||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 32- (كونوا مع الصادقين) الإمام الصادق عليه السلام سيد الصادقين

 مناشئ الحقوق في شرعية الحاكم والدولة (5)

 الشخصيات القلقة والايمان المستعار

 484- فائدة رجالية: (عدم تواطؤ المخبرين على الكذب ركيزة التواتر)

 472-فائدة فقهية: ترديد العدد في روايات جواز أمر الصبي

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (7)

 128- (ليتفقهوا في الدين) الاهداف الثلاثة الرئيسية لرجال الدين والجامعيين

 243- مباحث الأصول: (الحجج والأمارات) (1)

 48- بحث اصولي: حكم تقييد المثبتين اذا كانا من سنخين

 307- الفوائد الأصولية: حجية الاحتمال (3)



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4533

  • التصفحات : 28090318

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : الاجتهاد والتقليد(1432-1435هـ) .

        • الموضوع : 283- 1ـ (الايات) خاصة بمنامات الانبياء او تعبيرهم ، فهي حجة لا غير ، وشواهد من الروايات على ذلك 2ـ الايات لم ترد في شؤون اصول الدين ولا في مقام تشريع الاحكام الكلية ، بل غالباً في الاخبار عن امرٍ مستقبلي ، وبعضها قضية خاصة بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) 3ـ بعض الايات ظاهر في ان (علم التعبير) عطية الهية 4ـ رواية صحيحة (... ان دين الله اعز من ان يرى في القوم) .

283- 1ـ (الايات) خاصة بمنامات الانبياء او تعبيرهم ، فهي حجة لا غير ، وشواهد من الروايات على ذلك 2ـ الايات لم ترد في شؤون اصول الدين ولا في مقام تشريع الاحكام الكلية ، بل غالباً في الاخبار عن امرٍ مستقبلي ، وبعضها قضية خاصة بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) 3ـ بعض الايات ظاهر في ان (علم التعبير) عطية الهية 4ـ رواية صحيحة (... ان دين الله اعز من ان يرى في القوم)
السبت 21 رجب 1434هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم 
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
 
ملخص ما تقـــدم 
 
كان البحث حول الايات الكريمة الواردة في شأن بعض المنامات، وانه هل يمكن الاستدلال بها على حجية الاحلام؟ 
 
اجبنا وقلنا ان هذه الايات وردت في عشر موارد، بين ايات صريحة في الرؤى وبين ما هي محتملة لوجوه عديدة فينبغي ان يستعان بالروايات كي تفسر بالاحلام او لا تفسر، وذكرنا ضابطا عاما، ونضيف ضابطين اخرين فنقول: 
 
1- (الايات) خاصة بمنامات الانبياء او تعبيرهم ، فهي حجة لا غير ، وشواهد من الروايات على ذلك 
 
بالتدبر في تلك الآيات الكريمة تظهر لنا امور: 
 
الأول: ان هذه الآيات، كلها إما هي منامات للأنبياء او منامات فسّرها وعبّرها الانبياء فهي حجة بلا كلام، وليس كلامنا في منامات الانبياء فانها وحي ولا كلامنا في تفسيراتهم فانها حجة كمطلق أقوالهم وأفعالهم وتقاريرهم؛ إنما الكلام في منامات غير الأنبياء التي يفسرها غير الانبياء,هذا هو الجامع الاول. 
 
2- علم تأويل المنامات منحة إلهية للأنبياء ولا دليل على منحه غيرهم 
 
الثاني: هو ما ذكرنا ان بعض الايات ظاهرة فيه، ثم وجدت روايات تصرح بذلك، وهو ان بعض الايات ظاهرة في ان علم تأويل المنامات منحة الهية خاصة بالانبياء او ببعضهم وليست مما يحصل بالطرق الطبيعية، فلنقرأ بعض الروايات ثم نرجع للايات, ففي بحار الأنوار عن قصص الراوندي باسناده (عن ابي عبد الله عليه السلام, قال: لما امر الملك بحبس يوسف عليه السلام في السجن الهمه الله تأويل الرؤيا) اذن كان ذلك بإلهام إلهي مباشر، فلو ثبت لنا ان شخصا بدليل آيةٍ أو روايةٍ ألهمه الله تأويل الرؤيا فكلامه حجة، لكن عامة غير الانبياء لا دليل لنا من آية او رواية على ان الله ألهمه تعبير الرؤيا، غاية الامر الاستقراء فلو استقرأنا وتتبعنا فوجدنا تعبيراته صحيحة فأن هذا الاستقراء يبقى ناقصا ولا يمكن ان يرقى إلى رتبة الاستقراء المعلل فلا يكون حجة باي وجه من الوجوه، إذ لا دليل على الجامع المشترك الذي نريد ان نثبت به حجية سائر تعبيراته، ونترقى ونقول انه حتى من نقل عنه مكرراً ان تعبيراته كانت دقيقة وصحيحة وهو ابن سيرين فانه لا يعلم ذلك بل ان اكثرها دعاوى ومراسيل ولعله يأتي مزيد بيان لذلك. 
 
والحاصل: ان الرواية الاولى تثبت ان الله الهم يوسف تعبير الرؤى وهذه الرواية خاصة بيوسف عليه السلام. 
 
اما الرواية الثانية فعامة لجميع الانبياء ففي مجالس ابن الشيخ عن والده إلى اخر السند,يقول(عن الرضا عليه السلام عن ابيه عن جده عن اباءه عن علي عليه السلام قال:رؤيا الانبياء وحي) وعلى ذلك فان الضابط العام هو ان رؤيا الانبياء وحي اما رؤيا غيرهم فليست بوحي ولا منشأ لحجيتها من اية او رواية، وهناك روايات اخرى في البحار نكتفي بهذا المقدار. 
 
اذن نقول: الروايات واضحة في ان الحجية هي لرؤى الانبياء، واما ما عدا ذلك فمشكوك في حجيته والشك في الحجية موضوع عدم الحجية. 
 
هذا كله اضافة إلى ما استظهرناه من الايات نفسها، فانه في ثلاث موارد فان الآيات التي تتحدث عن يوسف تربط معرفته بالاحلام بالتعليم الالهي الغيبي المباشر، الآية الأولى في سورة يوسف هي الآية السادسة (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ) و"من" الظاهر انها لتبيين الجنس لا للتبعيض اي يعلمك تأويل الاحاديث، والاجتباء هو بفعل إلهي مباشر وكذلك (وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ) فانه بتعليم إلهي مباشر وكذلك (وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) فهذه الثلاثة (يجتبيك ويعلمك ويتم نعمته) كلها بوزان واحد. 
 
الاية الثانية من سورة يوسف هي الآية الواحدة والعشرون: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ) فهذا النص (لنعلمه) واضح، وليس انه تعلّم. (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) ولعل المستظهر ان الله تعالى ربط تعليمه من تأويل الأحاديث، كتمكينه في الأرض، بالهيمنة الإلهية وغلبة الله سبحانه وتعالى, والاية الثالثة ايضا في سورة يوسف الاية 37 (لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) وهكذا نجد في كل الآيات تأكيداً وإصراراً على ان هذا – علمه بتأويل الأحاديث - منحة إلهية مباشرة, وهنا حديث مطول ونكتفي بهذا المقدار. 
 
والخلاصة: 
 
ان هذه الايات وما سيأتي مرتبطة بالانبياء رؤيا او تعبيرا, وذلك ظاهر الايات وصريح عدد من الروايات (ان هذه خاصة بالانبياء وان رؤيا الانبياء وحي). 
 
ثم اننا لا نستدل بمفهوم الوصف او اللقب كي يقال اللقب والوصف لا مفهوم لها؛ بل اننا نستدل بالظهور العرفي؛ فانه عندما تعطى هذه الجملة ( رؤيا الأنبياء وحي) للعرف فما الذي يفهمه؟ مثلا لو كانت فرق من الناس وقلنا: قول الطبيب حجة في مسائل الطب فهل يصح الإشكال بان الوصف لا مفهوم له فلا يعني ذلك ان قول غير اهل الخبرة من غير الاطباء في الطب ليس بحجة؟ فنقول الجمل بعضها ظاهرة بقرينة المقام أو بمناسبات الحكم والموضوع بنفي ما عداها، اضافة إلى ان قولهم (مفهوم الوصف ليس بحجة) لا يعني النفي المطلق بل نفي الإطلاق وهذه مسألة دقيقة فان الأصولي لا يريد ان يقول ان مفهوم الوصف مطلقا ليس بحجة وانما لا اطلاق لحجيته، ففي الجملة هو حجة لكن لا بالجملة, وهذا مبحوث في محله, على انه يكتفى بالشك فان الشك في الحجية موضوع عدم الحجية وقد ثبت ان الانبياء رؤياهم حجة، وما عداهم مشكوك فيه فليس بحجة. 
 
3ـ الايات لم ترد في شؤون اصول الدين ولا في مقام تشريع الاحكام الكلية، بل هي غالباً في الاخبار عن امرٍ مستقبلي ، وبعضها قضية خاصة بالنبي 
 
الجامع الثالث الذي نلاحظه في الايات وهو جامع جديد ومهم وهو ان ان هذه الايات طرا لا تتحدث عن اصول الدين اطلاقا، هذا اولا,وثانيا انها لا تتحدث عن تشريع الاحكام الكلية الالهية فليست واردة في هذا المورد ولا في ذاك المورد، فلتكن الرؤى – فرضاً - حجة ولتكن رؤى غير الانبياء حجة فرضا لكن حجيتها ليست في أمور العقيدة ولا الشريعة. والحاصل: ان هذه الايات لا تتحدث عن حجية الرؤى في تشريع الحكم الكلي الالهي ولا تتحدث عن حجية الرؤى في الشؤون العقدية، بل انها تتحدث عن حجية الرؤى في الجملة إذ تتحدث عن الرؤيا في شان الاخبارات المستقبلية وشبهها، فإن الموارد الثلاثة في قصة يوسف عليه السلام لا تتحدث عن شؤون العقيدة او الشريعة. 
 
فقد جاء في إحدى الآيات (قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ) ففسرها بنجاة الاول وصلب الثاني فهي إخبار مستقبلي عن قضية لا ترتبط بشؤون العقيدة او الشريعة (نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ) أي المحسنين في تعبير الرؤيا على احتمال، والاحتمال الاخر المحسنين للسجناء، وقد جمعهما يوسف عليه السلام (قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ) اي إلى ما يؤول اليه فهو خبر، وهذه الايات في مقام الاخبارات وليس في مقام الانشاء لحكم الهي كلي. 
 
واما الآيات الأخرى فترتبط بالملك وانه رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف، ورأى ما رأى في منامه، فعبرها نبي الله يوسف استكشافا للمستقبل، والحاصل انه في الجملة يمكن ان تكون الرؤى مرآة للمستقبل لكن اين هذا من ان تكون الرؤى من مصادر التشريع وان الوجوب والحرمة تثبتان بها؟ واين هذا من ان اصول الدين تثبت بالرؤى مثل ان هذا امام، او ما يرتبط باصول الدين مثل ان هذا نائب من قبل الامام. 
 
وكذلك الاية الاخرى (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) فهي رؤيا كاشفة عن أحداث مستقبلية فان الكواكب كناية عن اخوته والشمس والقمر كناية عن ابويه حيث سجدوا له سجود كرامة لا سجود عبادة، كما يسجد البعض عند دخول المشاهد المشرفة شكرا لله على ما وفقهم من زيارة مشاهد أولياءه، وقد ذكر الشهيد الثاني استحبابها. 
 
وسياتي حال بقية الايات الشريفة بإذن الله تعالى, اذن الاطار الثالث, ان هذه الايات الكريمة وكذلك الروايات الشريفة ليست في مقام بيان مرجعية الاحلام في التشريع الالهي والاسلامي ولا مرجعيتها في شؤون العقيدة بل انها تنفي ذلك كما مضى وسيأتي بأدلة أخرى، بل المرجعية فيما ثبتت لها المرجعية هي في شؤون الاخبارات وشبهها، والمقصود بـ(شبهه) موردان سيأتيان في آيتين. 
 
رواية صحيحة صريحة في عدم حجية الأحلام في دين الله 
 
وهذا الجامع الثالث تصرح به رواية صحيحة ومهمة تقطع دابر كل مدع لحجية الأحلام في شؤون العقيدة أو الشريعة ومسائل الحلال والحرام, والرواية هي في اعلى درجات الصحة على حسب بعض المباني وهي معتبرة على كل المباني، والرواية وردت في الكافي الشريف[1] عن علي بن ابراهيم القمي عن ابيه وكلاهما فوق أن يوثق؛ اما هو فشأنه واضح اما والده (إبراهيم بن هاشم) فعلى حسب تعبير بعض علماء الرجال فانه فوق ان يوثق، اضافة إلى اكثار علي بن ابراهيم من الرواية عنه ووروده في اسناد كامل الزيارات، وانه رويت عنه 6414 رواية في الكتب الاربعة ولعله ليس له نظير في كثرة الرواية عنه، بل هذه بنفسها تصلح قرينة شافية لتوثيقه, اضافة إلى جهات اخرى لا داعي للاطالة حيث ادعى السيد ابن طاووس الاجماع على توثيقه، ولنرجع إلى السند: (علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير), وهو من اصحاب الاجماع, (عن ابن اذينة)، اي عمر بن اذينة هو ثقة بلا كلام فقد وثقه الشيخ الطوسي كما عبّر النجاشي عنه بتعبير يفوق التوثيق حيث يقول عنه (شيخ اصحابنا البصريين ووجههم له كتاب...) وله اكثر من 482 رواية في الكتب الاربعة, اذن السند لا كلام فيه (عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ما تروي هذه الناصبة) أي في شؤون الصلاة كما سيظهر (فقلت جعلت فداك في ماذا؟ فقال في أذانهم وركوعهم وسجودهم؟ فقلت: انهم يقولون ان ابي بن كعب رأه في النوم) أي رأى الرسول صلى الله عليه واله في النوم واخبره ان الصلاة كذا وكذا (فقال عليه السلام: كذبوا فان دين الله اعز من ان يرى في النوم) فالرواية صحيحة السند صريحة وواضحة الدلالة على ان دين الله اعز اي امنع واعلى شأنا وارفع من ان يرى في النوم، فليس النوم من مصادر التشريع، بل ان مصادر التشريع هي الاربعة المعروفة ولا غير, ولم يذكر فقيه من الفقهاء ولا اصولي ولا محدث ان من مصادر التشريع هو الاحلام كما لم تذكره رواية من الروايات, بل نفى بعض صحاح الروايات ان تكون الأحلام من مصادر التشريع، ولو كان لبان لكثرة الابتلاء بالاحلام على مر التاريخ اذ ان كل انسان قد يرى طول عمره المئات بل الالوف بل ربما مئاة الالوف من الاحلام فالمسألة كثيرة الابتلاء جدا وكثيراً ما يرى الناس احلاما في شؤون العقيدة او الشريعة, لكن مصادر التشريع اربعة لا غير وهذه الرواية صريحة في المقام[2]. 
 
رسالة الأحلام وعلتها الغائية 
 
وفي البحث القادم سوف نتطرق للعلة الغائية او حسب تعبيرنا السابق؛ (الرسالة) التي تحملها هذه الايات الشريفة وانه لم ذكر الله تعالى بعض منامات الانبياء وبعض تعبيراتهم وما ربطها بنا؟ وما هي العلة الغائية لذلك؟ فاذا ظهرت فانه سيظهر وجه جديد للجواب, والتدبر في الموارد العشرة سيظهِر ان العلة الغائية هي امور ثلاثة وهذه الامور الثلاثة لا كلام فيها ولا نقاش، اما الان فلنطبق بعض ما قلناه على الايات: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) وهنا نجد ان الحديث يدور عن رؤيا تفسر حدثا مستقبلياً سيحدث ولا تتحدث عن انشاء لحكم، ولا عن شأن من شؤون العقيدة بل تتحدث عن مقام (عزيز مصر) الذي سيصل اليه، واما العلة الغائية من هذه الرؤيا فهي امران: أحدهما: الامتحان وسيأتي ان من العلل الغائية للأحلام على مر التاريخ هي الفتنة والامتحان (إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ) اي انه يثير ما يبعث الاضطراب (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ)، وسياتي تفصيله, فهذه الرؤيا كسائر الرؤى، الهدف منها أو من أهدافها، اما كلها او لبعضها، هو الفتنة والامتحان لكي تظهر سرائر الناس وحقائقهم وذلك نظير المدير اذا اراد اختبار موظف وامانته فانه يوقعه في الفتنة فيضع مثلاً تحت تصرفه أموالاً كبيرة ويتظاهر انه لا يعرف ان خان في الامانة، فهذه فتنة الهدف منها استكشافه، والاحلام فلسفتها الامتحان ولذا كان فيها صادق وكاذب، والحاصل: اننا ننكر انها حجة ولا نقول ان لا صادق فيها لكي ينقض علينا ببعض صوادق الاحلام، بل قد جعل الله الصدق أحياناً والكذب أحيانا للامتحان, وتتمة الحديث تأتي. 
 
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين 
 
 
[1]- الكافي ج3 باب النوادر ص482 الطبعة الليزرية 
 
[2]- وسيأتي الكلام في الاية (إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ )وانها قضية خاصة شخصية وليست من مصادر التشريع الكلي العام، ثم ان هناك ثلاث او اربع اقوال في معناها، كما انها تنطبق عليها كلماتنا السابقة: هي رؤيا نبي ولم تكن لتشريع حكم كلي ولو كانت لكانت حجة.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : السبت 21 رجب 1434هـ  ||  القرّاء : 3933



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net