278- ثانياً: العمل بالاحلام مصداق (الجهالة) في قوله تعالى (أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ) والضوابط التي ذكرت للتمييز غير منضبطة . ومن الضوابط : 1ـ تفسير الاحلام بالقرآن ، والنقاش فيه 2ـ ان كلام الميت صادق مطلق، ومناقشته 3ـ الاشتقاق اللغوي 4ـ الاشعار والامثال والقصص 5ـ حالات الرائي ومذهبه أو دينه
الثلاثاء 10 رجب 1434هـ





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ملخص ما تقدم
كان البحث حول الاحلام وحجيتها، وايضا الكشف والشهود وما اشبه ذلك مما ادعي انها حجة عقلا، لأنها بالوجدان تصيب احيانا كثيرة، وكان هذا هو الدليل الثاني، واجبنا ان الاحلام بنحو مانعة الخلو؛ اما لا مقتضي لكونها حجة واما انه لا دليل على كونها حجة، واما انه لو فرض وجود المقتضي ثبوتا والدليل اثباتا فأنها ابتليت بالمانع وهو العلم الاجمالي بالخطأ في الاصل او التفسير وقد اوضحنا ذلك، هذا اولا.
ثانياً: العمل بالأحلام مصداق (الجهالة) في قوله تعالى (أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ) والضوابط التي ذكرت للتمييز غير منضبطة.
الجواب الثاني: ان العمل بالاحلام حيث انه لا يعلم المصيب منها من المخطئ، كالكشف والشهود، وحيث انه لا ضوابط مرجعية منضبطة يرجع اليها لتمييز الصحيح من الخطأ والمصيب من غير المصيب، لذا فان العمل بها يعدُّ مصداقا قوله تعالى (أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) والعلة معممة ومخصصة فان (إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا )وان كان مورده خاصاً لكن العلة عامة (أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
وحيث ان المعبرين [1] التفتوا إلى ان الاحلام كثيرا ما تكون مخطئة والتفتوا اجمالا او تفصيلا إلى ان تعبير الاحلام قد لا يطابق الواقع، ولذا وضعوا اصولا لتعبير الاحلام، فهي كأصول الفقه لدينا، فلنرى[2] هل هي منضبطة أو لا؟ فأن كانت منضبطة فيكون ذلك وجهاً[3] وجه لحجية الاحلام في الجملة فقط،[4] أما لو لم تكن منضبطة بالمرة ولم يكن عليها دليل تام فلا وجه لمرجعيتها وحجيتها، والضوابط التي ذكروها، منها:
من ضوابط وأصول تعبير الأحلام:
1- تفسير الأحلام بالقرآن
لقد عدّوا (المطابقة للكتاب) من الأصول المرجعية للتعبير؛ فإن كثيرا من الاحلام يفسرونها بانطباق تلك المفردة أو مجموعة المفردات على مفردة أو آية من القرآن الكريم، مثلا لو رأى شخص في المنام (خشبة) فأنهم يفسرونها بوجود منافق في تلك المنطقة التي رأى فيها خشبة لقوله تعالى: (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) أو اذا رأى الانسان بيضة في المنام فقد فسروها إنها تعني المرأة لأن القرآن يقول: (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) وعليه: فلو رأى الاعزب بيضة فأن ذلك يعني أنه سيتزوج مثلا وإذا كان متزوجا فانه سيتزوج ثانية!، قالوا: ولو رأى (نارا) فأنها تفسر باشتعال حرب في تلك المنطقة لقوله تعالى: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ) وهكذا.
2- ان كلام الميت صادق مطلقاً
الاصل الثاني عندهم: أن كلام الموتى حجة، فاذا أخبرك ميت بشيء أو أفتى بشيء فأنه حجة لأن تلك الدار دار حق، وقد أنقطع فيها الامتحان فلا ينطقون الا بالصدق، فكلما أخبر به الميت فهو حق.
3ـ حالات الرائي ومذهبه أو دينه
الاصل الثالث: مراعات وملاحظة حال الرائي والمكتنفات به وخصوصياته من معتقَدٍ أو صفة أو حالة أو فعل أو غير ذلك، مثلا يقال أن ابن سيرين جاءه شخص فقال له انه رأى نفسه يؤذّن؟ فقال له: انك لص فأتق الله، ثم جاءه شخص آخر أو قبله فقال له: أنه رأى نفسه يؤذّن؟ فقال له إنك ستحج بيت الله الحرام، وعندما سأل عن الوجه في ذلك دمج بين أصلين وعلله بآيتين، الاصل الأول السابق وبحالتي الرائيين فقال اما من عبرت رؤياه بأنه لص فلأن حاله وشمائله لم تكن شمائل الصالحين بل كان مظهره مظهر المنحرفين عن الجادة فتذكرت قوله تعالى: (ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) وأما الآخر فكانت شمائله الصلاح فتذكرت قوله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ )فعبرتها وأولتها أنه سيحج.
أو - كما يصرحون - بأن شرب الخمر أو امتلاكها إذا رأها المؤمن فأنه يعني مالا حراما سيناله، اما لو كان الرائي كافرا يستحل الخمر فذاك يعني رزقا حلالا سيصله لإختلاف حالتي الرائي: فذاك عنده حرام وهذا عنده حلال، ففسرت الرؤيا على طبق الحالتين.
4.الاشتقاقات اللغوية
الأصل الرابع:الإشتقاقات اللغوية للمفردات التي يراها الرائي في المنام مثلا لو أن شخصا رأى في المنام النعناع فذلك يعبر حسب تصريحهم استنادا إلى هذا الاصل: بأنك هناك شخصا سيموت في العائلة لأن النعناع يتضمن حرفين من حروف (نعي) فيعبر بالنعي، وإذا رأى شخص في المنام أن فلاناً كافر فذاك يعني أنه يستر أموالا كثيرة له ويخفيها لأن الكفر يعني الستر، ولو رأى في المنام السفرجل فذاك يعني أنه على سفر، وتطبيقا على أصولهم التي نسوا ان يطبقوها: أنه ستكون سفرته سفرة جليلة إذ السفر مكوّن من مقطعين (سفر) تعني السفر و(جل) أي سفرٌ جلّ اي ان أمامه سفرا جليلا.
5ـ الأشعار والأمثال والقصص
الاصل الخامس:ملاحظة ومعرفة الاشعار والامثال العربية أو الفارسية أو الهندية، والقصص التاريخية المتداولة في ذاك البلد فأنها تفسر كثيرا ما رؤيا ذاك الرائي.
هذه خمسة من الأصول، وبعضها ظاهره مغري مثل مطابقة الكتاب خاصة مثل القصة التي نقلناها عن ابن سيرين فانه كلام معسول لطيف يبدو مطابقا للقواعد، او ان الميت لا يتكلم الا بالحق، لكن نقول:هذه الأصول كلها أوهن وأوهى من بيت العنكبوت:
الميت لا ينطق إلا بالصدق، يكذبّه القرآن الكريم
فأما قولهم أن الميت في دار حق وأنه لا ينطق الا بالصدق، حيث يقول : (ان ما يقوله الموتى حق لأنهم في دار الحق لا يقولون الا الصدق)، فله أجوبة عديدة منها: ان من أين هذه الكبرى الكلية: ان الميت لا ينطق الا بالحق فانه كلام خطابي جميل لكنه لا دليل عليه أبداً بل نقول انه خلاف نص القرآن الذي يعتبرونه أصلاً من أصولهم[5]، فان القرآن الكريم في اكثر من آية يصرح أن الموتى يكذبون مثلا في سورة الأنعام[6] (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ * وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ) فان الكفار كانوا ينأون ويبتعدون عن إتباع الرسول (وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) والحديث كما هو واضح عن الكفار ثم يأتي الكلام عن مصيرهم يوم القيامة ( وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ) فان الكفار عندما يوقفون على حافة النار يقولون ياليتنا نرد وياليتنا لا نكذب بأيات ربنا لكن الله يقول هؤلاء كاذبون (بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُون )فأن الكفار يعلمون أنهم لو رجعوا إلى الدنيا لكرروا أفعالهم بنفسها لكنهم الآن حيث يرون العذاب عياناً يقولون ما قالوا[7] والحاصل: ان الله تعالى يصرح بانهم كاذبون على الله مباشرة وهو العالم بحالهم، فكيف بهذا المسكين الذي يرى الميت في المنام، وكيف لا يكذب الكافر او الفاسق عليه؟ وكذلك قوله تعالى[8] (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمْ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ) الاصنام ومن كنتم تعبدونهم كشركاء لله (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ[9] إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ) فانهم يكذبون في مقابل الله جل وعلا فرغم انهم كانوا يعبدون الصنم[10] إلا انهم يقسمون على كذبهم (انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) ولعل الوجه في التعبير بالكذب على انفسهم هو انهم لا يستطيعون الكذب على الله، فكأنه يريد ان يخدع نفسه إذ لا يستطيع أن يخدع الله.
اذن هذه القاعدة لا دليل عليها بالمرة بل هي مجرد استحسان، بل هي خلاف صريح القرآن: من ان الميت يكذب إضافة إلى اننا إذا أردنا ان نفسر ذلك فلسفيا نقول: ان الشاكلة لا تتغير بالموت بل تبقى (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ) فالفاسق هنا هناك ايضا فاسق إذ جوهره فاسق ولو فسح له المجال فانه يكذب، والمؤمن كذلك وكذلك الكذاب والصادق فلا تتغير طبائع الانسان بالموت بل يبقى على ما هو عليه، مع انه يكفينا ان هذا خلاف نص القرآن فلا نتوقف عنده طويلا.
تفسير مفردات الأحلام بالقرآن، لا دليل عليه نقلي ولا عقلي
أما الاصل الاخر وهو تفسير الاحلام بالقرآن الكريم فمردود من وجوه عديدة:
الوجه الاول: أن هذا الاصل المدعى لا دليل عليه من كتاب أو سنة، فمثلا في علم الاصول عندما نقول خبر الواحد حجة فان علينا إقامة الدليل عليه فنقول مثلا قوله تعالى (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ) أو (إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) وليس الاستدلال بالمفهوم وانما بالتعليل، فغير الفاسق لا يحتاج إلى تبين اذا تمسكنا بمفهوم الوصف وليس، لكن نتمسك بالتعليل (أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ) فاذا كان الخبرُ خبرَ غير الفاسق فليس إصابة قوم بجهالة ولا ندم حينئذ.
والحاصل: انه ليس كلما ادعيت حجيته، يكون حجة بصرف الدعوى لأن الحجية ليست ذاتية له – الا في مثل القطع على رأي والعلم على رأينا – فلابد من دليل، فأي دليل على هذا الاصل من القرآن الكريم؟ انه لا دليل من القرآن ولا السنة المباركة على ان مفردة الخشب اذا رؤيت في المنام فانها ترمز إلى نفس معنى المفردة والمعنى المراد منها في القرآن الكريم، سواء كان الرائي مسلما او كافرا مؤمنا او منكرا.
الوجه الثاني: انه لا دليل على هذا الاصل من العقل ايضا، بل العقل يكشف لنا عدم صحة هذا الاصل لأن هذه الدعوى مآلها إلى ان الله جل وعلا قد حكم على خلقه بأن لا يرى راءٍ رؤيا الا ان تكون مطابقة للكتاب، فان هذا هو مآل هذه الدعوى عندما يفسر البيض او النار او الخشب بمعناها المراد في القرآن الكريم، والحاصل: ان ذلك يعني ان الله قد حكم حكما تكوينيا بانه لا يرى راء خشبا الا ويكون ذلك الخشب رمزا دالا ودليلا على نفس معنى المفردة التي وردت في الكتب، ولكن ليس ذلك من سنة الله جل وعلا في ذلك ولا في نظائره، ويشهد لذلك ملاحظة ما يشارك الأحلام في الجامع أو يكون أقوى منها فيه: توضيح ذلك:
النقض بأحلام اليقظة وأشكال السحب والجبال وحركة القلب و...
فلو ان شخصا ادعى ان احلام اليقضة مطابقة للآيات القرآنية، فكل شخص حلم (حلم يقظة) فانه يفسره بالمفردة المطابقة له من القرآن، فهل يقبل منه عاقل ذلك؟ بل نترقى ونقول (السحب) وهي تكوينية، تتشكل باشكال شتى وقد تنطبع منها حروف او اشكال كالدب والفيل فهل يصح ان يقال ان هذا الغيم خلقه الله وله حكمة حتما فيها وفي تشكلها وعليه: فان هذه السحابة عندما مرت على هذه المنطقة بشكل فيل او اسد او فأرة فان هذا يرمز إلى نفس معنى المفردة الموجودة في القران الكريم ودلالتها، فهل يقبل متشرع عاقل ذلك؟ وكذلك امواج البحر فان لها تشكلات، وكذلك النحت الموجود في الطبيعة وهو فعل الله بتسبيب حركة الرياح والمياه والشلالات والامطار على مدار ملايين السنين، ولو صح ذلك في مورد لصح في كافة الموارد هذه لو اعتمدت فهي كبرى كلية جارية في كل مكان، بل نقول انه هل يمكن ان يفسر بمفردات القرآن، افعال الانسان الارادية بل غير الارادية؟ الجواب كلا، فمثلا بعض الناس ترمش عينهم اليمنى او اليسرى، والعوام يفسرونهما بتفسيرين مختلفين سلبا او ايجابا، فهل يقبل عاقل ان يعلل ذلك بآية قرآنية، بدعوى ان هذه الرمشة غير اختيارية فهي من صنع الله والله هو الخالق للقرآن ولهذه الحركة أيضاً فهذه مطابقة لتلك حتماً فنقول لو رمشت عينه اليمنى فذلك دليلُ يمن وخير بركة وبشارة في الطريق لأن الله يقول (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ)؟ ان هذا كلام لا يقبله عاقل، فكيف تقبلون ذلك في الاحلام ولا تقبلون ذلك في كافة النظائر بل ما هو اقوى منها مما كان فعل الله مباشرة؟ او حتى نبضات القلب فهل يمكن ان يستدل الانسان بمشابهة رسم تخطيط القلب لرسم خط قراني فيدل ذلك على كذا؟ ان هذا كلام لا وجه له من الصحة[11] بالمرة باستقراء عالم التكوين وعالم التدوين، وهذا مثال آخر وهو (الرسوم) فلو ان طفلا صنع خطوطا بلا معنى ولكن خرج منها عفواً رسم يشبه شكلا من الاشكال او كلمة من الكلمات فهل لشخص ان يقول نفسر هذا بالقرآن الكريم؟، فمن أين ان الله تعالى ألزم نفسه بان اي طفل او كبير صنع شيئاً لا بد ان يكون نابعا من القرآن الكريم[12] ان ذلك مما لا يمكن الالتزام به وهو اوهى واوهن من بيت العنكبوت، وللحديث صلة.
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
[1]- ولو بعضهم
[2] - هنا بحث مبنائي مهم نختصره في يومين، والبحث سيدور حول أصول علم الأحلام والأجوبة التي سنتطرق لها، وبها يظهر حال باقي الأصول.
[3] - قلنا (وجهاً) لانحصار ذلك بصورة الإحاطة بكل الأصول ووجودها بأيدينا، لكنها ليست كذلك كما سيأتي.
[4] - أي فيما لو ثبت انها ليست من حديث النفس أو من إلقاءات (هزع) .. الخ مما سبق.
[5]- وننقل نص هذا الشخص الذي ينقل آراء معظم علماء الاحلام
[6]- سورة الانعام الاية25الى الاية28
[7] - لو كان (لا نكذب) عطفاً على مدخول (ليتنا) فان الظاهر ان كذبهم هو بالدلالة الالتزامية لما نقله عنهم القرآن، فان المنقول مطابقة هو التمني وهو من الإنشاء لكن الظاهر ان مرادهم لازمه من الوعد أو الاخبار بعدم التكذيب لو أعيدوا للدنيا. واما لو كان ابتداءَ كلامٍ فالأمر واضح.
[8] - سورة الانعام الاية 22الى الاية24
[9] - أي معذرتهم.
[10] - وفي الكافي وتفسير القمي: يعنون: بولاية علي عليه الصلاة والسلام، وراجع في (الصافي) و(البرهان) سائر الروايات.
[11]- ان قلت ان القران هو مصدر العلوم والفيوضات والخير؟
قلت: نعم لكن من يفسره هو (الإمام) (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) ثم انه لو رأى المعصوم المنامات فلأن المعصوم رؤياه حجة بلا كلام فيمكن ان يقال ان رؤيا المعصوم تطابق القران (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ) حيث رأى ان قردة تنزو على منبره ففسرت باحد تفسيري الاية ببني امية، فالكلام لو كان في رؤيا المعصوم فانه يعقل القول ان الكتاب التدويني لله معصوم من الخطأ وهذا رسول الله فاحلامه معصومة من الخطأ أيضاً فيمكن ان يقال ان كل حلم له يفسر بآية مشابهة ومع ذلك لا دليل على ذلك أي لا دليل على أن مفردات رؤياه تفسيرها يكون بمفردات القرآن، ولو كان فعلمه بأيديهم فقط.
[12]- والنقاش في هكذا امور مخجل لكن الذي الجئنا اليه ان الاحلام طبقت العالم وان المعبرين اجمعوا على مثل هذه الادلة التي هي اوهى واوهن من بيت العنكبوت لكن كثيراً ما يضطر الإنسان اذا استحكمت الشبهة في الاذهان وإذا ذكرت لها بيانات خطابية وشعرية، وإذا كانت تسوق وتزوق وتخرج احيانا مصيبة، فالانسان يضطر إلى مناقشتها والا فهي اوهن من بيت العنكبوت.
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |