت بتقطيع الأحاديث بعض هذه القرائن مما يمكن تدارك كثير منها بضمّ أجزاء الرواية بعضها إلى بعض فتدبر جيداً 
 
الثالث: انهما على حسب الأوضاع الخارجية: 
 
ومنها: التقية([15]) 
 
ومنها: كونه في مقام الفتيا أو التعليم فان مقام الفتيا هو مقام الإيجاز اما مقام التعليم فهو مقام التفصيل. 
 
ومنها: ظروف الإمام ( عليه السلام ) نفسه من سعة وقت أو إنشغال بمزاحم أهم أو شبه ذلك. 
 
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين 
 
 
([1]) بصائر الدرجات ص 328. 
 
([2]) بصائر الدرجات ص329. 
 
([3]) فكل وجهٍ في حد ذاته يشكل مخرجاً بنفسه. 
 
([4]) وسائل الشيعة ج27 ص117. 
 
([5]) بحار الأنوار ج25 ص172. 
 
([6]) الاختصاص ص288. 
 
([7]) فقد يكون اللفظ بلحاظ ستين معنى من السبعين محكماً بالنسبة لسلمان المحمدي مثلاً ويكون اللفظ بلحاظ خمسين معنى محكماً بالنسبة لزرارة أو جابر، وبلحاظ عشرة معاني أو أقل محكماً بالنسبة لنا. 
 
([8]) سورة البقرة آية 115. 
 
([9]) كما في مجمع البحرين. 
 
([10]) سورة يونس آية 105. 
 
([11]) كما في مجمع البحرين. 
 
([12]) فيما لو بيّنوها هم صلوات الله عليهم. 
 
([13]) الكافي ج1 ص65 وبحار الأنوار ج2 ص228. 
 
([14]) ولذا نجد الكتب الدراسية متدرجة في المستوى فقد يطرح المؤلف في الكتاب الأصولي أو الفقهي الابتدائي قولين ودليلين ونقاشين بينما يطرح في الكتاب اللاحق عدة أقوال وأدلة ومناقشات ومناقشات على المناقشات وهكذا. 
 
([15]) فقد يجيب ( عليه السلام ) على أصل المسألة المتفق عليه، دون التفصيل لكونه خلافياً، ويجيب ( عليه السلام ) الآخر بالتفصيل إذ لا تقية.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الأحد 9 ربيع الآخر 1435هـ  ||  القرّاء : 5416



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net