||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 63- (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) 6 على ضوء (الإصطفاء الإلهي): فاطمة الزهراء عليها سلام الله هي المقياس للحق والباطل

 383- فائدة أصولية: توقف الاجتهاد في المسائل الفرعية على الاجتهاد في مناشئ مقدماتها

 425- فائدة أصولية: اتحاد الإرادة الجدية مع الإرادة الاستعمالية وافتراقهما في الجملة الاستثنائية

 55- بحث اصولي: المراد من (مخالفة الكتاب) الواردة في لسان الروايات

  327- (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) (2) خدمة الناس والوطن

 462- فائدة فقهية: دليل السيرة على إفادة بيع الصبي الملك

 455- فائدة أصولية: الثمرة بين القول باحتياج السيرة إلى إمضاء المعصوم، وعدم احتياجها

 342- فائدة فقهية حكم العقل بقبح مطلق الكذب

 196- ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) ـ7 الابتلاء في الموقف الشرعي من الاديان والابدان ومع السلطان

 129- بحث اصولي: هل هناك تدافع بين النظرة العرفية في النصوص والنظرة الدقية، معاريض الكلام نموذجاً؟



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23956779

  • التاريخ : 19/04/2024 - 02:15

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 398- الوجه الخامس والسادس لمعالجة الروايات المتعارضة في قضية هاروت وماروت وانهما عصيا الله تعالى ام لا؟ .

398- الوجه الخامس والسادس لمعالجة الروايات المتعارضة في قضية هاروت وماروت وانهما عصيا الله تعالى ام لا؟
الاربعاء 9 جمادى الثانية 1435هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيَّما خليفة الله في ألأرضين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
مبادئ الاستنباط 
 
بحوث تطبيقية : اصولية وعلى ضوء فقه المعاريض 
 
بقية طرق علاج تعارض روايات عصيان هاروت وماروت، ومسخ ( الزهرة ) 
 
5- اللجوء الى تعدد القراءات 
 
فان قوله تعالى( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ) ([1]) يحتمل في قوله ( ملَكين ) ان تقرأ ( ملِكين ) وأنّ ملِكين من ملوك الارض هما اللذان قتلا وشربا الخمر و ... وهما اللذان علَّما الناس السحر ، وأن المراد بـ( أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ ) ليس الانزال من قِبَل الله تعالى ولا من السماء ، بل الانزال من جهة اخرى اعلى ولعلها كانت من الشياطين او جماعة ظهيرة لهما كانت تسكن بعض اعالي الارض كالجبال او الربوات وكانت هي التي تمدهما بالسحر وغيره. 
 
المناقشة في هذا الوجه مبنى وبناءاً 
 
لكن هذا التوجيه يتوقف على امور: 
 
الامر الاول : مبنىً : بالقول بتعدد القراءات . 
 
الامر الثاني: بناء : بثبوت هذه القراءة ممن يعتمد عليه. 
 
الامر الثالث: صلاحية الروايات لهذا التوجيه وامكانية حملها على ( الملِكين ) بالكسر . 
 
اما الاول: فالظاهر عدم تماميته سواء أقيل بتعدد النزول على عدد القراءات السبع او العشر او الاكثر ، ام قيل بنزول احدها وامضاء البقية ، وتنقيحه في محله([2]) 
 
واما الثاني: فان هذه القراءة قد رويت عن ابن عباس ، كما رُوي التوجيه السابق عنه . قال في مجمع البيان([3]) ( ومعنى قولهما (إنما نحن فتنة) (فلا تكفر) يكون على طريق الاستهزاء والتماجن ([4])، لا على سبيل النصيحة والتحذير. ويجوز على هذا التأويل أيضا الذي يتضمن النفي والجحد، أن يكون هاروت وماروت اسمين للملكين، ونفي عنهما إنزال السحر، ويكون قوله (وما يعلمان) راجعا إلى قبيلتين من الجن والإنس، أو إلى شياطين الجن والإنس، فيحسن التثنية لهذا، وروي هذا التأويل في حمل (ما) على النفي، عن ابن عباس وغيره من المفسرين. وحكي عنه أيضا أنه كان يقرأ على الملكين بكسر اللام، ويقول متى كان العلجان([5]) ملَكين إنما كانا ملِكين؟ وعلى هذه القراءة لا ينكر أن يرجع قوله (وما يعلمان من أحد) إليهما. ويمكن على هذه القراءة في الآية وجه آخر، وإن لم يحمل قوله (وما أنزل على الملكين) على الجحد والنفي، وهو: أن يكون هؤلاء الذين أخبر عنهم اتبعوا ما تتلوه الشياطين وتدعيه على ملك سليمان، واتبعوا ما أنزل على الملكين من السحر، ولا يكون الإنزال مضافا إلى الله تعالى، وإن أطلق لأنه، جل وعز، لا ينزل السحر بل يكون أنزله إليهما بعض الضلال، ويكون معنى (أنزل) وإن كان من الأرض حمل إليهما لا من السماء أنه أتي به من نجود البلاد وأعاليها. فإن من هبط من النجد إلى الغور، يقال: نزل ) 
 
ولكن مع قطع النظر عن البحث المبنائي فهل يثبت ورود القراءة بقول ابن عباس ؟ 
 
قد يقال نعم ، لانه لايقلُّ عن غيره من القراء فاذا ثبتت القراءة باحدهم (مثل عاصم وحفص و...) فكيف لا تثبت به ؟ اضافة الى ان اصالة الحسِّ محكَّمة لو دار الامر بين كون قراءته اجتهاداً منه او نقلاً وسماعاً عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) او امير المؤمنين( عليه السلام ) او لاستبعاد ان يعتمد في قراءة القرآن – وهي مسألة خطيرة جداً - على الحدس والاجتهاد مع انفتاح باب السؤال والحس. فتأمل([6]) 
 
واما الامر الثالث: فالظاهر ان لسان الروايات([7]) يأباه بشدة فانها صريحة في كونهما من الملائكة لا من الملوك من البشر فراجعها. 
 
6- ان المراد بالقضية الحملية في الروايات هو القضية الشرطية 
 
ومن وجوه الجمع ان يقال: بان الروايات المثبتة لارتكاب هاروت وماروت للكبائر لايراد بها ظاهرها من القضية الحملية والإخبار عن الوقوع ، بل المراد بها القضية الشرطية اي انهما لولا ان ثبتّهما الله تعالى لقتلا وزنيا وشربا الخمر وعلّما السحر بالباطل، او فقل : انهما كانا قد قتلا ان لم تتداركهما رحمة من الله فهي تفيد ما يقيده قوله تعالى ( وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ) ([8]) 
 
وحمل الحملية على الشرطية وان كان خلاف الظاهر ، لكن القرينة التي تدعو إليه هي روايات الطائفة الاخرى النافية لوقوع هذه المعاصي منهم جزماً ، فتحمل المثبِتة على المجاز بالمشارفة او على القضية الشرطية كما سبق . 
 
عرفية ووقوع ارادة الشرطية من الحملية 
 
لــــــكـــــن تمامية هذا الوجه متوقفة على امرين: الاول: اصل عرفية حمل الحملية على الشرطية ووقوع ذلك في بعض الايات والروايات. الثاني: عرفية ذلك في المقام . 
 
اما الامر الاول : فالظاهر عرفيته ووقوعه في موراد عديدة : 
 
ومنها: قوله تعالى ( لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ )([9]) 
 
قال الشيخ الطوسي في التبيان([10]) ( ومعناه إن كان الامر على ما تدعيه لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، فاضاف السؤال إلى المفعول به وهي النعجة وإن أضيف إليها. ثم اخبر ان كثيرا من الشركاء والخلطاء ليبغي بعضهم على بعض فيظلمَه. وقال أصحابنا: كان موضع الخطيئة أنه قال للخصم لقد ظلمك من غير ان يسأل خصمه عن دعواه وفي آداب القضاء ألا يحكم بشئ ولا يقول حتى يسأل خصمه عن دعوى خصمه، فما أجاب به حكم به. وهذا ترك الندب في ذلك، وفي ذلك قول آخر: وهو إن في الناس من قال: إن ذلك كان صغيرة منه وقعت مكفّرة 
 
والشرط الذي ذكرناه لابد فيه، لانه لا يجوز ان يخبر النبي ان الخصم ظلم صاحبه قبل العلم بذلك على وجه القطع، وإنما يجوز مع تقرير الشرط الذي ذكرناه ) وذهب الى نظيره في مجمع البيان او تبعه فيه. 
 
ووجه اللجوء للقضية الشرطية واضح : فان عصمة الانبياء تمنع عن كل من أ- القول بـ( حُكمِهِ بغير الحق) لمجرد سماع قول احد الطرفين قبل ان يسمع للطرف الآخر ، بل ذلك منقصة للقاضي العادل فكيف بالمعصوم ؟ بل هو حرام . 
 
ب- كما تمنع القول بـ( اخباره ) بـ( لقد ظلمك ...) وان كان قبل الحكم فان الاخبار بخلاف الواقع قبل التثبُّت وقبل سماع كلام الطرف الآخر منقصة يَجِلّ عنها متوسطوا العقلاء فكيف بالانبياء وهم سادة العقلاء ؟ فلا مناص من حمل الحملية على الشرطية . فتأمل . 
 
ومنها : قوله تعالى: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) فان ظاهرها حملية لكن واقعها شرطية اي ( لولا ان رأى برهان ربه لهمَّ بها فحيث رأى برهان ربه لم يَهُمّ بها ) وهذا هو احد محامل الاية 
 
ومنها: قوله تعالى (وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ) ([11]) 
 
ومنها قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآَثِمِينَ ) ([12]) فتأمل. 
 
المناقشة في الوجه السادس 
 
واما الامر الثاني: فان الظاهر ان مراجعة تمام روايات الطائفة المثبِتة لارتكابهما المعاصي ، تفيد القطع بعدم عرفية حملها على الشرطية ابداً اذ ليست ظاهرة في الحملية بل هي نص فيها بل هي من اوضح النصوص ، فتأمل 
 
فائدة هذا الوجه اما في المقام او غيره 
 
تنبيه: لايخفى ان الوجوه السابقة واللاحقة، ان استظهر بعضَها الفقيه في موردِ البحث فبها ونعمت والا فان ذلك لا ينفي اهميتها نظراً لجريانها في العديد من الموارد الاخرى فتدبر جيداً. وللحديث صلة.. 
 
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين 
 
 
([1]) - سورة البقرة : اية 102 
 
([2]) - يراجع ( متى جمع القرآن ) للسيد الوالد وغيره 
 
([3]) - مجمع البيان : ج1 ص329 
 
([4]) - تماجن: تمازح. 
 
([5]) - العلج: الرجل الضخم من كفار العجم، وبعضهم يطلقه على الكافر مطلقا.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاربعاء 9 جمادى الثانية 1435هـ  ||  القرّاء : 3999



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net