||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 كونوا قِمَماً واصنعوا القِمَم

 178- (المتقدمات) على الظهور المبارك و(المقدمات) و (الممهدّات)

 226- الدعوة الى الله تعالى عبر الادب التصويري والمشاهد التجسيدية

 224- مخططات الاستعمار ضد ثوابت الشريعة

 156- الانذار الفاطمي للعالم البشري والدليل القرآني على عصمة الصديقة الزهراء(عليها افضل السلام)

 304- الفوائد الأصولية (الحكومة (14))

 77- (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)-2 ماهية وإطار العلاقة بين الدول والشعوب

 350- الفوائد الاصولية: بجث الترتب (1)

 188- حقوق المسلمين في رسالة الامام زين العابدين (عليه السلام )

 273- مباحث الأصول: (الموضوعات المستنبطة) (3)



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23703890

  • التاريخ : 29/03/2024 - 01:38

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 405- التنقيح : ( دعوى ان الموضوعات الصرفة ومنها التطبيقات ليس من وظيفة المجتهد فلا يجوز تقليده فيها ) الجواب : 1ــ ان عدم كون امرٍ وظيفةً اعم من حرمة اتباعه 2ــ واعم من عدم جواز تصديه وبيان له .

405- التنقيح : ( دعوى ان الموضوعات الصرفة ومنها التطبيقات ليس من وظيفة المجتهد فلا يجوز تقليده فيها ) الجواب : 1ــ ان عدم كون امرٍ وظيفةً اعم من حرمة اتباعه 2ــ واعم من عدم جواز تصديه وبيان له
الاثنين 21 جمادى الثانية 1435هــ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
كان البحث حول الروايات في الاصلاح وانها قد وردت بلسانين, بعضها بلسان اصلاح ذات البين , والبعض الاخر بلسان صلاح ذات البين, وقد توقفنا عند القسم الاخير, اذ القسم الاول – أي روايات الاصلاح - تصويره بيِّن وواضح ولا اشكال في جواز الكذب فيه, إلا ان البحث في الكذب في الصلاح ومعناه ؟ وكيف يمكن تصويره ؟ فان جواز الكذب يتوقف على تحليل معنى الصلاح الذي يجوز الكذب لاجله . 
 
وقد مضى انه يوجد احتمالان في الصلاح : الاول ان يكون الصلاح مصدرا , والثاني ان يكون اسم مصدر . 
 
اما المصدر فهو الدال على الحدث بما هو هو والذي من شأنه التدريجية , واما اسم المصدر فهو الحالة النهائية الناتجة عن الحدث التدريجي, و الحدث علة معدة للوصول الى الهيئة الحاصلة 
 
ومعه : فلو كان المراد من صلاح ذات البين هو المصدر فستكون النتيجة ان كل خطوة في طريق الصلاح يجوز الكذب فيها وان لم تؤد الى الصلاح كنتيجة وحالة وهيئة . 
 
واما لو قلنا ان صلاح ذات البين هي بالمعنى الاسم مصدري فالنتيجة ستكون ان الكذب الذي يؤدي الى حال الصلاح والهيئة النهائية هو الجائز والا فلا , أي : لو لم تتحقق النتيجة النهائية [1] فالكذب ليس بجائز, وهذه ثمرة مهمة في المقام فعليه لابد من احراز النتيجة والعلم بها حتى يكون ذلك مسوِّغاً لجواز الكذب 
 
وعليه: لابد من البحث عن الشواهد والادلة على كون مثل ( الصلاح ) مصدراً او اسم المصدر, ولم نجد بمقدار بحثنا في كتب الصرف المائز والدليل على ذلك[2] 
 
شواهد تكميلية او ادلة للتفريق بين المصدر واسمه : 
 
وقد بدانا بذكر الوجوه للتفريق بين المصدر واسمه, وذكرنا الوجه الاول الدال على ان المناسب في الصلاح ان يكون اسم مصدر ودليله الانسبية والافضلية . 
 
الوجه الثاني : الظاهر عرفاً من ( صلاح ) هو معنى اسم المصدر 
 
واما الوجه الثاني فهو دعوى ان الظاهر من (صلاح الامر) ونظائره هو اسم المصدر , فإننا عندما نقول صلاح النفس فالمراد هو الحالة والهيئة الحاصلة في النفس , وكذلك لو قلنا صلاح ذات البين فان الظاهر ان المراد هو الحالة الحاكمة والهيئة المحيطة بالطرفين [3] 
 
اذن : قد يستدل بالظهور العرفي لكون المراد من الصلاح المعنى الاسم مصدري والحالة النهائية . 
 
الوجه الثالث : جو الرواية وسياقها قد يفيد ان المراد من الصلاح هو اسم المصدر 
 
واما الوجه الثالث فهو مايظهر من خلال مراجعة الرواية والنظر في دلالتها وجوها وسياقها , فقد جاء في كتاب الكافي الشريف عن امير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصيته لولده الحسن ( عليه السلام ) : (( ثم إني أوصيك يا حسن وجميع ولدى وأهل بيتي ومن بلغه كتابي من المؤمنين بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم، فانى سمعت رسول الله (( صلى الله عليه وآله )) يقول : صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، وإن المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين ولا قوة إلا بالله ))[4] 
 
وهنا نقول : لعل ظاهر ( لا تفرقوا ) مطلوبية الحالة العامة وان تكون كذلك , وكذا الحال في الاعتصام بحبل الله وليس المراد الاشارة الى مفردة واحدة وحدث جزئي وان كانت الاشارة لنفس الاحداث الجزئية بنحو ( الجميع ) ممكنا الا انه لعل الاظهر هو كونه بنحو (المجموع) 
 
ثم يقول( عليه السلام ) : ( المبيرة الحالقة ) وبقرينة مناسبات الحكم والموضوع قد يستظهر ان المراد هو النتيجة والحالة النهائية فان هذه هي التي تكون مبيرة وهالكة وحالقة لكل دين. 
 
والمتحصل : ان هذه القرائن اما ان يستظهر احدها وكونه دليلاً فبها والا فهي مؤيدات فقد تصل بالتعاضد الى مستوى الدليل، والا انتقلنا الى طرق اخرى للوصول الى المراد . 
 
طرق مبتكرة لحل كلي المشكلة : 
 
ان الصرفيين لم يذكروا اكثر مما بيناه للتفريق بين الاسم ومصدره من وجود الضابط المعنوي واللفظي, ولكن ذلك في مقامنا ونظائره 
 
– وهي كثيرة – لا يفي بالمطلوب ولذا كان لابد من ابتكار طرق اخرى اكمالا للضوابط في المقام . 
 
طرق ثلاث : 
 
ونذكر هنا ضوابط وطرقا ثلاث , وهي اما ان تكون دليلا فيما لو كانت على نحو الكبرى الكلية او ستكون مؤيدة ان كانت على النحو الغالبي – مما يحتاج الى مزيد تتبع وتثبُّت - 
 
الطريق الاول : الرجوع الى المشابهات 
 
الطريق الثاني : الرجوع الى المضادات 
 
الطريق الثالث : وهو عن طريق تحويل الكلمة المشكوك بها الى اسم فاعل او بجعلها مدخولا لـ( ذي او ذا او ذات ) , وتفصيل ذلك: 
 
الطريق الاول : الرجوع الى المشابهات 
 
وفيه نرجع الى المشابهات من كونها اسم مصدر او مصدرا فانه يكشف النقاب عن مورد الشك ، ففي ( صلاح ) يمكن ان نرجع الى مشابهاتها ومنها ( كمال ) فانه عندما يطلق فالظاهر المراد منها اسم المصدر فلو قيل : كمال فلان مطلوب فليس المقصود هو الحدث الجزئي المتدرج , وانما المقصود هو النتيجة النهائية وكونه كاملاً ؛ اذ الظاهر من الكمال هو الصفة والحالة وليس الحدث لمتدرج , وكذلك الحال في ( الجمال ) فظاهره الصفة ايضا [5] والصلاح قد يستظهر بذلك انه كذلك وان الظاهر من صلاح النفس هو الصفة لا الحدث المتدرج وكذلك الظاهر من صلاح ذات البين فهل الامر كذلك ؟ . 
 
الطرق الثاني : الرجوع الى المضادات 
 
و فيه نرجع الى الضد، وضد الصلاح هو الفساد , وهنا فهل ظاهر الفساد هو الحدث او النتيجة النهائية ولكي نكتشف من حاله حال ضده ؟ 
 
فلو لاحظنا قوله تعالى : ( وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )[6] فان ظاهره ان النهي هو عن نفس المصدر والحدث لا الهيئة النتيجة وقد ذكر بعض المفسرين[7] في تفسير الآية ( أي لا تطلب العمل في الارض بالمعاصي ) وظاهره انه بنى على انه المصدر . 
 
ولكن هل ما ذكر من الاستناد الى الآية المباركة تام ؟ 
 
والجواب : الظاهر لا ؛ لان ظهور الآية في المعنى المصدري حصل من خلال المتعلِّق (لا تبغ) فان ظاهره عرفاً – قد يقال – انه ذلك، لكن المطلوب في المقام هو النظر الى مفرده الفساد بما هي هي لا بلحاظ المتعلق لان مضادها وهو ( الصلاح ) لا يوجد له متعلق [8] والشاهد على ما ذكر ان مثل (مكافحة الفساد) يصلح لان يكون المراد به الحدث او النتيجة والاثر فايهما المراد ؟ الظاهر ان كلا المعنين مراد[9] . 
 
اذن : لو احتمل الوجهان في الضد ( وهو الفساد ) لكان الصلاح محتملاً لذلك ايضا . 
 
مثال اخر : 
 
ويوضحه اكثر: قولنا الرشوة مبغوضه و الرشوة معاقب عليها , فان الفرق كبير بين المثالين فان المراد من المثال الثاني هو المعنى المصدري والفعل والحدث الجزئي فانه هو ما يعاقب عليه, اما ( الرشوة مبغوضة ) فالمراد اسم المصدر[10] او المراد الاعم 
 
وهذا الطريق - أي الثاني - قد يفيد التعميم فيكون المراد من (صلاح ذات البين ) هو المعنى الاعم ولو قلنا بوجود الجامع الاعتباري بين المصدر واسمه فكلاهما سيكون مرادا باراده جامعه و ليس من استعمال اللفظ في اكثر من معنى وانما هو استعمال للفظ في معنى واحد 
 
ولو لم نقل بوجود الجامع الاعتباري فان الظاهر اراده كلا المعنيين لان المنصور هو ان استعمال اللفظ في اكثر من معنى[11] صحيح, والا سيكون المعنى مجملا فنرجع بعد ذلك الى الاصول والتي ستاتي لاحقا . 
 
الطريق الثالث : تحويل الكلمة الى اسم فاعل او جعلها متعلَّقة لـ ( ذو – ذات ) 
 
ونشير لهذا الطريق بنحو الاشارة فانه لو ترددنا في كون الكلمة مصدرا او اسم مصدر فان من وجوه اكتشاف ذلك ان نعمل على تحويلها الى اسم الفاعل او نجعلها متعلَّقة لـ ( ذو , ذا , ذات ) فان صح ان يكون متعلَّق الاخير فهو اسم مصدر وذلك لظهور تعلق ذات او ذا بالصفة . ففي الاغتسال والعطاء والتطهر نجدها تتحول اسم فاعل أي مغتسل ومعطي ومتطهر فهي مصدر و لايقال : ذو اغتسال وذو اعطاء وذو تطهر فليست اسم مصدر 
 
وفي قبال ذلك نقول : ذو صلاح وذات صلاح وذو كمال وذات كمال وذو غسل وذات غسل وهذا يدل على اسم المصدرية . 
 
وللكلام تتمه .. 
 
وصلى الله على محمد واله الطاهرين 
 
 
[1] - وطريق احرازه الظواهر 
 
[2] - كما هو الحال في المئات من المسائل فإننا قد لاحظنا الفراغ الكبير في كتب اللغة من هذه الجهة اذ الكثير من المفردات لم تحدد في كتب اللغة انها مصدر او اسم مصدر فلابد من الاجتهاد ذلك 
 
[3] - وهذا المعنى هو الذي ينبغي ان يكون افضل من عامة الصلاة والصيام – كما سبق 
 
[4] - الكافي الشريف : ج 7 ص 51 
 
[5] - والكمال صفه باطنية والجمال صفه ظاهريه 
 
[6] - سورة القصص : اية 77 
 
[7] - وهذا ما ذكره صاحب مجمع البيان 
 
[8] - اذ الرواية ( صلاح ذات البين ... ) 
 
[9] - اما لوجود جامع بين المعنى المصدري والاسم المصدري ، او للذهاب الى جواز استعمال اللفظ في اكثر من معنى كما حققناه في محله 
 
[10] - مع العلم ان الرشوة صالحة للامرين فهي اسم مصدر اذ الفعل هو ارتشى يرتشي ارتشاء والرشوة اسم مصدر وهي مصدر من رشى يرشو فتكون الرشوة مصدراً . 
 
[11] - لا على ان يكون كل منهما تمام المراد

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 21 جمادى الثانية 1435هــ  ||  القرّاء : 4500



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net