||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (11)

 171- العزة دِينامو الحضارات تجليات (العزة) فقهياً ، قانونياً وأخلاقياً

 280- (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) 5 الصراط المستقيم في الحجج والبراهين ورهان باسكال

 71- (إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ )-5 نقد الهرمونطيقا ونسبية المعرفة من ضوابط الوصول للحقيقة

 15- علم فقه اللغة الأصولي

 127- من فقه الآيات في قوله: (لا تحنث) في قوله تعالى: وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب

 89- (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) مؤسسات المجتمع المدني في منظومة الفكر الإسلامي-2

 250- دور مقاصد الشريعة في تحديد الاتجاه العام للتقنين والتوجيه: الرحمة واللين مثالاً

 255- موقف الشريعة من الغنى والثروة والفقر والفاقة

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (4)



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4533

  • التصفحات : 28091069

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 277- الوجه اللآخر للخطأ في (الأحلام) هو الخطأ في تعبيرها والسبب في الخطأ في التعبير هو ما يقوم به المخ من التصرف في الاحلام بانحاء: 1ـ الأحلام 2ـ الترميز 3ـ التركيب 4ـ تزويج الصورة بالمعتقد 5ـ التكثيف او التضخيم او التبسيط وامثلة مبتلى بها عقائدية وفقهية لذلك .

277- الوجه اللآخر للخطأ في (الأحلام) هو الخطأ في تعبيرها والسبب في الخطأ في التعبير هو ما يقوم به المخ من التصرف في الاحلام بانحاء: 1ـ الأحلام 2ـ الترميز 3ـ التركيب 4ـ تزويج الصورة بالمعتقد 5ـ التكثيف او التضخيم او التبسيط وامثلة مبتلى بها عقائدية وفقهية لذلك
الاثنين 9 رجب 1434هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
ملخص ما تقدم 
 
كان الحديث حول الادلة التي سيقت او التي يمكن ان تساق على حجية الاحلام والمنامات وكذلك على حجية الكشف والشهود، فان البحث دليلا وأجوبة مشترك,وذكرنا ان الدليل الثاني الذي يستند اليه هو (الاصابة) فإن كثيرا من الاحلام مصيبة بالوجدان، كما ان كثيرا من افراد ومصاديق الكشف والشهود مصيبة ايضا بالوجدان، فكيف تُنكَر حجيتُها بالمرة بل ينبغي ان تُقبل حجيتها ولو في الجملة ؟ 
 
أجبنا أولا بنحو مانعة الخلو: ان الاحلام وكذلك الكشف والشهود وكذا علم التنجيم وما اشبه، إما هي غالبة الخطأ واللا إصابة أو ان خطأها مساوٍ فلا مقتضي للحجية عندئذ, واما أنها لا دليل على حجيتها، واما انه وان كان المقتضي موجودا فرضا لفرض اغلبية الاصابة وان الدليل قد دل على حجيتها فرضا إلا ان المشكلة إن العمل بها مبتلى بالمانع وهو العلم الاجمالي من قبيل شبهة الكثير في الكثير, كما أوضحنا أن الخطأ في الحلم ينشئ تارة من عدم مطابقته للواقع أصلا فان المنشأ للأحلام قد يكون الشيطان المسمى هزع، او يكون هو حديث النفس والايحاء النفسي والتلقين الذاتي، وقد يكون غير ذلك مما لم نشر اليه كعوامل جسمية معينة وحديثه طويل. 
 
الوجه اللآخر للخطأ في (الأحلام) هو الخطأ في تعبيرها بسبب ما يقوم به المخ من التصرف فيها بانحاء مختلفة 
 
واما تتمة الاجابة الاولى فنقول:ان عدم الاصابة في الاحلام قد لا يكون لكون منشئها باطلا بالمرة وكونها غير مطابقة للواقع بالمرة، بل قد يكون الخطأ في كثير من الاحيان منشؤه الخطا في التعبير والتفسير مع ضميمة انه لا ضوابط تامة يمكن الرجوع اليها للتمييز بين التعبير الخاطئ والتعبير المصيب، توضيح ذلك[1]: 
 
انه وقد ثبت من الناحية العلمية أن معظم البالغين الذين ينامون بمعدل ثمان ساعات يوميا، فأنهم يرون كمعدل ثلاث إلى خمس مرات أحلاما، وكل فترة تستغرق من خمس إلى ثلاثين دقيقة، فإذا كان الشخص يرى في كل ليلة خمس مرات وفي كل مرة نصف ساعة فانه سيكون في حوالي ساعتين ونصف الساعة في ضمن الثمان ساعات مشغولاً برؤية الاحلام, لكن ما يتذكره الانسان لاحقا هو الاقل من ذلك، والكثير جداً من هذه الأحلام هو اما من قبيل إلقاءات الشيطان، او من حديث النفس، او من عوامل جسمية معينة، كما قد تكون من إلقاءات الملك أو مما تشاهده في الملأ الأعلى، والحاصل: ان تلك الأحلام الكثيرة في هذه الفترة الطويلة، اما مبتلاة بالخطأ في الاصل او بالخطأ في الفصل اي في التفسير والتعبير، وذلك نظراً لتدخل (المخ) بأنحاء شتى كما سيجيء. 
 
ما يقوم به المخ على انحاء: 1ـ الأحلال2 ـ الترميز 3ـ التركيب 4ـ تزويج الصورة بالمعتقد 5ـ التكثيف او التضخيم او التبسيط، وامثلة مبتلى بها عقائدية وفقهية لذلك 
 
ان ما يقوله العلماء مع اضافة وتوضيح منا وجمع بين اقوال المعبرين من جهة وعلماء النفس ومتخصصي المخ من جهة مع بعض الاضافات؛ هو انه عند رؤية الاحلام, ولتكن مصيبة، فان المخ يتدخل فيتصرف في هذه الرؤى بانحاء شتى، وهذه المسألة شديدة الابتلاء ودراسة ما يقوم به المخ يفسّر لنا جانبا كبيراً من هذه الظاهرة الغيبية المشهودة لنا، فان المخ تارة يقوم بعملية الاحلال واخرى يقوم بعملية الترميز وثالثة يقوم بعملية التركيب وتارة رابعة يقوم بعملية التكثيف او التضخيم او التبسيط، وهناك انواع أخرى لكن نقتصر على هذا المقدار، ومجموع ذلك يشكل الوجه الاساسي للخطأ في تعبير الاحلام، من دون وجود ضابط مرجعي. 
 
1ـ الأِحلال 
 
اما الوجه الاول وهو الاحلال فله ايضا صور فأن الانسان قد يرى في المنام الشيء على ما هو عليه لكن المخ يتدخل فيتصرف، وذلك كما في الرؤية الحسية فان العين ترى لكن المخ يتدخل ويتصرف ويصحح او يحرّف ويغيّر، والتصرف الاول للمخ هو الاحلال وذلك على وجوه: فانه قد يحل شخصا محل شخص، او يحل فكرة محل فكرة، او يحل معتقدا محل معتقد، او يحل احساسا محل احساس او شيئا محل شيء، او بالتركيب بينها بأن يحل فكرة محل شخص أو يحل احساسا محل معتقد، وهكذا، فالصور تكون كثيرة جدا بما يملأ احلام الناس بوجوه الخطأ، ونذكر ثلاثة امثلة يرتبط بعضها بالجانب العقدي: 
 
النوع الأول: وبه يظهر الوجه في ان كثيراً من الناس من المذاهب المختلفة يرون رؤى متناقضة على طبق معتقداتهم، مثلا المخالف قد يرى فعلا في المنام ان ابا بكر هو الخليفة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم والدليل انه بعد تشيعه يذكر انه كان يرى تلك الاحلام، ثم يرى احلاما مناقضة تطابق اعتقاده الحالي فلا داعي له والحال هذه للكذب، فما تفسير ذلك علميا؟ 
 
التفسير العلمي الاول هو ما أشرنا إليه من ان المخ يقوم بعملية (الأحلال) اي انه يجسّد في شخص آخر غير من هو له، فههنا معتقد ربطه بشخص أجنبي، فالربط ربط خاطئ، فان وجود امام لا شك فيه، ووجود شخص اسمه ابو بكر مثلا لا شك تاريخيا في وجوده أيضاً، لكن التصرف من المخ إنما هو بربط هذا بهذا واحلال هذا المعتقد في قالب ذلك الشخص وما اكثر الامثلة التي هي من هذا النمط. 
 
النوع الثاني, كما انه كثيرا ما يقوم المخ باحلال احساس او عاطفة محل احساس او عاطفة اخرى كالمحبة والبغض أو الصداقة والعداوة، فقد يرى الرجل في منامه ان ابن عمه عدو له او يرى زوجته على غير ما يرتضيه او العكس أو يرى العدو هو الصديق خاصة في الغرب فيرى مثلاً الصهيوني بالفعل انه صديق يحسن إليه، لكن واقع الامر هو ان المخ قام بعملية إحلال عاطفة محل عاطفة إخرى او احساس محل احساس اخر، فهذه الزوجة المؤمنة الطيعة صوّرها المخ على انها عدوة، بمعنى انه أحلّ هذا الأحساس أو الصفة (اي العداوة) في هذا القالب، فيكون الخطا قد نشأ من ههنا، وهناك من الأمثلة ما يملأ كتب المعبرين فلا نحتاج إلى مزيد استدلال على ذلك. 
 
النوع الثالث: ان يقوم المخ باحلال شيخ العشيرة او الاب او مرجع التقليد او الاخ ومن اشبه ممن يرتبط بالانسان، محل الأعضاء، فالرأس يعبر به عن شيخ العشيرة او مرجع التقليد او الاب، واليد اليمنى هي كناية عن الاخ (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ). 
 
2- الترميز 
 
الوجه الثاني من وجوه التصرف هو: (الترميز)، فكثيراً ما يقوم المخ بترميز معنى بما يضاده شكلا, أي ان علاقة التضاد تكون هي الحاكمة فيقوم المخ بالترميز لما يضاده وذلك مثل ما يذكره المعبرون من ان شخصا لو رأى ان ابهام قدمه قد قطعت فأن تعبيره - على حسب ما يقولون - هو انه سيصل من جفاه من اقرباءه فالمعنى معاكس تماما لظاهر الحلم المتجسد فان ابهام الرِّجل فسرت باحد اقربائه، وقطعها فسر بوصله بعد جفائه، فهذا من تصرفات المخ في الكثير من الحالات، مع ضميمة ان المشكلة الاساسية هي انه لا ضابطة مرجعية للتمييز والتصحيح، فهذا وجه من الوجوه وهو العامل الثاني وهو الترميز. 
 
3ـ التركيب 
 
الوجه الثالث من وجوه التصرف هو (التركيب) إذ يقوم المخ بعملية التركيب ايضا وهذا يفسر كثيراً من الرؤى، فان كثيراً من الناس قد يتعرض لسرقة ما فيرى في المنام ان فلانا هو السارق والحال انه ليس هو السارق لكن المخ قد تدخل، إذ ان فكرة السرقة موجودة في سجِلّات المخ وزيد ابن ارقم غير السارق أيضاً له صورة في الحافظة، فيركب المخ السرقة على زيد ابن ارقم، فيتصور الرائي ان الرؤيا حق وهو لا يعلم ان هذا من تصرفات ودعابات القوة المتخيلة[2] وتخريبها إذ ركبت شيئا على شيء اخر، مثال آخر: قد يكون زيد ابن عمر ومع وجود شك للرائي في نَسَبه فقد يرى في المنام انه ابن بكر، فهنا كثير ما يكون المخ قد تدخل في التركيب فركب هذا الاب على هذا الابن، والأمثلة كثيرة جدا. 
 
4ـ تزويج الصورة بالمعتقد 
 
الوجه الاخر من وجوه تصرف المخ[3] في الرؤى مما يجعلها غير منضبطة اطلاقا,وهذا القسم ايضا كثير، ولم اجد في استقراء ناقص علماء النفس او الاعصاب يذكرونه، لكنه وحسب التتبع الخارجي في تفسيرات المعبرين نجد ان هذه الصورة ايضا موجودة وبالوجدان فان المخ كثيرا ما يركب المعتقدات والثقافات على تعبير الرؤيا, وإليكم ثلاثة امثلة من تعبيرهم: 
 
المثال الاول: (الفأرة) إذ المعبرون القدامى عادة يفسرون الفارة بالمرأة الفاسقة, وهنا موطن سؤال: أليست ثقافة الامم التي تحتقر المرأة بذاتها هي التي اوجبت انتخاب هذا التفسير؟ ولم لا تفسر الفأرة بالرجل الفاسق او العدو الفاسق وما اشبه؟, فليكن هذا موطن سؤال على اقل تقدير! 
 
المثال الثاني: (التمساح) إذ عبر به المعبرون عن (الشرطي) فاذا رأى شخص تمساحا قد هاجمه فذلك معناه ان شرطيا قد يهاجمه! وتعليلهم هو (ان شر ما في البحر الذي لا يامنه عدو ولا صديق هو التمساح) وعليه سيكون تجسيد التمساح البري هو الشرطي، ومن الواضح تركيب المعتقَد على التعبير ههنا فان المعبر كان يعيش في دولة استبدادية دكتاتورية وكان شرطتها فاسقين ظلمة، ففسر ذلك المظهر الحيواني بهذا المظهر البشري، لكن لا اطراد لذلك كما هو واضح ففي دولة العدل كدولة أمير المؤمنين عليه السلام وشرطة الخميس، وأيضا في الدول المعتدلة ليس الأمر كذلك، بل ليس كل شرطي كذلك فان كثيراً من الشرطة هم الذين يحفظون الامن والاستقرار في البلد. 
 
والحاصل: ان الثقافة كثيرا ما تتدخل في التفسير، وهذا يفسر وجهاً هاماً من وجوه اختلاف المعبرين فان نفس الرؤيا إذ تطرح على معبر فانه يفسرها بلون من الثقافة والتفكير والعقيدة، وإذ تطرح على الاخر فانه يفسرها بلون اخر من الثقافة. 
 
وكذلك فسروا (الدلفين) بتفسير سلبي وان الدلفين تدل رؤيته على ما دل عليه التمساح! مع انه أين الدلفين من التمساح؟ لكن من تكون ثقافته على حسب ما ادى اليه العلم من ان الدولفين صديق الانسان، فان التعبير قد يختلف لديه طبيعياً. 
 
المثال الثالث: انهم عبروا عن سمرة اللون باختلاف النسب، وهذه هي ثقافة الرجل الابيض، وعلى الاقل يشك في ان وجه التعبير هو ذلك, إذ يرى سمرة الوجه امرا سلبيا فيفسره بتفسير سلبي وانه يدل من رؤي انه اسمر اللون على ان في نسبه خللا، ولعله لو كان المفسر اسمر اللون لفسره بالعكس. 
 
وكذلك الأمر في التكثيف والتضخيم أو التبسيط وذلك كمن يرى فرضا انه يرتقي جبلا من ذهب فلعل تفسيره انه يحصل على هدية مقدارها كيلو من الذهب لكن المخ يضخم الذي سيحصل عليه، والشواهد من هذا القبيل كثيرة فلنكتف بهذا القدر. 
 
والخلاصة: ان وجه اللا اصابة تارة يكون هو ان الرؤيا في حد ذاتها قد خلقت من منشأ شيطاني او من حديث النفس فيكون اصل وجودها مبتلى بالاشكال، وتارة تكون الرؤيا ناشئة من منشأ رحماني, لكون النفس عندما صعدت إلى الملأ الاعلى - كما سيأتي في الرواية - شاهدت الحقيقة، ثم في رجوعها قد يتدخل المخ فيتصرف فيحول الحقيقة ويحرفها، مثلا قد يكون قد رأى في المنام ان سلمان المحمدي هو حواري الرسول صلى الله عليه واله في الملا الاعلى لكن المخ في رجعة الروح من الملأ الاعلى قد يتصرف ويتدخل فيصور له ان الذي رآه هو ابو هريرة وانه هو حواري رسول الله صلى الله عليه واله، وهذا يفسر أيضاً بعض ما يدعيه بعض الناس من انه رأى ان فلان هو الوكيل او المنصوب من قبل المعصوم عليه الصلاة والسلام فلعله رأى شيئا لكن تفسيره بتجسيده بهذا الشخص هو من دعابات وتصرفات القوة المتخيلة او المخ, فهذا وجه من الوجوه. 
 
المخ هو المتصرف لا العقل 
 
ولابد من ملاحظة ان المخ هو الذي يتصرف وليس العقل، على تفسيرات العقل المختلفة حيث ذكرنا لها 15 تفسيراً[4]، ثم هل العقل يخطئ او لا؟ فذلك له مجاله، فلذا لم نأت باسم العقل، بل هذه القوة الموجودة في الدماغ فعندما يحصل خلل في العَصَبون[5] والنواقل العصبية[6] في المخ فان المعلومات تصل معكوسة تماما، وذلك كما يرى (الاحول) الواحد اثنين فهذه ليست مشكلة العقل بل مشكلة المخ لأن المفروض في الاشعة الصادرة من الجسم[7] والمنعكسة على العينين ان تلتقي معكوسة في نقطة واحدة في المخ فيندمجان فترى الواحد واحدا، لكن لو حدث خلل في المخ فان الشعاعين لا يلتقيان في نقطة واحدة ولذا يرى الواحد اثنين، فالمشكلة إذن هي في المخ، مثال آخر: من يضع يده في الماء البارد فالفاتر ثم الحار فالفاتر فالثاني يحس الفاتر باردا والأول يحس الفاتر حارا فالمشكلة في خطأ الاحساس ونواقل المعلومات الكيماوية وليست المشكلة في العقل، انما العقل يتدخل ليصحح بعض ما فسح له فيه المجال. ثم ان ما يقوله العلماء الجدد في هذا المجال هو الصحيح لأن الفلاسفة يقولون ان ذلك هو من تصرف القوة المتخيلة ويسمونها دعابات القوة المتخيلة, ويستندون إلى مجرد التفكير فيما يرتبط بالأمر الميداني الحسي في علم الكيمياء والفيزياء والفلك والطب، مع ان هذه القضايا ليست مما تعرف بصِرف التعقل والتفكير بل هي تجريبية. 
 
اما العلم الحديث فيقول ان المتصرف هو المخ ومسارات الطاقة والنواقل العصبية و... ويستندون للتجارب والأجهزة الحديثة التي ترصد النبضات الكهربية والأمواج والأشعة وغيرها، وليس مهماً الآن تحقيق صغرى الموضوع إذ المهم جامع ان هناك قوة تتصرف في الأحلام وتغيرها سواءاً أكانت المخ أم القوة المتخيلة والمتوهمة أم غيرها. 
 
وسيأتي الكلام في جواب اخر يحل ما بقي من الإشكالات وسنتطرق فيه إلى الضوابط المرجعية التي ذكروها للتعبير، فان لهم ضوابط، فكما لنا في الفقه (اصول الفقه)، كذلك لهم للاحلام (اصول الاحلام) لكنه علم مختصر جدا، وما ذكروه من الاصول يقارب العشرين أصلاً وسنذكر عدداً من اهمها وسنرى انها اوهى من بيت العنكبوت واوهن، وان هذه الضوابط غير منظبطة بالمرة بوضوح. وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين 
 
 
[1]- والكلام هو على ضوء ما توصل اليه العلم الحديث ومتخصصوا المخ والاعصاب من جهة ومتخصصوا علم النفس من جهة ثانية، كما ان معبري الاحلام لا ينكرون ما توصل اليه العلم الحديث أيضا بل يقبلونه أما تصريحا او بالبناء عليه، وسترون ايضا ان الكلام اضافة إلى ذلك وجداني. 
 
[2] - هذا على رأي الحكماء، واما على العلم الحديث فان ذلك من تصرفات المخ. 
 
[3]- والمراد من المخ هنا هو هذا الجهاز المادي المعين الموجود في الرأس بنبضاته الكهربائية التي يصدرها والنواقل العصبية، إذ نتكلم الآن بحسب العلم الحديث وعلى ضوء ما توصل اليه العلماء على حسب تجارب كثيرة، كما ان المعبرين بنوا على ذلك وان لم يعرفوا هذه المصطلحات، فلا نقاش فيها بحسب الظاهر، فهناك في المخ نواقل عصبية هي التي تشكل الوسائط لانتقال المعلومات، والمصاب بمرض الهلوسة مثلا يحصل له اختلال في مسار ات الطاقة الكهربية في المخ أو في حركة النواقل العصبية. 
 
[4] - في كتاب (الضوابط الكلية...) 
 
[5] - العصبون: خلية عصبية والعصبونات هي أهم الخلايا المعالجة للمعلومات في الدماغ. 
 
[6] - النواقل العصبية هي مواد كيماوية تنقل الدفعات العصبية بين العصبونات. 
 
[7]- في الفلسفة كان يطرح ان الرؤية هل هي بخروج شعاع من البصر؟ او هي بانعكاس الشعاع من الجسم إلى البصر وقد استدلوا على ذلك بأدلة عقلية والصحيح انه ليس بحثا عقليا بل هو تجربي فيزيائي، والعلم الحديث اثبت بان الرؤية تتحقق بانطلاق شعاع من الجسم يصل للعين، والمفروض عند انتقالها إلى المخ ان تصل إلى نقطة معينة فيندمجان فترى الواحد واحدا لكن لو حدث خلل في النواقل العصبية فان الشعاعين من العينين لا يلتقيان في نقطة واحدة فيرى الواحد اثنين.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 9 رجب 1434هـ  ||  القرّاء : 4143



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net