297- الجواب 8: الحصر في (من رآني) اضافي الجواب9: الحجية خاصة بما لو لم تعارض احلام أو ادلة اخرى الجواب 10: انصرافها الى غير شؤون العقيدة والشريعة الجواب 11: عدم حجية ظواهر الفاظ الاحلام الجواب 12: مناط الاحكام الشرعية العلوم الظاهره الجواب13: اعراض المشهور شهرة عظيمة الجواب14: الرؤيا داخله في دائرة(البداء)

السبت 12 شعبان 1434هـ

 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 

 

8- الحصر فـ(من رآني) إضافي 

 

الجواب الثامن: وقد يقال ان مصب النفي والإثبات في (من رآني فقد رآني) هو رؤيته صلى الله عليه وآله فيما لو دار أمره بين كونه هو أو كون الشيطان متجسداً في صورته، فإن شأن المعصوم أجل من أن يتصور الشيطان في صورته. 

 

لكن ذلك لا ينفي إمكان ان يتمثل غير الشيطان في صورته، ألا ترى: 

 

أ) ان بعض الواقفة صنع صورة تشبه من بعيد الإمام الكاظم عليه السلام في القضية المعروفة؟ 

 

ب) وانه يمكن لأي ممثل أي يمثل هيئة وشمائل أحد المعصومين، قريبة كانت أو بعيدة عن الواقع؟ 

 

ج) انه توجد الكثير من الصور المرسومة على أنها النبي أو الإمام، مما لا تطابقه، وليس يمتنع في حكم الله التكويني ذلك، بل الممتنع حسب الرواية فقط هو تمثل الشيطان في صورة النبي والإمام. 

 

والحاصل: ان الحصر إضافي، فبالإضافة إلى احتمال كون المرئي هو الشيطان متمثلاً بصورة المعصوم، ورد (من رآني فقد رآني فان الشيطان لا يتمثل بي) لا بلحاظ إمكان تمثل غير المعصوم به، وإلا لكان التعليل بالأعم لإثبات الأخص وهو مما لا يصدر من حكيم فكيف بسيد الحكماء؟، وكان ينبغي أن يقال: فان شيئاً لا يتمثل بي أبداً. 

 

وعليه: فيمكن ان يكون ما زعم في المنام انه النبي، ليس بالنبي كما ليس بـ(الشيطان متصوراً بصورته) إذ (فان الشيطان لا يتمثل بي) بل هو شخص آخر يشبه النبي (صلى الله عليه وآله) أو المعصوم فتصوره هو، أو هو من دعابات القوة المتخيلة، أو غير ذلك. 

 

9- الحجية خاصة بما لو لم تعارضها أحلام أخرى أو أدلة أخرى 

 

الجواب التاسع: ان حجية هذه الرؤيا خاصة بما لو لم تعارض برؤيا أخرى، لأن أدلة الحجية لا تشمل المتعارضين اقتضاءاً على رأي، أو ان شملتهما اقتضاءاً فانها تسقط بالمعارضة عقلاً، ولا دليل نقلي على التخيير إلا في الخبرين، وقد مضى نظيره وتفصيله. 

 

10 – انها منصرفة إلى غير شؤون العقيدة والشريعة 

 

الجواب العاشر: انها منصرفة إلى ما كان مؤداها غير شؤون العقيدة والشريعة، فتختص بالمبشرات والمنذرات، وذلك نظراً لرواية (ان دين الله أعز من أن يرى في النوم) 

 

فان ضم إحدى الروايتين إلى الأخرى يفيد انه لا يمكن ان يرى النائم الرسول أو أحد المعصومين وهو يأمره أو ينهاه في أمر من أمور الشريعة، أو العقيدة، كأن يأمره بإتباع فلان وكونه وصياً مما لم يثبت بالأدلة الشرعية العامة، وذلك (لأن دين الله أعز من أن يرى في النوم). 

 

ولولا هذا الجمع العرفي ظاهراً، للزم طرح الروايتين ولا مجال لدعوى أخصية (من رآني...) لأن كون لسان (إن دين الله أعز ...) آبياً عن التخصيص لا يترك مجالاً لدعوى أظهرية الأخص. 

 

وقد مضى في الرواية السابقة ما ينفع المقام ويتمم الكلام فلاحظ 

 

11- عدم حجية ظواهر رموز وألفاظ الأحلام 

 

الجواب الحادي عشر: انه لو فرض صحة كل رؤيا يُرى (صلى الله عليه وآله) فيها وانها رؤيا له صلى الله عليه وآله وفرض تسليم كون الكلام كلامه، فانه لا يكفي ذلك في حجية ظواهر ألفاظها. 

 

وذلك لما فصلناه من أن للأحلام لغةً خاصة بها، وان الكلمات والصور والهيئات والحالات يُرمز بها في عالم الأحلام إلى ما يغاير ظواهرها في عالم الأعيان وفي أوضاع اللغات. 

 

والحاصل: ان الحجية 1- فرع ثبوت كونه صلى الله عليه وآله هو المتكلم، 2- وفرع ثبوت إرادته إرادة جدية ظاهر الكلمات كما يراد منها في عالم اليقظة، ولم يثبت أي منهما. 

 

بعبارة أخرى: الحجية متوقفة على ثبوت الصدور وصحة التعبير وصحة التعبير غير محرزة إلا لو كان النبي أو الإمام هو المفسّر والمعبّر. 

 

12- مناط الأحكام الشرعية هو العلوم الظاهرة 

 

الجواب الثاني عشر: انه على فرض ثبوت الصدور وصحة التعبير ومطابقة ظواهر الألفاظ في عالم المنام لظواهرها في عالم اليقظة من حيث المعنى المراد، فيرد عليه ما سبق نقله عن العلامة المجلسي من (ان مناط الأحكام الشرعية هو العلوم الظاهرة...) فراجع 

 

13- اعراض المشهور شهرة عظيمة 

 

الجواب الثالث عشر: ما سبق أيضاً من ان هذا الحديث ونظائره، قد أعرض عنه مشهور الفقهاء والأصوليين والمحدثين والمفسرين، شهرة عظيمة كادت أن تبلغ حد الإجماع، بمعنى انهم لم يعتبروا رؤية أحد المعصومين في المنام مصدراً من مصادر التشريع ولا دليلاً ملزماً على الحكم الشرعي من وجوب وحرمة. 

 

والشهرة كاسرة في بناء العقلاء خاصة إذا كانت بهذه الدرجة من العموم والقوة والوضوح. 

 

وقد ورد في الحديث (خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذ النادر فإن المجمع عليه لا ريب فيه)[1] وقد سبق نظير هذا الجواب. 

 

14- الرؤيا داخلة في دائرة البداء 

 

الجواب الرابع عشر: انه على فرض الحجية صدوراً وتعبيراً، فان ما يخبر به في المنام لا دليل على انه خارج دائرة (البداء) إذ يحتمل كونه من ما يخبر به عن لوح المحو والإثبات، فلا يعلم تحققه خارجاً وقد مرّ نظيره وتمامه[2]. 

 

 

 

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين واللعنة على أعدائهم إلى يوم الدين 

 

 

[1] - والاستدلال بعموم التعليل في الرواية لظهور التعليل في كونه بالارتكازي الفطري أو العقلائي. 

 

[2] - ونضيف: ان حدود البداء معلومة في الروايات إذ موارده محددة وقليلة جداً أما البداء في المنامات فلا يعلم حدها ولعلها الأكثر فلا يبقى وثوق بها ولا مجال للاعتماد عليها.